بدع وهرطقات

الكنيسة الأشورية



الكنيسة الأشورية

الكنيسة
الأشورية

الأنبا
بيشوى

 

الرد
على دفاع الراهب أثناسيوس المقارى

مقالات ذات صلة

عن
الكنيسة الأشورية

فى
كتابه “كنيسة المشرق الأشورية”

 

لقد
أصدر أحد الرهبان قال عن نفسه “راهب من الكنيسة القبطية” كتاباً عن
الكنيسة الأشورية باسم “الكنائس الشرقية وأوطانها- الجزء الأول- رؤية عامة-
كنيسة المشرق الأشورية”.*

قد
أساء هذا الراهب كثيراً إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدفاعه فى هذا الكتاب عن
الأشوريين، واستخدم أساليب غير علمية أدت إلى نوع من قلب الحقائق، ومغالطات فى
الاقتباسات من المراجع، وإليكم الدليل:

 

مغالطات
فى عرض الحقائق فى كتاب “الكنائس الشرقية وأوطانها”:

 

فى
صفحة 228 كتب الراهب أثناسيوس المقارى ما يلى:

[
فى سنة 1994 أعلنت الكنيسة الأشورية إيمانها فيما يختص بالسيد المسيح، تحت الصيغة
التالية: “نؤمن بأن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، هو الإله الابن المتجسد، تام
فى لاهوته، وتام فى ناسوته. لم ينفصل لاهوته عن ناسوته لحظة واحدة ولا لطرفة عين.
ونؤمن أن ناسوته واحد مع لاهوته بغير اختلاط أو امتزاج أو انقسام أو انفصال”
].

 

والحقيقة
هى أن قداسة البابا شنودة الثالث هو كاتب هذه الصيغة وليس الأشوريين، وذلك فى
فيينا سنة 1971م. وكان المطران باواى سورو الأشورى ومعه المطران الأشورى الآخر
نرساى دى باز، قد حضرا لمقابلة قداسة البابا فى الدير فى يناير 1995م وقالا: نحن
مستعدون أن نوافق على الصيغة التى وضعتها قداستكم فى فيينا سنة 1971 بخصوص طبيعة
السيد المسيح. واقترح أن نقوم بعمل اتفاق معاً على أساس هذه الصيغة. فوافقنا على
البدء فى الدخول فى حوار لاهوتى بشرط أن تحذف أسماء نسطور، وديودور الطرسوسى،
وثيئودور الموبسويستى من ليتورجياتهم، فكانت إجابتهما أن شعبهم قد تعوّد على تكريم
هؤلاء المعلمين، فلنبدأ بالعقيدة أولاً وبعد ذلك مع مرور الوقت نقنع الشعب بحذف هذه
الأسماء. وقال له قداسة البابا أنا لا أستطيع أن أعمل اتفاق مع شعب يحرم القديس
كيرلس ويكرّم هؤلاء المعلمين النساطرة. فترجّوا أن يعطيهم قداسة البابا فرصة من
الوقت لتصحيح الأوضاع.

 

ثم
فى العام التالى (فبراير 1996) دعيت إلى فيينا لحضور الحوار اللاهوتى (بصفة مراقب)،
فوجدت نفس هذا المطران الأشورى باواى سورو يدافع عن نسطور ويطالب الكنيسة القبطية
الأرثوذكسية بالاعتراف بأرثوذكسية تعليم نسطور. فواجهته داخل الاجتماع، وقلت له
أنك تقول هنا عكس ما اتفقتم به مع قداسة البابا شنودة الثالث فى مصر. فأنكر ما
قاله فى مصر، فأعلمته بأننا لدينا شرائط مسجلة بهذا الكلام. بل إن المطران بول
صياح (من الكنيسة المارونية) كان حاضراً فى المقابلة التى تمت مع قداسة البابا فى
مصر كما كان حاضراً فى فيينا فى نفس المؤتمر ولم ينكر ذلك. فاتضح لنا خداع هؤلاء
الناس وتمسكهم بتكريم نسطور وبتعاليمه، وأنهم حتى ولو وقّعوا على اتفاقيات فإن ما
يعلِّموه داخل كنائسهم وينادون به فى ليتورجياتهم، يختلف تماماً عما يتظاهرون به.

 

إن
هذا الكتاب (الكنائس الشرقية وأوطانها -كنيسة المشرق الأشورية) ينتقى أقوالاً لا
تدل على الإيمان الحقيقى لهذه الكنيسة. كما أن هناك مغالطات فى الاقتباسات التى
وردت فيه. وهناك اقتباسات كتب المؤلف أنها للأشوريين وحقيقة الأمر أنها إقتباسات
للكاثوليك وقد وردت فى الأوراق المقدمة فى الحوار السريانى الذى نظمته مؤسسة برو
أورينتا فى فيينا عامى 1994 و1996.

 

على
صفحة التمهيد بالكتاب رقم 13 كتب ما يلى:

[
كنائس الشرق المسيحى على مختلف تقاليدها وطقوسها، قد أثرت وتأثرت ببعضها البعض.
ولم تكن العزلة التى فرضتها أحداث التاريخ وأوْجبتها على بعض منها سوى عزلة مؤقتة
-ولو طال أمدها حيناً- إذ سرعان ما انقشعت، لتجد الكنيسة -أى كنيسة- نفسها فى
تفاعل مباشر من جديد مع أخواتها، حتى ولو كانت قد انزوْت متقوقعة على نفسها ردحاً
من الزمن ].

 

الكاتب
يريد هنا أن يقول أن الكنيسة الأشورية لابد أن تنفتح على أخواتها، لكن من هم
أخواتها، هل نحن الأرثوذكس أخواتها؟!! ما الهدف الذى يصبو إليه هذا الراهب؟ وقد
كتب هذا فى بداية الملخص الأساسى للكتاب.

 

على
صفحتى 229، 230 من الكتاب:

[
إن الحوار غير الرسمى مع الكنيسة الأشورية، والذى دار فى فيينا سنة 1994م، وبعد أن
أُلقيت فيه مباحث كثيرة ومطوّلة، لا سيما عن نسطور، خلص الباحثون من نفس الكنيسة
الأشورية إلى القول: “لا نُغفل ضعف تفسير نسطور لوحدة شخص المسيح”.
وأيضاً “يعانى فكر نسطور من قصور حاد.” وإنه من الغريب حقاً ألا يظهر
اسم نسطور مرة واحدة فى مجامع القرنين الخامس والسادس للميلاد. ولم يرد اسمه أبداً
كحجة تتّبع فى قضايا مسيحية فى نفس الكنيسة النسطورية.

 

وجدير
بالذكر أن نشير –بعد كل ما ذكرناه- إلى أن المجمع المقدس للكنيسة القبطية
الأرثوذكسية فى جلسته فى 1/6/1996م قد أصدر البيان التالى: “اتضح بعد بحث ما
جرى فى الحوار السريانى فى فيينا فى يونيو 1994م وفبراير 1996م أن الأشوريين هم
نساطرة يقدسون نسطور مع ديودور الطرسوسى، وثيئودور المويسوبستى، ويخّطئون القديس
كيرلس، وذلك بالرغم من الحوار الذى أجرته معهم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وبعد
أن تظاهرت الكنيسة الأشورية بالموافقة على الإيمان السليم. وهناك اتفاقيات تمت
بينهم وبين الكاثوليك. ونحن مصممون على موقفنا برفض دخولهم كأعضاء فى مجلس كنائس
الشرق الأوسط، إلى أن يعترفوا بعقيدة وقرارات المجمع المسكونى الثالث فى
أفسس”].

 

وقد
أورد الكاتب قرار المجمع المقدس للكنيسة القبطية هنا بطريقة تسئ على المجمع المقدس
لكنيستنا بعد أن حاول أن يثبت على مدى الكتاب كله أن الأشوريين ليسوا نساطرة. هذا
الإثبات كان بأدلة غير حقيقية، فنسب إلى الأشوريين ما لم يقولوه، لأن الأقوال التى
أوردها هى لعلماء من الكاثوليك وليسوا من الأشوريين (وهو ما سوف نورده فيما يلى).

 

وبعدما
أثبت -بحسب رؤيته الخاصة- أن الأشوريين ليسوا نساطرة، قال فى النهاية: [لم يظهر
اسم نسطور مرة واحدة فى مجامع القرنين الخامس والسادس للميلاد. ولم يرد اسمه أبداً
كحجة تتبَّع فى قضايا مسيحية فى نفس الكنيسة النسطورية].

 

ثم
بعد أن بلبل فكر القارئ بإثباته أن الأشوريين ليسوا نساطرة، أورد فى النهاية قول
المجمع المقدس “ونحن نصمم أن الأشوريين نساطرة”، وكأننا عقول مغلقة عن
التفاهم ومصممون على أنهم نساطرة بلا مبرر. فهذا الراهب يريد أن يصوّر الكنيسة
القبطية بهذا الأسلوب، وبعد أن أجهد نفسه على مدى الكتاب فى الدفاع عن الكنيسة
الأشورية، أورد فى آخر جزء فى العقيدة بالكتاب “وجدير بالذكر أن نشير –بعد كل
ما ذكرناه- إلى أن المجمع المقدس فى جلسته.. قد أصدر البيان..”.

 

اقتباسات
مزيفة فى نفس الكتاب:

على
صفحة 229 و 230 كتب الراهب أثناسيوس المقارى مؤلف هذا الكتاب ما يلى: [إن الحوار
غير الرسمى مع الكنيسة الأشورية، والذى دار فى فيينا سنة 1994م، وبعد أن أُلقيت
فيه مباحث كثيرة ومطوّلة، لا سيما عن نسطور، خلص الباحثون من نفس الكنيسة الأشورية
إلى القول: “لا نُغفل ضعف تفسير نسطور لوحدة شخص المسيح. وأيضاً يعانى فكر
نسطور من قصور حاد.”]

 

كاتب
العبارة الأخيرة [ يعانى فكر نسطور من قصور حاد ] هو برنار دوبوى
Bernard Dupuy وهو كاهن من كنيسة روما الكاثوليكية فى ورقته بعنوان Christology of Nestorius على صفحة 107 فى كتاب الحوار السريانى النسخة الإنجليزية . وفى
النسخة العربية تبدأ مقالة برنار دوبوى صفحة 198وترد هذه العبارة صفحة 209. فهو
كاهن رومانى كاثوليكى وليس من “الباحثين من الكنيسة الأشورية”! إن
الأشوريون لا يهاجمون نسطور أبداً بأى حال من الأحوال! بل يعتبرونه قديس ويذكرونه
فى الصلوات اليومية! لا يمكن أن يقولوا عنه أن فكره يعانى من قصور حاد!

 

أما
العبارة التالية: [“لا نُغفل ضعف تفسير نسطور لوحدة شخص المسيح”] التى
ذكرها الكاتب بعد قوله [خلص الباحثون من نفس الكنيسة الأشورية إلى القول: ] فقد
كتب أن المرجع هو كتاب الحوار السريانى على صفحة 110. وبالرجوع إلى كتاب الحوار
السريانى الترجمة العربية على صفحة 110، يتضح أن هذه العبارة قد وردت فى محاضرة
البروفسورة لويز آبراموفسكى
Luise Abramoski والمنشور بحثها ابتداء من صفحة 96 فى الترجمة العربية.

 

وقد
ورد على صفحة 110 فى كتاب الحوار السريانى -التى أشار إليها الراهب أثناسيوس
المقارى فى كتابه- هذا النص بقلم لويز آبراموفسكى:

[
عندما نعترف بالأرثوذكسية الأساسية عند نسطور، فنحن بالطبع لا نُغفل ضعف تفسيره
لوحدة شخص المسيح.] وهذا النص ورد فى صفحة 61 فى النسخة الإنجليزية لنفس الكتاب.

 

والخداع
هنا من جانب الراهب أثناسيوس المقارى هو أنه لم يورد الجملة بكاملها، بل اقتطع
الجزء الأهم منها الذى مُدح فيه نسطور كأرثوذكسى، وجاء بالجزء الأخير منها الذى
انتُقد فيه نسطور، وهذا فى حد ذاته يعتبر تعمية. ومزيداً من التعمية فى أن ينسب
الجزء الذى يهاجم نسطور، نسبياً، إلى الكنيسة الأشورية، مع أن هذا قد ورد على لسان
أستاذة من أساتذة اللاهوت فى الغرب لا تمت إلى الكنيسة الأشورية بأى صِلة. تماماً
مثلما نسب كلام الراهب الكاهن الرومانى الكاثوليكى برنار دوبوى إلى الباحثون من
الكنيسة الأشورية. والذى سبق أن أوضحناه وورد على صفحة 209 فى الترجمة العربية
لكتاب الحوار السريانى.

 

هذه
الكاتبة مدحت نسطور وانتقدته فى جملة واحدة، فقسم الراهب أثناسيوس المقارى الجملة
إلى جزئين؛ وحذف الجزء الخاص بمديح نسطور وأورد الجزء الذى يحمل هجوم على نسطور،
بل ونسبه إلى الأشوريين، لكى يثبت أن الأشوريين يهاجمون نسطور وبذلك لا يكون
الأشوريون نساطرة.

 

هل
يستحق هذا الراهب أن ينشر كتب فى العقيدة؟!! وما الذى يضايق هذا الراهب فى أننا
قلنا أن الكنيسة الأشورية هى كنيسة نسطورية؟!

 

لقد
إنتهى نسطور، إنما الخطورة على الكنيسة تتمثل فى أتباع نسطور إلى هذا اليوم.
واليوم هؤلاء النساطرة يهاجمون قداسة البابا شنودة شخصياً وبالاسم فى المؤتمرات
المسكونية، من أجل أنه قد منعهم من الدخول فى مجلس كنائس الشرق الأوسط.

 

على
سبيل المثال حدث الموقف التالى: كان على نيافة الأنبا سوريال أن يلقى محاضرة فى
ملبورن نيابة عنى، (لأنى لم أتمكن من السفر لظروف مفاجئة استدعت وجودى فى القاهرة)
وكان المطران أبريم موكن النسطورى حاضراً فى هذا المؤتمر فهاجم كنيستنا بشدة فى
المناقشة ودافع عن الأشوريين. فاتصل بى نيافة الأنبا سوريال تليفونياً، فأرسلت له
فوراً بالفاكس بحثاً من عدة صفحات ليرفقه بالمحاضرة التى سوف يلقيها فى المساء.
وهذه الأوراق تضمنت أقوال لنسطور وأقوال للمطران أبريم نفسه وتدينه، يقول فيها أن
السيد المسيح قد ورث الخطية الأصلية، وأن المسيح هو شخصين، و.. ألخ . بدأ الأنبا
سوريال فى قراءة أقوال المطران أبريم الواحدة تلو الأخرى وبحضوره، فافتضح أمره أنه
نسطورى. فما كان من هذا المطران النسطورى إلا أن قال أن ما قاله كان نوع من الضحك
والدعابة.

 

التعليم
الكريستولوجى لكنيسة المشرق الأشورية:

فى
الحوار الرسمى مع الأنجليكان فى تشياميزين بأرمنيا فى نوفمبر 2002م، قدمتُ ورقة
بعنوان: “التعليم الكريستولوجى للكنيسة الأشورية المشرقية”
The Christological Teaching of The Assyrian
Church of the East
،
وقد أوردت فى هذا البحث تاريخ هذه الكنيسة، ثم تطور مجامعهما، ثم أوردت التعليم
الحالى لهذه الكنيسة، وأرفقت بها مجموعة كبيرة من الملاحق.

 

بعد
تقديمى لهذه الورقة، اقتنع الأنجليكان بما فيها، وكتبنا فى الاتفاقية إننا نحن
الأرثوذكس الشرقيين لا نوافق على كريستولوجية الأشوريين، وقد وافق معنا الأنجليكان
على ذلك وعلى أنه لابد أن يراجع مؤتمر لامبث بإنجلترا الخطأ الذى وقع فيه، أى
يراجع موقفه فى إعلانه بأن كريستولوجية الأشوريين لا غبار عليها. وتم توقيع
الطرفين على هذه الاتفاقية (الترجمة العربية لنص الإتفاقية فى ملحق رقم 6).

 

إن
ترجمة هذه الورقة المقدَّمة فى هذا المؤتمر إلى العربية قد نشرناها ضمن هذا الكتاب
وقد أوردت فى هذه الورقة: مقتطفات من قرارات مجامع الأشوريين، ومن أوراقهم التى
قدموها فى هذه الحوارات. وكيف قالوا أن نسطور هو شهيد الأرثوذكسية لكبرياء وغطرسة
كيرلس السكندرى.

 

وإليكم
نص هذا القول وهو من ورقة المطران مار باواى سورو والخورى إبسكوبوس برنى التى
قدماها فى فيينا فى يونيو 1994 وقد أوردته فى نفس الورقة التى قُدمت فى الحوار
الرسمى مع الأنجليكان فى نوفمبر 2002م:

 

The
school
of
Nisibis used the terminology anathematized by Cyril and his partners in the Ephesene
Synod. Meanwhile, it offered its veneration to Nestorius as a defender of the
faith of the Antiochene orthodoxy and a martyr to the pride and arrogance of
Cyril of Alexandria
.

الترجمة:

“إن
مدرسة نصيبين قد استخدمت نفس التعبيرات اللاهوتية التى حرمها كيرلس وشركاؤه فى
مجمع أفسس. وفى الوقت نفسه قدمت تبجيلها لنسطور كمدافع عن الإيمان الأرثوذكسى
الأنطاكى، وكشهيد لكبرياء وغطرسة كيرلس السكندرى”.

 

وبعد
أن قال الأشوريون ذلك فى يونيو 1994 ونشر فى كتب الحوار الذى نظمته مؤسسة برو
أورينتا، يقول الراهب أثناسيوس المقارى أن الكنيسة الأشورية ليست نسطورية، بل وقال
إنها تهاجم نسطور، وذلك بأن أورد أجزاء من أقوال ليست لهم! ليثبت بخداع أن مجمع
أساقفتنا هو مجمع ظالم، وذلك لأغراض شخصية!

 

إننا
فيما ذكرناه، نناقش قضية من أخطر القضايا فى تاريخ الكنيسة منذ مجمع أفسس وإلى
اليوم: وهى محاولة النسطورية أن تتسلل داخل كنيستنا الأرثوذكسية. هؤلاء المبتدعون
لابد أن تحسم الأمور بالنسبة لهم، وحسم الأمور ليس بمجرد إصدار عقوبات كنسية، بل
إن أقوى سلاح حالياً لمحاربتهم هو: أولاً كشفهم. فأنت كقارئ كيف تقتنع أن مؤلف هذا
الكتاب على سبيل المثال قد اقتبس بطريقة خادعة إلا إذا قارنت نص ما أورده مع ما
ورد فى المرجع الأصلى الذى اقتبس هو بدوره منه، بنفس اللغة وفى نفس الطبعة. لذلك
أوردت هنا المرجع الأصلى الذى اقتبس منه هذا الراهب، لأنى معنى بالحقيقة الخطيرة
لخطورة القضية.

 

الأشوريون
النساطرة:

هناك
تواجد للأشوريين النساطرة فى إيران والعراق والهند وشيكاغو والولايات المتحدة وكندا.
وتواجدهم فى الولايات المتحدة بأعداد ليست بقليلة. كما أن لهم كنائس فى أوروبا
وأستراليا وبعض الدول الغربية. ولهم مطارنة منتشرين فى بعض أنحاء العالم. كما أن
لهم بطريرك فى بغداد اسمه “مار أداى”، وآخر فى شيكاغو اسمه “مار
دنخا”.

 

والكنائس
الأشورية لم ولن تقبل عقيدة مجمع أفسس ولا قراراته. وقد استَعدْت الإمبراطور
الفارسى ضد الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بدعوى أنهم خوَنة للإمبراطورية الفارسية
Persian Empire، لأنهم قبِلوا قرارات مجمع أفسس 431م الذى أمر بانعقاده
الإمبراطور ثيئودوسيوس الثانى (الصغير) وهو إمبراطور الإمبراطورية الرومانية
الشرقية
Eastern Roman Empire. وكانت هناك حروب مستمرة بين الرومان والفارسيين أى بين بيزنطة
وفارس
Persia.

 

وهم
يوّقرون نسطور وثيئودور الموبسويستى وديودور الطرسوسى، ويذكرونهم فى الصلوات
اليومية، ويعيّدون لهم فى الجمعة الخامسة بعد الغطاس عيداً خاصاً اسمه “عيد
االآباء اليونانيين”
Malphane
Yavnaye
(أى المعلمين اليونانيين)
ويقولون: نسطوريو قاديشو (قديس). كما أنهم يهاجمون القديس كيرلس السكندرى، والقديس
ساويروس الأنطاكى.

 

وفى
ورقة المطران أفرام موكن الأشورى-التى قدمها فى المؤتمر المسكونى التاسع والخمسون
لبرو أورينتا فى فيينا 18 يونيو 1990، والتى نشرت فى كتاب الحوار السريانى النص
العربى بتاريخ يونيو 1994، صفحة 399- والتى تحمل عنوان “هل كان نسطور
نسطورياً؟” ورد ما يلى:

 

“فى
الأربعاء الثانية لموسم مجيئ المسيح (صوم الميلاد) تطلب الكنيسة أن تكون صلوات
ديودور وثيئودور ونسطور حصناً لهم. تتحدث هذه الصلوات عن نسطور على أنه قديس
kadisha، وعن تعاليمهم المقدسة. يتم الحديث عن هؤلاء الثلاثة جميعاً على
أنهم معلمون، كهنة، ورجال قديسون. تتحدث هذه الصلوات عن مناوئيى نسطور، أى كيرلس
السكندرى وساويروس على أنهم أناس أشرار. ويحتفل بالجمعة الخامسة بعد الغطاس كتذكار
للأساتذة اليونانيين.”

 

هذا
يدل على أننا لا نتهمهم بأنهم نساطرة، بل هم يقولون ويشهدون على أنفسهم بأنهم
نساطرة بطلبهم صلوات نسطور وديودور وثيئودور وإقامتهم عيداً لهم، وقولهم على
القديس كيرلس والقديس ساويروس بأنهم أناس أشرار.

 

مباحات
الكنيسة القبطية مع الكنيسة الأشورية التى تميل إلى النسطورية

 

 ملحق
1

تعليق
الأنبا بيشوى مطران دمياط

على
الأوراق المقدمة من الكنيسة الأشورية

 

أولاً:
الورقة التى قدمها باواى سورو مطران الكنيسة الأشورية

فى
المؤتمر الثانى للحوار السريانى

الذى
رتبته منظمة برو أورينتا فى فبراير 1996 فى فيينا

بعنوان

 

هل
أفسس يوحّد أم يفرق؟

إعادة
تقييم لمجمع أفسس – رؤية للكنيسة الأشورية فى الشرق

Does
Ephesus Unite or Divide?

Re-evaluation
of the Council of
Ephesus – an Assyrian Church of the East Perspective

 •
فى ورقته التى ألقاها فى فبراير 1996 فى فيينا فى حوار الكنائس ذات التقليد
السريانى، طالب المطران سورو بأن يبقى نسطور موضع تقدير وإعجاب كنيسته الأشورية
وبأن يُفهم تعليمه كتعليم أورثوذكسى وفيما يلى سطور من الورقة المذكورة وهى بعنوان
“هل مجمع أفسس يوّحد أم يفرِّق؟”

“…we would only ask that a like effort be made to
understand Nestorius’ equally orthodox concern to promote the use of language
expressing Christ’s complete and uncompromised human and divine natures. As we
do not ask anyone to revile the memory of Cyril, we would respectfully ask not
to be required to abandon our long held admiration of, and appreciation for Nestorius
.

وترجمة
هذه الفقرة كما يلى:

“نحن
نطلب فقط أن يُبذل جهد مماثل لفهم الإهتمام الأرثوذكسى المساوى لنسطور فى تعزيز
إستخدام اللغة التى تعبّر عن طبيعتى المسيح الإنسانية والإلهية الكاملتين والغير
قابلتين للمقايضة. وكما أننا لا نسأل أحداً أن يلعن ذكرى كيرلس، هكذا نسأل بوقار
ألا يطلب منا أن نتخلى عن إعجابنا وتقديرنا لنسطور، الذى تمسكنا به طويلاً.”

 


وعاد فكرر الطلب من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية أن ترفع سوء الفهم والحكم غير
الصائب ضد كريستولوجية نسطور التى أعيد (من وجهة نظره) إكتشافها، وتقييمها،
وقبولها بواسطة الدارسين الحديثين كتعليم أرثوذكسى. وفيما يلى سطور من نفس الورقة
بهذا الشأن:

 

One could only pray and hope that the Oriental Orthodox
brethern from all ecclesial traditions would, in the near future, be able to
take similar steps like those of the Assyrian Church and rise above the
historical misunderstanding, misjudgment, or whatever difficulty they still may
have with Nestorius’ Christology which, I believe, today has been
re-discovered, re-evaluated, understood, and accepted, by modern scholarly
research, as an orthodox teaching
.”

وترجمة
هذه الفقرة كما يلى:

“يمكن
للواحد منا فقط أن يصلى ويأمل أن يستطيع الأخوة الأرثوذكس الشرقيين فى سائر
التقاليد الكنائسية، فى المستقبل القريب، أن يتخذوا خطوات مماثلة للخطوات التى
إتخذتها الكنيسة الأشورية، وأن يسموا فوق سوء الفهم والحكم التاريخى الخاطئ، أو
أية صعاب لا تزال لديهم ضد كريستولوجية نسطور، التى أظن أنه قد تم اليوم إعادة
اكتشافها وإعادة تقييمها وفهمها وقبولها كتعاليم أرثوذكسية، عن طريق أبحاث
الدراسات الحديثة.”

 


وقد أشار المطران باواى سورو فى نفس الورقة إلى الحروم التى فرضتها كنيسته ضد
القديسين كيرلس السكندرى وساويرس الأنطاكى، كما ذكر تكريم كنيسته وولائها لنسطور
وثيئودور وإعتبار أن هذه صعوبات تواجه الأرثوذكس الشرقيين، فكتب ما يلى:

“… the Assyrian Church’s anathemas imposed on Cyril of
Alexandria and Severus of Antioch, and, at the same time, her veneration of,
and devotion to, Nestorius and Theodore
.”

وترجمته
كما يلى:

“…
إن الحروم التى فرضتها الكنيسة الأشورية على كيرلس السكندرى وساويرس الأنطاكى وفى
نفس الوقت تكريمها، وولاءها لنسطور وثيئودور…”


وفى نفس الورقة هاجم المطران سورو المحاكمة التى قادها كيرلس السكندرى ضد نسطوريوس
وقال أنها كانت محاكمة غير عادلة وغير قانونية كان فيها المدعى هو القاضى. وأشار
إلى أن لاهوتيين من غير الأشوريين قد إعتبروا أن دوافع الكراهية الشخصية،
والطموحات السياسية هى التى حركت كيرلس السكندرى للحكم على نسطوريوس. وإستشهد فى
ذلك بورقة الأب أندريه دى هالو الكاثوليكى التى قُدّمت فى فيينا وفى الحوار مع
MECC فى ليماسول:

“… a tumultuous council took place, with Cyril acting as
both prosecutor and judge of Nestorius. The trial of Nestorius at
Ephesus in
which he was condemned has always been viewed by the Church of the East as
unfair and illegal. It should be noted that others, outside the Church of the
East and with impeccable credentials as orthodox scholars, have also agreed
with that judgment, attributing the chaotic and embittered atmosphere at
Ephesus to
personal animus and political ambition on the part of Cyril. The Roman Catholic
theologian Andre de Halleux, OFM, writing in 1992, described the proceedings in
much the same way as Church of the East fathers have. I have summarized his
conclusions below
:

What happened in
reality is that Cyril had transformed a council at which the emperor wanted
doctrine to be defined ‘without any dissension born of anipathy.’ Held in
illegality by a tribunal where the judge was also the accuser and where the
charge was not made the object of scrupulous verification, this trial by
default could only come to an end as a questionable deposition. And yet this
deposition would soon be passed off as a doctrinal anathema, imposed on the
oriental bishops by an emperor more and more hostile to the archbishop of his
capital
.”

وترجمة
ذلك كما يلى:

“جرى
مجمعاً مشوشاً، قام فيه كيرلس بدور كلٍ من المدعى والقاضى لنسطور. وكانت نظرة
كنيسة المشرق دائماً للمحاكمة التى أُدين فيها نسطور فى أفسس، أنها غير عادلة وغير
شرعية. ويجب أن نشير إلى أن آخرين، من خارج كنيسة المشرق وبأوراق معتمدة معصومة
كدارسين أرثوذكس قد وافقوا أيضاً على هذا التقييم ناسبين الجو المشوش والمرير فى
أفسس إلى العداء الشخصى والطموح السياسى من جانب كيرلس. فقد كتب اللاهوتى أندريه
دى هالو من الكاثوليك الرومانيين عام 1992 واصفاً إجراءات المحاكمة بنفس الطريقة
تقريباً التى وصفها بها آباء كنيسة الشرق. وقد لخصت نتائجه فيما يلى:

“إن
ما حدث فى الحقيقة هو أن كيرلس قد حوَّل مسار مجمعاً أراد فيه الإمبراطور تعريف
العقيدة “بدون أى شقاق وليد للنفور”. ولأن المجمع قد تم إنعقاده فى عدم
شرعية وبمحكمة كان القاضى فيها هو نفسه المدعى، ولم يكن الإتهام غرضاً لفحص مدقق،
لذلك لم يكن هذا الحكم الغيابى إلا لينتهى بعزل مشكوك فيه. وعلى الرغم من ذلك فقد
سرى سريعاً كحرم عقيدى فُرض على أساقفة الشرق عن طريق الإمبراطور الذى كان عداؤه
يتزايد أكثر فأكثر تجاه رئيس أساقفة عاصمته.”

 

ثانياً:
الورقة التى قدمها المطران أبريم من مطارنة الكنيسة الأشورية

فى
المؤتمر الثانى للحوار السريانى

الذى
رتبته منظمة برو أورينتا فى فبراير 1996 فى فيينا

بعنوان
ملخص الحوار الكريستولوجى…

Summary of the
Christological Debate


فى ورقته المذكورة قال المطران أبريم أنه لا كيرلس السكندرى ولا نسطوريوس يصلح لأن
يكون هو الأب المشترك ثم طالب برفع الحروم بالتبادل من الجانبين عن كليهما. ما يلى
هو اقتباس من ورقته:

“…if we attempt to project “our common father in
Christ”, it should be anybody other than Cyril of Alexandria or Nestorius of
Constantinople. The mutual anathemas of both Cyril and of Nestorius should be
omitted by those Churches which at present recite these anathemas even in this
ecumenical era
”.

وترجمته
كما يلى:

“إذا
حاولنا تدبير “الأب المشترك لنا فى المسيح” يجب أن يكون أى إنسان سوى
كيرلس السكندرى أو نسطور القسطنطينى. فيجب حذف الحرومات المتبادلة ضد كيرلس ونسطور
من تلك الكنائس التى تتلوها فى الوقت الحاضر، حتى فى هذا الزمن المسكونى”.


وأفاد أيضاً فى ورقته أنه بالرغم من أن نسطوريوس ليس هو مؤسس الكنيسة الأشورية،
ولكنه هو أب لهم بصورة قوية جداً. وعلى حد تعبيره باللغة الإنجليزية: “
is very much their father

How much do the Assyrians care for Nestorius? How much
do they “hate” Cyril of Alexandria. Although the Assyrians state that Nestorius
is not their founder and therefore refuse to be called Nestorians, the general
trend is that Nestorius, though Greek, is very much their father. The Assyrians
never cared to understand teachings of Cyril of Alexandria
.”

وترجمته
كما يلى:

“إلى
أى حد يهتم الأشوريون بنسطور؟ كم “يكرهون” كيرلس السكندرى؟ بالرغم من أن
الأشوريون يذكرون أن نسطور ليس مؤسسهم ولذلك فإنهم يرفضون أن يُدعوا نساطرة، إلا
أن الإتجاه العام هو أن نسطور، رغم كونه يونانياً، فهو أب لهم بصورة قوية جداً. لم
يهتم الأشوريون أبداً بفهم تعاليم كيرلس السكندرى”.

 

ثالثاً:
الورقة التى قدمها المطران باواى سورو من مطارنة الكنيسة الأشورية فى الحوار
السريانى الذى رتبته منظمة برو أورينتا فى يونيو 1994 فى فيينا

بعنوان
هل التعليم الاهوتى لكنيسة الشرق هو تعليم نسطورى؟

Is the Theology of the
Church of the East Nestorian
?


شرح المطران باواى سورو كيف تكرّم الكنيسة الأشورية نسطوريوس مع ديودور الطرسوسى،
وثيئودور الموبسوستى فى صلواتها، وتعيّد لهم فقال: إذا كان السؤال هو بشأن تكريم
كنيسته لنسطور وإستمرارها فى ذلك فإن الإجابة واضحة.

The liturgies of the church invariably name Nestorius,
with Diodore of Tarsus and Theodore of Mopsuestia, in their litanies. The
calendar features a “Memorial of the Greek Doctors” a list of “western” fathers
which includes – and emphasizes – the same three theologians. If the question
is “Does the Church of the East venerate Nestorius and continue to employ his
theological vocabulary?” the answer is obvious
.”

وترجمة
ذلك كما يلى:

“إن
ليتورجيات الكنيسة تدعو بثبات كلٍ من نسطور وديودور الطرسوسى وثيئودور الموبسويستى
فى ليطانياتهم. ويحدد التقويم “تذكار المعلمين اليونان” فى قائمة الآباء
“الغربيين” التى تشتمل -وتؤكد- على نفس الثلاثة لاهوتيين. إذا كان
السؤال هو “هل كنيسة الشرق تُكرِّم نسطور وتستمر فى إستخدام تعبيراته
اللاهوتية؟” فإن الإجابة واضحة”.


ثم شرح فى نفس هذه الورقة كيف تكونت مدرسة الرها وإستقر فيها تعليم الطبيعتين بقوة
ووضوح لأن المدرسة الأنطاكية الفكرية قد تمركزت هناك خاصة بواسطة تلاميذ ثيئودور
الموبسويستى أسقف ما بين النهرين وكيف أغلقها الإمبراطور البيزنطى زيون 489م
فإنتقلت إلى الإمبراطورية الفارسية فى نصيبين. وكيف إستخدمت مدرسة نصيبين
التعبيرات التى حرمها (القديس) كيرلس وشركاؤه فى مجمع أفسس. وفى نفس الوقت قدّمت
التكريم لنسطوريوس كحامى للأرثوذكسية الأنطاكية وكشهيد لكبرياء وغطرسة كيرلس
السكندرى وفى الهامش أوضح كيف أفادت كتابات وشروحات تُرجمت إلى السريانية لثيئودور
الموبسويستى، كنيسة الشرق (يقصد الكنيسة الأشورية).

Under the influence of its patron, a zealous defender
of the Antiochene positions, and of his choice to head the school, Narsai, the
institution flourished and gained respect as a serious center of learning. The Antiochene
partisans at Nisibis vigorously promoted their Christological position, using
the terminology familiar to them, that is, with the very terminology
anathematized by the Ephesene synod and by the partisans of Cyril. Among them Nestorius
was venerated as a staunch defender of Antiochene orthodoxy and a martyr to the
pride and arrogance of Cyril of Alexandria. The reluctance of the bishops of
the church of the East to take a definitive posture, whether position or
negative, relative to Nestorius gave these partisans the opportunity and
freedom to further their cause in his defense
.”

وترجمة
ذلك كما يلى:

“تحت
تأثير متولى الأمر، نارساى، وهو المدافع الغيور للوضع الأنطاكى، وبإختياره لرئاسة
المدرسة، فقد إزدهر المعهد ونال تكريماً كمركز علمى خطير. روَّج الموالين
الأنطاكيين فى نصيبين بقوة، وضعهم الكريستولوجى مستخدمين التعبيرات المألوفة لهم،
أى نفس التعبيرات التى تم حرمها فى مجمع أفسس، وعن طريق الموالين لكيرلس. وكان يتم
تكريم نسطور بينهم كمدافع قوى للأرثوذكسية الأنطاكية وكشهيد لكبرياء وغطرسة كيرلس
السكندرى. إن إحجام أساقفة الكنيسة فى الشرق عن إتخاذ وضعاً قطعياً، إما إيجابياً
أم سلبياً، بالنسبة لنسطور أعطى هؤلاء الموالين الفرصة والحرية لتصعيد علتهم فى
الدفاع عنه.” (انظر الحاشية 16)

16 The theology of the school at Edessa was related to
the Antiochene school of thought. Some teachers at
Edessa had
studied at the feet of Theodore of Mopsuestia, and providing translations of Antiochene
theological works and Biblical commentaries for the Syriac-speaking world was a
significant by-product of the Edessene school’s overall contribution to the
Church in the East
.

 الترجمة
العربية: إن التعليم اللاهوتى لمدرسة الرها كان مرتبطاً بمدرسة أنطاكيا الفكرية.
فقد تعلَّم بعض اساتذة الرها تحت أقدام ثيئودور الموبسويستى، ويعد ما قدمته مدرسة
الرها من ترجمات للكتابات اللاهوتية الأنطاكية والتفاسير الكتابية للمتكلمين
بالسريانية نتاجاً له شأنه فيما ساهمت به نحو كنيسة المشرق عموماً.

 

رابعاً:
الورقة التى قدمها المطران أبريم من مطارنة الكنيسة الأشورية

فى
ندوة الحوار المسكونى التاسعة والخمسون لبرو أورينتا فى فيينا 18/6/1990

بعنوان
هل كان نسطور نسطورياً؟

WAS NESTORIUS A
NESTORIAN
?

فى
ورقته التى قدّمها فى يونية 1990 فى فيينا ونشرت كملحق لوثائق الحوار السريانى
الذى جرى فى فيينا فى يونية 1994، شرح المطران أبريم كيف تكرّم الكنيسة الأشورية
ديودوروس وثيئودوروس ونسطوريوس فى صلواتها اليومية، وتعيّد لهم وتعتبرهم قدّيسين.
وفى نفس الصلوات تذكر مقاومى وأضداد نسطوريوس مثل كيرلس السكندرى وساويرس الأنطاكى
كرجال أشرار.

1. The Greek Fathers

While
we examine the prayer books found in the
Chaldean Syrian Church in Trichur, we come across references to three Greek
fathers, namely Diodoros of Tarsos, Theodoros of Mopsuestia and Nestorius of
Antioch. To mention these three together is the common custom of the Church of
the East. That is the reason why it is called the
Nestorian Church. It is
a Church that venerates Diodoros, Theodoros and Nestorius, but it is not a
Church founded by any of the three. A Nestorian Father of the 13th century, Mar
Abdiso, says
:

As to the Easterns,
however, because they never changed their faith, but kept it, they received it
from the apostles; they were unjustly styled ‘Nestorians’, since was Nestorius
was not their Patriarch, neither did they understand his language; but when
they heard that he taught the doctrine of the two natures, two Qnome, one will,
one Son of God, one Messiah, they testified about this that he confessed the
faith as orthodox. Because they too held it likewise. Nestorius, then followed
them, and they him, and that more especially in the matter of the appellation
‘Mother of Christ
’.

The
fifth Friday after the Epiphany is observed as a memorial to the Malpane Yavnaye
Greek doctors. The prayers for that day are seen in the Khudra. The heading of
these prayers is given as a Memorial of Greek Doctors. The second line, like a
subtitle states “Mar Diodoros and Mar Theodoros and Mar Nestorius.” The next
twenty printed pages of prayers have several references to these saints
.

On
the second Wednesday of the Advent seasons the Church requests that the prayers
of Diodoros, Theodoros and Nestorius be a fortress to them. These prayers speak
of Nestorius as Kadhisa (holy) Nestorius and their holy teaching. All the
three, i.e. Diodoros, Theodoros and Nestorius are spoken of as teachers (Malphane),
priests and holy men (Kadhisa). These prayers also speak of the opponents of Nestorius,
namely Cyril of Alexandria and Severus as “wicked” men
.

These
three fathers are so important to the Church of the East, so that their names
are mentioned not only on the Memorial of the Greek Doctors but also every day
in the litany of the evening prayers as well as the litany of the liturgy. In
the litany these three are remembered along with the three Syrian teachers,
i.e. Ephrem, Narsai and Abraham
.”

 وترجمته
كما يلى:

“1-الآباء
اليونانيين

حينما
نفحص كتب الصلوات الموجودة فى الكنيسة السريانية الكلدانية فى طيشور، يقابلنا ذكر
ثلاثة آباء يونانيين هم ديودور الطرسوسى وثيئودور الموبسويستى ونسطور الأنطاكى.
وذكر هؤلاء الثلاثة معاً يعتبر عادة عامة فى كنيسة الشرق. وهى لذلك تُدعى الكنيسة
النسطورية. هذه الكنيسة تُكرِّم كلٍ من ديودور وثيئودور ونسطور، ولكنها ليست كنيسة
مؤسسة عن طريق أى من الثلاثة. أحد الأباء النساطرة فى القرن الثالث عشر وهو مار
أديسو يقول:

لكن
بالنسبة للشرقيين، ولأنهم لم يغيِّروا إيمانهم أبداً، بل أبقوا عليه لأنهم قبلوه
من الرسل؛ فقد كانت تسميتهم “بالنساطرة” غير عادلة، لأن نسطور لم يكن
بطريركهم، كما أنهم لم يفهموا لغته؛ ولكنهم حينما سمعوا أنه يعلِّم بعقيدة
الطبيعتين والأقنومين والمشيئة الواحدة، وإبن واحد لله، ومسيح واحد، فقد شهدوا عنه
أنه إعترف بالإيمان الأرثوذكسى، لأنهم حملوه مثله. ثم تبعهم نسطور وهم تبعوه،
وبأكثر خصوص فى أمر تسمية “أم المسيح”.

يُرصد
يوم الجمعة الخامس الذى يلى عيد الظهور الإلهى كذكرى لملفان ياوان
Malphane Yavanye المعلمين اليونانيين. تُرى صلوات هذا اليوم فى الخضرا Khudra ورأس هذه الصلوات يعطى كتذكار للمعلمين اليونانيين. والسطر الثانى
كعنوان فرعى نصه: “مار ديودور ومار ثيئودور ومار نسطور” والعشرون صفحة
المطبوعة التالية التى لهذه الصلوات بها ذكر كثير لهؤلاء القديسين.

وفى
الأربعاء الثانى لموسم الميلاد تطلب الكنيسة أن تكون صلوات ديودور وثيئودور ونسطور
حصناً لها. هذا الصلوات تتكلم عن نسطور كقديس (
holy) Kadhisa القديس نسطور وتعاليمهم المقدسة. والثلاثة أى ديودور وثيئودور
ونسطور جميعاً يقال أنهم معلمين ملفان
Malphane، كهنة ورجال
قديسين (
kadhisa). وتذكر هذه الصلوات أيضاً أضداد نسطور، أى كيرلس السكندرى
وساويروس كرجال أشرار “
wicked“.

لهؤلاء
الثلاثة آباء أهمية كبيرة بالنسبة لكنيسة الشرق، حتى أن أسماءهم تذكر ليس فقط فى
تذكار المعلمين اليونانيين، لكن أيضاً كل يوم فى ليطانيات صلوات المساء وليطانيات
القداس. فى الليطانيات يذكر هؤلاء الثلاثة مع الثلاثة معلمين السريان أى إفرايم
ونارساى وأبراهام”.


وفى نفس ورقة المطران أبريم الأشورى التى دافع فيها عن كريستولوجية وتعاليم
نسطوريوس إعترف أن نسطور قد علّم بوجود شخصين “
two prosopa” فى المسيح: وفيما يلى سطوراً من ورقته تفيد ذلك:

Therefore the image of God is the perfect expression
of God to men. The image of God, understood in this sense, can be thought of as
the divine prosopon. God dwells in Christ and perfectly reveals himself to men
through him. Yet the two prosopa are really one image of God
.”

The
same author rightly thinks that Nestorius’ use of the image of God solves “in a
fairly coherent way the fundamental problems of the Antiochene Christology
.”

وترجمته
كما يلى:

“لذلك
فإن صورة الله هى التعبير الكامل عن الله للإنسان. صورة الله إذا فهمت بهذا المعنى
يمكن أن يظن أنها شخص
prosopon إلهى. يسكن الله فى المسيح ويعلن ذاته للإنسان بالكامل من خلاله.
لكن الشخصين
prosopa هما فى الحقيقة صورة واحدة لله.

نفس
الكاتب (
Rowan Greer) يظن بالصواب أن إستخدام نسطور لصورة الله تحل “بطريقة
ملائمة بمطابقة المشاكل الأساسية الخاصة بالكريستولوجية الأنطاكية”.

 

خامساً:
الورقة التى قدمها المطران أبريم موكن من مطارنة الكنيسة الأشورية

فى
الحوار السريانى الذى رتبته منظمة برو أورينتا فى يونيو 1994 فى فيينا

بعنوان
هل لاهوت الكنيسة الأشورية نسطورى؟

IS THE THEOLOGY OF THE ASSYRIAN CHURCH NESTORIAN?

 

هاجم
المطران أبريم فى ورقته المقدمة فى الحوار السريانى فى فيينا فى يونية 1994 كيرلس
السكندرى فى موقفه من نسطوريوس فى مجمع أفسس بإعتبار أنه حكم عليه لسبب عداوته
الشخصية له أكثر مما لسبب وجود خلافات بينهما على مسائل كريستولوجية.

 

وقد
ورد النص التالى فى ورقته: –

A
short evaluation of the Council of Ephesus of 431 A.D. would bring us to the
conclusion that the Council of Ephesus of 431 A.D. was guided also by the
personal enmity of Cyril against Nestorius, rather than the Christological
issue which was evidently the cause according to the “official version”.
Moreover, the help of the Pope of Rome given to Cyril resulted in the ultimate
victory
.”

وترجمة
ذلك:

“إن
تقييماً قصيراً لمجمع أفسس عام 431م سيوصلنا إلى خلاصة أن مجمع أفسس عام 431م
أيضاً قادته عداوة شخصية من كيرلس ضد نسطور، وليست مسألة الكريستولوجى التى كانت
تبدو أنها السبب وفقاً “للنص الرسمى”. علاوة على ذلك فإن مساعدة بابا
روما لكيرلس نتج

 

ملحق
5

الرد
على دفاع الراهب أثناسيوس المقارى عن الكنيسة الأشورية

فى
كتابه “كنيسة المشرق الأشورية”

 

لقد
أصدر أحد الرهبان قال عن نفسه “راهب من الكنيسة القبطية” كتاباً عن
الكنيسة الأشورية باسم “الكنائس الشرقية وأوطانها- الجزء الأول- رؤية عامة-
كنيسة المشرق الأشورية”.*

قد
أساء هذا الراهب كثيراً إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدفاعه فى هذا الكتاب عن
الأشوريين، واستخدم أساليب غير علمية أدت إلى نوع من قلب الحقائق، ومغالطات فى
الاقتباسات من المراجع، وإليكم الدليل:

مغالطات
فى عرض الحقائق فى كتاب “الكنائس الشرقية وأوطانها”:

فى
صفحة 228 كتب الراهب أثناسيوس المقارى ما يلى:

[
فى سنة 1994 أعلنت الكنيسة الأشورية إيمانها فيما يختص بالسيد المسيح، تحت الصيغة
التالية: “نؤمن بأن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، هو الإله الابن المتجسد، تام
فى لاهوته، وتام فى ناسوته. لم ينفصل لاهوته عن ناسوته لحظة واحدة ولا لطرفة عين.
ونؤمن أن ناسوته واحد مع لاهوته بغير اختلاط أو امتزاج أو انقسام أو انفصال”
].

والحقيقة
هى أن قداسة البابا شنودة الثالث هو كاتب هذه الصيغة وليس الأشوريين، وذلك فى
فيينا سنة 1971م. وكان المطران باواى سورو الأشورى ومعه المطران الأشورى الآخر
نرساى دى باز، قد حضرا لمقابلة قداسة البابا فى الدير فى يناير 1995م وقالا: نحن
مستعدون أن نوافق على الصيغة التى وضعتها قداستكم فى فيينا سنة 1971 بخصوص طبيعة
السيد المسيح. واقترح أن نقوم بعمل اتفاق معاً على أساس هذه الصيغة. فوافقنا على
البدء فى الدخول فى حوار لاهوتى بشرط أن تحذف أسماء نسطور، وديودور الطرسوسى،
وثيئودور الموبسويستى من ليتورجياتهم، فكانت إجابتهما أن شعبهم قد تعوّد على تكريم
هؤلاء المعلمين، فلنبدأ بالعقيدة أولاً وبعد ذلك مع مرور الوقت نقنع الشعب بحذف
هذه الأسماء. وقال له قداسة البابا أنا لا أستطيع أن أعمل اتفاق مع شعب يحرم
القديس كيرلس ويكرّم هؤلاء المعلمين النساطرة. فترجّوا أن يعطيهم قداسة البابا
فرصة من الوقت لتصحيح الأوضاع.

ثم
فى العام التالى (فبراير 1996) دعيت إلى فيينا لحضور الحوار اللاهوتى (بصفة
مراقب)، فوجدت نفس هذا المطران الأشورى باواى سورو يدافع عن نسطور ويطالب الكنيسة
القبطية الأرثوذكسية بالاعتراف بأرثوذكسية تعليم نسطور. فواجهته داخل الاجتماع،
وقلت له أنك تقول هنا عكس ما اتفقتم به مع قداسة البابا شنودة الثالث فى مصر.
فأنكر ما قاله فى مصر، فأعلمته بأننا لدينا شرائط مسجلة بهذا الكلام. بل إن
المطران بول صياح (من الكنيسة المارونية) كان حاضراً فى المقابلة التى تمت مع
قداسة البابا فى مصر كما كان حاضراً فى فيينا فى نفس المؤتمر ولم ينكر ذلك. فاتضح
لنا خداع هؤلاء الناس وتمسكهم بتكريم نسطور وبتعاليمه، وأنهم حتى ولو وقّعوا على
اتفاقيات فإن ما يعلِّموه داخل كنائسهم وينادون به فى ليتورجياتهم، يختلف تماماً
عما يتظاهرون به.

إن
هذا الكتاب (الكنائس الشرقية وأوطانها -كنيسة المشرق الأشورية) ينتقى أقوالاً لا
تدل على الإيمان الحقيقى لهذه الكنيسة. كما أن هناك مغالطات فى الاقتباسات التى
وردت فيه. وهناك اقتباسات كتب المؤلف أنها للأشوريين وحقيقة الأمر أنها إقتباسات
للكاثوليك وقد وردت فى الأوراق المقدمة فى الحوار السريانى الذى نظمته مؤسسة برو
أورينتا فى فيينا عامى 1994 و1996.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى