بدع وهرطقات

بدعة التبنوية



بدعة التبنوية

بدعة
التبنوية

التبنّويّة
(
Adoptianisme)

الاتجاه
الثاني الخاطئ الذي يؤدّي إلى إنكار ألوهية المسيح انطلق أيضاً من التمسّك
بوحدانية الله، فأنكر الثالوث الأقدس، واعتقد أن يسوع المسيح ليس سوى إنسان تبنّاه
الله ومنحه سلطة إلهيّة لتتميم رسالته.

لقد
سار في هذا الاتجاه منذ القرن الأول بعض النصارى من اليهود، الذين آمنوا أن يسوع
هو المسيح، لكنهم رفضوا الاعتراف بأنه ابن الله المولود من الآب منذ الأزل.

مقالات ذات صلة

ومن
بين هؤلاء اليهود النصارى

يذكر
القديس ايريناوس في القرن الثاني بدعة الابيونيين الذين كانوا يقولون ان يسوع هو
مجرّد إنسان وُلد من مريم ويوسف، وانه كان أقدس جميع الناس، وقد حلّ عليه في أثناء
معموديته كائن سماوي هو المسيح.

وتلك
البدعة لم تكن تعترف إلا بإنجيل متّى، وكانت تعتبر بولس الرسول كافراً وترفض كل
رسائله وتعاليمه، وتلتزم جميع تعاليم الناموس الموسوي ووصاياه.

 

وفي
أواخر القرن الثاني، دعا أيضاً إلى إنكار ألوهية المسيح ثيوذوتس البيزنطي الذي جحد
إيمانه في أثناء اضطهاد حدث ضد المسيحيين، فهرب من بيزنطية والتجأ إلى رومة؛
ولتبرير جحوده قال انه لم ينكر إلهاً، بل أنكر إنساناً، لأن المسيح ليس سوى إنسان.

وأشهر
القائلين ببدعة التبنوية التى دُعيت كذلك لأنها تقول ان يسوع هو مجرّد إنسان
تبنّاه الله، بولس السميساطي الذي نشأ في “ساموساطة” في ما بين النهرين
على الفرات، ثم صار أسقفاً على انطاكية من سنة 260 حتى سنة 272، حين حرمه مجمع
محلّي وأقاله عن كرسيّه.

وكان
يقول ان الله والكلمة شخص واحد كالانسان الذي يكوّن هو وفكره شخصاً واحداً.

أما
يسوع فاعتبره مجرّد إنسان متّحد بالله اتحاداً عرضياً.

 

فالله
قد ملأه، اكثر من سائر الأنبياء، من الحكمة الإلهية والقوة الإلهية. فلا مانع إذاً
من أن ندعوه إلهاً، ولكن ليس بصورة بيانية.

 

لذا
كان أتباع بولس السميساطي يذكرون اسم الآب والابن والروح القدس في إتمام سرّ
المعمودية، ولكنهم لم يستعملوا تلك الكلمات بمعناها الحقيقي.

لذلك
حدّد القانون 19 من قوانين المجمع المسكوني الأول المنعقد في نيقية سنة 325:
“ان أتباع بولس السميساطي اللاجئين الى الكنيسة الجامعة، يجب أن تعاد
معموديتهم”.

إن
ما أرادت الكنيسة تأكيده في رفضها تعاليم بدعة التبنّوية هو أنّ يسوع ليس مجرّد
إنسان.

لو
كان يسوع فقط إنساناً مثلنا، لكان أيضاً مثلنا في علاقته بالله.

وعندئذٍ
يمكننا أن نتسائل:

لماذا
نتبعه هو، ولا نتبع معلماً آخر؟

ولماذا
نبشّر به وندعو الناس إلى أن يعتمدوا باسمه؟

يعلن
الايمان المسيحي أن علاقة الانسان بالله يجب أن تمرّ بالمسيح، لأنّ المسيح لم يكن
مجرّد إنسان كسائر الناس، ولا مجرّد نبيّ كسائر الأنبياء، واتحاده بالله لم يكن
اتحاداً عرضياً، بل كان اتحاداً جوهرياً: انه من ذات جوهر الآب. وهذا ما ستؤكده
الكنيسة بوضوح في رفضها تعاليم آريوس.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى