اللاهوت الطقسي

ذبيحة الخطية وذبيحة الإثم



ذبيحة الخطية وذبيحة الإثم

ذبيحة
الخطية وذبيحة الإثم

سؤال
ذبيحة الخطية، وذبيحة الإثم.. ما الفرق بين ذبيحة الخطية، وذبيحة الإثم، مادام
الهدف منهما واحد وهو مغفرة الخطية، ومادامت شريعتهما واحدة، كما قال الكتاب
” ذبيحة الإثم كذبيحة الخطية، لهما شريعة واحدة ” (لا 7: 7).

 

الجواب:
الفرق بينهما أن واحدة منهما عن الخطايا الإرادية والآخرى عن خطايا السهو أو الجهل.

أى
أن الخاطى لم يكن يدرك وقتها أنه قد أخطأ، ثم أعلم بذلك، حينئذ يأتى بذبيحة عن هذه
الخطية التى لم يكن يعرفها.

 

وذلك
يقول سفر اللاويين ” إذا أخطأت نفس سهواً في شئ من جميع مناهى الرب التى لا
ينبغى عملها، وعملت منها..” (لا2: 4). ” وإن سها كل جماعة إسرائيل،
وأخفى أمر عن أعين المجمع، وعملوا واحدة من جميع مناهى الرب التى لا ينبغى عملها
وأثموا، ثم عرفت الخطية التى أخطأوا بها..” (لا 14،13: 4). وإن أخطأ واحد من
عامة الأرض سهواً بعملة واحدة من مناهى الرب التى لا ينبغى عملها وأثم بخطيئته
التى أخطأ بها..” (لا 27: 4). ” أو إذا حلف أحد مفترطاً بشفتيه، للاساءة
أو للإحسان مما يفترط به الإنسان في اليمين، وأخفى عنه ثم علم، فهو مذنب.. فإن كان
يذنب في كل شئ من هذه، يقر بما قد أخطأ به، ويأتى إلي الرب بذبيحة لإثمه..”
(لا5،4: 5). إذن فالخطية التى عملت بسهو أو بجهل، كانت تقدم عنها ذبيحة مثل الخطية
التى تعمل بمعرفة وبنية سيئة. إن كلاً منهما خطية، لأنها كسر لإحدى وصايا الرب، أو
هي إرتكاب لشئ من مناهى الرب التى لا ينبغى عملها. ولعل هذا يذكرنا بما ورد في
صلاة الثلاثة تقديسات حيث نقول ” حل واغفر، واصفح لنا يا الله عن سيئاتنا
التى صنعناها بإراداتنا والتى صنعناها بغير إرادتنا، التى فعلناها بمعرفة والتى
فعلناها بغير معرفة، الخفية والظاهرة. يارب إغفر انا من أجل أسمك القدوس الذى دعى
علينا “. ونحن نشكر ربنا يسوع المسيح، لأنه مات عن كل خطايانا. وكان على
الصليب ذبيحة خطية وذبيحة إثم. ودفع ثمن الكل، ما نعرفه وما لا نعرفه من الخطايا.
وحينما نحاسب أنفسنا، لا نعتذر بأننا لم نكن نعرف، أو أننا فعلنا شيئاً سهواً. ففى
كل ذلك كسرت وصية الله، سواء عن معرفة أو عن جهل، بإراداتنا أو بغير إرادتنا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى