كتب

كتاب الكتب السماوية



كتاب الكتب السماوية

كتاب
الكتب السماوية

 

العبارة:
مكتوب. ان قرارات الله واعمال البشر مدّونة في كتاب. هذه الفكرة الأنتروبومورفية
قديمة جدا في العالم السامي. وبما أن التدوين يكفل الاحتفاظ بالأحداث والقرارات،
فصورة الكتب السماوية تُبرز طابع الحكم الالهي الذي لا يُخطئ ولا يُفلت منه واحد.

(أ)
كتاب قرارات الله. يتحدّث أخنوخ عن لوحات سماوية دوّن عليها مسبقا تاريخ البشرية.
نستطيع أن نشبّهها بلوحات الحظ في الديانة البابلية. كان يضعها مردوك كل سنة وكان
عليها مصير الجماعة، ومصير كل فرد. إلى هذه الفئة ينتمي “درج الكتاب”
(حز 2: 9ي؛ دا 12: 1؛ رؤ 5: 1ي؛ 10: 2ي؛ ار 22: 30؛ مز 139: 16). ولكن هذه الكتب
هي عكس اللوحات البابلية، لأنها ليست تعبيرًا عن قدر أعمى يتحكم بكل شيء، بل تحمل
قرارات اله قدير يسيطر على التاريخ. في سفر الرؤيا، يُعطى درج الكتاب للحمل، وهذا
يعني أن الحمل الممجّد يتسلّم تنفيذ القرارات الالهية.

 

(ب)
كتاب الحياة. يفترض خر 32: 33 أن أسماء الأحياء مكتوبة كلها في كتاب. حين يقول إن
أحدا مُحي، فهذا يعني انه مات. الله لا يمحو الاّ الخاطئ (آ 33؛ رج حز 18: 4…)
بحيث ان كتاب الاحياء يعبّر عن فكرة المجازاة: يكون البار مسجَّلا فيه (مز 69: 29؛
رؤ 3: 5). اما الخاطئ فيمُحى منه (مز 69: 29)، فما له إلّا أن ينتظر الموت. وحين
وعى اسرائيل أن مجازاة الذين يمارسون الشريعة ليست الموت الجسدي، وأن عقاب
الخاطئين ليس موت الجسد، اتّخذت حياةُ المسجّلين في الكتاب بُعداً مسيحانياً أو
اسكاتولوجيا (دا 12: 1؛ فل 4: 3؛ رؤ 13: 8): نستطيع أن نحيا (جسديا) دون أن نسجَّل
في الكتاب (رؤ 17: 8)، لأن الحياة التي يعد بها الكتاب هي حياة السماء الجديدة
والارض الجديدة (رؤ 21: 1 و 27). وهذه لا ينالها الذين لم يسجّلوا (رؤ 20: 15).
هذا لايعني أن التسجيل هو تحديد مصير مجيد، لأن المسجل يمكنه أن يخطأ (رؤ 3: 5).
ويتكلم أخنوخ في المعنى عينه عن كتب الحياة التي يفتحها قديم الايام (رؤ 20: 12).
وفي كتاب اليوبيلات، إن الذين نقضوا العهد يُمحون من كتاب الاحياء ويسجَّلون في
كتاب الذين سيهلكون. ويُزاد على كتاب الحياة كتابُ المختارين، وهذه فكرة مأخوذة من
العالم اليومي (نح 7: 5-6، 64): يسجَّل كل واحد في مدينته (إش 4: 3؛ حز 13: 9؛ مز
87: 6). وإن التسجيل في نسب اسرائيل أو في سجل سكان اورشليم كان ضروريا. أما في
سفر الحياة فيمكن ان نسجَّل ويمكن ان نُمحى. هذا يعني اختيارا يشبه الاعداد الى
المجد (لو 10: 20: دوِّن الرسل في سجل السماء. رج عب 12: 23). نجد ما يقابل خر 32:
32 عبارة: احتفظ في صرة الاحياء (1صم 25: 29). كما ان الله لا يمحو اسم موسى، كذلك
هو يحتفظ بحياة داود بسبب غيرته من أجل ربه. ولقد احتفظ اليهود بهذه العبارة
فكتبوها على مدافنهم: لتُحفظ نفسك في حزمة الحياة.

 

(ج)
كتاب الذكر. اذا عدنا إلى مز 109: 14؛ إش 65: 6؛ ملا 3: 16 نرى أن أعمال الناس
مسجَّلة في السماء. ان نح 13: 14 (رج 5: 19) يطلب من الله ان لا تمحى اعماله من
الذكر. ويمكننا ان نقرأ هذه الصلاة عينها في نصوص بابل الملكية. ونجد الفكرة عينها
في مز 51: 3: أمحُ معاصيّ. إن الله يدين البشر حسب هذا الكتاب (دا 7: 10؛ رؤ 20: 12)،
هذا ما تقوله أيضا الرؤى المنحولة وكتب الرابينيين

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى