بدع وهرطقات

سابيليوس



سابيليوس

بدعة
سابيليوس

هو
صاحبة البدعة السابيلية المعروفة بأسمه، والسابيلية تعلم بأن الآب والابن والروح
القدس هم شخص واحد وليس ثلاثة أقانيم. فنقول “أن الآب أعطى الناموس فى العهد
القديم، ثم ظهر هو نفسه بأسم الابن فى التجسد، وبعد أن أختفى المسيح بالصعود ظهر
هو نفسه باسم الروح القدس. أى أن الثالوث هو ثلاث ظهورات متوالية فى التاريخ لشخص
واحد، وليس ثلاثة أقانيم لهم جوهر واحد

 

وقد
وُلد سابيليوس في نهاية القرن الثاني ومات عام 261 م تلميذ نوئيتوس الهرطوقي أحد
أساقفة بطلومايس بالخمس مدن الغربية. كان قد تربى في مدينة رومية، وتتلمذ لنوئيتوس
الهرطوقي وأصبح كاهنا وهو ليبي الجنسية تعلّم في روما واستقر بها.. وأخذ عنه
تعاليمه التي تنحصر في أن الإله أقنوم واحد أعطى الناموس لبني إسرائيل بصفته الآب،
وصار إنسانًا في العهد الجديد بصفته الابن، وحلّ على الرسل في علّية صهيون بصفته
الروح القدس

مقالات ذات صلة

وأصبح
سابيليوس كاهنا وهو ليبي الجنسية تعلّم في روما. ومن ثم أتى مصر وأضل كثيرين ببدعة
مؤداها أن الله نفسه هو الذي كفر عن خطايا البشر وأنكر الأقانيم الثلاثة هذه
البدعة التي جددها فيما بعد رجل يدعى أوسابيوس مجدد بدعة سابيليوس قال فيها أن
الأقانيم وجوه ثلاثة وليست طبيعة في جوهر الله فسمى الله قبل التجسد (آب) وفى
تجسده يسمى (ابن) وفى عطاياه يسمى (الروح القدس).

وعقد
ديونيسيوس الاسكندرى مجمعا في الإسكندرية سنه 261م حرم فيه سابيلوس ولكن أتباعه
لجأوا إلى أسقف رومية وكان يدعى ديونيسيوس أيضا واتهموا بطريركهم الاسكندرى
بالهرطقة. وفى تسرع حرم الأسقف الروماني البطريرك الاسكندرى وأرسل له رسالة إلى
الأسقف ديونيسيوس الروماني أفهمه فيها بالأمر فشعر أسقف رومية بخطأه وانتهى النزاع
الذي يسمونه تاريخيا (نزاع الدينيسيون).

 

وتتلخص
تعاليم هذه البدعة فيما يلي:

الله
الأزلي الذي خلق العالم وكل ما فيه خرج عن صمته وعن راحته بخلق هذا العالم، وعندما
خلقه أصبح الله الآب.

 

عند
التجسد، فالله نفسه، نفس الشخص والجوهر هو الذي تجسّد في الإنسان يسوع الناصري أي
أن الإله الذي تجسّد في يسوع الناصري ليس الابن أو اللوغوس بل هو الله نفسه، أي أن
الآب أصبح ابناً وهو الذي صُلب وتألم ومات.

 

بعد
الصعود، فالروح الذي حلّ على التلاميذ يوم الخمسين هو نفس الشخص الذي كان يعمل في
العهد القديم، وهو نفسه الذي صار ابناً.

 

أي
أن الآب والابن والروح القدس هم طرق أعلن بها الأقنوم الواحد عن ذاته. فكان الآب
قبل التجسد، وأظهر نفسه -الآب-كابن منذ التجسد إلى الصعود، فالروح القدس فيما بعد
الصعود.

 

وقال
القديس أبيفانيوس عن أصحاب هرطقة سابيليوس: كل خطأهم وقوته هو أنهم يأخذون
(يستخرجون) عقائدهم من بعض الأبوكريفا، خاصة المسمّى “إنجيل المصريين”،
كما يسميه البعض، لأنه مكتوب فيه مثل هذه الأشياء الناقصة كأنها جاءت سراً من
المخلص، كالتي كشفها للتلاميذ أن الأب والابن والروح القدس واحد ونفس الشخص
والأقنوم.

 

أولاً:
محتوى تعاليم نوئيتوس

بدأت
هذه الهرطقة بتعاليم من نوئيتوس
Noetus حيث أعتقد تابعوه “مؤلّمي الآب”(*) وكانت هرطقتة بسيطة
حيث ظن فى أن الإله أقنوم واحد أعطى الناموس لبنى أسرائيل بصفته الآب وصار أنساناً
فى العهد الجديد بصفته الأبن وحل على الرسل فى علية صهيون بصفته الروح القدس ولهذا
أعتبر أن ما حّل بالابن من آلام قد حّل على الآب، لهذا دعيت هذه الفئة بأسم ”
مؤلمى ألآب ”

 

ثانياً:
محتوى تعاليم سابليوس:

وقد
قام سابيليوس شرح ما تُعلِّمه الكتب المقدسة عن الآب والابن والروح القدس بنوع
يختلف عن نوئيتوس، فاعتقد أن جزءً من الطبيعة الإلهية أُفرز من الله الآب وكوّن
الابن بالاتحاد مع الإنسان يسوع المسيح، وأن جزءً آخر انفصل عنه فكوّن الروح القدس،
وفى هذا هرطقة لسبب بسيط أنه جزء الإله، وأعتقد سابليوس أن عقيدة الثالوث فى
المسيحية في الله الواحد عقيدة صعبة وغير مقبولة ومرفوضة من اليهود والوثنيين
رفضاً تاماً لذا فكر سابليوس فى تبسيط وشرح هذه العقيدة فى بدعة مكونة من مراحل
ثلاث كما يلى: –

 

المرحلة
الأولى الله الأزلي الذي خلق العالم وكل ما فيه خرج عن صمته وعن راحته بخلق هذا
العالم، وعندما خلقه أصبح الله الآب الخالق جوهراً واحداً وشخصاً واحداً، ووحدة
واحدة وهو نفس الشخص من الخلق إلى التجسد.

 

المرحلة
الثانية: عند التجسد، فالله نفسه، نفس الشخص والجوهر هو الذي تجسّد في الإنسان
يسوع الناصري أي أن الإله الذي تجسّد في يسوع الناصري ليس الابن أو اللوغوس بل هو
الله نفسه، أي أن الآب أصبح ابناً وهو الذي صُلب وتألم ومات.

 

المرحلة
الثالثة: بعد الصعود، فالروح الذي حلّ على التلاميذ يوم الخمسين هو نفس الشخص الذي
كان يعمل في العهد القديم، وهو نفسه الذي صار ابناً أي أن الله أخذ شكل الآب في
بداية الخلق، وفي التجسّد انتحل شكل الابن وبعد ذلك انتحل شكل الروح القدس.

 

مما
سبق يمكن تلخيص نعتقده أنه يؤمن بوجود إلاه قام بأدوار ثلاثة في ثلاث حقبات مختلفة
من الزمن. لاقى تفسير سابليوس رواجاً عظيماً حتى أطلق كثيرون عليه الانتحالية
السابلينية، وقد اقتنع بفكره الكثير من معلمي الكنيسة لسهولتها وعدم تعقيدها.

 

لماذا
ترك سابيليوس روما وذهب إلى مصر؟

.
نشر بدعة سابيليوس في روما ومصر أول من اعتنق بدعة نوئيتوس وسابيليوس زفيرينوس
أسقف رومية وكاليستوس خليفته، وساعدا المبتدعين على نشر بدعتهما حتى انتشرت تلك
الهرطقة وعمَّت أنحاء الغرب. غير أن كاليستوس سام أساقفة وقسوسًا وشمامسة من الذين
تزوّجوا ثانية وثالثة، ثم أباح العماد لمغفرة الخطايا وادّعى بأن الأسقف لا يُقطَع
من الكهنوت مهما ارتكب من الآثام. ولما لم يوافقه سابيليوس على ذلك حرمه، فجاء إلى
مصر سنة 257م،

 

موقف
الكنيسة من سابليوس:

قام
البابا كاليستوس بإصدار حرماناً ضد سابليوس وأتباعه عام 220م، ويقول بعض المؤرخين
أن سابليوس قد ظل في روما بعد حرمانه ولكن البعض الآخر يرى أنه حضر إلى مصر ونشر
تعاليمه بها. وبرغم دفاع الكنيسة ضد هذا المذهب إلا أنه انتشر بسرعة كبيرة في
أماكن كثيرة جداً من المسكونة.

 

 وأخذ
ينشر فيها بدعة مؤلّمي الآب فجذب إليه كثيرين، ولما اعرف بالبابا ديونيسيوس أمره
قاومه بشدة، وانتهى الأمر أخيرًا بحرم سابيليوس في مجمع عقد سنة 261م. السابيلية
السابيلية
Sabellianism أو Modelist أو المونارخية (الوحدانية المطلقة) Monarchiaism، وفي الغرب تدعى مؤلمي الآب Patripassianism. ترجع هذه الحركة إلى عصر الشهيد يوستين الذي أدان القائلين بأن
“الابن هو الآب” (حوار مع تريفو 128). جاءت هذه الحركة أولاً كرد فعل
خاطئ لمقاومة الفكر الغنوصي في القرن الثاني، حيث كان الغنوصيون يتطلعون إلى الابن
والروح القدس أنهما أيونان صادران عن الله الأسمى، وانهما أقل منه، فأراد البعض
تأكيد الوحدانية بين الثالوث فسقطوا في نوعٍ من السابيلية. وجاءت أيضًا كرد فعل ضد
الأريوسية في القرن الرابع (استخدمها مارسيلليوس أسقف أنقرة
Marcellus of Ancra لنزع فكرة التدرج عند الثالوث القدوس. لقد أوضح ترتليان في مقدمة
مقاله ضد براكسيس
Praxeas، بأن هذه الهرطقة إنما ظهرت خلال الرغبة في تأكيد الإيمان
الأرثوذكسي.

 

هرطقة
/ بدعة سابيليوس

وفى
نفس الرسالة يشير أيضا إلى تعاليم سابيليوس الهرطوقية التى إزدادت إنتشاراً فى
وقته ويقول: ” أما عن التعليم الذى أثير الآن فى بيولمايس التى فى بنتابوليس
(3)، المملوء كفراً وتجديفاً على الرب القدير الآب، وربنا يسوع المسيح، والمتضمن
شكوكاً كثيرة بخصوص أبنه الوحيد بكر كل خليقة، الكلمة المتأنس، وقصوراً شديداً فى
معرفة الروح القدس، فنظراً لأنه قد وصلتنى رسائل من كلا الطرفين ومن الأخوة
لمناقشة الأمر، فقد كتبت بضع رسائل لمعالجة الموضوع وضعت فيها بمساعدة الرب كثيراً
من التعاليم على قدر أستطاعتى، وها أنا أرسل إليك نسخاً منها

 

الجزء
التالى نقل عن المؤرخ القس منسى يوحنا (4)

إنتشار
بدعة نوئيتوس

وكان
سابيليوس أول من أعتنق بدعة نوئيتوس وسابيليوس زفيرينوس أسقف روما وكاليسطوس
خليفته وساعد المبتدعين على نشر بدعتهما حتى أنتشرت هذه البدعة فى الغرب، ومما زاد
الطين بله أن كاليسطوس سام اساقفة وفسوساً وشمامسة من الذين تزوجوا ثانية وثالثة –
ثم اباح العماد لمغفرة الخطايا – وأدعى أن الأسقف لا يقطع من الكهنوت مهما جنى من
آثام –

 

سابسليوس
فى مصر وبدعته مؤلمى الآب ولكن سابيليوس لم يوافقة على الأعمال الأخيرة فحرمه فترك
روما وذهب إلى مصر سنة 257 م وأخذ ينشر فيها بدعته التى أساساها بدعة نوئيتوس
وهرطقة ” مؤلمى الاب ”

 

ما
هو محتوى عقيدة مؤلمى الآب؟

وهم
يعتقدون أن الذات نفسه لا أحد أقانيمه هو الذى كفر عن خطايا البشر .

 

مجمع
محلى

وقد
أضل سابيليوس ببدعته هذه كثيرين من المؤمنين وبعض الأساقفة، فوقف البابا ديونيسييوس
وقفة البطل الباسل وقاوم ضلالهم فى منشور أرسله إلى الأسقفين أمونيوس وأفراندر،
ولما لم يتمكن من أرجاع سابيليوس حرمه فى مجمع عقده بالأسكندرية سنة 261 م بعد أن
فند فى رسالة كل تعاليمه الفاسدة .

 

الأسقف
الرومانى يحرم الأسقف المصرى

فرأى
أنصار سابيليوس أنهم فى حاجة إلى من يشد أزرهم فأغراهم بعض الدخلاء من الرومانيين
على الشر والشقاق فكتبوا إلى ديونيسيوس أسقف روما كتاباً فيه يرمون بطريركهم
بالهرطقة والبدعة، وكان السقف الرومانى شاباً قليل الخبرة والمعرفة بالنسبة إلى
البطريرك السكندرى الذى كان واسع الأطلاع كثير الخبرة فى التعامل مع الكل، فسار
ديونيسيوس الرومانى سير الأعتساف وأرتكب متن الشطط وعقد مجمعا حرم فيه ديونيسيوس
البطريرك المصرى، بل وأرسل يعلمه بالحكم ويسأله عما إذا كان عنده شئ يدافع به عن
نفسه، الأمر الذى عده البطريرك المصرى جسارة من أسقف روما وأهانة له، غير أنه لعظم
تقواة وتمسكه بأوامر الديانة المسيحية، لم يرض أن يقابل الشر بالشر بل عمد إلى
قلمه وأرسل إليه رساله يوضح له فيها العبارات التى أشكل عليه فهمها، فكانت تلك
الرسالة حداً فاصلاً فى النزاع الذى يسميه المؤرخون ” نزاع الديونيسيين
” وأقتنع الأسقف الرومانى بأنه تسرع وأخطأ فى عمله وأحترم البابا الأسكندرى
ووقف بجانبة فى دحض بدعة بولس السيماساطى أسقف أنطاكية

 

===

المراجع

(1)
تاريخ الكنيسة – يوسابيوس القيصرى (264 – 340 م) – تعريب القمص مرقس داود – رقم
الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 – مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين
الخربوطلى الكتاب السابع الفصل السادس (ك7 ف 6)

(2)
كان رئيس شيعة فى روما أثناء أسقفية زفيرينوس (198- 217 م)

(3)
الخمس مدن الغربية (ليبيا ألان)

(4)
تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة
الثالثة ص 88

(5)
الانتحالية (موداليسم)
Modalisme

 

البدع
و الهرطقات في القرون المسيحية الأولى

أ-
تعريفها: عندما نتتبع تاريخ الفكر المسيحي، وخاصة التعاليم المختصة بشخص الرب يسوع،
نلاحظ ظهور عدداً كبيراً جداً من المذاهب والمعلمين الذين يحاولون الإجابة على
سؤال السيد »من يقول الناس إنى أنا«. وكما سبق ورأينا كيف حاد الكثيرون عن الطريق
الصحيح عند محاولتهم الإجابة على هذا السؤال. وأثناء هذا نادى بعض اليهود
المسيحيين بوحدانية الله وبأن الله واحد سامٍ عظيم لا يمكن تقسيمه واشترك بعض
المعلمين في هذه الطريقة ولكنهم بعد فترة خرجوا بتعليم جديد يُسمى موداليسم وظهر
العديد حوالي عام180م، منهم نوتوس المسميرني، وانتشر هذا المذهب في روما في أيام
البابا زفيرنوس (202-217).

 

(*)
هذه الفقرة من حاشية المؤرخ القس منسى يوحنا ص 117: ” أن اول من نشر بدعة
“مؤلمى ألاب” هو أبراكسياس الذى وفد على رومية من أسيا الصغرى وفتح
مدرسة بث فيها ضلالة وأستطاع أن يجذب إلى هرطقته زنيرينوس أسقف روما وكاليسطوس
خليفته وقام بعد أبرااكسياس تلميذة نوثيتوس بنشر بدعته، فلما علم البابا ديونيسيوس
أن هذه البدعة أخذت تتسلط على عقول الرومانيين كتب لثوثيتوس رسالة طويلة شرح فيها
التعليم الصحيح وفند بدعته، التاريخ لا يقر الباباوين فى صحة أعتقادهم لأنهم الذين
ينادون بصحة (عصمة) باباواتهم، ولولا باباوات الأسكندرية لأصبحت الكنيسة الرومانية
مجموعة من الهرطقات (تعليق من الموقع: الروح القدس هو الذى يحرك قادة الكنيسة فى
الدفاع عن الأيمان والرب يسوع هو الذى يفرحنا بخدمة كلمته، ولكن الرب يستخدمنا هو
الذى ينمى، ولا يوجد واحد معصوم من الخطأ ألا الرب يسوع الذى قال من منكم يبكتنى
على خطية، والكتاب قال الجميع زاغوا وفسدوا … ليس من يعمل صلاحاً ولا واحد)

 

 

بدعة
سبليوس البدعة ” السابيلية ” أو ” الشكلانية” أو
“الحالانية” (
modalisme)

أو
بدعة المبدأ الواحد (
Monarchianisme)

 

محتوى
بدعة سبليوس:

أعتقد
أن الإله هو أقنوماً واحداً ظهر فى ثلاثة أشكال للأب والأبن والروح القدس وليس
ثلاثة أقانيم أو أحوال: حال الآب، وحال الابن، وحال الروح القدس، وكان يبحث عن
وحدانية الإله ورأى أن هذه الوحدانية لا تتفق مع وجود ثلاث أقانيم

فالتمييز
في الإله ليس بين أقانيم بل بين أحوال وأشكال ثلاثة اتخذها الإله الواحد في الزمن.
لذلك نستطيع أن نخلع عليه ثلاثة أسماء، فندعوه تارة الآب لأنه مبدأ الكون وخالقه،
وتارة الابن لأنه تجسّد وصار إنساناً، وتارة الروح القدس لأنه يملأنا بحضوره,

 

الرد:

وعلى
هذا أصبح هناك أنفصالاً وتغييراً إلهياً متميز غير ثابت وهذا فى حد ذاته ضد الفكر
عن ثبوتية الإله وليس عن قدرته, ولم يستطع هذا الفكر تفسير ظهور الأقانيم الثلاثة
فى وقت واحد وقت عماد السيد المسيح، ويتعارض هذا الفكر أيضاً فى أن هذه الأقانيم
الثلاثة موجودة فى التوراة فى آيات كثيرة وقبل والمسيحية نفسها، وينتج من فكر هذه
البدعة أن الآب نفسه هو الذي تجسّد في الزمن في أحشاء مريم العذراء ووُلد منها
طفلاً وتألّم وصُلب ومات وقام، ممّا يناقض مناقضة صريحة كل تعاليم العهد الجديد
حول المسيح والآب، انه الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس. وهذا الأقنوم هو الذي
أخذ من مريم العذراء طبيعة بشرية وصار إنساناً خاضعاً مثلنا للألم والموت.

إلاّ
أن المسيحية تعود فتؤكّد، في شخص المسيح أيضاً، سموّ الله، فتقول ان المسيح لم
يخضع للألم والموت إلا في طبيعته البشرية. وهذا ما ستوضحه الكنيسة في المجامع
اللاحقة التي سنأتي على ذكرها في القسم الثالث من هذا البحث

 

ويذكر
المؤرّخ يوسابيوس أسقف قيصرية في كتابه “تاريخ الكنيسة” (ك 7: ف 6) أن
ديونيسيوس أسقف الاسكندرية (190- 264) كان ينعت أصحاب تلك البدعة بالتجديف والكفر
وعدم الاحترام للآب والابن والروح القدس

 

زمن
ومكان ‘نتشار هذه البدعة:

في
أواخر القرن الثاني وفي النصف الأول من القرن الثالثبدأت هذه البدعة في الإنتشار
فى آسيا الصغرى وروما وشمالي أفريقية . ومن أهم دعاتها نوئيطوس الذي بشّر في أزمير
بين سنة 180 وسنة 200، وبراكسياس الذي نشر تعاليمه في قرطاجة ورومة، وسابيليوس
أسقف بطوليمَائيس في الخمس المدن، وقد كان له تلامذة كثيرون في رومة، ودُعيت
البدعة نفسها أيضاً باسمه: السابيلية.

 

وتجد
دحضاً لتعاليم نوئيطوس في كتاب “دحض جميع الهرطقات” المنسوب إلى القديس
ايبوليتوس الروماني (170- 235)، ودحضاً لتعاليم براكسياس في كتاب لترتوليانوس
عنوانه “ضد براكسياس”

 

المجمع
المسكوني الثاني المنعقد في القسطنطينية سنة 381 م

 في
القانون الأول من قوانين المجمع المسكوني الثاني المنعقد في القسطنطينية سنة 381 م
نجد أنهم ذكروا السابيلية بين البدع التي يجب نبذها، ومنذ ذلك الوقت فقدت عندئذٍ
قوّتها كتنظيم خاص، إلاّ أنّ آراءها ظلت شائعة عند بعض الناس لبعض الوقت ثم تلاشت.

 

وقد
اشار إلى هذه البدعة البابا القبطى خريستودولو ال 66 فى الرسالة التى أرسلها إلى
البطريرك يوحنا 11 الأنطاكى ال 64 فقال عن سبليوس:  فنرزل هذا الهوس ومعه هوس
سبليوس الذى جمع الثالوث الأقدس فى أقنوم واحد قائلاً أن هذا الأقنوم دعى العهد
القديم أباً وفى زمان التأنس إبناً وفى حلول الروح وبعده روحا قدساً، فلم يعط
الثالوث الأقدس ما يجب له من الكرامه بحسب كونه أقانيم حقيقية ذات طبيعة واحده
إلهيه معبودة

 

بعض
أقوال الآباء ورسائلهم والقوانين التى أقروها

أولا:
الرسالة التى أرسلها البابا القبطى خريستودولو ال 66 إلى البطريرك يوحنا 11
الأنطاكى ال 64

 

ثانيا:
نسخة من قوانين الأنبا كيرلس الثانى البابا رقم 67

الرسالة
المدونة فى كتاب إعتراف الآبآء

 

الخريده
النفيسه فى تاريخ الكنيسه للأسقف الأنبا إيسوزورس طبع القاهره 1923 الجزء الثانى ص
341- 345

 

الإعترافات:
هى رسائل مدونة كانت ترسل إلى كنائس أخرى دليل لأستمراراًوحدة الإيمان وللتأكيد
على الصلة الأخوية وهذه الرسائل مرسلة غلى الكنيسة الأنطاكية

 

أولا:
الرسالة التى أرسلها البابا القبطى خريستودولو ال 66 إلى البطريرك يوحنا 11
الأنطاكى ال 64

 

نؤمن
معترفين بالآب والإبن والروح القدس الطبيعه الواحده اللاهوتية ذات الكرامة والعظمة
والمجد ذات الثلاثة أقانيم المتساوية فى الجوهر ثلاثة مفترقة بالأقانيم غير منفصله
فى الجوهر ذات لاهوت واحد وربوبية ومشيئة وقوة واحده وسلطان وملك واحد، توحيد
بتثليث وتثليث بتوحيد إجتماع منقسم وإنقسام مجتمع وهى إله واحد خالق مالا يرى وما
يرى ينفصل بالتثليث ويعبد بالتوحيد وهذا تفصيل ما أجملناه .

 

إن
الآب علة العلل والد منذ الأزل غير مولود وهو ينفرد بهذه الخاصية خاصة الأبوه
والولاده والأبن مولود من الآب قديماً قبل كل الدهور وهو أزلى مع أبيه ولأقنومه
خاصة البنوة لأنه مولود من الآب فلا يدعى أباً ولا ولداً والروح القدس منبثق من
الآب لا يدعى أباً ولا إبناً ولأقنومه خاصة الإنبثاق من الآب، ونفهم أن كل واحد من
هذه الأقانيم هو إله ورب لأن الجوهر فى الثلاثة واحد لا يتباعد ولا ينقسم، وإذا
قلنا مطلق القول إله واحد فلا يبطل قولنا تسمية القانيم وتمييزها لأن خاصة كل واحد
من ألقانيم ثابته دائمة أبداً، وتمييز الأقانيم لا يجعل قسمه فى لاهوت الواحد، لأن
هذا الواحد ثابت دائماً لأن الثالوث الأقدس متحد بغير إنفصال ومنفصل بإتحاد .

 

هذا
السر العظيم يجل عن التعريف والتكييف والتحديد لا تقدر الخلائق العلوية أو السفلية
أن تصل إلى كنهه: وما شرحناه لرئآستك ايها الأخ السعيد هو نتيجه ما تعلمناه من
الآباء المتآلهى القلوب خزانة سرآئر بيعة الرب المقدسة فنحن متبعون خطواتهم متمسكون
بآرائهم ولذلك فإننا نحرم ونرزل إعتقاداً بوليناريوس الإسكندرى أسقف اللاذقية الذى
جعل فى الطبيعة الإلهية مراتب ومقادير إن واحداً عظيم وآخر أعظم منه وثالث أكثر
عظمة من كليهما وأردف رأيه الفاسد بأن الآب وحده غير محدود بالقوة والجوهر وأما
الأبن فمحدود بالقوة فقط دون الجوهر واما الروح القدس فمحدود فى كليهما فنرزل هذا
الهوس ومعه هوس سبليوس الذى جمع الثالوث الأقدس فى أقنوم واحد قائلاً أن هذا
الأقنوم دعى العهد القديم أباً وفى زمان التأنس إبناً وفى حلول الروح وبعده روحا
قدساً، فلم يعط الثالوث الأقدس ما يجب له من الكرامه بحسب كونه أقانيم حقيقية ذات
طبيعة واحده إلهيه معبودة – نحرم مع هذين أريوس الكافر بلاهوت الإبن وتجديف
مقدونيوس على الروح القدس ومعهم نذل كل ضال منافق مبتدع حائد عن الإيمان المستقيم
.

 

ونؤمن
معترفين أن إبن الإله الأزلى الواحد من الثالوث الأقدس المولود من طبيعة الآب بلا
إبتداء النور الأزلى الذى به كان كل شئ وبه قيام كل شئ عندما شاء فى آخر الزمان أن
يخلص جنس البشر الذى إنحط فى هوة الفساد والهلاك ويرده إلى حسن صورته الأولى أحنى
ذاته من علو سمائه بحيث لم يبتعد عن كرسى مجده ونزل على الأرض نزول قطرات المطر
على الصوف والناء على الرض القاحلة وحل فى بطن العذراء الطاهرة البتول دائماً
بواسطة بشرى جبرائيل رئيس الملائكة وقوله لها: ” السلام لك يا ممتلئة نعمة
الرب معك ” ثم قوله: ” الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك لذلك
المولود منك قدوس وإبن العلى يدعى ” وتجسد من الروح القدس ومن جسدها الطاهرة
وتأنس من غير إنتقال ولا إختلاط بل بإتحاد طبيعى أقنومى .

 

ذلك
الإبن الأزلى المولود من الآب أزلياً ميلاداً يفوق الإدراك حفظ ختوم عذره والدته
بحبلها به وولادتها له لأنه الإله صار إنساناً كما قال الإنجيل: ” والكلمة
صار لحماً وحل فينا ” وبعد أن ولد جعل يتصرف مع البشر لصلاح حياتهم متمماً
سياسة الخلاص للعالم باسره .

 

 واحد
هو الإله المتجسد واحد من إثنين من لاهوت وناسوت مسيح وأقنوم ورب ووجه واحد وطبيعة
واحدة لإله الكلمة المتجسد وبهذا التجسد لم يزد عدد رابع على الثالوث الأقدس ولا
طبيعة ثتنية على طبيعة الإله الواحدة، ولما تألم بجسده كان تألمه حقيقياً لا وهماً
ولا خيالً وكان ذلك لنجاة ذرية آدم وكان يشعر بالألم بالجسد دون اللاهوت المنزه عن
الآلم وقد تألم بإرادته منه دون قسر ولا إلزام ومات كذلك على خشبة الصليب، وأظهر
قدرته قدوة لاهوته بقيامته المجيدة وبعد ختام هذا التدبير أصبح جسده الذى لم يدن
منه التلف ويعبث به فساد غير قابل للألم إلى ما شاء تعالى .

 

هذا
الإله الكلمة المتجسد المتألم المصلوب المائت لما صار إنساناً إستمر إلهاً بلا
إستحاله ولا تغيير فى طبعه الإلهى وكذلك الناسوت الذى تأله بهذا الجسد وهذا
الإتحاد لم يفقد طبعه الحسى ويتغير ويكتسب عكس المادة وهذا لا يمنع أن يكون معه
واحداً بلا إفتراق لأن الإتحاد كان ولا يزال طبيعياً أقنومياً إلى ما شاء الكريم
المنان، وبناء على ذلك ننفر من الذى يقول أن المسيح طبيعتان من بعد الإتحاد العجيب
كما ننفر من الوحش المفترس .

 

فهذا
هو إعتقادنا أيها السيد شقيقنا وأخونا فى الخدمة هذا الإعتقاد الذى يردد صدى تعليم
الرسل الذى تلهج به كنيسة الكرسيين الجليلين أعنى كرسى بطرس العظيم ومرقس البشير
المؤسسين الراسخين على صخرة الأمانة الأرثوذكسية وقاعدة الإيمان ومينا الخلاص
المؤدى غلى الحياة الأبدية والحصن الحصين الذى يضمنا ويحمينا جميعاً من الكوارث
والآفات والسر العظيم فى كمال العبادة والسفينة الواقية من الغرق البلغة إلى
المينا مينا الفرح والنعيم، والجوهرة الثمينة والنظام الذهبى الذى حرزناه جميعاً
ووجدنا معرفته الإلهية التى لا تبيد .

 

بهذا
نتمسك وعليه نتكل هذا هو الإعتقاد والإعتماد الموفق والأمانة الأمينة الغير
المخوفه فى هذه الدنيا الفانية التى بها نرجو الحياة فى الآخرة الدائمة عند الظهور
الأخير المخوف ظهور ربنا ومخلصنا لما يجئ بمجده الإلهى مع ملائكته المقربين ليدين
الأحياء والأموات، هذا هو الميراث الأفضل والغنى العظيم الذى ورثناه من الآباء
القديسين الإجلاء وتسلمناه من السادة منيرى العالم بتعاليمهم .

 

ولهذا
البابا خمسة فصول من رسائله الدورية السنوية مدونه فى كتاب إعترافات الآباء ويذكر
فى آخر فصل منها: أنه من رسالته الثالثة والعشرين – وكل فصل يحتوى نفس التعبير عن
كيفية الإعتقاد بسر التجسد حسب المعنى الوارد فى الرسالة السابقة .

 

ثانيا:
نسخة من قوانين الأنبا كيرلس الثانى البابا رقم 67

·
إنتهى إلى مسكنتى ان قوماً بلتمسوا رشوة على عمل الكهنة فمن تعدا واخذ رشوه أو وعد
برشوه حتى يصير فى ذلك بالمكر والخديعة فلا يقبل رياسته ويكون عندكم كالوثنى
والعشار وهو مقطوع ومحروم من كنيسة الله هو ومن عمله

 

لا
يترك فى الرياسة من كان متعلماً فى نفسه ومحتقر على الناس ويرى نفسه أنه أعظم
الناس وهو محقور عند الله مغرور من كهنوته .

 

أى
أسقف أو قس لم يقبل توبة خاطئ إذا تاب ويرجع عن خطاياه فليقطع من كنيسة الله لأنه
خالف قول المسيح الذى فرح بالخاطئ .

 

يجب
على كل أسقف أن يفتقد كنيسة المسيح والأديره والذى يجمعه (نقود) يصرفه فى عمل
القرابين ووقود الكنائس وإقامة المبانى وإقامه الصلوات فى أوقاتها ومن خالف هذه ا
القانون فهو مطلوب من الرب .

 

يجب
أن يتعهد كل أسقف حال كهنته وأديرته ونواحيه وأن لا يبطلوا من الخمس كتب شيئاً فى
كل يوم قداس وهو: البولس والقتاليقون (الكاثيليكون) والأبركسيس والمزمور والإنجيل
ويقروا لكل واحد من هذه الكتب أوشيه، ولا يؤخروا منهم شيئاً فمن ألغى فى قداسه
شيئاً من قراءات هذه الكتب الهمسة فغنه محروم من الرب ما عدا خميس العهد .

 

ويفتقد
الرئيس إلى الشعب والكهنة ألا يشهدوا بشئ إلا بعد معرفته وصحته فمن خالف ذلك حكم
عليه بما يوجب مخالفته

 

يجب
على كل أسقف أن يتعاهد جميع كهنتة وشعبه بالتعاليم الإلهية التى تخلصه من الرب
وتخلصهم من خطاياهم فكل نفس تهلك فراعيها مطالب بها

 

لا
يجوز لأسقف ولا لقس ولا لشماس ولا لعلمانى أن يساكن إمرأة إلا أن تكون أمه أو أخته
أو عمه أو خاله تحرم عليه فمن خالف ذلك فقد وجب عليه الحكم .

 

يجب
على الأسقف ان يتقدم فى كرسيه إلى الكهنة والضهعا والأيتام والأرامل وسدد حاجاتهم
ويقوم بما لا بد منه وإلا كان مثل قاتل اخيه .

 

يجب
على الأسقف ألا يستصحب الا من تحمد طريقته ويعرف خبره من من الشيوخ والرهبان أو من
الشيوخ العلمانيين أهل الثقة وأن يفتقد قيمة الكنائس فمن وجده موافق ولا يصلح
لخدمة تلك الكنيسة صرفه وإستخدم من يقوم بالخدمة من هو الصالح .

 

يجب
على الأسقف أن لا يمكن أحد من الرهبان الذى فى كرسيه أن يقيم فى الريف إلا أن يكون
يدبر الأمور تدبيراً حسناً .

 

أى
أسقف أو قس أو شماس تعدى حكم الكنيسة لمساعيه أو لشئ من أمور العالم فى يوم الأحد
لا فى بيع ولا فى شراء ولا فى شغل يستغلوا فيه بل يلازموا الكنيسة والصلوات وسماع
الكتب والوصايا والقرآئات والقرابين ولا يتكلم أحد منهم فى أوقات القداسات حتى
ينالوا من السراير المقدسة

 

يجب
على جماعة الكهنة والعلمانيين أن يحترزوا إذ جرى بينهم خلاف أو أمر من أمور الدنيا
أن يمضى أى أحد منهم إلى غير حاكم الكنيسة بل يمضوا إلى أسقفهم ليفصل بينهم

 

لا
يجب أن يخبز القربان إلا فى فرن الكنيسة ولا تعجنه إمرأة فمن تعدى ذلك فهو محروم
وكل كاهن يعلم به ولا يخبر أمره إلى الأسقف فهو شريكه فى الخطية

 

يجب
على جماعة النصارى أن يصوموا صوم الأربعين يوما صوم الميلاد وصوم التلاميذ والأربع
والجمعة السنة كاملة ما عدا الخمسين يوماً فقط إلا إذا كان طفل أو مريض

 

يجب
على الأساقفه أن يحترزوا فى الزواج ولا يكللوا لأحد إلا بعد التقصى عن الرجل
والمرأه يمعرفة حقيقتهم وأن ليس لأحدهم خداع أو غش (والأسباب الأخرى التى تمنع
الزواج كالجنون والمرض ..ألخ)

 

لا
يتزوج إمرأه بنت إلا بعد بلوغها فمن خالف ذلك فهو ممنوع وكذلك كهنه كل ناحية
يعتمدوا ذلك

 

يجب
على جماعة الكهنة والعلمانيين إكرام الأسقف فمن ذكره بشئ قبيح أو شتيمة فقد خالف
أمر ربه لأنه قال: لا تشتم رئيس شعبك فى السفر الخامس من التوراه

 

يجب
أن يحترزوا الكهنة والعلمانيين فى أيام الصوم المقدس وأن يأكلوا شئ من الأطعمه
التى يأكلونها فى أيام الفطار ولا يأكل أحد سمك ولا يشرب خمراً ليقدم صوماً نقياً
خالصاً

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى