بدع وهرطقات

الملك الألفى



الملك الألفى

الملك
الألفى

 

يعتقد
اخوتنا البروتستانت أن السيد المسيح سوف يأتي و يملك ألف سنة علي الأرض.

و
يعتمدون علي ما ورد في سفر الرؤيا، الإصحاح العشرين: –

“1
و رايت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية و سلسلة عظيمة على يده

2
فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو ابليس و الشيطان و قيده الف سنة

3
و طرحه في الهاوية و اغلق عليه و ختم عليه لكي لا يضل الامم في ما بعد حتى تتم
الالف السنة وبعد ذلك لا بد ان يحل زمانا يسيرا” (رؤ20: 1-3).


7 ثم متى تمت الالف السنة يحل الشيطان من سجنه

8
و يخرج ليضل الامم الذين في اربع زوايا الارض جوج و ماجوج ليجمعهم للحرب الذين
عددهم مثل رمل البحر

9
فصعدوا على عرض الارض و احاطوا بمعسكر القديسين و بالمدينة المحبوبة فنزلت نار من
عند الله من السماء و اكلتهم

10
و ابليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار و الكبريت حيث الوحش و النبي الكذاب و
سيعذبون نهارا و ليلا الى ابد الابدين” (رؤ20 7-10).

 

ويرون
أن الألف سنة ستكون أزمنة سلام…

ويعتمدون
علي ما ورد في سفر اشعياء النبي

6
فيسكن الذئب مع الخروف و يربض النمر مع الجدي والعجل و الشبل و المسمن معا و صبي
صغير يسوقها

7
والبقرة و الدبة ترعيان تربض اولادهما معا و الاسد كالبقر ياكل تبنا

8
و يلعب الرضيع على سرب الصل و يمد الفطيم يده على جحر الافعوان

9
لا يسوؤون و لا يفسدون في كل جبل قدسي لان الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي
المياه البحر” (أش11: 6-9) و أيضاً: – “فيقضي بين الامم و ينصف لشعوب
كثيرين فيطبعون سيوفهم سككا و رماحهم مناجل لا ترفع امة على امة سيفا و لا يتعلمون
الحرب في ما بعد” (أش2: 4).

 

الرد:

يجب
أن نعرف أن مجيء السيد المسيح سيكون للدينونة. و هذا مبني علي تعليم الكتاب المقدس:

+
فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته و حينئذ يجازي كل واحد حسب عمله
(مت 27: 16)

+
و حينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء و حينئذ تنوح جميع قبائل الارض و يبصرون
ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة و مجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت
فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها. (مت24: 30،31)

+”
و متى جاء ابن الانسان في مجده و جميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي
مجده

32
و يجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء

33
فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار

34
ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ
تاسيس العالم

35
لاني جعت فاطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريبا فاويتموني

36
عريانا فكسوتموني مريضا فزرتموني محبوسا فاتيتم الي

37
فيجيبه الابرار حينئذ قائلين يا رب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك

38
و متى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك

39
و متى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك

40
فيجيب الملك و يقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر
فبي فعلتم

41
ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس
و ملائكته

42
لاني جعت فلم تطعموني عطشت فلم تسقوني

43
كنت غريبا فلم تاووني عريانا فلم تكسوني مريضا و محبوسا فلم تزوروني

44
حينئذ يجيبونه هم ايضا قائلين يا رب متى رايناك جائعا او عطشانا او غريبا او
عريانا او مريضا او محبوسا و لم نخدمك

45
فيجيبهم قائلا الحق اقول لكم بما انكم لم تفعلوه باحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا

46
فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي و الابرار الى حياة ابدية” (مت25: 31-46)

+
“فكما يجمع الزوان و يحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم

41
يرسل ابن الانسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر و فاعلي الاثم

42
و يطرحونهم في اتون النار هناك يكون البكاء و صرير الاسنان” (مت13: 40-42).

+
و أيضاً في مثل العشر عذاري، و في مثل أصحاب الوزنات الرب يجيء للدينونة. فيقول
لصاحب الخمس وزنات مثلاً “نعما ايها العبد الصالح و الامين كنت امينا في
القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك” (مت21: 25). أما عن العبد
البطال، فيقول “اطرحوه الى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء و صرير
الاسنان” (مت30: 25). و بنفس أسلوب الدينونة حكم علي العذاري الجاهلات، بينما
دخلت الحكيمات معه (مت25: 10،11).


أيضاً: – “لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور
صوته

29
فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة و الذين عملوا السيات الى قيامة
الدينونة” (يو5: 28،29).

+
و السيد المسيح يؤكد هذه الحقيقة فيقول: – “ها انا اتي سريعا و اجرتي معي
لاجازي كل واحد كما يكون عمله” (رؤ12: 22).

فإن
كان المسيح يأتي للدينونة، فما معني مجيئه للحكم الألفي؟! في هذه الحالة سيكون
للرب ثلاثة مجيئات!! مجيء للتجسد و الفداء، و مجيء للحكم الألفي، و مجيء للدينونة.
و المناداة بثلاثة مجيئات أمر لا يقبله أحد، و ضد التعليم المسيحي، الذي ينتظر
المجيء الثاني، و معه الدينونة و إنقضاء الدهر (مت40: 13) أي نهاية العالم…

ثم
ما معني أن يملك علي الأرض ألف سنة يسودها السلام، ثم يعقب ذلك خراب مادي و روحي؟!

خراب
مادي: – ” ثم رايت سماء جديدة و ارضا جديدة لان السماء الاولى و الارض الاولى
مضتا و البحر لا يوجد في ما بعد” (رؤ1: 21). و كما قال القديس بطرس الرسول عن
مجيء الرب: “و لكن سياتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج
و تنحل العناصر محترقة و تحترق الارض و المصنوعات التي فيه” (2بط10: 3).

و
خراب روحي: – “فيخرج الشيطان من سجنه ليضل الأمم” (رؤ20: 7،8). ثم يأتي
الإرتداد العام. و يستعلن إنسان الخطية المقاوم و المرتفع علي كل ما يدعي إلهاً…
الذي مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة و بآيات و عجائب كاذبة (2تس2: 3-9)…
“لانه سيقوم مسحاء كذبة و انبياء كذبة و يعطون ايات عظيمة و عجائب حتى يضلوا
لو امكن المختارين ايضا” (مت24: 24). حتي أن الرب يقول “و لو لم تقصر
تلك الايام لم يخلص جسد و لكن لاجل المختارين تقصر تلك الايام” (مت22: 24).

ما
فائدة ملك ألفي، يعقبه كل هذا الخراب المادي و الروحي؟!

و
هل يُعقل أن سنوات من السلام في ملك المسيح، ألف سنة، تكون نتيجتها هذا الضلال المريع،
الذي لو لم تقصر أيامه لا يخلص أحد؟! و ما الذي تكون الأرض قد إستفادته من ملك
المسيح ألف سنة؟!

و
هل من المعقول ان بشراً يملكهم المسيح ألف سنة بكل تأثيره الروحي، يستطيع الشيطان
أن يضلهم بعد ذلك، و يوصلهم إلي الإرتداد العام، و يهلك كل ملك المسيح فيهم.من يعقل
هذا الكلام؟!

و
نحن نعرف أن المسيح رفض الملك الأرضي: راجع (مر11: 11)، (يو6: 14،15)، (مت4: 8،9)،
(يو36: 18). لقد أراد ملكاً روحياً علي قلوب الناس، لا سلطاناً عالمياً… كما أن
السيد المسيح لا يكون لملكه نهاية (لو33: 1)، (دا14: 7).

إذن
ما هذا الملك الأبدي؟ و كيف و متي بدأ؟

هذا
الملك بدأ علي الصليب، حينما إشترانا الرب بدمه. بعد سقوط آدم، دخلت الخطية إلي
العالم، و بها دخل الموت ” و ملك الموت” (رو5: 17: 14). و أصبح لقب
الشيطان “رئيس هذا العالم” (يو31: 12). و كنا جميعاً مبيعين تحت الخطية،
تحت حكم الموت. فجاء المسيح بفدائه، دفع ثمن خطايانا، و إشترانا بدمه. هكذا قيل: “الرب
ملك علي خشبة” (مز95).و هكذا قال القديس بولس الرسول “اشتريتم
بثمن” (1كو30: 6). و هذا الثمن هو الدم. و لذلك قال القديس بطرس الرسول
“عالمين أنكم افتديتم… بدم كريم، كما من حمل بلا عيب و لا دنس، دم
المسيح” (1بط1: 19،18). و من ذلك الحين، من وقت الفداء، أصبحنا و كل المفديين
ملكاً للرب. و بدأ ملك المسيح الألفي من علي الصليب.

كلمة
(ألف سنة) هي تعبير رمزي: –

لا
تؤخذ بالمعني الحرفي إطلاقاً. فرقم 10 يرمز إلي الكمال. و رقم ألف هو 10*10*10، أي
مضاعفات هذا الرقم. و القديس بطرس الرسول يقول ” و لكن لا يخف عليكم هذا
الشيء الواحد ايها الاحباء ان يوما واحدا عند الرب كالف سنة و الف سنة كيوم
واحد” (2بط8: 3).

فالألف
سنة هي فترة غير محدودة، مثلها مثل أيام الخليقة الستة، و القياس مع الفارق. و هي
فترة من الصليب، حتي يُحل الشيطان من سجنه (رؤ7: 20).

 

تقيد
الشيطان

قيل
إن الملاك قيد الشيطان ألف سنة (رؤ2: 20) و هنا يسأل البعض: كيف يكون الشيطان
مقيداً، بينما الشيطان يُسقط عدداً لا يُحصي من الناس، في خطايا لا تُحصي، فهل
يتفق هذا مع تقييد الشيطان؟!

الإجابة:

تقييد
الشيطان لا تعني إبادته أو إلغاء عمله، و إنما تعني أنه ليس في حريته الأولي.

مثلاً
نقول أن موظفاً مقيد في و ظيفته، فهذا يعني أنه يعمل، و لكن ليس في حرية، إنما
عليه قيود في عمله. و عدم حرية الشيطان عبر عنها بعبارة سجنه. فهو بلا شك ليس في
الحرية التي كان عليها قبل الفداء. و الدليل علي ذلك أمران: –

1-
حينما كان في حريته، أوقع العالم كله في الفساد و عبادة الأصنام.

في
حريته أضل العالم كله، حتي أغرقه الله بالطوفان (تك6: 6). و اختار الله أسرة نوح.
ثم فسد أفراد هذه الأسرة، فاختار ابراهيم، ثم يعقوب و بنيه. و انتشرت عبادة
الأصنام في الأرض كلها، حتي منع الله شعب بني اسرائيل الذين يعبدونه من التزاوج من
شعوب الأرض.

و
مر وقت لم يكن يعبد الله سوي اثنين أو ثلاثة فقط.

كل
العالم كان يعبد الأصنام ما عدا بنوا إسرائيل. و لما صعد موسي إلي الجبل ليأخذ
الشريعة من الله، و تأخر .. ضغط بنو اسرائيل علي هارون رئيس الكهنة، فجمع ذهبهم و
صنع لهم عجلاً عبدوه. و قالوا “هذه الهتك يا اسرائيل التي اصعدتك من ارض
مصر” (خر32: 4). ربما استثني من كل هذا الشعب يشوع بن نون، و كالب بن يفنه …

بل
مر وقت لم يجد فيه الله إنساناً باراً واحداً.

فقال
في أيام أرميا النبي “طوفوا في شوارع اورشليم و انظروا و اعرفوا و فتشوا في
ساحاتها هل تجدون انسانا او يوجد عامل بالعدل طالب الحق فاصفح عنها” (ار1: 5).
نعم لأن “الكل قد زاغوا معا فسدوا ليس من يعمل صلاحا ليس و لا واحد”
(مز3: 14).

حتي
سليمان الحكيم، أحكم أهل الأرض.

نسمع
عن خطيته العظيمة في (1مل11)، حيث بني مرتفعات لآلهة الأمم … و كانت زوجاته
يذبحن و يبخرن للأصنام. و لم يكن قلبه من نحو الرب … و عاقبه الله، و قسم مملكته
..

حتي
تلاميذ السيد المسيح، قبل الصلب …

أنكر
بطرس المسيح ثلاث مرات. و لم يتبعه أحد من تلاميذه وقت الصلب سوي يوحنا.

2-
الشيطان عندما يُحل من سجنه، سيضل الأمم، و يسبب الإرتداد العام.

و
في ايامنا هذه، عودة الكثير من البلاد الشيوعية الملحدة إلي الله و إلي الإيمان،
بمئات الملايين دليل علي أن الشيطان مُقيد.

في
حريته يجعل المؤمنين يرتدون، اما الآن فملايين المرتدون يعودون.

لا
ننكر أن هناك خطايا عديدة بإغراء الشيطان. و لهذا نقول أنه مازال يعمل، و لكن ليس
في حريته.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى