مريم العذراء القديسة

شريعة الخطبة



شريعة الخطبة]]>

شريعةالخطبة

كانتمريم نذيرة للرب قبل ولادتها، كنذر أمها حنة قبل أن تلدها، أن تكون نذيرة للهيكلكل أيام حياتها، ولما خرجت مريم من الهيكل بعد ان بلغت سن 12 عام، شاءت العنايةالإلهية ان يتولى امرها الشيخ ‏يوسف‏ النجار وكان ‏شيخا‏ ‏كبيرا‏ ‏وقورا، ‏وهذه‏‏حكمة‏ ‏لله‏ ‏لكي‏ ‏تكون‏ ‏مريم بالنسبة‏ ‏له‏ ‏كإبنة، ‏فشاء‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يكون‏‏يوسف‏ ‏هو‏ ‏الإنسان‏ ‏المناسب‏ ‏الذي‏ ‏يرعى ‏مريم‏.‏ وكان‏ ‏لابد‏ ‏احتياطا‏‏أن‏ ‏الآباء‏ ‏الكهنة‏ ‏يعقدو‏ ‏عقد‏ ‏زواج‏ ‏رسمي، ‏وهذا‏ ‏نوع‏ ‏من‏ ‏الزواج‏‏الذي‏ ‏نسميه‏ ‏الزواج‏ ‏البتولي‏.‏

وهذا‏‏ما‏ ‏قال‏ ‏عنه‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏في‏ ‏(حزقيال ‏44: 2‏) هذا‏ ‏الباب‏ ‏يكون‏‏مغلقا‏ ‏لا‏ ‏يفتح‏ ‏ولايدخل‏ ‏منه‏ ‏إنسان‏ ‏لأن‏ ‏الرب‏ ‏إله‏ ‏إسرائيل‏ ‏دخل‏‏منه‏ ‏فيكون‏ ‏مغلقا، وكما‏ ‏قال‏ ‏آباء‏ ‏الكنيسة‏ ‏إن‏ ‏هذه‏ ‏نبوءة‏ ‏عن‏‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏أنها‏ ‏تظل‏ ‏بتولا‏ ‏كل‏ ‏أيام‏ ‏حياتها، ‏وهي‏ ‏المعروفة‏‏بالعذراء‏ ‏بالألف‏ ‏واللام، ‏فكل‏ ‏بنت‏ ‏غير‏ ‏متزوجة‏ ‏نسميها‏ عذراء‏ ‏لكن‏‏مريم‏ ‏نقول‏ ‏العذراء‏ ‏بالألف‏ ‏واللام‏.‏

وفىذلك قال القديس ماريعقوب اسقف اورشليم فى ميمره مايأتى:

لمابلغت مريم العذراء من العمر اثنتى عشرة سنة تشاور الكهنة وفى مقدمتهم زكريا فيمابينهم عما يكون من امرها فقرر قرارهم على خطوبتها ليوسف البار بأمر ملاك الرب الذىامر زكريا قائلا اجمع شيوخ وشبان يهوذا وخذ عصيهم واكتب على كل منها اسم صاحبهاوالتى تظهر منها علامة يكون صاحبها هو المختار لمريم، ففعل زكريا كما امره ملاكالرب وعند تسلم العصى لآربابها ظهر من عصا يوسف حمامة استقرت على رأسه، فسلم زكريامريم اليه قائلا خذها واحفظها عندك لتكون لك امرأة فرضخ يوسف للآمر وسجد قدامالكهنة فأخذ زكريا الكاهن بيمين مريم الطاهرة ووضعها فى يمين يوسف وقال له يايوسفانظر انك من بيت الرب المقدس اخذت هذه الابنة والله تعالى هو الشاهد عليك بماتفعله معها فى امرها وصلى عليه الكاهن الصلاة حسب الناموس وباركها، فأخذها يوسف منتلك الساعة ومضى بها فى بيته.

كانتالخطبة في الشريعة اليهودية عهداً أبدياً لا ينفصم، وما الزفاف إلا حفل تنتقل فيهالفتاة من بيت أبيها لبيت رجلها، ووفقاً لهذه الشريعة كانت الفتاة المخطوبة بمثابةزوجة لخطيبها، ولو مات خاطبها أثناء فترة الخطبة وقبل الزفاف تُعتبر الخطيبة أرملةخاضعة لشريعة الزواج من أخي الزوج (تثنية 25: 5-10)؛ ولم يكن ممكناً للفتاة أوعائلتها أن يفُضَّا علاقة الخطوبة هذه إلا بكتاب أو وثيقة طلاق، كما أن هذهالعادات أو الشريعة ما كانت لتسمح بوجود علاقة جنسية بين الخطيب وخطيبته قبل إعلانحفل الزفاف وإلا اُعتبرا في حُكم الزناة.

ووفقاً لهذهالشريعة، كانت العذراء مريم مخطوبة لرجل من بيت داود، اسمه يوسف (لوقا 1: 27)؛ كانيوسف رجلاً باراً، فحين عَرِفَ بأمر حبل خطيبته، لم يشأ أن يُشِّهرَ بها، أرادتخليتها سراً، ولكن فيما هو مُتفكر في هذه الأمور جاءته بشارة الملاك قائلة”يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأن الذي حُبل به فيه هو منالروح القدس” (متى 1: 20).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى