اللاهوت العقيدي

مذكرات فى علم اللاهوت العقيدى



مذكرات فى علم اللاهوت العقيدى

مذكرات
فى علم اللاهوت العقيدى

المتنيح
القمص تادرس شحاتة

كلية
البابا شنودة الإكليريكية – مطرانية شبرا الخيمة

ما
هو علم اللاهوت؟

مقالات ذات صلة

 يستخدم
المصطلح – علم اللاهوت – اليوم بمعنيين، أحدهما ضيق والآخر واسع. وتشتق لفظة
” الثيو لوجيا ” – علم اللاهوت ” من كلمتين يونانيتين هما ”
ثيوس
Theos” بمعنى ” الله ” و” لوجوس Logos ” بمعنى ” كلمة ” أو ” عقيدة ” أو
” علم “. ومن ثم يعرف ” الثيولوجيا – علم اللاهوت ” في
المفهوم الضسق المحدود أنه ” التعليم عن الله “. اما في مفهومه الأوسع
والأكثر شيوعاً فيضم المصطلح ” الثيولوجيا ” داخله كل العقائد المسيحية،
ليس فقط العقيدة الخاصة بالله، لكن أيضاً كل العقائد التي تعالج كل العلاقات بين
الله والكون

.
ففي إطار هذا المفهوم الواسع يمكننا تعريف علم اللاهوت أنه ” العلم الذي يبحث
في المعرفة بالله وبصلاته وعلاقاته بالكون ”

 

ما
هو الفارق بين علم اللاهوت وعلم الأخلاق؟

.
يعالج علم النفس سلوك الإنسان، بينما يعالج علم الأخلاق تصرفاته. وينطبق هذا على
كل من علم الأخلاق الفلسفي وعلم الأخلاق المسيحي

.
ويبحث علم النفس في كيفية واسباب سلوك الإنسان، أما علم الخلاق فيبحث في الوصف
الخلاقي لتصرفات الإنسان وقد يكون علم الأخلاق وصفياً أو عملياً. ويدرس علم
الأخلاق الوصفي سلوك وتصرفات الإنسان في ضوء بعض معايير الصواب والخطأ. أما علم
الأخلاق العملي فأساسه علم الأخلاق الوصفي ولكنه يؤكد عملياً – بصفة خاصة – على
دوافع السعي للوصول إلى هذا المعيار. وعلى أية حال فإن علم الأخلاق الفلسفي ناشئ
على أساس بحت من المذهب الطبيعي وليس فيه تعليم عن الخطيئة ولا عن المخلص أو
الفداء أو التجديد أو الحلول الإلهي، ولا عن إمكانية تحقيق هذه الأهداف

 ويختلف
علم الاخلاق المسيحي عن علم الأخلاق الفلسفي إختلافاً كبيراً، فهو أشمل منه، لأنه
بينما يقتصر ” علم الأخلاق الفلسفي ” على دراسة الواجبات بين الإنسان
وأخيه الإنسان، يتضمن ” علم الأخلاق المسيحي” – بالإضافة إلى ذلك –
واجبات الإنسان تجاه الله. كما تختلف دوافعهما عن بعضهما البعض، حيث يتخذ الأخلاق
الفلسفي دافعاً له من مذاهب السعادة الحسية أو من المنفعة أو من الكمال أو من مزيج
منها جميعاً. كما في المذهب الإنساني. أما الدافع في علم الأخلاق المسيحي فهو
العاطفة نحو الله والخضوع الطوعي له. ومع هذا فإن علم الأخلاق المسيحي يتضمن أكثر
بكثير مما يتضمنه علم الأخلاق المسيحي. ويشتمل علم اللاهوت كذلك على كل عقائد
الثالوث والخليقة والتدبير الإلهي، والسقوط، والتجسد، والفداء والأخرويات. ولا
يتضمن علم الأخلاق الفلسفي أيا من هذه العقائد

 

ما
هي العلاقة بين علم اللاهوت والدين؟

.
تستخدم لفظة ” دين ” بأكبر عدد من الطرق الممكن تخيلها. ويمكن استخدامه
وتطبيقه بالمعنى العام جداً على أي عبادة أو خدمة لله، أو لأي غله أو مجموعة آلهة

 وقد
نعبر عنه ببعض الشكال المعينة من العبادة لله أو لأي إله

 وقد
يكون ” الدين ” هو التكريس أو الولاء لأي شخص أو لأي شئ

 وبأكثر
تحديد يشير الدين إلى نظام خاص من الإيمان والعبادة

..
والتدين هو أن تكون واعياً ومدركاً لوجود الكائن الأسمى – الله – وأن تحيا في ضوء
ما يطلبه الكيان الأسمى – اي الله

والديانة
المسيحية مقتصرة على المسيحية الكتابية، أو الديانة الحقيقية المعلنة في الأسفار
المقدسة. وهي غدراك الله الحقيقي ومسئوليتنا نحوه. ولكن ما العلاقة بين اللاهوت
والدين؟

 إن
العلاقة بين اللاهوت والدين هي علاقة النتائج ن الناتجة عن نفس الأسباب في مختلف
المجالات. وفي عالم الفكر النظامي تؤدى الحقائق الخاصة بالله وعلاقاته بالكون إلى
إقامة علم اللاهوت، أما في مجال الفرد والحياة الجماعية فإلى ” الدين “.
في اللاهوت ينظم الإنسان أفكاره بخصوص الله والكون أما في الدين فيعبر الإنسان
بالسلوك والأعمال والتصرفات عن النتائج التي أنتخبتها هذه الأفكار

 

 ما
هو الفارق بين علم اللاهوت وعلم الفلسفة؟

 لكل
من اللاهوت والفلسفة – عملياً – نفس الأهداف، لكنهما يختلفان في مفاتيحهما وطرق
بلوغهما هذه الأهداف. ويسعى كلاهما نحو نظرة شاملة للعلم والحياة، ولكن بينما يبدأ
علم اللاهوت بالإيمان بوجود الله وبفكرة أنه هو مسبب كل الأشياء ما خلا الخطية
وحدها، فغن الفلسفة تبدأ بشئ آخر معطى، وبفكرة هي أن ذلك الشئ كاف لتفسير وجود كل
الأشياء الأخرى

 وقد
كان هذا الشئ بالنسبة لبعض الأقدمين هو الماء أو الهواء أو النار. وللبعض الآخر هو
العقل أو الأفكار، وهو للبعض الثالث الطبيعة أو الشخصية أو الحياة أو شئ غير ذلك

.
ولا يبدأ علم اللاهوت بافيمان فقط بوجود الله، ولكن يؤكد أيضاً أنه أنعم علينا
بإعلان ذاته لنا. أما الفلسفة فتنكر هاتين الفكرتين

.
ومن فكرة وجود الله ودراسة الإعلان الإلهي يخرج اللاهوتي برأيه عن العالم والحياة،
بينما يخرج الفيلسوف برايه وبفكره عن العالم والحياة من الشئ المعطى والقوى
المفترضة الكامنة والمتأصلة فيه

 وهكذا
يتضح أن علم اللاهوت يعتمد على أساس موضوعي متين. أما الفلسفة فتعتمد فقط على
افتراضات وافكار الفليلسوف. إلا أن لعلم الفلسفة قيمة محددة لللاهوتي فهي أولاً
تمده ببعض التدعيم للموقف المسيحي، فعلى أساس من الضمير يمكن للفيلسوف أن يدافع عن
وجود الله وعن الحرية والخلود. بل وتوضح الفلسفة لللاهوتي عدم كفاءة العقل في حل
المسااسية الخاصة بالوجود. وبينما يقدر اللاهوتي كل العون الحقيقي الفعلي الذي
يستمده من الفلسفة، إلا أنه سرعان ما يكتشف أنه ليس للفلسفة اي نظرية فعلية عن أصل
الأشياء. كما أنه ليس لديها مفاهيم أو تعاليم بشأن التدبير الإلهي، أو الخطية أو
الخلاص، أو الكمال الختامي

.
ولما كانت كل هذه المفاهيم حيوية وضرورية بالنسبة للرأي الملائم عن الحياة والعالم،
يجد اللاهوتي ذاته مدفوعاً بلا مقاومة نحو الله ونحو إعلانه الذي أعلنه عن ذاته
لمعالجة هذه التعاليم والعقائد

 وأخيراً
؛ فمن خلال الفلسفة يتلامس اللاهوتي مع وجهات نظر المتعلمين من غير المؤمنين.
فالفلسفة بالنسبة لغير المؤمن كالإيمان المسيحي للمؤمن. كما يتمسك غير المؤمن
بالفلسفة تماماً كالصاق المؤمن بإيمانه. ومن ثم فإن معرفة فلسفة الإنسان تتيح
لللاهوتي إمتلاك مفتاح معرفته وكيفية التعامل معه (أعمال الرسل 14: 17، 17: 22 –
31). ولكن على الإنسان المسيحي أن يعرف أن الفلسفة لن تأتي بإنسان إلى المسيح لأن
” العالم في حكمة الله لم يعرف الله ” (1 كورنثوس 1: 21) وأيضاً ”
لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة الله، الحكمة التي لم يعلمها أحد من
عظماء هذا الدهر، لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد ” (1 كورنثوس 2: 6 – 8)

 

علم
اللاهوت العقيدى

علم
اللاهوت لغوياً:

كلمة
اللاهوت مشتقة من الكلمة اليونانية (ثيولوجى) ومعناها العلوم التى تختص بالله،
وهناك من يرجعها إلى العربية لأن (الإل) هو الله وأيضاً كلمة (لاه) تعنى أصل اسم
الله أما وزنه فهو فعلوت مثل: (رهبوت – رحموت – جبروت، وهى صيغة مبالغة)

(أنظر
قاموس مختار الصحاح)

 

علم
اللاهوت اصطلاحا ً:

هو
العلم الذى يتحدث عن الله وطبيعته وصفاته وشرائعه ومعاملاته مع البشر فى الكتاب
المقدس وكذا فى سائر التعاليم الإيمانية.

 

أنواع
علم اللاهوت:

1. علم اللاهوت
الروحى:

ويبحث
فى الأمور الروحية وبناء الإنسان روحيا بمنهج أرثوذكسى سليم.

2. علم اللاهوت
النظرى:

وهو
الذى يبحث فى الأمور الإلهية بطريقة نظرية معتمداً على العقل فقط دون النقل من
الكتب المقدسة.

3. علم اللاهوت
العقيدى:

وهو
الذى يعتمد فى دراسته على العقل والنقل معا فى كل المعتقدات المسيحية والإيمانية،
ويبرهن على صحتها من العقل ومن الكتاب المقدس وكتب الأباء القديسين.

4. علم اللاهوت
المقارن:

وهو
الذى يبحث فى البدع والهرطقات ويناقش نقطة البدء فيها والجلسات التى عقدت بسببها
والرد عليها بالبراهين العقلية والنقلية.

5. علم اللاهوت
الأدبى:

وهو
الذى يبحث فى الآداب والأخلاق المسيحية ونظم الشريعة وسلوك الإنسان ومسئولياته
وعمل الضمير ومفهوم الوصايا روحياً وأدبياً فى المسيحية.

6. علم اللاهوت
الطقسى:

وهو
العلم الذى يبحث فى طقوس الكنيسة وترتيبها وصلوات وممارسات الأسرار من الناحية
الطقسية وكذا فى شكل الكنيسة وبنائها الطقسى ومحتوياتها وكل مستلزمات العبادة
المسيحية.

7. علم اللاهوت
الرعوى:

وهو
ما يسمى بعلم الرعاية ولكن كلمة اللاهوت الرعوى أوضح وأقرب إلى الصواب حيث أن الله
هو الراعى الحقيقى. وهو يبحث فى نظم الرعاية والخدمة ووسائل جذب النفوس وربحها
وطرق الخدمة فى المدينة والقرية وتنظيم إدارة الكنائس وتنظيم الخدمة بها.

8. علم اللاهوت
الدستورى:

وهو
الذى يجمع كل معتقدات المسيحية والكنيسة كدستور وقانون وسجل لكل بنود المعتقدات
الإيمانية فى الديانة المسيحية.

9. علم اللاهوت
الأبائى (أو التقليد):

وهو
علم الباترولوجى أى علم أقوال الأباء وهو الذى يبحث فى نصوص أقوال الأباء فى
الأمور اللاهوتية والمعتقدات الإيمانية لتثبيت براهينها من أقوال الأباء القديسين
المعترف بهم فى الكنيسة المقدسة.

10. علم اللاهوت
التفسيرى:

وهو
الذى يقوم بتفسير الأسفار فى العهدين القديم والجديد وشرح ما عسر فهمه، وارتباط
الآيات معا من جهة موضوع معين لإظهار التفسير السليم لآيات الكتاب المقدس واستخراج
الحقائق الإيمانية والمعتقدات اللاهوتية منه.

 

مباحث
علم اللاهوت

ومن
أنواع علم اللاهوت التى ذكرناها يتضح أن الموضوعات الأساسية التى يبحثها اللاهوت
بفروعها هى:

1. الثيولوجى:

وهو
الذى يبحث فى الله ووجوده وصفاته وتثليث أقانيمه ومعاملاته مع خليقته.

2. الانتربولوجى
الإنسانى:

وهو
الذى يبحث فى أصل الإنسان وطبيعته وامتيازاته. وسقوطه ونتائج خطيئته.

3. السوتيريولوجى
(الخلاص):

وهو
الذى يبحث فى خلاص الإنسان ومعنى الخلاص وكيفيته وبركاته ونتائجه والمفهوم
الأرثوذكسى للخلاص فى الحياة المسيحية ووسائط النعمة للمؤمنين.

4. الكريستولوجى:

وهو
الذى يتحدث عن شخصية المسيح ابن الله الوحيد فى لاهوته وطبيعته وتجسده والفداء
الذى أتمه على الصليب، أعماله ومعجزاته.

5. الإكليسيولوجى (الكنسى):

وهو
النظام الذى يختص بالكنيسة، نشأتها وعملها فى المؤمنين بأسرارها المقدسة ونظام
طقوسها فى العهد القديم والعهد الجديد والمعانى الروحية المرتبطة بها وكذا فى نظم
وترتيبات الخدمة بالكنيسة.

6. الأسخاتولوجى
(الأمور المستقبلية):

وهو
الذى يبحث فى النفس البشرية والحياة والموت والفردوس والسماء (الملكوت وجهنم)
وعلامات المجئ الثانى والملك الألفى والاختطاف والدينونة

7. البايبولوجى:

هو
الذى يبحث فى الكتاب المقدس وموضوعاته الأساسية واستخراج التعاليم اللاهوتية
والعقيدية الكتابية من الكتاب المقدس.

 

ملاحظات
يجب مراعاتها عند دراسة اللاهوت:

تعين
على كل من يريد دراسة اللاهوت أن يلاحظ أموراً كثيرة يجب مراعاتها لكى تأتى دراسته
بالنتائج المرجوة:

1. الإيمان:

نعلم
جميعاً أن الله أعظم من أن يبحث فيه أو أن يوضح تحت المجهر فقد قال أيوب الصديق
” إلى عمق الله تتصل، أم إلى نهاية القدير تنتهى؟ هو أعلى من السموات فماذا
عساك أن تفعل؟ أعمق الهاوية فماذا تدرى؟ أطول من الأرض وأعرض من البحر؟ (أى 11)
وقال أيضاً ” هوذا الله عظيم ولا نعرفه وعدد سنيه لا يفحص ” (أى 36)

وكما
يقول القديس غريغوريوس فى القداس الإلهى: ” الذى لا ينطق بها (لا يعبر عنه)
غير المرئى، غير المحوى، غير المبتدئ الأبدى غير الزمنى الذى لا يحد غير المفحوص
غير المستحيل غير المتغير ”

لذلك
من المهم جداً فى الإيمان داخل النفس لكى يكمل نقائص العقل ” أشكرك أيها الآب
رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال ” (لو
10: 21)

هذا
ما قاله السيد المسيح له المجد قبل أرسالية السبعين رسولا، وقال داود النبى ”
آمنت لذا تكلمت ” (مز 16: 10)

2. العقل:

ليس
معنى الارتكان على الإيمان أن يلغى عقله بل أن العقل والإيمان صنوان لا يفترقان،
قال داود النبى: إنسان فى كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التى تباد ” (مز 49: 20)،
لذلك قال القديس أوغسطينوس ” العقل يكمل الإيمان والإيمان يكمل العقل وأننى
أؤمن لكى أتعقل ”

وكما
يقولون: الديانة المعقولة ديانة مقبولة، وقال الفيلسوف اليونانى القديم أفلاطون
” إن الله عقل وعاقل ومعقول ” وكما يقول البعض (الله عرفوه بالعقل)

ومما
سبق نستدل على أن العقل مهم جدا للإيمان وهذا ليس غريبا لأن العقل من الله كما أن
الإيمان من الله.

3. التدقيق فى
الألفاظ:

ليس
كل إنسان يستطيع أن يقول أنه يتكلم عن اللاهوت أن أنه يعلم العلوم اللاهوتية لأن
القديس غريغوريوس الكبير يقول: ” كثيرا ما نريد أن نتحدث عن اللاهوت فنجرح
اللاهوت “، وذلك لأن الألفاظ مهما كانت بليغة فهى قاصرة وسقيمة وعقيمة فكم
وكم إذا كانت غير دقيقة فدارس الاهوت لابد أن يعرف المصطلحات اللاهوتية ومعناها
الوثيق دون الخلط بينها وبين الألفاظ الأخرى التى لا تفى بالمعنى المطلوب لذلك
عقدت المجامع وانعقدت المؤتمرات والجلسات ربما لتناقش عبارة واحدة لها أثرها فى
المفهوم اللاهوتى مثل كلمة (أموأسيوس) ” مساو للآب فى جوهر واحد) التى قالها
أثناسيوس وكلمة (أومى أسيوس) التى قالها أريوس ومعناها ” مشابه للآب فى
الجوهر ” فمن ضمن فوائد المجمع أنها حددت صيغ الإيمان ووضعت المعتقدات
الإيمانية فى أقوال لفظية دقيقة وسليمة.

4. أن يكون
دارس اللاهوت بعيدا عن المعتقدات الخاطئة:

لا
يصح أبدا أن يكون دارس اللاهوت متعلقا ببعض المعتقدات الخاطئة أو الأراء الفلسفية
الملحدة أو الوثنية مثل (تناسخ الأرواح أو بأى أراء خاطئة فى الله والإنسان أو
السحر والدجل) لئلا يبنى البراهين اللاهوتية على معتقدات خاطئة فتكون النتيجة
فسادا لأنه بنى معتقداته على نظريات علمية أو فلسفية، فربما يأتى وقت تظهر فيه
نظرية تخطئ النظريات السابقة، بهذا يضيع المعتقد اللاهوتى وسط تيارات النظريات
المتضاربة.

5. أن يعرف
البديهيات والمنطق:

لابد
لدارس اللاهوت أن تكون عنده بعض مبادئ المنطق السليم والتفكير الذهنى الدقيق
فحديثه وفكره لابد أن يكونان فى نسق وترتيب وتلاقى مبنى على قياس منطقى سليم
ويستطيع أن يستخرج النتائج من القياس المنطقى. مثل: (الكل أكبر من الجزء – لكل
معلول علة) وإذا كانت (1 = ب، ب = ج، إذاً 1 = ج)

وهكذا
لأن علم اللاهوت ليس موضوعات تطرح فيه أو قصصا تسرد أو مجرد سرد آيات وأحداث بلا
نظام لا يسانده القياس المنطقى السليم، ولنا فى الكتاب المقدس أمثلة المسيح له
المجد والرسل الأطهار تظهر قيمة العقل والمنطق السليم فى الحوار والكلام مثلا:

V عندما طلب
البعض رأى المسيح فى الجزية طلب منهم أيضاً هو أن يحضروا العملة وقال لهم: ”
لمن هذه الصورة فقالوا لقيصر فقال: أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله ” (مت
22: 19 – 22).

V وعندما
سألوه بعد تطهير الهيكل من الباعة بأى سلطان تفعل هذا؟ (رد على سؤالهم بسؤال)
معمودية يوحنا هل من السماء أم من الناس؟ فقالوا له: لا نعلم، فقال لهم: وأنا لا
أقول لكم بأى سلطان أفعل هذا ” (مت 21: 23 – 27)

V وعندما وجد
بولس الرسول فى أريوس باغوس مذبحا مكتوب عليه (لإله مجهول)، قال لهم ” الذى
تتقونه وأنتم تجهلونه هذا أنا أنادى لكم به ” (أع
17: 23). أنها
حكمة الكلام والمنطق السليم المطلوب للروح والعقل.

6. أن يجمع كل
الحقائق والنظريات اللاهوتية:

لابد
لدارس اللاهوت أن يدرس وجهات نظر الآخرين وليس وجهة نظره فقط بل ويعرف كل البدع
والهرطقات التى ظهرت على مر التاريخ لكى يعرف نقطة البدء فيها لئلا تنزلق رجله
ويقع فى بدعة جديدة فالدفاع والبرهان لأى عقيدة إذا كان معتنقها لا يدرى كيف يتكلم
وما هى حدود براهينه ولا يعرف المحظورات ولا الأخطاء التى وقع فيها من سبقوه من
الممكن جدا أن يقع هو الآخر (فأوطاخى) الذى أراد أن يرد على بدعة الطبيعتين وقع فى
بدعة مزج الطبيعتين وخيالية المسيح، (وبيلاجيوس) تكلم عن احتمال الخطأ فى المسيح
فرد عليه (أبوليناريوس) فى بدعة تنادى بعدم وجود النفس الإنسانية فى المسيح وهكذا
لابد لدارس اللاهوت أن يفهم كل الآراء والنظريات والأفكار اللاهوتية والفلسفية
المختلفة.

فوائد علم اللاهوت للديانة المسيحية:

1. علم اللاهوت
يثبت إيمان الدارس: دارس اللاهوت يثبت أكثر وأكثر فى الله وفى معتقداته فيستريح
قلبه وتطمئن نفسه أنه على إيمان سليم وديانة حقيقية فهو يحميه من الشك فى أى نظرية
أو قضية من قضايا ديانته المسيحية.

2. يثبت الدارس
فى إيمانه الأرثوذكسى: فيعرف أنه ابن لكنيسة حقيقية إيمانية سليم لم يتغير لا
زيادة ولا نقصان سلمته الكنيسة من جيل إلى جيل من فم المسيح الطاهر إلى وقتنا هذا
وسيظل إيمان كنيستنا سليماً من أى عبث يقضل الرسل والأباء بعدهم الذين تقلدوا
الأمانة فى أعناقهم بالتسليم والتقليد.

3. علم اللاهوت
ينمى الحياة المسيحية الأرثوذكسية: فالحياة الروحية مرتبطة بالعقيدة وعلم اللاهوت
لأن الحياة الروحية مبنية على عقيدة، وكلمة أرثوذكسية مكونة من مقطعين: ”
أرثو ” (أى أصل أو أساس أو مستقيم). (يونانية)، ” ذكسا ” (معناها
مجد). أى المجد المستقيم أو الطريق المستقيم لمجد الرب.

فاللاهوت
ليس مجرد نظريات فكرية وعقلية فقط بل معايشة لكل معانيه والأرثوذكسية ليست عقيدة
وإيمانا فحسب بل هناك أرثوذكسية السيرة أيضا والحياة المسيحية لأن الفهم السليم
والعقيدة السليمة تزيد العاطفة الروحية قوة وثباتا.

مثل
سر التناول هو عقيدة إيمانية وأيضا عاطفة روحية نحو الإتحاد بالمسيح والإرتباط به.
وعندما ندرس فى علم اللاهوت شيئاً عن طريق الفكر والعقل إنما يدخل إلى أعماق النفس
ويتلقفه القلب بالمشاعر والأحاسيس الروحية. فمثلا / موضوع مجئ المسيح الثانى أو
الدينونة هل يقرب الإنسان إلى الله؟ وعندما يتعلم بركات سر التناول والأسرار
الكنسية الأخرى ألا يحس الدارس بالخشوع والرهبة والهيبة عندما يدخل الكنيسة
المقدسة فمما لا شك فيه أن علم اللاهوت ينمى الحياة الروحية السليمة والأمور
الاجتماعية استشفوها من معتقداتهم وكذا الأمور الفلسفية والإقتصادية التى تسيطر
على سلوك الأمم والشعوب

4. لذلك نحن
نعيب على الذين يدعون أنهم لا طائفون: قائلين أن كل فكر وطائفة لا تؤثر على
مبادئهم أو يقولون ليس لنا دخل بالعقيدة وكيف هذا أليس من اللازم أن تكون داخل
الإنسان عقيدة معينة تنعقد عليها النفس؟ ويبنى عليها كل سلوك؟ يكفى أن نظرتهم فى
أفكار أهمية العقيدة هى عقيدة منهم. والحياة الروحية بدون عقيدة هى حياة تكون
المؤثرات فيها نفسية فقط لا روح فيها ولا أساس لذلك هؤلاء الذين يعتمدون على طريقة
التأثير اللفظى فقط فى مواعظهم وسلوكهم فأنهم يقبلون بسرعة للإيمان ولكن يرتدون
بسرعة كما بدءوا بسرعة.

5. نفرق به بين
الأديان المختلفة: كل ديانة أو مذهب فى أى ديانة ينادى يالتقوى والأخلاق الكريمة
والمعاملات الطيبة، فلو فاقتصرت حياتنا على الأخلاقيات والمبادئ الإجتماعية
بدونعقيدة لأصبحت المسيحية شبه مذهب إجتماعى فقط لا علاقة لها بالإلهيات وبهذا
تفقد المسيحية ما يميزها عن غيرها من الديانات.

وبدراسة
علم اللاهوت نستطيع أن نفرق بين الأديان والمذاهب المختلفة فتعرف ميزة المسيحية
فنعرف الغث من السمين ونفرق من الحق والباطل.

6. نرد على
البدع والهرطقات: عندما ندرس علم اللاهوت نقف على حقيقة الأمور ونستطيع أن نرد على
الافتراءات الموجهة ضد المسيحية عامة فى وسائل الإعلام مثلا: كالمقالات المكتوبة
فى الجرائد والمجلات والبرامج المختلفة التى يهاجم فيها بعض الناس معتقدات
المسيحية بلا فهم ولا دراية للأمور اللاهوتية. وفى داخل المسيحية نرى إنتشار
الطوائف المختلفة والمذاهب المختلفة ونرى إنتشار البدع والهرطقات فى بعض التعاليم
وبواسطة علم اللاهوت نستطيع أن نرد على هذه البدع والهرطقات حماية ودفاعا عن
المسيحية عامة وعن الأرثوذكسية خاصة.

7. علم اللاهوت
يعمل على تنشئة جيل متدين: علم اللاهوت يعمل على الإهتمام بالأجيال دينيا، فعندما
يحفظ الأطفال والفتيان بعض الصلوات ويردد قواعد الإيمان المسيحى (فى قانون الإيمان
أو بعض الصلوات) وكذلك فى الممارسات الطقسية كرشم الصليب وممارسة الأسرار الكنسية
ومعايشة المناسبات والأعياد الكنسية وحفظ بعض القطع من الكتاب المقدس وصلوات
القداس والألحان والتسبحة كل هذا يعتبر من وسائل التعليم لفائدة الأطفال وكذا
الكبار الذين يجهلون أمور ديانتهم فينشأ الجيل على الفضيلة والمعرفة الكنسية
السليمة.

8. ينمى طريقة
الفكر: دراسة علم اللاهوت ينمى استخدام العقل وتعوده على التفكير فى أعماق الديانة
وبهذا تتكون عنده العقل ملكة التفكير والمناقشة. أن علم اللاهوت يعتبر رياضة العقل
وخبرة للفهم وخصوصا أن دارس اللاهوت يتعرف على أقوال الأباء فيتعلم طريقة أساليبهم
وأفكارهم ويتعرف على منطقهم وتسلسل أفكارهم وطريقة مناقشاتهم وجدالهم مع أصحاب
الرأى الآخر وبهذا يضيف دارس اللاهوت علما على علمه ومعرفة الحق.

 

*
علم اللاهوت والعلوم الطبيعية:

‌أ- له صلة
وثيقة بالعلوم الطبيعية.. فهو يستخدمها فى موضوعاته.

‌ب- الطبيعة
تشهد لخالقها..

‌ج- علم اللاهوت
الطبيعى: يبحث الصلة بين الدين والعلوم الطبيعية (العلم والإيمان).

‌د- العلوم
الطبيعية: ما عليها:

1. العلم يعتمد
على النظريات والأبحاث.. فلا يوجد رأى واحد.

2. العلم يعتمد
على التجربة والاستنتاج أو المشاهدة وهى غير دقيقة وبالتالى يحدث خطأ، والمبنى على
الخطأ خطأ.

3. المادة لا
تجلب السعادة.. لذا يجب الإتجاه إلى الله – تشارلى ستايميتز

4. العلم غير
ثابت فى آراءه وأحكامه وهو متغير..

ه
-: فهو إعلانات إلهية ورؤى سمائية، يعلنها الله للبشر، وهى أعلى من علوم البشر
ومعارفهم وإدراكهم..

و
– فمع التوافق إلا أن هناك تمايز لعلم اللاهوت فى أنه لا يخطئ ولا يتغير

 

علم
اللاهوت والعلوم الأخرى

 أولاً:
علم اللاهوت والعلوم الطبيعية:

علم
اللاهوت له صلة وثيقة بالعلوم الطبيعية فهو لا ينكر الطبيعة بل بالعكس يستخدمها فى
موضوعاته وإنجازاته وكذلك الطبيعة تشهد للاهوت لأن نظام الطبيعة ودقتها وجمالها
إنما يشهد لصانعها وخالقها وهو الله وحده.

لذلك
هناك فرع عن علوم اللاهوت يربط بين الفكر اللاهوتى والعلوم الطبيعية يسمى بعلم
اللاهوت الطبيعى أى أنه يبحث الصلة بين الدين والعلوم الطبيعية أو بين العلم
والإيمان.

الطبيعة
تشهد لله: الجبال والأنهار والفلك والإنسان والحيوان والنبات قال داود النبى ”
السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه يوم إلى يوم يذيع كلاماً وليل إلى
ليل يبدى علماً” (مز 19: 1)، وقال أيوب الصديق ” أسأل البهائم فتعلمك
وطيور السماء فتخبرك أو كلم الأرض فتعلمك ويحدثك سمك البحر من لا يعلم من كل هؤلاء
أن يد الرب صنعت هذا الذى بيده نفس كل حى وروح كل بشر ” (أيوب 12: 7 – 10)

ضعف
العلم: رغم أن هناك صلة كبيرة بين اللاهوت والعلوم الطبيعية إلا أننا لا نستطيع أن
نقيم العلوم اللاهوتية على علوم الطبيعة للأسباب الآتية:

1. يعتمد العلم
على جهد البحث وكل عالم له نظريته وله رأيه فلا يمكن أن نصل بالعلم وحده إلى رأى
واحد.

2. يعتمد العلم
على المادة والتجربة والمشاهدة والاستنتاج وأحيانا تكون المادة غير موجودة أو
التجربة غير دقيقة وبالتالى يكون الاستنتاج خطأ لأن المبنى على خطأ هو خطأ

V قال عالم ”
تشارلى ستايميتز ” عن المادة: سوف يأتى ذلك اليوم الذى يعرف فيه الناس أن
المادة وحدها لا تجلب سعادة وإنها قليلة المنفعة فى حياة البشر وأن أعظم
الاستكشافات سيتم فى ذلك اليوم الذى يتجه فيه كل العلماء إلى الله.

V وقال
الفيلسوف الألمانى كانط: أئتونى بالمادة وسوف أعلمكم كيف يخلق الكون منها.

V وقال
الفيلسوف هيجل: أننى أستطيع خلق الإنسان لو توفر لى الماء والمواد الكيمائية
والوقت

هذه
هى أقوال الفلاسفة والملحدين فالمؤمنون يعرفون أن المادة لا تفيد بدون الله
والملحدون يطلبون المادة لكى يعرفوا العالم كيف يخلقون الكون فلماذا لم يخلقوا
شيئا حتى الآن؟

فى
كل جيل يتقدم العلم وتظهر نظريات علمية جديدة تخطئ النظريات القديمة وهذا يدل على
أن العلم غير ثابت فى آراءه وأحكامه.

قوة
علم اللاهوت على العلوم الطبيعية: أما اللاهوت فلا يعتمد على بحث أو تجربة أو على
رأى هذا أو ذاك وغير خاضع لمعمل أو مشاهدة واستنتاج، وإنما هو نتيجة إعلانات رؤى
سمائية يعلنها الله للبشر بلا تدخل فيها وليس لأى إنسان فضل عليها لأن هذه
الإعلانات فوق إدراك البشر وأعلى من علمهم ومعرفتهم. وهكذا يظهر على أنه رغم
التوافق فى الهدف بين اللاهوت والعلم اللاهون له تمايز على هذه العلوم فى أنه لا
يخطئ ولا يتغير.

ثانياً:
علم اللاهوت والفلسفة:

هناك
علاقة وثيقة بين علم اللاهوت والفلسفة أو بين اللاهوتيين والعقلانيين. فالفلسفة
تعنى لغويا محبة الحكمة (فيلسوفى) (فيلو صديق. سوفيا الحكمة) والحكيم وحده (سوفوس)
هو الله إنما الإنسان هو محب ومؤثر للحكمة.

الفلسفة
تبحث عن الله العلة الأولى وقد تبحث عنه فى الكون والطبيعة لتصل بين النسبى إلى
المطلق أو من الوجود إلى الجوهر وتسمى هذه الفلسفة بالفلسفة الفيزيقية (أو الفلسفة
الطبيعية)

وتبحث
أيضاً عن النفس والموت والحياة الأخرى وتسمى هذه الفلسفة بالفلسفة المتيافزيقية (أو
ماوراء الطبيعة)، ومن هنا نعرف الصلة بين اللاهوت والفلسفة لأنها تعتمد على العقل
والفكر والبحث العقلانى والتأمل والإندهاش وابتغاء الحقيقة وكذا اللاهوت أيضاً
يستخدم العقل فى إيمان وبراهين للوصول إلى الحقيقة.

أو
مثل الفيلسوف (سارتر) صاحب الفلسفة الوجودية الذى قال ” حيثما أوجد فلا يوجد
الله ” فعلى دارس اللاهوت أن يعرف الفلسفة لكى يفرق بين مباحث اللاهوت
والآراء الفلسفية الملحدة فيثبت فى أمور اللاهوت مثل القديس أوغسطينوس وتوما
الأكوينى وأسلم وباسكال وغيرهم.

ولابد
من دراسة الفلسفة أيضاً لأنها تخلق فى دارس علم اللاهوت طريقة الفكر والمناقشة
وتنسق الحديث المنطقى والدفاع والمعارضة والوصول إلى هدف.. وأيضاً لأن الفلسفة هى
أم العلوم كلها وكل علم ندرسه إنما تدرس فلسفته وأفكاره.

ضعف
الفلسفة: رغم أهمية الفلسفة لدارس علم اللاهوت إلا أنها ضعيفة لأنها تقوم عل
الحواس، النظر والسمع والأحاسيس والمشاعر الداخلية فى الإنسان، وهذه الحواس ضعيفة
أحيانا تكون بعيدة عن الحقيقة فمثلا إذا وجهنا نظرنا إلى مروحة تدور بسرعة منتظمة
فإننا نحس أنها غير متحركة وهكذا فى السمع قد يخطئ الإنسان فى تقدير ما يسمعه
وهكذا.

يقول
الفيلسوف ” هريوت سبنر ” الحواس فى الإنسان ناقصة لا تؤدى إلى الإدراك
الحقيقى إلا ما يقوم مقام الفرض الإنسانى الصرف فى كثير الحالات.

مصدر
الفلسفة هى التلمذة على الفلاسفة الكبار أى أن مصدرها هو البشر وطبعا كل فيلسوف
مختلف عن الآخر فى أراءه ونظرياته ولذلك لا يمكن الوصول إلى حقيقة موحدة. وهذا ما
جعل (ديوجين) الفيلسوف أن يمسك بمصباح فى وضح النهار ولما سئل عن السبب فى هذا قال
لأننى أبحث عن الحقيقة.

يؤثر
فى الفلسفة معتقدات خاطئة وثنية أو بعض البدع والهرطقات أو العادات والتقاليد
الموروثة من الأجداد وطبعا تختلف أمة عن أمة وشعب عن شعب بل بين شخص وشخص وبين
مكان ومكان وبين زمان وزمان.

 

تمايز
علم اللاهوت عن الفلسفة: (ما هو تمايز علم اللاهوت)

1. علم اللاهوت
مصدره الله وأن كان يستخدم العقل ولكن لا يعتمد عليه بل يساعده كلاهما الآخر كما
قال القديس أوغسطينوس أننى أؤمن لكى أتعقل، ولكن مصدر تعاليمه هو الوحى الإلهى
لذلك فإن علم اللاهوت لا يخطئ كما تخطئ الفلسفة.

2. يعلن علم
اللاهوت نظريات وقضايا إيمانية لا يمكن أن يصل إليها أو يدركها الفلاسفة بعقولهم
مثل التثليث والتوحيد – التجسد والفداء – الأسرار الكنسية..

3. العلوم
الفلسفية تبرز شخصية الإنسان صاحب الآراء المعلن فيقوم التطاحن والاختلاف فى
الآراء والانقسامات بل الكل يتهم الآخر بالجهل وعدم المعرفة. أما علم اللاهوت
فيتصاغر أمامه كل إنسان معرفتنا عن علم اللاهوت هى من الله مرسله إلى البشر جميعاً

4. فى علم
اللاهوت نرى إتضاع العلماء وإيمانهم وانجذاب الكثيرين إلى الله بعكس الفلسفة التى
أحيانا يسبب بعض الآراء الخاطئة نرى إنحراف البعض عن الإيمان الحقيقى.

5. علم اللاهوت
يرقى العلوم الفلسفية لكى يجعلها تبحث فى أمور عالية تفيد البشر أى أنه يجعل العلم
مستقيماً يصل إلى هدفه ويصل بالفلسفة إلى الحقيقة الثابتة ويوفر جهود العلماء
ووقتهم بدلا من الضياع فى طرق مسدودة.

 

ثالثاً:
علم اللاهوت والقوانين والشرائع الوضعية:

القوانين
الوضعية تأخذ شرائعها من مصادر مختلفة أهمها الدين وهو من الله فهى تختلف من شعب
إلى شعب ومن مكان إلى مكان ومن جيل إلى جيل وهذه القوانين تحدد علاقة الإنسان
بأخيه الإنسان ومسئولياته تجاه نفسه وتنسيق معاملاته مع الناس فى الخلاق والحرية
والبيع والشراء وفى الزواج والقوانين الوضعية تخدم القوانين الدينية إذ تأخذ بنود
القوانين من شرائع الدين وتدعو إلى احترامها. وكذلك علم اللاهوت يساند القوانين
الوضعية واحترامها ويدعو إلى تنفيذها بكل أمانة ودقة وخصوصا إذا كانت القوانين لا
تتعارض مع شريعة السماء.

V وقد قال
معملنا بولس الرسول ” لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأنه ليس سلطان إلا من
عند الله ” (رو
13: 17)

V
الكرامة لمن طلب الكرامة. الجزية لمن طلب الجزية ” (رو 13: 7).

V ” أطلب
أن تقام الصلوات والطلبات لأجل الملوك والرؤساء ولكل من هم فى منصب ” (1 تى 2:
1).

V قال معلمنا
بطرس الرسول: ” أخضعوا بكل ترتيب بشرى من أجل الله ” (1بط 2: 3)

فالديانة
تعلمنا أن نحترم القاونين واحترام الرؤساء والمسئولين لهم حتى ولو كانوا غير
مسيحيون.

وإذا
وجدت الكنيسة إنسانا أخطأ فى شئ يستوجب الحكم عليه بقوانين الدولة لا تعطى له
الكنيسة حلا بالتقدم إلى الأسرار المقدسة أو أن يجد فى راحة ضميره إلا بعد أن يسلم
نفسه لأحكام القانون الأرضى.

ضعف
القوانين والشرائع الوضعية: رغم العلاقة الوثيقة بين علم اللاهوت والشرائع الوضعية
لكن القوانين ضعيفة فى أمور كثيرة:

1. القوانين
الوضعية تعتمد على الأرضية لا تضمن عدالة القاضى أو الحاكم فقد يكون هناك أحيانا
قاضى ظلم أو مشرع ظالم أما فى اللاهوت فالحاكم والقاضى هو الله لذا نضمن عدالة الحكم.

2. القوانين
الوضعية تعتمد على الأمور الظاهرة ولا تعرف الباطن أو النية فقد يكون هناك إنسان
يرى من ناحية القوانين ولكن فى داخل ذاته مدان أما نفسه وأمام الله فكم من أناس
كسروا القانون أما من ناحية اللاهوت فالله الحاكم والعادل يفحص أعماق الناس لأنه
فاحص القلوب والكلى، وعيناه تخترقان أستار الظلام.

3. القوانين
الوضعية تعاقب على الأخطاء الظاهرة فقط والتى تكسر القوانين المعلنة لكنها لا
تعاقب على الأخطاء المستترة كالأفكار الشريرة أو النية الرديئة.

4. القوانين
الوضعية تعتمد على الشهود والأوراق والمستندات معا ما أسهل أن تكون كل هذه الأوراق
والمستندات مزيفة والشهود كذبة غير صادقين.

5. القوانين
الوضعية تعتمد على القاضى وخبرته فى ممارسة أحكام القوانين أما إذا جهل القاضى
بندا من القوانين وكان فيه منفعة المدعى عليه فسوف يخسر القضية ويكون جهل القاضى
سببا فى خسارته لكن الأمور اللاهوتية الحاكم فيها الله العالم بكل شئ.

6. يرجع الحكم
فى القضايا أيضاً إلى نفسية القاضى فإذا كانت نفسيته مستريحة حكم بالعدل. ويتفهم
لكل جوانب القضية وإذا كانت نفسيته متعبة فقد تكون أحكامه هوجاء بلا تركيزا وقد
يضر الكثيرين.

7. يتأثر
القاضى أيضاً بالمؤثرات النفسية التى يبدلها المتهم فقد يقف بمسكنه أو ببكاء أو
استعطاف وتوسل أمام القاضى وتكون أحكامه فى صف هذا المتهم وفى نفس الوقت تجانب
الصواب.

8. القوانين
الوضعية مطاطة وفيها ثغرات كثيرة ومن الممكن أن يهرب المتهم من العقاب دون أن يدرى
به أحد بواسطة الثغرات التى يعتمد عليها محامى المتهم. أما من ناحية السماء تأنيب
الضمير وهناك عقوبات كنسية وإذا فلت الجانى من كل هذا فلا يمكن أن يهرب من عقوبة
السماء.

9. القوانين
الوضعية تعاقب ولا تكافئ فإننا لم نسمع عن حاكم يكافئ الذين لم يقتلوا أو لم
يسرقوا لكن يعاقب كل من يقتل أو يسرق. ولكن قوانين السماء فالله يعاقب الأشرار
وأيضاً يكافئ الأبرار.

من
كل ما سبق من المقارنات يتضح لنا تمايز علم اللاهوت عن القوانين الوضعية الأرضية
لأن أحكام من السماء صادرة من الله عادلة وسليمة وتخترق منارق النفس من الداخل لكى
تعاقب الأشرار وتعطى مجازاة للقديسين الأبرار.

 

رابعاً:
علم اللاهوت والعلوم الاجتماعية والإنسانية:

والمقصود
بالعلوم الاجتماعية (علم الاجتماع وعلم الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية هى
التربية وعلم النفس).

وهنا
ترابط كبير بين العلوم الاجتماعية وعلم اللاهوت لأن هناك هدفا مشاركا بين هذه
العلوم هو إصلاح المجتمع والعمل على إقتلاع العادات الضارة والإرتقاء بمستوى
العلاقات الاجتماعية لتكون بصورة مشرقة لقيمة الإنسان.

فالكتاب
المقدس يدعو للمحبة والتعاون وعدم مجازاة الشر بالشر إذا قال المسيح له المجد: ”
أحبوا أعدائكم باركوا لأعينيكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم
ويضطهدونكم ” (مت 5: 44)


من لطمك على خدك الأيمن حول له الآخر أيضاً ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك
له الرداء أيضا ومن سخرك ميلا أذهب معه اثنين ” (مت 5: 39 – 40)

ومن
ناحية أضرار المجتمع قال: ” لا تشتركوا فى أعمال غير المثمرة بل بالحرى
وبخوها ” (أف 5: 11).


أيها الرجال أحبوا نسائكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ” (أف
5: 25)


أيها النساء أخضعن لرجالكن كما للرب لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح هو رأس
الكنيسة ” (أف 5: 22 – 23)

أيها
الأولاد أطيعوا والديكم فى الرب لأن هذا حق، أكرم أباك وأمك التى هى أول وصية بوعد
(أف 6: 1 – 2)، وهنا تضع لنا المسيحية أساس العلاقات الأسرية معا بالمحبة والبذل
والتضحية والإيثار بين أفراد الأسرة.

أما
من ناحية الخدمة الاجتماعية فإن سفر الأعمال يسجل لنا حياة الكنيسة الأولى، كيف
كانت تجتمع بنفس واحدة وليس إنسان محتاجا بل كان كل شئ مشتركا (أع 4: 32)

فخدمة
الكنيسة خدمة شاملة للإنسان كله فالإنسان مكون من الروح والنفس والجسد كذلك فخدمة
الكنيسة للروح والنفس والجسد أيضا وربما لهذا السبب نجد المسيح يشبع الآلاف بمعجزة
ليسد احتياجات الجسد. أما من ناحية العلوم الإنسانية فعلم النفس يعالج الأمراض
النفسية ومناقشات يريد بها أن يدخل إلى أعماق الإنسان وربما يستخدم الأدوية
العلاجية وكلها محاولات للعلاج.

أما
فى الكنيسة فعلم اللاهوت يقدم لنا سر الاعتراف ليقدم للإنسان الاعتراف أمام الله
بواسطة الكاهن فيكون راحة نفسية نتيجة لراحة الروح بالغفران والحل الذى يأخذه
المعترف لمغفرة خطاياه هذا ما لا يستطيع أن يعمله أى علم من العلوم الإنسانية.

كذلك
يقدم السيد المسيح لنا حلولا لكل الأمراض النفسية الكامنة فى النفس وكذلك الكنيسة
المقدسة.

ففى
الإحساس بالتعب الروحى والنفس يقول لنا ” تعالوا إلى يا جميع المتعبين
والثقيلى الأحمال وأنا اريحكم ” (مت 11: 28)، وفى وقت الضيق يقول لنا ”
فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم ” (يو 16: 33). وفى
اليأس يقول لنا: ” من يقبل إلى لا أخرجه خارجاً ” (يو 6: 36). وفى عدم
الثقة يقول لنا: ” لا تخافوا ”

من
كل هذا يتبين لنا كيف أن علم اللاهوت يقدم لنا فى الكتاب المقدس وبواسطة الكنيسة
حلولا للمجتمع فى مشاكله وأتعابه وأمراضه النفسية والعضوية.

 

خامساً:
علم اللاهوت وعلوم الطب.

 هناك
ترابط كبير بين علم اللاهوت وعلوم الطب،إذ أن الطب يعالج أمراض الجسد وكذلك قال
الله فى العهد القديم ” أنا هو الرب شافيك ” (خر 15: 26)، بل أن الله
عاقب أخزيا الملك لأنه ألتجأ لأنبياء البعل ولم يلتجئ إلى رجل الله إيليا لكى يشفى
من أمراضه (2 مل 1)

وجاء
المسيح بمعجزات الشفاء العظيمة التى بهرت الجميع، والكنيسة أيضا خصصت سرا من
الأسرار السبعة بالأمراض الجسدية وهو سر مسحة المرضى، بل وهناك ملاك خصصه الله
للشفاء وهو الملاك رافائيل كما هو واضح من معنى اسمه (شفاء الله).

تمايز
علم اللاهوت: رغم أن علم اللاهوت وعلوم الطب مشتركة جميعها فى هدف واحد هو علاج
لأمراض الجسد إلا أن علم اللاهوت يتفوق على علوم الطب فى نواحى كثيرة:

1. علم الطب
يعالج أمراض الجسد فقط أما الله بواسطة الكنيسة المقدسة وأسرارها فيعالج كل أمراض
الروح والنفس والجسد.

2. فى علم الطب
يتخصص الطبيب فى فرع معين من فروع الطب بل أحيانا يتخصص فى جزء صغير من هذا النوع
أما الله فيعالج جميع أنواع الأمراض.

3. يعالج
الطبيب مريضه بواسطة الكشف عليه وتحديد نوع الدواء الذى يستمر المريض فترة فى
تعاطى الدواء أما الله فيشفى فى الحال وبدون واسطة.

4. يذهب المريض
إلى الطبيب فى أوقات محدودة وربما لا يتحصل على الطبيب فى وقت حرج قد لا يستطيع
المريض أن ينتظر أوقات الطبيب أما الله فتطلبه فى أى وقت فنجد معونة الرب حاضرة.

5. العلاج
بالطب يحتاج إلى تكلفة مادية أما الله فهو الطبيب الذى يعالج كل الأمراض وفى أى
وقت مجانا.

6. قد لا يجد
المريض نتيجة للعلاج عند الطبيب. بل ربما يصير فى حالة أردأ ولكن مع الله فالنتيجة
مضمونة فقط تحتاج إلى إيمان المريض.

وهنا
يتبين لنا أن رب الإنسان كله روحا ونفسا وجسدا يعتنى به كما يعالج أمراض الروح
بالتوبة والغفران كذلك يحل مشاكل الإنسان النفسية كذلك يعالج أمراض الجسد، وذلك
لأن الإنسان كائن واحد وربما أى مرض لعنصر من العناصر يؤثر على العنصرين الآخرين.

فالإنسان
المريض نفسيا يتعب جسديا كما قال سليمان الحكيم: ” ألهم فى قلب الرجل يحنيه
” (أم 13: 25)، فى حين العكس بقول: ” الخبر الطيب يسمن العظام ” (أم
15: 30)، وكذلك المريض جسديا يتألم نفسيا ويقلق ويؤثر المريض الجسدى على النفس
وهذا ما دعا علماء النفس وعلماء الطب أن يؤسسوا علاجا يسمى ” السيكوسوماتيك
” أى النفسانى الجسدانى.

لهذا
أعلن الرب رعايته للإنسان من كل جانب فهو الطبيب الشافى لكل أمراض الإنسان سواء
كانت روحية أو نفسية أو جسدية.

 

مصادر
علم اللاهوت

لللاهوت
أربعة مصادر (الطبيعة – الضمير – العقل – الوحى)

المصادر
الثلاثة الأولى مصادر طبيعية والرابع فائق الطبيعة.

 

المصدر الأول: الطبيعة

الطبيعة
كلها تفسر بوجود الخالق. الأفلاك تخضع لقوانين فى غاية الدقة، كل يوم يكشف الفلكيون
عن حقائق جديدة باتساع الفراغ الكونى.


السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه يوم إلى يوم يبدى كلاما وليل إلى
ليل يذيع علما ” (مز 19: 1)

كذلك
الحيوان والطير والنبات كلها مختلفة الأجناس والفصائل والأمزجة والغرائز وفى
التركيب والترشيح، وفى النبات فيه المتسلق والمتطفل والمتجه إلى الشمس (عباد الشمس)
بل وثبت أن النبات يتأثر بالموسيقى وكذلك فى الأسماك أنواع تخرج منها شحنات كهربية
ومنها من يخرج ومضات ضوئية هذا بخلاف الأشكال الرائعة،. لهذا يقول أيوب الصديق: ”
أسأل البهائم فتعلمك وطيور السماء فتخبرك أو كلم الأرض فتعلمك ويحدثك سمك البحر من
لا يعلم من، كل هؤلاء أن يد الرب صنعت هذا ” (أى 12: 27). يقول بولس الرسول: ”
معرفة الله ظاهرة فيهم لأن الله أظهرها لهم لأن أموره غير المنظورة ترى منذ خلق
العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى أنهم بلا عذر ” (رو 1: 19
– 20). قال بولس الرسول لأهل لستره عن الله ” أنه لم يترك نفسه بلا شاهد
” (أع 14: 17). وقال سليمان الحكيم فى سفر الحكمة: ” أن جميع الذين لم
يعرفوا الله هم حمقى من طبعهم لم يقدروا أن يعلموا الكائن من الخيرات المنظورة ولم
يتأملوا المصنوعات حتى يعرفوا صانعها لكنهم حسبوا النار أو الريح أو الهواء اللطيف
أو مدار النجوم أو لجة المياه أو نيرى المساء آلهة تسود العالم فإن كانوا إنما
اعتقدوا هذه الآلهة لأنهم خلبوا بجمالها فليتعرفوا كم ربها أحسن إذ الذين خلقها هو
مبدأ كل جمال ” (الحكمة 13: 1 – 3)
قال القديس أوغسطينوس (فى
كتاب الأعترافات)

من
هو الذى أحبه؟00000 سألت الأرض اانت ربى فأجابت هى وكل ما فيها
.. لا وسألت
البحر والغمر وجميع الحيوانات الموجودة فيها فأجابتنى ليس نحن فأسأل عن ما فوقنا
فسألت الهواء والسحاب وكل الأجرام السماوية فقالوا أنت مغشوش فينا فأننا لسنا الله..
فسألت كل الكائنات الحية والبشر والحيوانات والطيور والنباتات فأجاب الكل بصوت
واحد لسنا. ولكن هو خالقنا وصنعنا. (أعترافات القديس أوغسطينوس ” طبعة مصرك
10: ف 2 “).

وكان
الناس يرون أن أسحق نيوتن (عالم الطبيعة المعروف) يخفض رأسه دائما وهو فى الطريق
أوفى الجبل أو بين الحقول ولما سألوه عن ذلك قال: ” إجلالا لخالق الطبيعة
“.

وقال
جالينيوس (عالم الطب الشهير) كلما تقدمنا فى علم التشريح كلما تقربنا الى الألهة.

 فالطبيعة
بما فيها من كائنات حية أو جامدة كلها تشهد لخالقها.

 

المصدر
الثانى
:
الضمير

الضمير
هو مصدر ثانى من مصادر علم اللاهوت والضمير يستطيع أن يصل أمور كثيرة فى اللاهوت
مثل وجود النفس البشرية وحريته وخلودها والثواب والعقاب.

والضمير
هو حكم باطنى، صوت طبيعى يكلم الأنسان شاهداً عن الله وشريعته، وهو قائد

أمين
يقرب النفس الى الله، وهو يميز بين الخير والشر وعلى قدر ما يكون حى ومرهفا على
قدر ما يكون مصدر خير يقودنا الى معرفة لاهوتية دقيقة، هو شريعة مطبوعة فى القلب،
شريعة طبيعية مفطورة فينا نور طبيعى يوجد عند جميع الناس مهما أختلفت الجنسيات
والبيئات والديانات واللغات، وفى جميع العصور والأزمنة، وجميع مراحل العمر الطفل
والشاب والشيخ محتضراً كان أو متأخراً.

س
وأباؤنا الأوائل الذين عاشوا قبل أعلان الشريعة كانوا يسلكون؟

من
الطبيعى أنهم كانوا يحتاجون الى مرشد فى الطريق فلماذا أحيانا يتلقون إرشاداً
مباشراً من الله لكن فى أغلب الأحوال كانوا عن طريق الضمير عرفوا وجود الله ووجود
النفس وحريتها وخلودها والثواب والعقاب والدينونة، كذلك عرفوا المبادئ الأدبية
والتفرقة بين الخير والشر، فعرفوا الصدق والحق والطهارة والشرف والمحبة خير.وعرفوا
أن القتل والزنا والكذب والظلم شر، كل هذا عن طريق الضمير بل أحياناً كان بعض
الوثنيين أحسن فى الفضيلة والخير من الهتهم (لانه مذكور عن بعض الهة الوثنيين
كانوا أشراراً)، فالضمير يلعب دوراً كبيراً فى معرفة الله والتقرب الية والسلوك فى
الخير وتجنب الشر لان الضمير يبكت الإنسان ويحذره وينبذه كى يتجنب مسالك الشر،
ومذكور عن اللصوص أنهم عندهم دخلوا بيوتاً لسيرقوها وجدوا صورة معلقة لشخصيات فى
الأسرة فأحسوا كأن العيون تراقبهم فتركوا المكان وهربوا.

وقد
عبر الشاعر فيكتور هيجو الفرنسى عن نفسية قايين بعد أن قتل أخاه هابيل فقال عنه:

بعدما
قتل أخاه هرب الى الجبال ولكنة أحسن بأن النجوم تراقبه فأراد إطفائها بالبال ونزل
الى سرداب مظلم تحت الأرض وأختباً ولكن خرج بسرعة منزعجاً قائلاً أن هناك عيناً
تراقبنى ثم بعد ذلكبنى له أحد أبنائه قصراً من النحاس وكتب عليه محظور على الله أن
يدخل. ودخل قايين وأغلقوا الباب مازالت تراقبنى.هذا هو الضمير الذى يعمل فى
الأنسان يزعج الخطأ الأشرار ويخيف الهاربين من العدالة بل أحياناً يجعل البعض
يسلمون أنفسهم للقضاء والعقاب رغم أنهم هاربون من وجه العدالة لكنهم أثروا أن
يقدموا ذواتهم للمحاكم قبل أن يقبضوا عليهم فالضمير إذا مصدر من مصادر اللاهوت (الله)

 

المصدر
الثالث
:
العقل

العقل
مصدر ثالث من مصادر علم اللاهوت فهو لازم للإنسان وبدونه يتعطل الإنسان عن معرفة
الله بل عن أى معرفة وذلك للأسباب الأتيه:

أولاً:
العقل يميز الأنسان أنه حيوان ناطق أو عاقل والعقل فى الإنسان جعل من أجعل من أجل
الخير فالذى يستخدمه فى الخير يحصد خيراً والذى يستغله فى الشر يحصد شراً ”
إنسان فى كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التى تباد ” (مز 49: 20). العقل له
ميول غريزية الى المعرفة والعلم وفى كل يوم يكشف حقيقة جديدة. والحيوان ليس له
ميول مثل ذلك بل هو على الطور الذى خلق عليها لم يرتقى ولم يكتشف شيئاً لذلك
فالإنسان فاقد العقل شبيه بالحيوان.

ولذلك
نجد الإنسان الذى سلبه الشيطان عقله جعله يسكن فى القبور يصيح ويجرح نفسه بالحجارة..
وربطوه بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود (مر 5: 15)، ونبوخذ نصر طرد من بين
الناس وأكل العشب كالثيران أنيل جسمه بندى السماء حتى طال بشعره مثل النسور
وأظافره مثل الطيور.. وبعد الشفاء يقول ” رجع الى عقلى وسحب وحمدت الهى الأبد
” فكما يقولون (أن العقل زينة)، وكما يقول سليمان الحكيم ” خزامة ذب فى
فنطية خنزير المراة الجميلة القديمة العقل ” (أم 11: 22).

ثانياً:
العقل والحكمة نيرة القديسين:

 القديسون
يحتاجون الى العقل الذى يحكم تصرفاتهم ويدى أفكارهم لذلك يقول الوحى عن النساء
المسيحيات ” أن يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل ” (1 تى 2: 9)،
” أن يثبتن فى الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل ” (1 تى 2: 15).

ثالثاً:
العقل يقود الى الله:

كثير
من الفلاسفة والعلماء عرفوا الله عن طريق العقل والأستدلالات العقلية والمنطقية
هكذا سلك الفيلسوف ديكارت عندما أثبت وجود الله عن طريق الفكر والشك لذلك دعى أبو
الشك وهكذا تعتمد الفلسفة على العقل وكثير من الفلاسفة عرفوا الله عن طريقها.

رابعاً:
العقل يقود الى الدين الحقيقى:

عن
طريق العقل يستطيع الإنسان أن يفرق بين الحق والبطل ويفصل بين الخير والشر ويفهم
الديانة الحق من الباطل لان الديانة المعقولة كما يقولون.

خامساً:
العقل يتفهم حقائق الإيمان:

العقل
ينير للإنسان ما غاب عنه وما التبس فهمة من الحقائق والألفاظ أو يقوم بتفسير
الديانة وشرح غوامضها.

سادساً:
العقل يدافع عن الإيمان:

بواسطة
العقل يستطيع الإنسان أن يقف ضد الخصوم ويرد على البدع والهرطقات والتساؤلات
ويبرهن على صحة الإيمان بالقياس المنطقى فساد البدع وأراء المخالفين.

 

المصدر
الرابع
:
الوحي

الوحى
هو البيان الذى كشف لنا الله به حقيقة ذاته – وحقيقة صفاته والحقائق التى توصلنا
الى غاية وجودنا غاية وجودنا.

أراء
العقلانيين:

1.
قوم انكروا الوحى بداعى أن العقل البشرى فيه الكفاية لإرشادنا.؟

2.
وأخرون قالوا أن الوحى موجود ولكن العقل له السلطان أن يقبل شئ أو لا يقبله.
يقبلون ما هو خاضع للعقل فقط.

3. المؤمنون
قالوا أننا لا ننكره ولا ننكر قوة العقل فى مسيس الى الإيمان ليكشف

له
ما يستعصى عليه.

الرد
على الأراء:

مهما
كان العقل راجحاً لكن كثيراً ما يضل – الله يحبنا وأحكم منا ويعرف مصلحتنا والناس
عندهم أستعداد للوحى بدليل أعتقاد كل الشعوب (حتى الوثنية) لتقبل الوحى من ألهتهم.

(أ‌) أن الطبيعة
أشياء لم نصل الى حدها وأدرا كها تماماً ومع ذلك نسلم بها مثل نمو النبات (تحول
الغذاء – والكهرباء..).

(ب‌) إذا كان
التلميذ يصدق معلمه – والإبن أباه فيجب أن يصدق الوحى.

(ج)
من الذى يحكم على العقيدة أن كانت وحياً أم لا، مادامت عقول الناس تتفاوت.

(د)
هذه العقيدة تحول الديانة الى فلسفة عقلية وهذا يضر العقيدة أضراراً كثيرة.

 

رأى
الكنيسة:

الوحى
لازم للعقل – العقل ضرورى لتثبيته وفهم حقائق.

العقل
من الله والإيمان من الله فإذا ناقض أحداهما الأخر معنى هذا أن الله يناقض نفسه:

1-
من جهة الله

2-
من جهة الإنسان

3-
من جهة موضوع الوحى

 

1-
من جهة الله: لا نجد مستحيلاً لان الله يعرف كل شئ وله القدرة التى تمكنه من تبليغ
ما يريده لنا من هذه العلوم بأية وسيلة

2-
من جهة الإنسان: لا مانع أيضاً من جهته فهو قابل للتعليم ونحن نشاهد كل يوم الطلبة
يهرعون الى المدارس ليتعلموا فكيف لا نتعلم من الله، مع أن ما نتعلمه من وحى
الأخرين الينا لا لنا لم نعرفها من أنفسنا بل عن طريق غيرنا.

3-
من جهة الحقيقة الموحى بها: رعيا فى أمكان العقل فهمها فهنا الرب يريد أن يوفر
الجهد على العقل فالله يريد خيرنا وسعادتنا وأما ما يفوق العقل فهذا هو السر.

 

إعتراضات:

س1:
الله غير محدود ولكى يخاطب المحدود يجعل نفسه محدوداً؟

ج
الله غير المحدود ممكن أن يكلم المحدود ويظل هو غير محدود، العظيم يكلم خادمه،
الأب يكلم أبنه دون أنتقاص من مقامه.

س2:
هل الوحى يغير مقاصد الله؟

ج
التغير هو فى الإنسان فى الله. كلما ضعف أحتاج لأدوية مختلفة، يقول السيد لخادمه
أعمل كذا.. وكذا دون تغير مقاصده.

س3:
الوحى يحط من قدر العقل ويحقره.

ج
الحقائق الدينية موجهة الى العقل وهو الذى يتحقق قوة الأدلة على هذه الحقائق.
الوحى مساعد للعقل (كما لوبس نظارة)

ضرورة
الوحى:

1.
لإحتياجنا لكشف بعض الحقائق: أصل الإنسان – الخلقة – طبع الإنسان – ابديتنا.

2.
الفلسفة والعقل قاصران على معرفة كل هذا:

قال
سولون: أن قصد الإله مكتوم عن البشر “.

قال
أفلاطون: ” ليس علينا أن نعرف الحقائق ألا من الله. الفضيلة لا تلقى بل هى
عطية من الله ”

قال
سقراط: ” أننا لا نطمع أبداً فى إصلاح أخلاق البشر ما لم يرسل الله الينا
كائنا من قبله فيعلمنا وكما قال بولس الرسول: ” أن العلم لم يعرف الله
بالحكمة “.

العقل
والوحى متلازمان: العقل يكمل الإيمان والإيمان يكمل العقل وإننى أؤمن لكى أتعقل
كما قال أوغسطينوس كثيراً من العلماء كانوا متدينين (أديسون – مندل – مدام كورى).

 

أهمية
العقل:

1-
النمو فى معرفة ربنا يسوع المسيح.

2-
العقل يعمق ويثبت الحقائق الإيمانية (وجود الله – خلود النفس).

3
– العقل يقى الإيمان شر هجمات الإلحاد (بتنفيذ أدلة المضلين).

لزم
الإيمان للعقل: ” هوذا الله عظيم ولا تعرفه وعدد سنيه لا يفحص ” (أى 36).

يكمل
نقائص العقل (الأطفال بغرائزهم يعلمون الواجب الدينى دون أن يدركوا شيئاً).

الإيمان
يفتح مجالاً للبحث عن النفس. عن الطبيعة وتوسع مدارك العقل.

تجرئ
العقل على البحث (مثل الأم عندما تعلم طفلها المشى).

 الإيمان
يصون العقل من الشرود والتطرف.

السر:
السر هو فوق معرفة العقل ولكن الله يعلن لنا.

وجود
السر: توجد حقائق كثيرة (أسرار الأشجار – الإنسان – الخطط الحربية) قال مارتين: ”
الله الواحد يعرف أعمال الله “.

 

فوائد
السر:

1
– يسوق العقل لتفكير أعمق.

2
– يقوى غريزة حب الأطلاع.

3
– أثناء البحث تظهر الحقائق.

4
– يشعرنا بعمق وعلو الديان عن أفكارنا.

5
– يشعرنا بحب الله لنا فالأسرار لا تباح الا للمحبوب.

6
– بقوله يجعلنا أهلاً لاستحقاق المكافأة لان قبول السر هو ثقة فى الله.

 

علامات
الوحى:

 1
– المعجزة

2
– النبوة

 

أولاً:
المعجزة:

أوصافها:

1-
محسوسة: توجد حقائق كثيرة غير محسوسة وأن كانت خارقة أى لا تستخدم كدليل على حقيقة
الديانة (تحول الخبز والحمر).

2-
خارقة: فى العالم معجزات لكنها لم تعد خارقة بل أصبحت عادية مثل نمو حبة وإخراج
الثمر منها لأنها مستمرة أمام عيوننا. أو علاج المريض عند الطبيب، ” علامات
الرسول صنعت بينكم فى كل صبر بأيات وقوات ” (2 كو 12: 12).

3-
الهية: (لا يقدر عليها ألا الله).

يظهر
العنصر الإلهى فيها كإقامة الموتى.

ليس
شرطاً أن يكون من الله راساً بل من وسيط مثل القديس.

توجد
أعمال تفوق قدرة البشر لكن ليست الهية مثل السحر، (عمل شيطانى سريع الزوال).

4
– مفيدة: (إطعام الجموع – شفاء المرضى).

1
– يقولون المعجزات تغير ناموس الطبيعة وفى هذا تناقض مع عمل الله؟

ج
المعجزة لا تغير ناموس الطبيعة

نحن
نوقف تأثير النار بالماء (أما الله فبدون واسطة).

المعجزة
لا تبطل ناموس الأشياء فى العالم فمثلاً (أتون النار) لم تبطل النار فى العالم كله،
وتحويل الماء الى خمر فى عرس قانا الجليل لم يتحول كل ماء العالم الى خمر فى كل
العالم.

2-
القوة فى الكون لا تزيد ولا تنقص: (المعجزة تزيد هذه القوة).

الله
خالق الناموس وله أن يخرج عنه إذا حسن فى عينيه.

كل
يوم يخلق أرواحاً وهذه قوة جديدة (الناموس لا يحد قوة الله).

هذه
المعجزات تؤثر فى كيفية القوة ليس فى كميتها مثلما يرفع الإنسان يده. غير فى كيفية
القوة وليس فى كميتها.

3
– المعجزة تغير مقاصد الله: هل الله قصد أن الأعمى الى الأبد. لماذا لا يكون قصده
أن يبصر فى هذا الوقت المناسب عند أتمام المعجزة. ونستطيع أن نقول أن المعجزة تتمم
مقاصد الله.

4-
المعجزات تشويش على العالم:

العالم
جميل فعلا ولكن هذا لا يمنع لو ذاد حسن المعجزات.

الله
خلق عدن جميلة ولكى نزرع ونعمل فيها.

وكل
يوم نغير وجه المادة وتعالج الأراضى وتعالج الإنسان دون أن يكون هذا تشويشاً على
العالم.

5
– توجد خوارق تعلمها السحرة فما قيمة المعجزة؟

علامة
المعجزة أن تكون الهية وليست من مصدر أخر.

المعجزة
أقوى من السحر (عصا موسى والثعابين).

المعجزات
بدون واسطة وأن وجدت فليست لها قوة بذاتها (الطين فى أبصار الأعمى).

6
– إذا كانت المعجزة مطابقة لحكم الله فلماذا لا نرى كل يوم معجزات؟

المعجزات
كانت لتأسيس الكنيسة قديماً.

لا
ننكر وجود معجزات فى كل حيل فى عصرنا هذا.

 

ثانياً:
النبوة

النبوة
هى أعلان حقيقة معينة لحادث مقبل. وكلمة نبى باليونانية (بروفيت) ومعناها نهر أو
فيض.

شروطها:

1
– أعلان لحادث مقبل: لان ما تم فى الماضى أصبح فى حكم التاريخ.

2-
حادث حقيقى: ملموس.

3
– لا يمكن معرفتها بالوسائط الطبيعية: (كسوف الشمس – والبرد والحر – وقوع الحرب).

 

إعتراضات:

لانصدق
النبوة إلا إذا رأينا أتمامها.

أذا
شاهدنا أتمامها فلا تكون نبوة

هل
تكذب أحداث التاريخ؟ فلماذا تكذب أحداث النبوة.

النبوة
كلام صدفة:

هل
الصدفة تكون دقيقة (صندوق الحروف)

دقة
النبوة (ها العذراء تحبل وتلد أبناً)، (أنت يا بيت لحم)، (دانيال وتحديد تاريخ مجئ
المسيح).

 

كيفية
الوحى

1-
وحى شفاهى: كما خاطب الله موسى (عدد 12، 8)، (من أدم الى موسى)، (كتب هذه الفترة
موسى النبى).

2-
حلم نبوى: (يوسف الصديق)، (يوسف خطيب مريم)، (المجوس).

3-
الرؤى: (بين يقظة ومنام)، (سفر دانيال – سفر الرؤيا).

4-
الوحى المكتوب: (الكتاب المقدس)، كل كتاب موحى بة من الله (2 تى 3: 16).

 

طبيعة
الوحى المكتوب

1
– ليس أستنارة: (كمثل أستنارة الفلاسفة العقلية أو العلم)، ” الى عمق الله
تتصل ام الى نهاية القدير تنتهى. هو أعلى من السموات فماذا عساك أن تفعل؟ أعمق من
النهاية فماذا تدرى أطول من الأرض طوله وأعرض من البحر ” (أى 11). الفلاسفة
لم يعرفوا الله كما هو الأنسان عالم مجهول ” لأنه لم تأت نبوة قط من مشيئة
إنسان ” (2 بط 1).

2
– ليس ألياً: (أى أنه لا يملى عليه دون النظر الى الأشخاص)، (بولس غير بطرس..
الشخصية لاتلغى) كل كاتب بأسلوبه وشخصيته.

3-
ليس فكرياً: (هل أعطى الفكرة وترك الأسلوب) – (خطأ القس الأمريكى الذى قال: تمسكوا
بالكتاب بأعتباره حكمة الله ولكن ليس بأعتباره كلمات الله).

4
– ليس جزئياً: يقولون الوحى بالأمر الخاصة بالخلاص فقط أما التاريخ والأحداث
والموضوعات من كتابة الكاتب – طبعاً خطأ.

 

الكتاب
المقدس

المقدمة:

الكتاب
المقدس هو نوع من الوحى المكتوب وهو المصدر الرابع من مصادر علم اللاهوت وهو مصدر
فوق الطبيعة وقد يتعرض البعض بأن الكتاب المقدس محرف فنرد عليهم البحث البسيط

 

إستحاله
تحريف الكتاب المقدس

الجزء
الأول: الأدلة الداخلية

1-
وحدة الكتاب المقدس: وبه
73 سفراً.

كتبه
أكثر من أربعين شخصاً وأستغرق زمن كتابته والكتاب أكثر من 1600 عاماً ومع ذلك فعو
كتاب واحد. رسالة واحدة – غاية وأحدة الكتاب كله سجل عمل الله والبداية الى
النهاية (من التكوين الى سفر الرؤيا) مثل خيط قرمزى يسرى فى كل أسفاره وكلماته
بمثل الغرض الألهى إذا فالكاتب واحد لأن فكرته أسلوبه واحد ذلك هو عمل الروح،

وما
أكثر الفروق الشاسعة: (عصور مختلفة – ممالك وأمم وبلدان عديدة).

شخصيات
مختلفة: (جامع الثمار، الراعى، الوزير، الخيام، الملك، الطبيب، القائد، ساقى الملك،
الصياد، البحار، العشار، الكاتب، النبى، الكاهن، القصصى، الزعيم الشعبى، الروائى،
السياسى، الشاعر، الزارع).

والأماكن
المختلفة: (القصور، المراعى، الحقول، السجون، الوطن، المشردين فى المنفى، بيئة
بدائية، أرقى الحضارات).

لذلك
هو الوحيد الذى يدعى الكتاب: سير ولتر سكوت طلب من صهر أن يقرأ له فى الكتاب

 

2
– كمال الكتاب:

أى
موضوعات متنوعة: الشعر – النثر – التاريخ – الحكم والأمثال – الرؤى والأحلام –
موضوعات الحياة اليومية – الطب والعلاج- الهندسة – الفلاحة – القانون والشريعة –
الفلسفة – المنطق – علم النفس والتربية – المواعظ والتفسير – الخطب والمقالات –
التجارة والمال والاقتصاد – الجغرافيا – الفلك – الحساب – الزراعة والصناعة –
الأغانى – والمراثى – القصائد – الأعترافات – المناظر والروايات – الأسفار
والرحلات – الأكتشافات – عن الحياة – السماء والمجد – الدينونة والعقاب.

 

3-
المحبة – أنكار الذات – تفضيل الأبدية على الأرضيات – التوبة – العمق مع الله –
محبة الأعداء والتسامح (وليس عين وسن بسن).

تأثر
به الفرد والأسرة والمجتمع.

حول
الوحوش الأدمية الى حملان ودعاء.

قال
ناقد للأرساليات لأهل جزيرة الذهب – مافائدة الملايين التى تنفق على التبشير
بالكتاب فى هذه الأماكن قال له: لو جئتنا قبل أن نعرف الكتاب المقدس لشوينا لحمك
وأكلنا.

أمثلة
التأثير: + تاقيان + أمونيس الطقاس + تيؤفيلس الأنطاكى.

أثيناغوراس
الفيلسوف. أراد أن يكتب كتاباً ضد المسيحيين فقاده الكتاب فأمن وكتب دفاعاً عن
المسيحيين الى الأمبراطور ماركوس أورلنيوس.

 

4-
السمو اللاهوتى:

1-
وجود الله (وعلاقته مع البشر)

2-
وحدانية الله الجامعة

3-
التثليث فى الأقانيم.

4
– التجسد والفداء بالصليب

5-
المعجزات القوية الصريحة.

6-
الأبدية مع الله.

 

5-
النبوات:

لأنه
لم قط نبوة بمشية إنسان بل تكلم أناس الله القديسون من الروح القدس

عن
أدم: (بلاد عيسو) سقطت فى القرن السابع الميلادى (يذكر السياح يوجد حوالى 30 مدينة
مقفرة جنوب البحر الميت هى أدم.

اليهودية:
تشتت اليهود وتفرقههم. هدم الهيكل وخراب أورشليم سنة 70 م.

بابل:
تنبأ أشعياء وأرمياء عن خرابها وحدد أشعياء أسم الملك وهو (كورش الفارسى).

مصر:
تنبأ حزقيال ” أنها تكون أصغر وأحقر الممالك ” (حز 29) رغم عظمتها فى
ذلك الوقت وفى سنة 1171 م القرن الثانى عشر فى أيام المستنصر بالله كان الرجل يمشى
من جامع طولون الى باب زويلة دون أن يرى وجه أنسان الأدراً.

عن
صورة: وهى أشهر مدينة فينيقية فى التجارة والمال، وتنبأ حزقيال عن خرابها وحدد أسم
الملك ” ها أنا أجلب على صور نبوخذ نصر ملك بابل من الشمال.. فيقتل بناتك فى
الحقل بالسيف ويبنى عليك معاقل ويهدم أبراجك بأدوات حربة ” (حز 16).، وبعد
150 سنة حدث كل هذا، وتنبأ أشعياء برجوعها بعد 70 سنة (أش 23) وحدث أيضاً هذا.

عن
المسيح: ولادته من عذراء (أش 7: 14) (أش 9: 6)، بيت لحم (ميخاه) ألامه وصلبه
وقيامته وصعوده (مز 22) (أش 53).

 

6-
الحقائق العلمية:

خلق
العالم من الغمر (السديم): ” لما رسم دائرة على وجه الغمر ” (أم 8: 27) (ليكن
ثور – نور السديم).

كروية
الإرض: ” الجالس على كرة الأرض ” (أش 40: 22)، كرستوفر كولمبس سنة 1492.

تعليق
الأرض بالجاذبية: ” علق الأرض على لاشئ ” (أى 26).

أحداثه
تتفق مع العلم: يونان (جزيرة فرنسية صيادين من أسكتلندا) سنة 1953 (بحر الشمال بين
هولندا وإنجلترا) حوت (درفيل) رأسه طولها 8 م يسع فتاة جاء لمصر سنة 55 برسم دخول.

هذا
بخلاف ما يتكلم به من حقائق التاريخ والجغرافيا والاماكن (السهول والجبال – البحار
– المناخ – التضاريس كلها صحيحه) لو كان هناك خطأ فى شئ لاعترض المفترون.

 

الجزء
الثانى: الادلة الخارجية

أولا:
النسخ القديمة:

1- القرن الأول:
كتب رسل المسيح العهد الجديد.

2- القرن
الثانى: كتب اوريجانوس الهكسابلا (خمس ترجمات مع الاصل العبرى فى كتاب واحد)

3- القرن
الثالث: كتبت النسخة المعروفة باسم الفاتيكانية (العهدين باليونية) موجودة
بالفاتيكان

4- القرن
الرابع: النسخة السينائية (نسبة الى جبال سيناء) العهدين باليونانية عثر عليها فى
دير سانت كاترين سنة 1844 (الان فى بطرسبرج) فى المكتبة الملوكية.

5- القرن
الخامس: النسخة الاسكندرية (العهدين باليونانية) احضرها من الاسكندرية الى
القسطنطينية البطريرك كيرلس لوكارس (الان بالمتحف البريطانى بلندن).

6- النسخة
السبعينية: وهى أصل العهد القديم وهى باليونانية ترجمته عن العبرية قبل الميلاد (سمعان
الشيخ 280 ق.م) وطبع منها نسخ كثيرة فى القرن الخامس.

7- النسخة
الافرامية: نسخة قديمة جداً (محفوظة فى باريس) بالمكتبة السلطانية.

8- نسخة بيزى: (ترجع
للقرنين5،6) تشمل الاناجيل الأربعة وسفر الأعمال وجزء من يوحنا الأولى (باليونانية
واللاتينية) (الان فى كمبردج بانجلترا).

9- ترجع الى ق
14وق 5 وتشمل الاناجيل (محفوظة بواشنطن بالولايات المتحدة).

10
– نسخ أخرى كثيرة: الامبروساتنية (450 م)، النسخة الشرقية (820 م)، النسخة
البطرسية (916 م) غير مئات الواقعة ما بين ق 5، ق 10 محفوظة بالمتحف ودار الكتب
الاوربية.

محفوظات
البحر الميت (وادى القمران): فى مطلع عام 1947 عثر علماء وادى القمران (بشرق
الاردن) على مخطوطات تحديث عنها الجرائد عبارة عن 12 درج من الكتاب المقدس ترجع
الى القرن الاول بعد الميلاد. بعد ذلك توالت الاكتشافات لالاف المخطوطات (معظم
أسفار العهد القديم – سفر اشعياء باكمله – بعض الاشعار الدينية – والكثير من قصص
الكتاب المقدس) كل هذا على البردى والرق.

 

ثانيا:
الترجمات:

1-
القبطية (ق1، ق2). 2- الارمينية (ق 5).

3
– السورية (ق 6، ق 8).

غير
الترجمة السبعينية واللاتينية الموجودة أصلا سنة 1955 كشف خطير للاستاذ عزيز
سوريال نسخة يونانية (ترجع الى ق 14 وق 3) وهى للانجيل (ووجودها فى دير سانت
كاترين) ونسخة بالسريانية عربية للتوراه (ترجع الى عهد ظهور الاسلام) اشارة اليه
الاهرام 6 / 7 / 1966

 

ثالثاً:
الأثار:

1- حجر رشيد: سنة
1977 (أكتشف شامبليون وهو ضابط فرنسى من جنود نابليون هذا الحجر وهو يحوى على
اللغات (هيروغليفية، ديموتيكيه، اليونانية القديمة) غير موضوعات هامة للتاريخ وفتح
باب للمعرفة باللغات القديمة).

2- حجر مؤاب: 34
سطراً بالكتابة الفينيقية والعبرانية تحوى أخبار من ثورة ميشع مؤاب ضد يورام ملك
أسرائيل.

3- صخرة
كردستان: (أعلان لداريوس بالفارسية والأشورية والبابلية) وكلها بالخط المسمارى
أكتشفت فى التاسع عشر.

4- البلاد
الأثرية:

مصر:
(مخازن يوسف – هروب العائلة المقدسة).

عبوربنى
أسرائيل (منفتاح بن رمسيس من الأسرة التاسعة توجد على مومياء مشدوخة قيل أنها لفرعون).

بنولفرعون
مدينتى مخازن (فيثوم ورعمسيس) أيام سخرة بنى أسرائيل وأكتشفت سنة 1884 فى تل
المسخوطة (على بعد 10 كم من الأسماعيلية.

أسوان:
ذكرت فى سفر حزقيال إصحاح 29.

فلسطين
وأورشليم: وأما كن ميلاد المسيح ورحلته على الأرض.

نينوى:
رأها العلماء بعد طمسها بالفى سنه.

5
– مسلة شلمناصر: المسلة السوداء المحفوظة فى المتحف البريطانى تصور خضوع ملك
أسرائيل للملك شلمناصر مقدماً له الجزية (2 مل 17: 3) وتصور حوالى 20حملة للملك
أشور منها حملات ضد بنهدد وضد جزائيل ملك دمشق وكلها تتفق مع رواية الكتاب المقدس.

6- الأدوات والرسوم:
الصليب والمسامير – الكفن فى تورينو بإيطاليا – صور الصليب والعشاء الربانى –
العماد – الميلاد والقيامة على جدران البيوت والكنائس والمقابر.

7- المؤرخون
والمشاهير:

شهد
له الجميع: ثابيتوس المؤرخ فى سجل كتب عن أوغسطس قيصر ونيرون وأحداث الصلب
والقيامة.

كلسوس
– يوسيفوس

الملوك
والعظماء وأباء الكنيسة والمشاهير تأثروابه.

 

الجزء
الثالث بطلان التحريف عقلياً

1.           
لم يذكر التاريخ حادثه تحريف حديث- والتاريخ لا
يمكن أن يغفل حادة كهذه.

2.           
لو حرف المسيحيون الكتاب لحذفوا الأيات التى
تصعب الجهاد الروحى والخلاص.

3.           
يختلف المسيحيون فى أمور كثيرة والعقائد
وينقسمون الى فرق ومذاهب لكن لم يختلفوا على شئ من جهة صحة الكتاب المقدس.

4.           
اليهود حريصون على كتابة التوراة عد الكلمات
وحصرها والمسيحيون أكثر حرصاً منهم فى حفظه وتكريمه.

5.           
لو غير اليهود التوراة لأعترض المسيحيون وكذلك
العكس.

6.     لو
حدث تحريف لحذف اليهود الأيات التى تتنبأ عن المسيح وكذلك الأمور المشينة للأباء (كذب
ابراهيم – خطية داود – أنحراف سليمان – ويلات على اليهود).

7.     كيف
تم التحريف والتوراة كانت منتشرة وقت الأنجيل كان منتشراً وقت القران فى لغات
كثيرة (وصل الأن الى مايقرب من 2000 لغة ولهجة) وحالياً يطبع منه حوالى 200 مليون
نسخة فى السنة).

8.           
كيف أحتمل الشهداء والقديسون الالام والتضحية من
أجل كتاب محرف (صانع التمثال لا يعبده).

9.           
لو حدث التحريف لا صبح هناك أنجيلان سليم ومحرف.

10
– أذا كان الهراطقة وهم ضد الكنيسة كانوا يثبتون قضاياهم من الأنجيل ولم يذكروا
التحريف خصوصاً لو حدث لما سكتوا.

11-
كيف يحدث التحريف والنسخ القديمة فى أيدينا.

12-
كيف يصل المحرفون الى أعلان أشياء تفوق المعقول مثل التثليث والتجسد – الفداء –
القيامة – الأختطاف – المجئ الثانى – الأبدية – الأسرار – تحريم تعدد الزوجات –
الحث على البتولية ضد محبة المال والعالم (ضد رغبات الإنسان).

13
– لو أراد المسيحيون تحريف الأنجيل لحذفوا الكلام المهين عن المسيح والصليب
والأمور الصعبة التى تصعب الكرازة بالأنجيل.

14.
لم ستخدم الرسل فى الكرازة السيف ولا القوة بل بالعكس كانوا مهانين ومطرودين ومع
ذلك نشر الكتاب المقدس.

15.
جاء الكتاب فى عصر العلم والفلسفة ومعرفة كما لم تستطيع القوة كذلك العظم والمعرفة
لم يستطيعا ملاشاة الكتاب لأنتشار الكتاب رغم بساطة الرسل فى القوة وفى العلم.

16.
أنتشر رغم معاداة الكثيرين له (من فلاسفة والأقوياء

 

المراجع

1
– الكتاب المقدس

2-
لاهوت المسيح وسنوات مع الناس الباب شنودة الثالث.

3-
علم اللاهوت القمص / ميخائيل مينا

4-
مذكرات فى اللاهوت العقيدى نيافة الأنبا أغريغوريوس

5-
محاضرات فى اللاهوت العلامة الأنجيليزى يوجين دى بليس

6-
عظمة الكتاب المقدس يسى منصور.

7
– بعض المجلات والأبحاث الخاصة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى