بدع وهرطقات

الغنوسية الثنائية



الغنوسية الثنائية

الغنوسية
الثنائية

تؤمن
معظم المدارس الغنوسية بالثنائية، إذ تضع هوة عميقة تفصل بين العالم الروحي
والمادي.

يوضح
Hans Jonas الثنائية الراديكالية (المتطرفة) للغنوسية أنها توجد على مستويات
كثيرة: “الله والعالم؛ الروح والمادة؛ النفس والجسد؛ النور والظلمة؛ الخير والشر؛
الحياة والموت”.

تتطلع
الغنوسية القديمة إلى الله ليس أنه فوق العالم، ويسمو فوق المادة فحسب، وإنما ليس
له أي دور في خلقة المادة. “العالم من عمل القوات السفلية التي وإن كانت قد
نزلت من عنده وتعرف الله الحقيقي، لكن معرفتهم له يعوقها العالم الذي يسودون عليه”.

العالم
المادي شر، يلزم أن يهرب منه الإنسان وذلك خلال المعرفة السرية لله الحقيقي.

يتطلعون
إلى العالم وإلى الجسد بكونهما السجن الذي فيه النفس حبيسة، يلزمها خلال المعرفة
أن تتحرر منه. يقول د. بارت إهرمان: “لقد سقطنا هنا في الفخ، صرنا مسجونين.
وعندما نتعلم مَنْ نحن، وكيف يمكننا الهروب، نستطيع العودة إلى بيتنا
السماوي”.

اتفقوا
معًا على رفض انتساب مصدر المادة إلى الله العلي أو إله الصلاح. نشأت أنظمتهم على
الفصل أو التناقض بين خالق الكون المادي
Demiurge أو “الإله
الخالق” وبين الكائن الإلهي الأعلى (الأسمى) غير المدرك.

 

تعليمهم
بخصوص الله وعلاقته بالخليقة

تحمل
ثنائية إلى أبعد مدى. فهم يعتقدون بأن الآب الفائق السمو أو ما يدعونه الكائن
الأسمى روحي تمامًا، أبدي، سامٍ، ليس بخالقٍ ولا علاقة له نهائيًا بالخليقة. علي
نقيضه الخالق للعالم المادي الساقط الشرير وهو متعجرف، غالبًا ما يُدعي الديميرج
Demiurge أي “الصانع”، هذا الذي خطأ يظن في نفسه إله وحيد. هذه
الفرق الغنوسية أو شبه الغنوسية تحط منه وتسخر به، لأنه صانع للأمور المادية وهي
تتحد معه، ولأنه لا يعرف الأب الطاهر للعالم الحقيقي غير المادي،.

 

هذا
التعليم بخصوص الله والخالق، يظهر في عملٍ يرجع إلى القرن الثالث يسمى
Hypostasis of the Archons. يظهر هذا العمل الصراع بين “السلاطين” والأرخونات وبين
أب الحق. كما يظهر الاعتقاد بوجود صراعات بين السلاطين أنفسها المتعددة. أما ما
يهمنا بالأكثر هو أن البشرية هي من صنع الأرخونات.

 

[تطلع
عدم الفساد إلى أسفل في منطقه المياه، فظهرت صورتهما (الإيمان الحكمة
Pistis Sophia) في المياه. وصارت سلاطين الظلمة إنها تُفتن بتلك الصورة التي
ظهرت لهم في المياه لكنهم لا يستطيعون أن يمسكوا بها، وذلك بسبب ضعفهم. فإن
الكائنات التي لها مجرد نفس لا تقدر أن تمسك من لهم الروح. إنهم من أسفل، أما هي
فمن فوق. هذا هو السبب أن عدم الفساد تطلع إلى أسفل إلى منطقة (المياه)، حتى
بإرادة الآب يمكنها أن تُجلب بالكامل في اتحاد مع النور. وضع الحكام (الأرخونات)
خططًا، وقالوا: “هلم نخلق إنسانًا يكون ترابًا من الأرض”. لقد شكلوا
مخلوقهم بكونه كله من الأرض.]

 

بقي
الإنسان المملوء بالنفس بلا حياة على الأرض. لكن عالم الروحيات
Pleroma (عدم الفساد) يرسل الروح ليسكن في الإنسان ويهب آدم حياة.

 

خُلق
العالم المادي والبشرية كجزءٍ من العالم الساقط منذ البداية، وإله العلويات يمده
بنسمة الحياة الروحية، لكن الخليقة في أصلها هي من عمل كائنات أخرى.

 

من
أشهر الغنوسيين فالنتينوس
Valentinus. بحسب ما ورد في أوريجينوس والقديس إكليمنضس السكندري يعلم
فالنتينوس بوجود نظام هيراركي بين الكائنات الروحية تدعي بالأيونات
aeons. من أكثر الأيونات انحطاطا صوفيا Sophia
التي سقطت وولدت الخالق
Demiurge، إله كتاب العبرانيين. هذا الخالق الشرير خلق العالم المنظور، وهو
مادة شريرة، لأننا نحن الأرواح النقية ارتبطنا بأجسام جسدانية. المسيح هو أيون له
جسم ليسوع البشري، جاء ليحررنا من سجن المادية.

 

بالقول
“نحن” لا يعني كل إنسان، فإنه ليس لكل البشر شرارة إلهية في داخلهم،
إنما العقلاء أصحاب المعرفة “
gnosis” على وجه التحديد يهتمون بما تعرفه (الشرارة الإلهية). قلة
قليلة هي القادرة على قبس هذه التطلعات. أما عامة المسيحيين الذين ينقصهم قوى
العقل، فيمكنهم فقط أن يبلغوا العالم المتوسط للخالق. أما من هم خلاف هؤلاء
فيهلكون. بحسب الفكر الغنوسي لا رجاء للخلاص بالنسبة لغالبية الجنس البشري.

 

يمكننا
أيضا أن نتعرف على أفكار الغنوسيين عن الله مما ورد في أبوكريفا يوحنا، وهو عمل من
القرن الثاني يقدم لنا إعلانا سريًا على لسان يسوع ليوحنا.

[قال
لي: “يوحنا، يو(ح)نا، لماذا تشك؟ ولماذا أنت خائف؟ إنك لست معروفًا بهذه
الصورة، هل أنت هكذا؟ لا تكن جبانًا. أنا هو ذاك (الذي معكم جميعًا على الدوام).
أنا (هو الأب)، أنا هو الأم، أنا هو الابن، أنا هو غير الدنس غير الفاسد. الآن
(آتي لأعلمك) ما هو كائن، (وما كان)، وما سيكون، حتى تعرف الأمور التي لم تعلن
(والأمور المعلنة وأعلمك) عن (جنس الإنسان) الكامل غير المزعزع. الآن (ارفع وجهك)
لكي (تتقبل) الأمور (التي أعلمك إياها) اليوم و(تخبر بها) الأرواح رفقاءك الذين هم
(من) جنس الإنسان الكامل (غير المزعزع).]

 

ما
يهمنا هو أنه يقدم الله بصورة مركبة ككثير من الغنوسيين، يحوي أبًا وأمًا وابنًا.
أغلب النصوص الغنوسية تقدم الله كاثنين معًا، حيث تظهر الأم اللاهوتية جزءً من
زوجين أصليين
couple original. لقد اشتكي القديس إيريناؤس من فالنتنيوس الذي تحدث عن الله كمن
يضم جزئين، جزء هو الله الذي لا يُدرك، العمق، الأب البدائي، ومن الجانب الآخر
النعمة، السكون، الرحم أم الجميع. هذه النعمة والسكون هما الجانب النسائي المكمل
في الله، رحمها تقبل بذرة المصدر غبر المُدرك لكي تلد انبثاقات للكائن الإلهي.

 

الاعتقاد
بأنثى إلهية يميز الغنوسيين عن تقديم الله عند اليهود والمسيحيين. إلا أنه من
الواضح أن حديثهم عن الجانب النسائي ليس ماديًا، ولا يعنون الجنس بالمفهوم العام،
إنما الفيوضات الإلهية.

 

أما
التقليد اليهودي – المسيحي فيرفض وجود جنس في الله.

الكتاب
المقدس لا يحقر من شأن المرأة، لأن الله خلق الإنسان ذكرًا وأنثي على صورته (تك 1:
27). بينما نجد في الإنجيل الغنوسي المنسوب لتوما 114: [قال سمعان بطرس لهم
(التلاميذ): دعوا مريم تتركنا، فإن النساء لسن أهلاً أن يعشن. قال يسوع: “أنا
نفسي أقودها لأجعلها ذكرًا، فتصير هي أيضًا روحًا حيًا، تشبهكم أنتم الذكور. فإن كل
امرأة تجعل من نفسها ذكرًا ستدخل ملكوت السماوات.]

 

في
كتاباتهم يقدم الغنوسيون الله متعاليًا حتى لا يوسخ يديه بالبشرية، يعمل بواسطة
رسل. أما في العهد الجديد فنرى الله صار جسدًا، ودخل إلى آلامنا، حاملاً إياها
لأجلنا. فالفارق ضخم للغاية.

 

يتطلع
الغنوسيون إلى العالم أنه شر في ذاته. [الشر الذي يتخلل التاريخ هو آفة، أساسًا هو
غريب عن العالم. لكن بالتدريج تزايدات النظرة السوداء للحياة؛ أصل العالم نفسه
يُنسب إلى خطأ مريع، والشر نال مركز السلطان على العالم، وليس كمن اغتصب السلطة،
وإنما هذا هو وضعه الأصلي

 

أراء
الغنوسيين في شخص يسوع المسيح

شخص
يسوع وعمله على الصليب والخلاص

يمكننا
التعرف على شخصية ربنا يسوع كما يعلم الغنوسيون من خلال ثلاثة نصوص:

النص
الأول: [رأيته بوضوح وقد قبضوا عليه. قلت: “ماذا أري يا رب؟ بالحقيقة هو أنت
الذين أخذوه؟ هل يمكنني أن أمسك بك؟ هل يسمرون قدمي آخر ويديه؟ من هو هذا الذي على
الصليب، المسرور الذي يضحك؟” قال لي المخلص: “الذي تراه مبتهجًا وضاحكًا
علي الصليب هو يسوع الحي. أما ذاك الذي يسمرون يديه ورجليه بالمسامير فهو جانبه
الجسدي، البديل. لقد وضعوا في خزي ما هو على شبهه. وتطلعوا إليه، (وتطلع) إليّ.]

 

مع
غموض النص لكن الواضح أنه يوجد كائنان:

الرب
الحي، المخلص يسوع، وأيضا البديل الجسدي ليسوع. فالمخلص من عند الآب، كائن روحي،
الذي ليس له أدنى علاقة بالجسد والأجسام والموت. لم يكن ممكنًا له أن ينشغل بوجود
مادي ساقط وفاسد.

 

البديل
الأرضي الحي بشري مجرد يمثل يسوع، قد صلب.

يسوع
السماوي لم يتألم على الصليب. البديل الأرضي ذُبح، ويسوع السماوي ضحك علي جهل
العالم.

 

النص
الثاني: [إنه آخر…شرب المر والخل، وليس أنا. ضربوني بالقصبة، لكن كان آخر! سمعان
الذي حمل الصليب على كتفه. إنه آخر الذي وضعوا عليه إكليل الشوك. أما أنا فكنت
أضحك في الأعالي…علي خطأهم.. وكنت أضحك على جهلهم.]

 

النص
الثالث: في هذا النص يقدم يوحنا خبرته عن جسد المسيح المقام: [سأخبركم عن مجد آخر
أيها الأخوة؛ أحيانًا عندما أردت أن ألمسه وجدت على غير توقع جسدًا ماديًا صلب،
ولكن في مرات أخرى عندما تلمسته فكيانه غير مادي وغير جسدي… كأنه غير موجود
تمامًا.]

 

في
نفس النص حاول يوحنا أن يتتبع أثر قدمي المخلص، فلم يجد لها وجود، وكأن يسوع هو
كائن روحي. التجسد بالنسبة للكاتب ظهور، وليس تأنسًا حقيقيًا.

 

فيسوع
الحقيقي عند أغلب الغنوسيين ليس له كيان بشري حقيقي، بل روحي بحت بلا جسد.وهذا
طبعا كافي لدحض شبهات أتباع محمد أن الغنوسيين هم المسيحييم قبل التحريف وإلا
فليقولوا لنا إذا كانت الغنوسية هي الدين المسيحي الحق فهل يؤمنون أنه لم يكن
للمسيح جسد وكان مجرد روح؟ هل يؤمنون أنه مخلص؟ هل يؤمنون أنه رب؟ هل يؤمنون ان
المخلص السماوي ليس له علاقة بالمادة لأنه شر وفساد؟؟

 

ماذا
يقول الغنوسيون عن يسوع المسيح؟

يمكن
تقسيم الغنوسيين من جهة نظرتهم نحو يسوع المسيح إلى فريقين.

الفريق
الأول: يعتقد أن يسوع إنسان عادي، منهم: كيرنثوس
Cerinthus:
يهودي اعتنق المسيحية في القرن الأول،معاصر ليوحنا الرسول في أواخر أيام حياته
وحذر منه كثيرا، بل وكتب الإنجيل بالوحي في مواجهة هرطقته، وتأثر بالأفكار
الغنوسية، حيث كان على العلاقة بالغنوسية الإسكندرانية والأبيونيين
Ebionites. هذا علّم بأن العالم ليس من صنع الكائن الأسمى (الله)، بل من صنع
الديميرج الخالق
Demiurge أو من صنع ملائكة أقاموه من مادة لا شكل لها.

 

بدأ
يسوع حياته على الأرض كإنسان مجرد حتى عماده، حيث حل “المسيح” أو قوة
إلهية علوية عليه تركته قبل الصلب.

 

تعاليمه
أحزنت الكنيسة، إذ يقول القديس بوليكاريوس إذ سمع القديس يوحنا تلميذ الرب عن
كيرنثوس أنه في حمام عام بأفسس ركض خشية أن يسقط المبنى على عدو الحق. ويؤكد
القديس إيريناؤس من رجال القرن الثاني أن القديس يوحنا كتب إنجيله ليرد على
كيرنثوس.

 

الفريق
الثاني: يعتقد أن يسوع المسيح جاء في جسدٍ خياليٍ أو سماويٍ غير ماديٍ، من أمثلة
هؤلاء:

 

1.
فالنتينوس: (القرن الثاني): مواطن مصري عاش في روما من سنة 136 إلى 165م، وكان
يأمل أن يُسام أسقفًا بسبب علمه وفصاحته. يعتقد أن العالم الروحي “بليروما
Pleroma” يتكون من 30 أيونًا، يكونون نوعًا من التعاقب، كل أثنين
معًا. العالم المنظور أوجدته الحكمة
Sophia الساقطة؛ وأن إله العهد القديم هو الخالق Demiurge.
أما الخلاص فتحقق بواسطة الأيون المسيح الذي اتحد مع يسوع الإنسان سواء عند الحبل
به أو عند عماده، لكي يهب الإنسان المعرفة الواهبة الخلاص.

 

كما
قال أيضًا: إن المسيح نزل من السماء بجسد غير مادي، واجتاز من العذراء كما تجتاز
المياه في قناة.

 

2.
مرقيون
Marcion: (مات حوالي سنة 160م): مركز نظريته اللاهوتية هي أن الإنجيل
المسيحي هو إنجيل الحب، مختلف تمامًا عن الناموس. لقد رفض العهد القديم تمامًا،
حاسبًا إله اليهود هو الإله الخالق
Demiurge لا علاقة له نهائيًا بإله يسوع المسيح. جاء يسوع ليعلن عن الله
السامي، إله الحب، غايته أن يطيح بالخالق
Demiurge تمامًا.

 

يعتقد
أن المسيح جاء لابسًا هيئة جسد.

يقول
العلامة ترتليان في مقاله ضد مرقيون: [إلهنا – حسب أتباع مرقيون – لم يعلن نفسه في
البداية، ولا بواسطة الخليقة، وإنما يحقق هذا بنفسه في المسيح يسوع.]

 

يرى
مرقيون أن يسوع عبر خلال سماء الخالق
Demiurge، وظهر هنا في الأسفل. لم يستطع أن يأخذ جسدًا ماديًا، لأن المادة
شر جوهري، وإنما أخذ ما يماثل الجسد أو مظهره. لهذا ليس له ميلاد ولا طفولة ولا
عماد، إنما له ظهور مفاجئ في مجمع السنهدريم. لقد بشر المسيح وصنع عجائب، لكنه لم
يقاوم الديميرج
Demiurge، ولا أعلن التمييز بين الإلهين. كان يحيط به تلاميذ الديميرج،
الذين مدحوا إلههم بسبب معجزات يسوع، وقد سمح يسوع بهذا. لقد عرفه بطرس أن المسيا،
مسيا الديميرج، وصمت يسوع دون تعليق حتى يمنعه من نشر الأكذوبة.

 

3.
تاتيان السوري
Tatian: وُلد في أوائل القرن الثاني في حديايين من أبوين وثنيين، وتهذب
بثقافة يونانية هيلينية. أقام في بلاد اليونان ثم ذهب إلى روما حيث قبل الإيمان
المسيحي ما بين عام 150 و160م. وكان تلميذًا للقديس يوستين، لكنه سرعان ما استقل
عنه في آرائه. وفي عام 172 ذهب إلى الشرق وانشأ فرقة تسمى الإنكراتيين
Encratites تُحرم أكل اللحم وكل ذي نفس والخمر والزواج. انكروا جسد المسيح،
معتقدين إن له شبه جسد، وليس جسد حقيقي.

 

رد
عليه كل من القديس إيريناؤس وترتليان والقديس إكليمنضس السكندري والقديس هيبوليتس
وأوريجينوس.

 

4.
برديصان
Bardanenes (Bar – Daisan): نشر تعاليمه خلال مجموعة ضخمة من الألحان السريانية كتبها
بمعاونة ابنه
Harmonius. اعتقد أن جسم المسيح كان خيالاً، وأنه لا تكون قيامة.

 

حول
نظرة الغنوسية ليسوع

1.
ما كان يمكننا التعرف على يسوع التاريخي نهائيًا بدون الأناجيل الأربعة الموحي بها
من الله، ولا قصة حياته، بما تحملها من معانٍ، ولا فهم حقيقي لأعماله، وكيف تصرف،
وعلاقاته بالغير. الأناجيل الغنوسية ليست أناجيل نهائيًا بالنسبة للأناجيل الموحى
بها من الله، إذ لم تقدم لنا حقائق تاريخية ولا أعماله ولا اتجاهاته… يرى بعض
الغنوسيين يسوع ليس هو الإله المتجسد الذي جاء لخلاص البشرية من الخطية، بل هو
“معلم ومُعلن ورئيس روحي” وهو بشري، أو أيون بين الأيونات يتوسط بين
الكائن الأسمى والبشرية، لكنه يشير إلى الطريق للمسيح. في التعليم الغنوسي يسوع
ليس بأعظم من تلميذ، لكن يعين التلميذ ليسمو به في المعرفة وإدراك المسيح. غالبًا
ما تصوره الأناجيل الغنوسية أشبه بخيال، ظهر كما لو كان إنسانًا. لقد سيطر اللاهوت
الدوسيتي
Docetisn على الكثير من الكتابات الغنوسية.

 

2.
الجماعات الغنوسية تتطلع إلى الله أنه أخنث. يعتقد بعض الغنوسيين أنه يلزم النظر
إلى اللاهوت بكونه “ذكر أنثوي
Masculofeminine“، “الذكر العظيم – الأنثى صاحبة السلطان”.
فاللاهوت الكامل عندهم يتحقق في توازنه بين الأنثى والذكر. وينظر البعض الآخر إلى
هذا كنوع من المجاز حيث أن اللاهوت ليس فيه جنس، ذكر أو أنثى. ومجموعة ثالثة تقترح
بأن الشخص يمكنه أن يصف المصدر الأولي إما بالذكر أو الأنثى، معتمدًا على أي شيء
يود أن يؤكد.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى