بدع وهرطقات

بدعة إنتحال الشيطان شخصية البابا يوحنا بولس الثانى



بدعة إنتحال الشيطان شخصية البابا يوحنا بولس الثانى

بدعة إنتحال
الشيطان شخصية البابا يوحنا بولس الثانى

 

حيث جاء فى
البدعة الآتى:

البابا
القادم والأخير سيكون شيطاناً منتحلاً شخصية يوحنا بولس الثانى

 

قادنا الله، مِن خلال
دراسة رؤيا 17، إلى حدث مُذهل يؤيِّد ويدعم حقيقة أننا نقترب من نهاية كل شيء
بأسرع مما يتصوَّر أي شخص. وقد حثــَّنا إلهنا المُحب على مشاركة هذه النبوة مع
الآخرين حتى لا يؤخذ أحد في أشراك الأحداث الشاملة التي ستكتنف العالم قريباً في
أعظم خدعة يبتكرها الشيطان.

ويتجرأ موقع فرصة
العالم الأخيرة
هذا على شبكة المعلوماتية على أن يُعلن هذا التفسير على العالم
أجمع لأننا نتقيَّد ونلتزم فقط بالتفسير الكتابي الدقيق والموثوق. وهذا يعني أننا
نفسِّر نبوات الكتاب المقدس باستخدام الكتاب ذاته، أي أننا نجعل الكتاب يُفسرِّ
نفسه بنفسه. وبهذا الإجراء، نتأكــَّد مِن صحَّة الرؤيا.

وإذ ندرك بكل وضوح أننا
نعيش في العصر الذي يسبق مُباشرة المجيء الثاني لربنا يسوع المسيح في سحب السماء،
نلتمس مِن الله أن يلهم قلبك بمدى قصر الوقت المتبقي الذي يتقرَّر بعده مصير كل
إنسان. وليت روحه القدوس يمنحك الفطنة والبصيرة والحكمة اللازمة إذ تبدأ في هذه
الدراسة الجدية. آمين.

رؤيا 17

1. أي جزء من
الكتاب المقدس قادكم إلى هذه النتيجة؟

“ثم
جاء واحد من السبعة الملائكة… وتكلم معي قائلاً، هلمَّ فأريك دينونة الزانية
العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة
2 التي
زنى معها ملوك الأرض وسكر سكان الأرض من خمر زناها.
3 فمضى بي بالروح إلى برية: فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي،
مملوء أسماء تجديف، له سبعة رؤوس وعشرة قرون.
4 والمرأة كانت متسربلة
بأرجوان وقرمز، ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلوء، ومعها كأس من ذهب في يدها
مملوَّة رجاسات ونجاسات زناها
5 وعلى جبينها اسم مكتوب سر،
بابل العظيمة، أم الزواني ورجاسات الأرض.
6 ورأيت المرأة سكرى مِن دم
القديسين ومن دم شهداء يسوع. فتعجبت لما رأيتها تعجباً عظيما.
7 ثم قال لي الملاك، لماذا تعجَّبتَ؟ أنا أقول لك سر المرأة
والوحش الحامل لها، الذي له السبعة الرؤوس والعشرة القرون
8 الوحش الذي رأيت كان، وليس الآن، وهو عتيد أن يصعد من الهاوية،
ويمضي إلى الهلاك. وسيتعجب الساكنون على الأرض، الذين ليست أسماؤهم مكتوبة في سفر
الحياة منذ تأسيس العالم، حينما يرون الوحش أنه كان وليس الآن، مع أنه كائن.
9 هنا الذهن الذي له حكمة. السبعة الرؤوس هي سبعة جبال عليها
المرأة جالسة.
10 وسبعة ملوك خمسة سقطوا،
وواحد موجود والآخر لم يأت بعد، ومتى أتى ينبغي أن يبقى قليلاً.
11 والوحش الذي كان، وليس الآن، فهو ثامن، وهو مِن السبعة ويمضي
إلى الهلاك.
12 والعشرة القرون التي رأيت
هي عشرة ملوك، لم يأخذوا ملكاً بعد، لكنهم يأخذون سلطانهم كملوك ساعة واحدة مع
الوحش.
13 هؤلاء لهم رأي واحد، ويعطون
الوحش قدرتهم وسلطانهم.
14 هؤلاء سيحاربون
الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومُختارون
ومؤمنون.
15 ثم قال لي المياه التي رأيت
حيث الزانية جالسة، هي شعوب وجموع وأمم وألسنة
16 وأما العشرة القرون التي رأيت على الوحش فهؤلاء سيبغضون الزانية
وسيجعلونها خربة وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار
17 لأن الله وضع في قلوبهم أن يصنعوا رأيه. وأن يصنعوا رأياً
واحداً ويعطوا الوحش ملكهم حتى تكمل أقوال الله
18 والمرأة التي رأيت هي المدينة العظيمة التي لها ملك على ملوك
الأرض.”

رؤيا 17 : 1
– 18

2. هل لك أن
تـُقدِّم تفسيراً موجزاً لهذا كله؟

باختصار،
كشفت ليوحنا الدينونة الأخيرة للزانية العظيمة، نتيجة لمسلك أفعالها وهذه
الزانية العظيمة يُشار إليها على أنها بابل العظيمة. وظهرت ليوحنا وهي في البرية
(عد3). وهذا مشهد مهم كما سنرى لاحقاً.

ووصف
الزانية يتوازى مع الوحش المذكور في رؤيا 13 فهذا أيضاً له سبعة رؤوس وعشرة
قرون
(عد7). مما يدل على أن الرمزين يمثلان الشخصية أو المنظمة ذاتها، وهي
النظام البابوي الكاثوليكي. وفضلاً عن ذلك، وُصِفت الزانية على أنها جالسة على سبعة
جبال
(عد9). وكثيراً ما عُرفت روما منذ قديم الزمان وحتى وقتنا هذا على أنها
المدينة ذات التلال السبعة.

وفي حين دُمِجت وحدة
الكنيسة والدولة في رمز واحد في رؤيا 13، فقد صوَّرهما الله في رؤيا 17 بشكل
منفصل. والمرأة ترمز دائماً إلى كنيسة في الكتاب المقدس، وفي هذه الحالة فإن
الزانية تشير إلى كنيسة دنسة. والوحش يُشير دائماً إلى مملكة أو أمة تضطهد شعب
الله. فأمامنا هنا امرأة دنسة تجلس على (تسيطر) وحش قرمزي (دموي). وهذا، مرة أخرى،
يعزز ويدعم حقيقة كون النظام الكاثوليكي هو النظام الوحيد الذي يعمل ككنيسة
وكمملكة أرضية في آن واحد. وقد وُصِفـَت هذه الزانية على أنها عظيمة الغنى
ومتكبرة. والأهم من هذا وذاك أنها فاسدة جداً (العددان 4 و5). وهي حتماً تمثل أداة
الشيطان الفائقة الأخيرة للخداع.

 

والآيات
التالية تعتبر آيات أساسية: “وسبعة ملوك: خمسة
سقطوا، وواحد موجود، والآخر لم يأتِ بعد، ومتى أتى ينبغي أن يبقى قليلاً. والوحش
الذي كان وليس الآن فهو ثامن وهو من السبعة، ويمضي إلى الهلاك.”
(رؤيا
17 : 10 و11). وقد توسع الله في الحديث عن السبعة الرؤوس التي للوحش وعرَّفها على
أنها سبعة ملوك. ومن المهم الإشارة إلى أن أحداث النبوة التي رآها يوحنا
هنا كانت تتم خلال حكم الملك السادس. وهذا الملك كان سيعقبه الملك السابع، الذي
يحكم لفترة قصيرة. ولكن الملك الثامن سيكون واحداً من الملوك السبعة السابقين،
وأنه عندما يظهر من الهاوية (عد8) فلن يكون مجرد ملك (قوة حاكمة)، بل وحشاً (قوة
مضطهدة)، ثم يمضي أخيراً إلى الهلاك.

عندما يظهر
واحد من الملوك السبعة من الهاوية بوصفه الملك الثامن، ولكن على هيئة وحش، فإن ملوك
الأرض العشرة
(عد12) [عشرة رقم كوني شامل ويدل على أن هذا يتضمن كافة حكام
الأرض؛ مثلما هو الحال بالنسبة لمثل العذارى العشرة]، ستصيبهم الهيبة والرهبة بشكل
كبير بسبب الوحش، ويُخضعون قوتهم طواعية للوحش لفترة قصيرة (العددان 12 و13). وكل
من الوحش والملوك العشرة سيحكمون ويحاربون المسيح في شخص أتباعه لفترة قصيرة
ولكنهم لن يتغلبوا عليهم (عد14).

قبل نهاية
كل شيء بقليل، يكتشف الملوك العشرة أنهم قد وقعوا في الشرك وخُدِعوا بواسطة الوحش
(الملك الثامن الصاعد من الهاوية) فيصبُون جام انتقامهم على نظام الوحش، ويدمرونه
(عد16) لأنهم في هذه المرة وإن يكن متأخراً، سينفذون إرادة الله (عد17).

مشهد
البرية

3. اُخِذ
يـوحنا إلى البرية حيث رأى الزانية العظيمة تجلس على وحش (رؤيا 17 : 3).

هذه نقطة
مهمة لأنه ليس بمحض الصدفة أن تكون “الزانية العظيمة
التي تجلس على وحش قرمزي”
قد شوهِدت في البرية. ففي رؤيا 17 يُظهر
الله الفترة الزمنية التي شوهِدت فيها كنيسة الروم الكاثوليك. ولكي نفهم ماذا
سيحدث للعالم عندما تخرج مِن اختبار البرية هذا، علينا أن نستوعب أولاً كيف دخلت
كنيسة الورم الكاثوليك إلى هذا الاختبار.

4. ماذا تعني
البرية في نبوات الكتاب المقدس؟

ولنا مثل
آخر في سفر الرؤيا عن كنيسة ذهبت إلى البرية. كانت تلك هي كنيسة الله الحقيقية
خلال العصور الوسطى، عندما تعرَّضت الكنسية للاضطهاد البابوي: “والمرأة (الكنيسة) هربت
إلى البرية، حيث لها موضِع مُعَد مِن الله، لكي يعولها هناك ألفاً ومئتين وستين
يوماً”
(رؤيا 12 : 6). نعلم أنَّ هذه الكنيسة كانت طاهرة، لأنَّ الله
هو الذي قادها إلى البرية، بعيداً عن الاضطهاد البابوي الذي اشتعل لمدَّة 1260
سنة، مِن 538 – 1798م. كان التنين (الشيطان) يُحارب الكنيسة خلال تلك الفترة،
مُستخدماً في ذلك، أداته الأرضية، كنيسة الروم الكاثوليك: “فأعطيت المرأة جناحي النسر العظيم، لكي تطير إلى البرية، إلى موضِعها،
حيث تـُعال زماناً وزمانين ونصف زمان مِن وجه الحية”
(رؤيا 12 : 14).
البرية، إذاً، في نبوة الكتاب، هي استعارة مجازية تــُصوِّر الأحوال والظروف
القاسية التي تـُواجه الكنيسة في فترة مُعيَّنة مِن التاريخ.

5. متى خرجَت
كنيسة الله الحقيقية مِن اختبار البرية هذا؟

الجواب
المنطقي لهذا السؤال هو: عندما انتهى الاضطهاد البابوي. وقد انتهى الاضطهاد بشكل
رسمي سنة 1798م، عندما أرسل نابليون بونابرت الجنرال برتيه إلى روما وأسر
البابا بيوس السادس ونفاه في فلينس بفرنسا. وفي الوقت ذاته أعلن برتيه نهاية
السيطرة الزمنية على معظم أوربا التي استمتعت بها الكنيسة الكاثوليكية حتى ذلك
الوقت. ووضع ذلك نهاية مفاجئة ومذلــّة لحكم طويل من فرض القوة استمر 1260 سنة.
وبعد ذلك بقليل، انتشرت جمعيات الكتاب المقدس عبر العالم أجمع دون أن يعيق عملها
أي عائق ودون أن يواجهوا أي تهديد أو موانع بابوية. وهكذا فإن سنة 1798م تحدد
التاريخ الذي خرجت فيه الكنيسة من اختبار البرية هذا. والآن أصبحت كنيسة حرة لتركز
طاقاتها على ترجمة ونشر الكتاب المقدس في أكبر عدد ممكن من اللغات، ولتدير نشاطات
كرازية في شتى أنحاء العالم.

6. هل دخلت
الكنيسة الكاثوليكية عندئذ في اختبار البرية في الوقت الذي خرجت فيه كنيسة الله
الحقيقية منه؟

ذلك ما حدث
تماماً. ففي سنة 1798م، لم تفقد فقط الكنيسة الكاثوليكية قوتها الزمنية على معظم
ملوك وحكام وأمراء أوربا، بل ولم تعد حرة للاستمرار في التمتع بامتيازاتها
الإكليريكية مثل اختيار البابا الذي يخلف بيوس السادس. وقد احتاج ممثلوها الآن
الحصول على الإذن من نابليون بونابرت قبل تعيينهم للبابا بيوس السابع سنة 1800م
ليخلف البابا الذي مات في المنفى قبل ذلك بسنة.

وفضلاً عن
ذلك، فإن اختبار البرية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية كان له التأثير الأكبر عليها
من جهة غير متوقعة على الإطلاق – من فنائها الخلفي أي من إيطاليا ذاتها. هنا تكمن
الخلفية لوقائع الحياة القاسية والجافة التي واجهت الكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا
في القرن التاسع عشر.

بعد الهزيمة
الثانية والأخيرة لنابليون سنة 1815م، وجد الإيطاليون أنَّ شبه جزيرتهم قد قسِّمت
إلى دويلات أو ولايات وإمارات بابوية. وقد اعتاد القائد النمساوي القوي، في ذلك
الوقت، ويُدعى ميتيرنخ، أن يُشير إلى إيطاليا على أنها مُجرَّد “تعبير
جغرافي”، وهو قول يعكس الافتقار إلى الدولة الموحدة. وهذه الحالة الغريبة
أفسحت المجال لظهور محاولات قومية لتوحيد إيطاليا في دولة واحدة، ولكن هذه
المحاولات واجهت الكثير من الشك والريبة والمُقاومة من قبل الكنيسة الكاثوليكية.
وبمرور الوقت تزايد الاقتناع في عقول أولئك القادة القوميين بأن الكنيسة
الكاثوليكية كانت بالحقيقة عقبة خطيرة أمام تحقيقهم لطموحاتهم وتطلعاتهم الوطنية.

ولكن التوجه
صوب توحيد إيطاليا وتكوين أمة متحدة جاز في مَعْلــَم أو حدث تاريخي هام، عندما
اغتـُصبت الولايات والإمارات البابوية بالقوة سنة 1860م. ومع ذلك بقيت عقبة واحدة
أساسية أمام تكوين دولة إيطالية واحدة. فقد أراد الإيطاليون أن تكون روما هي عاصمة
دولتهم الموحدة. والمعروف أن روما كانت هي مقر أو كرسي الكنيسة الكاثوليكية وآخر
ما بقي للكنيسة من ممتلكات. وقد تحقق هذا الحلم الإيطالي عندما احتلت القوات
الإيطالية روما في 20 أيلول (سبتمبر) 1870، أثناء حكم البابا بيوس التاسع. ثم
اُعلنت مملكة إيطاليا بعد ذلك بقليل.

تفهَّم
البابا خطورة الأمر فرفض الاعتراف بالمملكة الجديدة وقام بنفي نفسه طواعية
احتجاجاً على هذا الإعلان. هذه الحالة التي لم يسبق لها مثيل عُرفت تاريخياً فيما
بعد بالمسألة أو القضية الرومانية. وظلت هذه المسألة أو القضية بلا حل على
مدى 59 سنة، كان كافة الباباوات اللاحقين خلالها، يحصرون تحركاتهم على مجرد التنقل
بين عدَّة مبانٍ قليلة بالفاتيكان في روما، رافضين مُغادرة روما. من المؤكد أن
الكنيسة الكاثوليكية في القرن التاسع عشر كانت مكتنفة بمحيط أشبه بالبرية الشديدة
العداء.

وباختصار،
فقد رأينا حتى الآن أنه منذ عام 1798م (عندما نـُفي البابا بيوس السادس إلى فلينس
بواسطة الجنرال الفرنسي)، وحتى عام 1870 (عندما اغتـُصِبَت روما بواسطة الجيش
الإيطالي)، غاصت كنيسة الروم الكاثوليك عميقاً في اختبار البرية، وهو اختبار أبعد
ما يكون عن وضعها السابق كوحش، والذي استمتعت به خلال 1260 سنة لسيادتها عندما
كانت قوة كونية مضطهدة تسببت، إما مباشرة أو من خلال تأثيرها الطاغي على حكام
أوربا، في استشهاد ما يقرب من 100 مليون من أتباع المسيح الأمناء.

7. كيف تمَّ حل
المسألة أو القضية الرومانية بين إيطاليا والكنيسة الكاثوليكية سنة 1929؟

كان الأمر
غير معقول ويستحيل فهمه على بابا روما، أن يكون رأساً للكاثوليك عبر أنحاء العالم،
وفي الوقت ذاته أن يكون خاضعاً في وطنه لرئيس آخر هو رئيس الدولة. فوفقاً لاعتقاد
الكنيسة الكاثوليكية أن البابا بفضل دعوته، له الحق الذي لا يُمكن أن يتحوَّل أو
يتغيَّر، في أن تكون له السيادة الزمنية المُطلقة. فعندئذ فقط يمكنه أن يمارس
بحرية وبشكل كامل، واجباته بوصفه رأساً للكنيسة الكاثوليكية الجمعاء. ولكن هذه
المطالبة تعارضت وتضاربت مع رغبة الإيطاليين الطبيعية في أن تكون لهم دولة متحدة
وعاصمتها روما. وهكذا وجد الإيطاليون أنفسهم بعد سنة 1870م، ممزقين بين ولائهم
وإخلاصهم للكنيسة الكاثوليكية بوصفهم كاثوليك أنفسهم، وبين ولائهم وإخلاصهم
لدولتهم التي انشأت حديثاً. وهذا التوتر، الذي لم يجد حلاً، بين الجانبين أضعف
الدولة الحديثة التكوين على المستوى العالمي والمحلي على حد سواء. فكان يجب إيجاد
حل للمسألة أو القضية الرومانية.

كان طرفا
النزاع يتوقان لوضع حد لهذه المعضلة التي طال أجلها. وفي سنة 1922، تبوَّأ مركز
القيادة والقوة كل من الدوق بينيتو موسوليني، والبابا بيوس الحادي عشر.
وبحلول عام 1929، وجدا أخيراً الحل للمسألة أو القضية الرومانية الشائكة التي
استمرت 59 سنة. وفي 11 شباط (فبراير)، 1929، تمَّ في روما توقيع ثلاث مجموعات من
الوثائق والمستندات عُرفـَت في مجموعها بلقب “اتفاقيات لاتيران”، نسبة
إلى قصر لاتيران الذي تمَّ فيه التوقيع بواسطة كل من الكاردينال جاسباري، مُمثلاً
للبابا بيوس السادس عشر، وموسوليني، ممثلاً للملك فيكتور عمانوئيل الثالث.

8. هل لك أن تلخِّص
النقاط الأساسية لمعاهدة لاتيران سنة 1929م بين إيطاليا وكنيسة الروم الكاثوليك؟

1. اعترفت
الدولة الإيطالية بسيادة الكنيسة الكاثوليكية واعتبرت الكنيسة على أنها عضوة
مستقلة في المجتمع الدولي. ومن خلال هذه الإتفاقية حصلت الكنيسة على ولاية [دولة]
مستقلة في روما على مساحة 44 هكتار.

2. اعترفت
الدولة الإيطالية بكنيسة الروم الكاثوليك بوصفها الديانة الرسمية للدولة، واعترفت
الكنيسة الكاثوليكية بدورها باستقلال المملكة الإيطالية.

3. ألغيت كافة
القوانين التي أصدرها البرلمان ضد رجال الدين منذ 1870م واعتـُبرت باطلة.

4. اجريت تسوية
نقدية في صالح كنيسة الروم الكاثوليك لتعويضها عن تخليها عن كافة مطالبها الشرعية
بمدينة روما وكافة الولايات والإمارات البابوية القديمة.

5. تعهد البابا
بالتزام جانب الحياد الدائم فيما يختص بالعلاقات الدولية والامتناع عن
التوسُّط في أي خلاف
إلا إذا طــُلِبَ منه ذلك بشكل محدد من قبل كافة الفرقاء
المعنيين.

 

9. ما هي أهمية
مُعاهدة لاتيران سنة 1929م بالنسبة لاختبار البرية الذي دخلت فيه الكنيسة
الكاثوليكية منذ سنة 1798م؟

ما حصلت
عليه كنيسة الروم الكاثوليك سنة 1929م هو استقلالها وسيادتها. والاستقلال السياسي
يعني أنها الآن أصبحت مملكة، وإن يكن على مساحة من الأرض أصغر بكثير، حيث صار
البابا هو الحاكم المُطلق عليها. وأصبح البابا الآن هو الرأس الأعلى للكنيسة
الكاثوليكية حول العالم، وليس هذا وحسب، بل صار أيضاً هو الملك الزمني بلا مُنازع
على دولة مدينة الفاتيكان. وهكذا ما عاد البابا سجين الأسر.

ومع ذلك،
فإن كنيسة الروم الكاثوليك، لم تستعد في سنة 1929م، ولا حتى من بعيد، المنزلة التي
كانت لها قبل عام 1798م، عندما كانت قوة مُطلقة [الوحش]. وبهذا فهي في سنة 1929م،
لم تخرج بعد من اختبار البرية. ومع أنه في 1929م، وبفضل مُعاهدة لاتيران، تمَّ
الاعتراف بالبابا عالمياً بوصفه ملكاً له سُلطة مُطلقة، إلا أنَّ مُعاهدة لاتيران
اشترطت على البابا أن يتعهَّد بالتزام جانب الحياد الدائم بالنسبة للشؤون الدولية.
وما كان يُمكن تخيل أن يوافق أي بابا، قبل عام 1798م، على مثل هذه الشروط المقيِّدة
للحرية. فاعتقاد الكنيسة الكاثوليكية منذ قديم الزمان، هو أنَّ المسيح هو سيِّد
الأرض كلها، وأنه عند صعوده أوكل سلطته وسيادته تلك لممثله بطرس ولخليفة بطرس وهو
البابا. وبناء على ذلك، فموقف الكنيسة الكاثوليكية المُعلن هو أنَّ القوة الزمنية
الحقيقية والسيادة المطلقة ترتكز بشكل كامل في شخص البابا. وبالتالي، فإن كل حاكم
أرضي أو ملك، لا يتمتع بأي قوة أو يسيطر على أي مساحة، إلا كما يرى البابا
مُناسباً.

ومُجمل
القول هو أن معاهدة لاتيران وإن كانت قد ضمنت للكنيسة الكاثوليكية بعض المكاسب
الملموسة، إلا أنها لم تـُرجـِع للبابا سلطته العليا وقوته التي تمتعت بها الكنيسة
دولياً حتى عام 1789م، وجعلتها قادرة على اضطهاد أعدائها، وبالتالي لـُقـِّبت في
نبوات الكتاب المقدس بلقب الوحش [ذات السلطة المُطلقة]. ومن هنا فلا توجد أهمية
خاصة لمعاهدة لاتيران سنة 1929م بالنسبة لاختبار البرية الخاص بكنيسة الروم
الكاثوليك، نظراً لأنها ظلت في البرية حتى بعد عام 1929.

سبعة ملوك

 

10.
وماذا
عن الملوك السبعة لكنيسة الروم الكاثوليك خلال فترة البرية التي كانت فيها؟

نأتي الآن
إلى أهم جزء في الأصحاح كله. لقد تنبأ الله بوجود سبعة ملوك فقط: “وسبعة ملوك، خمسة سقطوا وواحد موجود، والآخر لم يأت بعد،
ومتى أتى، ينبغي أن يبقى قليلاً”
(رؤيا 17 : 10). ويمكننا الخروج
بالحقائق التالية، من هذه الآية:

1. الملوك هم
سبعة في مجموعهم.

2. اُخِذ يوحنا
في الرؤيا إلى زمن الملك السادس: “خمسة
سقطوا، وواحد موجود”
. وهو يأتي بعد أن يكون الخمسة الأولين قد سقطوا.
مرة أخرى نشدد على أنها لم تكن بمحض الصدفة أن يؤخذ يوحنا عندما كان في الرؤيا إلى
الوقت الذي يتواجد فيه الملك السادس. فهذه إشارة إلهية يقود بها الله شعبه لأن
يركزوا انتباههم على ذلك الملك بوجه خاص، إذ أنه سيلعب دوراً في غاية الأهمية في
أحداث الأيام الأخيرة.

3. الملك
السابع “ينبغي أن يبقى قليلاً”.

11. إذاً، مَن
هم الملوك/الباباوات السبعة؟

كان بيوس الحادي عشر هو أول بابا للروم الكاثوليك (مِن 6 شباط
(فبراير)، 1922) وأصبح ملكاً أيضاً في 11 شباط (فبراير)، 1929. وهو الذي اشترك مع
موسوليني في إبرام مُعاهدة لاتيران.

12. ما الذي
تعيَّن أن يحدث بعد الفترة القصيرة التي أنبئ بها بالنسبة لحكــم بينيدكت 16؟

“والوحش
الذي كان، وليس الآن، فهو ثامن، وهو من السبعة، ويمضي إلى الهلاك”
(رؤيا 17 :
11). ومن هنا نعرف الآتي:

1. كانت
كنيسة الروم الكاثوليك، وحشاً، ذات مرة (حتى 1798)، ولكنها الآن ليست كذلك (إذ
أنها كانت في اختبار البرية منذ 1798). ولكنها ستستعيد مكانة الوحش مرة أخرى
(بمعنى أنها ستخرج من اختبار البرية) بعد سقوط الملك السابع بينيدكت 16.

2. الذي
يأتي بعد بينيدكت 16 سيكون واحداً مِن الملوك السبعة الآخرين. ولكنه لا يعود
يُعتــَبَر مُجرَّد ملك، بل سيكون وحشاً أيضاً، لأنه مِن خلاله تستعيد كنيسة الروم
الكاثوليك قوَّتها السابقة وسلطتها على اضطهاد أعدائها.

3. والثامن عندما يأتي
سيكون هو الأخير، لأنه “يمضي إلى الهلاك”.

 

الملك
الثامن

13. من هو
الثامن الذي يستعيد منزلة الوحش ومكانته لكنيسة الروم الكاثوليك؟

للإجابة على
هذا السؤال، علينا أولاً أن نلاحظ أصل ومصدر الثامن: “والوحش
الذي رأيت كان
[كانت الكنيسة الكاثوليكية قبلاً وحشاً حتى 1798]، وليس الآن [خلال فترة اختبارها في البرية]، وهو عتيد أن يصعد [بعد سقوط بينيدكت 16، سيستعيد الثامن
منزلتها ومكانتها كوحش] من الهاوية، ويمضي إلى
الهلاك”
(رؤيا 17 : 8). ومن هذه الآية يمكننا استنتاج الآتي:

1. ملك واحد
آخر سيأتي بعد بينيدكت 16، وهو الثامن. وهذا الملك يستعيد لكنيسة الروم الكاثوليك
منزلتها أو مكانتها كوحش – لأنه في أثناء حكمه تـُستأنف الاضطهادات مجدداً لشعب
الله، مثلما كانت في العصور الوسطى.

2. هذا
الملك الثامن يصعد “من الهاوية”، وفي
الوقت المُعيَّن، “يمضي إلى الهلاك”.

14. ما هي
الهاوية التي منها يصعد الملك الثامن؟

مرة أخرى،
علينا التوجه إلى الكتاب المقدس وحده للإجابة على هذا السؤال الشرعي. الكلمة
اليونانية التي ترجمت “هاوية”، هي
abussos. ومثيلتها في الإنجليزية هي abyss.
وتوضح لنا الآيات التالية معنى هذه الكلمة
abussos.

“رجل…
كان فيه شياطين منذ زمان طويل…
31 فسأله يسوع
قائلاً، ما اسمك؟ فقال، لجئون، لأن شياطين كثيرة دخلت فيه.
32
وطلب إليه أن لا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية
abussos33 فخرجت
الشياطين من الإنسان ودخلت في الخنازير…”
(لوقا 8 : 27 و30 و31
و33).

نفهم من
آيات الكتاب السابقة أن الكلمة
abussos
اليونانية (التي ترجمت “الهاوية”) تشير إلى موضع أو مكان محدد (غير
معروف للبشر) حيث قـُيـِّد أو احتجز بعض الملائكة الساقطين الأشرار. وليس
كل الملائكة الأشرار يُسمح لهم بترك الهاوية
abussos، وهي ليست بالمكان المُسر أو الممتع لتواجد أي شخص، حتى وإن كانوا
هم الملائكة الأشرار. ويمكن للمرء أن يتصور الجحيم والتدافع المستمر الذي يتم في
الهاوية
abussos بين الملائكة المتمردين. إن الحشد الكبير من الشياطين (فرقة أو
فيلق) الذين كانوا يعذبون هذا الرجل المذكور في القصة السابقة، خافوا لئلا يأمرهم
المسيح بالذهاب إلى
abussos. فالتمسوا إليه ألا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية abussos. لقد وجدوا مسرتهم الكبيرة في تعذيب الناس والحيوانات على أن
يكونوا في صحبة شياطين مِن أمثالهم.

وللتلخيص نقول، أن
الهاوية هي موضع أو مكان يقيد فيه بعض الملائكة الأشرار (الشياطين).

 

الهاوية هي مكان
يُقيَّد فيه بعض الملائكة الأشرار (الشياطين).

 

15. هذا غير
معقول! كيف يمكن للثامن أن يأتي من الهاوية (
abussos)؟ كيف يمكن للثامن أن يكون شيطاناً؟

ما تعلمناه حتى الآن
سيفهم بشكل أكبر متى ركزنا الانتباه على الآية التالية: “الوحش
الذي كان، وليس الآن، فهو ثامن، وهو مِن السبعة، ويمضي إلى الهلاك”

(رؤيا 17 : 11). يوضح لنا الله أن الثامن هو في الحقيقة واحد مِن الملوك السبعة.
وإذ ندمج هذا التفسير المهم للرمز مع حقيقة أن الثامن سيكون ملاكاً شريراً (شيطان)
مِن الهاوية، يمكننا أن نستوعب، أو على الأقل نبدأ في استيعاب ما سيهيمن ويكتسح
العالم بأسره في إذعان واستسلام لم يسبق له مثيل.

 

الثامن سيكون شيطاناً
من الهاوية منتحلاً شخصية أحد الملوك السبعة.

 

سيكون
الثامن شيطاناً من الهاوية
abussos منتحلاً أو متقمصاً شخصية أحد الملوك السبعة. وعندما يظهر الثامن
على المسرح، فسيعمل على التعجيل السريع بخروج كنيسة الروم الكاثوليك من اختبار
البرية لتصبح وحشاً مكتملاً مِن حيث البطش والقوة.

وليس من
الصعب على الإطلاق تخيُّل ذلك التحوُّل المُذهل الذي أنبئ به، بالنسبة لكنيسة الروم
الكاثوليك (خروجاً من وضعها في البرية إلى منزلة الوحش المكتمل) حالما نعيِّن هوية
الملك (مِن السبعة) الذي سيتم انتحال شخصيته بواسطة شيطان صاعد مِن الهاوية.

16. أي من
الباباوات السبعة سينتحل الشيطان الصاعد من الهاوية، شخصيته؟

يمكننا
الاستنتاج مِن دراسة رؤيا 13 و17 أن واحداً فقط يشكل أفضل شخصية لتحقيق برنامج
الشيطان للأيام الأخيرة، وهو يوحنا بولس الثاني العظيم. وفيما يلي ندرج
الأسباب:

1. مِن بين
الملوك السبعة، هو الوحيد الذي يتمم العبارة النبوية: “ورأيت
واحداً مِن رؤوسه كأنه مذبوح للموت، وجرحه المميت قد شفي: وتعجَّبت كل الأرض وراء
الوحش”
(رؤيا 13 : 3). يوحنا بولس الثاني هو الملك الوحيد بين السبعة
الذي اختبر جُرحاً مميتاً سنة 1980، عند محاولة اغتياله وكاد يُقتل. ومِن بعد هذا
الحدث تعجَّبت كل الأرض وراءه، مثلما جاء في النبوة.

2. تذكــَّر
التلميح الإلهي: “خمسة سقطوا، وواحد موجود، والآخر
لم يأت بعد”
(رؤيا 17 : 10). عندما اُخذ الرسول يوحنا في الرؤيا ورأى
المستقبل، اُخذ إلى وقت حكم الملك السادس (يوحنا بولس الثاني).

3. ونأتي الآن إلى أهم
سبب: مَن كان الأكثر شهرة بين الملوك السبعة، وأكثر احتراماً وحباً في جيلنا اليوم؟
وإذا كان للشيطان أن يقود العالم إلى فرض قوانين عالمية لتمجيد سبته المزيف
(الأحد)، فمن تكون الشخصية الأكثر فعالية لذلك غير يوحنا بولس الثاني؟ مَن يكون
أكثر فعالية منه وهو الذي دعا المسيحيين “للتأكد مِن أن الدساتير والتشاريع
والقوانين المدنية تحترم واجبهم في حفظ يوم الأحد مقدساً… والتوقف عن العمل
والنشاطات التي لا تنسجم مع قدسية يوم الرب” [عن الخطاب الرسولي
Des Domins ليوحنا بولس الثاني، بتاريخ 31 أيار (مايو)، 1998]؟ مرة أخرى نشدد
على أنه لا يوجد أي شخص أكثر ملائمة لتنفيذ مخطط الشيطان من يوحنا بولس الثاني.
وبالتالي فانتحال أو تقمص شخصيته هو الأكثر واقعية بالنسبة للشيطان، الذي ينوي على
خداع العالم كله.

 

لا يوجد أي شخص أكثر
ملائمة لتنفيذ مُخطــَّط الشيطان من

 يوحنا بولس الثاني.

 

17. كيف لشيطان
أن ينتحل شخصية يوحنا بولس الثاني؟

“ولا
عجب لأن الشيطــان نفسه يُغيِّــر شكله إلى شبـه مـلاك نــور”

(2كـورنثــوس 11 : 14).

لم يعرفنا
الله مِن خلال كلمته المكتوبة عن الطريقة التي يتم بها هذا التــَّقمُّص. ومع ذلك،
فقد حذرنا الرسول بولس أن عودة الوحش في الأيام الأخيرة ستكون “بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة
الإثم
.”
(2تسالونيكي 2 : 9 و10). والعناصر التي سيستخدمها الشيطان
لخداع العالم كله وإيقاعه في قبضة أداته، كنيسة الروم الكاثوليك، هي: (1) بكل قوة
(2) وبآيات (3) وعجائب كاذبة (4) وبكل خديعة الإثم.

وانتحال شخصية يوحنا
بولس الثاني، هذا، سيتبعه انتحال آخر لشخصيات معروفة حتى يصل هذا الانتحال
المُتكــِّرر إلى ذروته بانتحال شخصية المسيح يسوع مِن قِبَل الشيطان، الذي سيجعل
الأمر يبدو أمام العالم أجمع، أن الله يُكرم بشكل واضح ويبارك كنيسة الروم
الكاثوليك بإعلانات ومعجزات إلهية لم يسبق لها مثيل. وسيجعل الشيطان الأمر يبدو
وكأن السماء قد أحسنت إلى الأرض “بإقامة” أعظم شخصية محبوبة في العالم،
وأنه قد قام مِن الموت حاملاً معه مُخططاً إلهياً ينبغي أن يكون هو الشغل الشاغل
لقادة العالم. وهو بالفعل سيشغل اهتمامهم.

 

انتحال شخصية يوحنا
بولس الثاني بواسطة شيطان، سيتبعه انتحال آخر لشخصيات معروفة حتى يصل إلى ذروته
بانتحال شخصية المسيح يسوع.

 

فترة الوحش
الأخير

 

18. كيف سيغير
انتحال شخصية يوحنا بولس الثاني، العالم كما نعرفه اليوم، ويؤثر على المصير الأبدي
لكافة الأحياء؟

يتنبأ
الكتاب المقدس بحدوث تغييرات عظيمة وحافلة بالأحداث في العالم حالما تستعيد
الكنيسة الكاثوليكية منزلتها كوحش، عندما تخرج مِن اختبار البرية بمجيء البابا
القادم، الملك الثامن. وفيما يلي قائمة بالتغييرات البارزة التي ستحدث كما أنبأ
بها أبونا السماوي المُحب في كلمته.

1. يستخدم
الشيطان البابوية (قوة الوحش) والولايات المتحدة الأميركية (صورة الوحش) لفرض
قوانين دينية في أنحاء العالم لتمجيد الأحد، وانتهاك هذه القوانين يحرم المواطنين
مِن حقوقهم الأساسية للشراء والبيع: “ويجعل الجميع،
الصغار والكبار، الأغنياء والفقراء، والأحرار والعبيد، تصنع لهم سمة على يدهم
اليمنى أو على جبهتهم، وأن لا يقدر أحد أن يشتري أو يبيع، إلا مَن له السمة أو اسم
الوحش أو عدد اسمه.”
(رؤيا 13 : 16 و17).

2. شعب الله
الذين يصرون على رفضهم إكرام الوحش وقبول السبت المزيَّف، سيضطهدون ويقتلون: “ويعطي روحاً لصورة الوحش حتى تتكلم صورة الوحش، ويجعل
جميع الذين لا يسجدون لصورة الوحش يُقتلون.”
(رؤيا 13 : 15).

3. ستتمكن
كنيسة الروم الكاثوليك مِن ممارسة هذه القوة التي لم يسبق لها مثيل، في هذا العصر
الحديث، وذلك مِن خلال المعجزات الكاذبة التي ستـُجرى في وسطها، ابتداءً ’بقيامة‘
يوحنا بولس الثاني، ووصولاً إلى الذروة بانتحال الشيطان نفسه لشخصية المسيح يسوع.
هذه المعجزات غير المسبوقة ستؤدي بقادة العالم إلى إخضاع قوتهم وسلطتهم للبابوية،
اعتقاداً منهم أنهم بذلك يرضون الله وينفذون مخططه: “والعشرة
القرون التي رأيت هي عشرة ملوك، لم يأخذوا ملكاً بعد لكنهم يأخذون سلطانهم كملوك
ساعة واحدة مع الوحش. هؤلاء لهم رأي واحد، ويعطون الوحش قدرتهم وسلطانهم.”

(رؤيا 17 : 12 و13). وقد سبق للنبوة أن أشارت إلى دور المُعجزات في توحيد قادة
العالم لتنفيذ مُخطــَّط الشيطان: “ورأيت مِن فم
التنين ومِن فم الوحش ومِن فم النبي الكذاب، ثلاثة أرواح نجسة شبه ضفادع. فإنهم
أرواح شياطين صانعة آيات، تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة، لتجمعهم لقتال ذلك
اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء.”
(رؤيا 16 : 13 و14).

4. ستحدث زيادة
ملحوظة في الكوارث الطبيعية والمصائب مصحوبة بنزاعات سياسية لا مثيل لها، حول
العالم، يدعي الشيطان وأعوانه أنها علامات على استياء الله وعدم رضاه على حَفـَظة
السبت الحقيقي – لأنه سيُعلن أن الناس يهينون الله بانتهاكهم لحفظ يوم الأحد سبتاً
للرب، وأن خطية الانتهاك هذه قد جلبت مصائب لن تتوقف حتى يُفرض حفظ الأحد بشدَّة،
وأن الذين يتمسكون بادعاء الوصية الرابعة، وبذلك يشوهون الوقار الذي يجب أن يكون
ليوم الأحد، إنما يُكدرون الشعب، ويحولون دون استعادتهم لرضى الله ويمنعون عنهم
الازدهار الزمني.

5. ستفرض سمة
الوحش أثناء هذه الفترة العصيبة من تاريخ الأرض. وسيكون السبت هو الامتحان الأعظم
للولاء، لأنه نقطة الحق الوحيدة المُتنازع عليها بشكل خاص. وعندما يواجه كافة
البشر الامتحان الأخير، عندئذ تتضح العلامة الفارقة بين أولئك الذين يعبدون الله
والذين لا يعبدونه، وفي حين يكون حفظ السبت المزيف، إذعاناً لقانون الدولة، هو
إقرار بالولاء لقوة مقاومة لله، فإن حفظ السبت الحقيقي، إطاعة لناموس الله، يكون
هو دليل الولاء للخالق. فبينما المجموعة الأولى، بقبولها علامة الخضوع للقوى
الأرضية، تنال سمة الوحش، فالمجموعة الثانية بقبولها رمز الولاء للسلطة الإلهية،
تنال ختم الله. وكما كان الحال في كافة العصور، فإن السبت سيكون هو محك اختبار الولاء
لله – علامة بينه وبين أولاده. وأولئك الذين يواصلون العصيان، بعد أن يكون قد
وصلهم النور المتعلق بناموس الله، ويمجدون القوانين البشرية فوق ناموس الله، في
الأزمة الهائلة التي أمامنا، سينالون سمة الوحش.

6. في وسط كل
هذا الذي سيحدث، مِن كوارث ومصائب طبيعية إلى حروب وأخبار حروب، ستكون هناك إشارات
واضحة على الجوع الروحي بين الناس – ونوع الجوع هذا لا يمكن إشباعه لأنه لا يرتكز
في الأساس على الرغبة الصادقة في الطاعة. بل يرتكز، بالأحرى، على المبادرات
البشرية لإسكات الضمير دون خضوع القلب الكامل لتأثير الله المقدس. وبمعنى آخر،
عندما يعود الوحش مُتسلحاً بمعجزات وآيات كاذبة، سيُلاحَظ في العالم الديني دلائل
واضحة على نهضات وإنتعاشات دينية كاذبة. وقد كان النبي عاموس دقيقاً في نبوته عن
هذه الظاهرة: “هوذا أيـــام تأتي، يقول السيد الرب،
أرسل جوعاً في الأرض، لا جوعاً للخبز، ولا عطشاً للمــاء، بل لاستماع كلمـــات الرب:
فيجولون مِن بحر إلى بحر، ومِن الشمال إلى المشرق، يتطوَّحــون ليطلبــوا كلمة الرب،
فلا يجدونهــا.”
(عـامــوس 8 : 11 و12).

 

سيكون السبت هو محك
اختبار الولاء لله – علامة بينه وبين أولاده

 

ماذا عساني
أفعل؟

 

19. نهاية كل
شيء قد اقتربت، وأريد أن أكون مستعداً لاستقبال ربي وإلهي يسوع المسيح عندما يأتي.
ماذا يتوجَّب عليَّ أن أفعل؟

هدف هذه
الدراسة هو تنبيه القارئ الكريم وإيقاظه لحقيقة قصر الزمن الذي يتوسَّط بين وقتنا
الراهن وبين نهاية كل شيء. لقد رأينا أننا نعيش في زمن الملك السابع، آخر بابا بشري. وأعلمنا الله، في كلمته المكتوبة، أن
الملك الثامن سيُغيِّر وضع كنيسة الروم الكاثوليك بإخراجها مِن اختبار البرية
وإعادتها إلى منزلتها السابقة كوحش مُضطهد. والملك الثامن، شيطان منتحلاً شخصية
يوحنا بولس الثاني، سيعمم الاضطهاد على شعب الله الذين يلتزمون بالطاعة لسبته.
ويشهد زمن الملك / الوحش الثامن، حتى ذلك الحين، معجزات وآيات كاذبة، تمجد
البابوية في أعين كل مَن لم تــُكتــَب أسماءهم في سفر الحياة: “الوحش الذي رأيت كان، وليس الآن، وهو عتيد أن يصعد من
الهاوية، ويمضي إلى الهلاك: وسيتعجب الساكنون على الأرض الذين ليست أسماؤهم مكتوبة
في سفر الحياة، منذ تأسيس العالم، حينما يرون الوحش أنه كان، وليس الآن، مع أنه
كائن.”
(رؤيا 17 : 8).

ستجد في
القريب العاجل أن أمانك الوحيد لن يكون إلا في الكتاب المقدس وحده: “إلى الشريعة وإلى الشهادة. إن لم يقولوا مثل هذا القول
فليس لهم فجر”
(إشعياء 8 : 20). ولهذا السبب وجب أن يكون الكتاب
المقدس اليوم هو مرشدنا المعصوم وقانون إيماننا. فكلمة الله هي حصننا الوحيد ضد
تأثير المعلمين الكذبة وقوة أرواح الظلمة المُضللة التي تلف العالم اليوم. يستطيع
الشيطان بسهولة أن يُسيطر على عقول أولئك الذين لا يتيقظون لتأثيره. ولهذا السبب
تزودنا كلمة الله بالعديد من الأمثلة على عمله الضار، وتكشف أمامنا القناع عن
قواته السرية، وبذلك تجعلنا متيقظين لهجماته. ولهذا، فإن الشيطان يلجأ إلى كافة
الوسائل والحيل الممكنة ليحول دون حصول الناس على المعرفة الحقيقية للكتاب المقدس،
لأن أقواله الصريحة الواضحة تكشف لنا عن خداعه. عند كل انتعاش لعمل الله، ينهض
الشيطان ليضاعف جهوده المكثفة. وهو الآن يشحذ أقصى جهوده استعداداً للمعركة
الأخيرة ضد المسيح وأتباعه. وقريباً ستأتي علينا الخدعة العظمى. فالمسيح الكذاب سيقوم
بأعمال عظيمة أمامنا. وسيكون التزييف قريب الشبه جداً بالحق بحيث يستحيل علينا
التمييز بينهما إلا مِن خلال الكتاب المقدس الذي علينا مِن خلال شهادته أن نمتحن
كل معجزة.

الذين
يجتهدون لحفظ كافة وصايا الله سيواجهون المقاومة والاستهزاء. فلكي يصمدون أمام
التجربة التي أمامهم، عليهم أن يفهموا إرادة الله كما هي مُعلنة في كلمته. فهم لا
يستطيعون أن يكرموا الله إلا إذا كانت لهم معرفة صحيحة لصفاته وحكومته وأهدافه،
ويتصرفون وفقاً لها. وليس غير الذين حصَّنوا عقلهم بحق الكتاب، يصمدون خلال النزاع
الأخير العظيم. ولكل نفس يأتي الامتحان الفاحص: هل أطيع الله عوضاً عن البشر؟
الساعة الحاسمة قد حانت، فهل أرجلنا مثبتة على صخرة كلمة الله التي لا تتحول ولا
تتبدَّل؟ وهل نحن مستعدون للوقوف بصلابة في دفاعنا عن وصايا الله وإيمان يسوع؟

لقد تجلـَّت محبة الله
لك، بكل وضوح، في كشفه عن المستقبل أمامك لكي لا تفاجئك هذه الأحداث وأنت غير
مُستعد. نعمة الله كافية لتطهِّرك مِن كل خطية وتأهلك للصمود أمام الصراع الوشيك،
لكي توجد باراً ومُستعداً عندما يظهر ثانية. والوقت الذي يتم فيه هذا الحدث المجيد
الذي نتمناه، يُقاس اليوم بالسنين وليس بالعقود: “هذا،
وإنكم عارفون الوقت، أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم: فإن خلاصنا الآن أقرب مما
كان حين آمنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار: فلنخلع أعمال الظلمة، ونلبس أسلحة
النور. لنسلك بلياقة، كما في النهار، لا بالبطر والسكر، لا بالمضاجع والعهر، لا
بالخصام والحسد. بل البسوا الرب يسوع المسيــح، ولا تصنعوا تدبيــراً للجسد لأجــل
الشهـــوات.”
(رومية 3 : 11 – 14).

 

ستجد في القريب العاجل
أن أمانك الوحيد هو في الكتاب المقدس.

 

إذا كنت قد
تنبَّهت لضرورة خلاصك، فما عليك إلا أن تطلب الله باجتهاد ومُثابرة، وهو سيوجد
منك. ولكنه لا يقبل توبة جزئية. فإذا تركت خطاياك ، فهو على استعداد دائم لأن
يغفر. أفلا تخضع له الآن وتسلــِّمه حياتك؟ ألا تنظر إلى جلجثة وتستعلم عن
الحقيقة: “ألم يقدم المسيح تلك الذبيحة مِن أجلي؟ ألم يخلصني من عذاب الشعور
بالذنب ورعب اليأس، ويجعلني سعيداً في ملكوته؟” انظر إليه، يا أخي، ذاك الذي
ثقبت خطاياك يداه، وخذ قرارك وتصميمك: “للرب حياتي وطاقاتي. لن أعود فيما بعد
أتــَّحد مع أعدائه، ولن ألقي بتأثيري مع المتمردين على حكومته. فكل ما أملك، وكل
ما أنا عليه هو أقل ما يُمكن أن أكرسه لذاك الذي هكذا أحبَّني حتى بذل حياته مِن
أجلي – حياته الإلهية بكاملها من أجل شخص خاطئ مثلي.” انفصل عن العالم، وقف
بجملتك في جانب الرب، وتقدم في جهادك صوب البوابات الدهرية. عندئذ تواكبك انتصارات
مجيدة. ألا تعزم أن تطيعه ابتداءً مِن هذه اللحظة، مهما كانت كلفة تلك الطاعة؟ ألا
تنوي وتقرر أن تشارك هذا النور مع الآخرين، حتى تـُعجِّل بالحقيقة، من عودة ربنا
ومخلصنا يسوع المسيح على سحاب المجد؟

طوبى لمن ينتبه لكلمات
الحياة الأبدية، لأنه يسترشد “بروح الحق” الذي يقوده إلى كل الحق. ومع
أن العالم قد لا يحبه ولا يكرمه أو يمتدحه، إلا أنه يكون عزيزاً في نظر السماء: “انظروا، أية محبة أعطانا الآب، حتى نـُدعى أولاد الله.
مِن أجل هذا لا يعرفنا العالم، لأنه لا يعرفه.”
(1يوحنا 3 : 1).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى