اللاهوت الدفاعي

عيد الميلاد المجيد بين الشرق والغرب



عيد الميلاد المجيد بين الشرق والغرب

عيد
الميلاد المجيد بين الشرق والغرب

متى ولد يسوع المسيح؟ ولماذا أختير هذا اليوم؟

يعترض
المسلمون على تاريخ ميلاد رب المجد يسوع المسيح

نص الشبهة:

يحتفل الكاثوليك في 25 ديسمبر من كل عام بعيد الميلاد المجيد (الكريسماس)
بينما يحتفل به الأرثوذكس في السابع من يناير. وفي هذا اليوم تقام القداسات (قداس
عيد الميلاد المجيد)

ولكن هل هو فعلا يوم ولادة يسوع؟

معظم النصارى وغير النصارى يظنون ذلك، ولكن إذا رجعنا إلى الوراء
إلى القرن الرابع عشر سنكتشف السر وراء إختيار الكنيسة لهذا اليوم. وسنواصل رحلتنا
عبر التاريخ حتى بداية القرن الأول الميلادي لنجيب على سؤال آخر وهو: متى ولد
يسوع؟

قبل الإنطلاق في رحلتنا يجب أن نعرف أولا سبب الإختلاف بين نصارى
الغرب والشرق في تاريخ الإحتفال بأعياد الميلاد (الكريسماس) حيث تحتفل به الكنائس
الغربية في 25 ديسمبر بينما تحتفل به الكنائس الشرقية في 7 يناير.

في البداية كان يحتفل جميع النصارى بعيد الميلاد في 25 ديسمبر. إلا
أن الإختلاف الحالي بين الكنائس الغربية والشرقية يعود لإختلاف التقويم الذي
تستخدمه كل كنيسة حيث تستخدم الكنائس الغربية التقويم الجريجوري
Gregorian Calendar بينما تستخدم الكنائس
الشرقية التقويم اليولياني
Julian calendar. والآن يوجد إختلاف 13 يوم بين التقويمين وهو الفرق الذي نجده بين
التاريخين 25/12 و 7/1 وهو إختلاف ناتج عن خطأ في عدد السنين الكبيسة في التقويم
اليولياني الذي كانت تستخدمه كل الكنائس قبل إعتماد الكنيسة الغربية للتقويم الجريجوري
عام 1582 والذي صحح خطأ التقويم اليولياني. ولم تعتمد الكنائس الشرقية التقويم
الجريجوري وإستمرت في إستخدام التقويم اليولياني الأقدم وذلك بسبب الصراع بين
الطوائف النصرانية.
والخلاصة أن كل النصارى –
بما فيهم النصارى الشرقيين يحتفلون بعيد الميلاد المجيد يوم 25 ديسمبر بحسب
التقويم الذي تستخدمه كل كنيسة.

والسؤال الآن

هل 25 ديسمبر هو تاريخ ميلاد يسوع؟

الكتاب المقدس لا يحدد تاريخا محددا لميلاد يسوع والتاريخ يقول أنه
حتى القرن الرابع لم يكن هناك إحتفال بعيد الميلاد وأنهم لم يعرفوا تاريخا محددا
له. وتم تحديد يوم 25 ديسمبر كعيد ميلاد ليسوع خلال مجمع نيقية عام 325م. وهذا
المجمع كان إجتماعا لكبار رجال الدين النصراني وكان برعاية الإمبراطور الروماني
قسطنطين والذي أراد لأسباب سياسية توحيد الإمبراطورية الرومانية تحت دين واحد يتم
تحديد ملامحه خلال هذا الإجتماع. وبالفعل تم إعتبار النصرانية الدين الرسمي
للإمبراطورية الرومانية. وبذلك نجد أن تحديد عيد ميلاد يسوع ليس له أي أساس تاريخي
أو مرجع في الكتاب المقدس وأن إختياره تم في مجمع نيقية في القرن الرابع.

إنتهى نص الشبهة.

 

الرد:

أولا نحن لا نفهم سر اعتراض المسلم على احتفالنا بميلاد المسيح
له المجد

فميلاد
المسيح لم يكن يحمل أي ثقل لاهوتي في القرون الثلاثة
الاولى
، لأن الكنيسة الأولى كانت تركز على قيامة
المسيح لا ميلاده
، فهذا هو ما يتعلق بجوهر الخلاص المسياني

ثانيا من الناحية الإسلامية ابتدع المسلمون المولد النبوي لمحمد
وبعد موت محمد بقرون:

فلنرى
ماذا يقول علماء السنة في هذا

المصدر: كتاب الإمام السيوطي (حسن المقصد في عمل المولد)

وكان
الإمام السيوطي قد كتب هذا الكتاب رداً على كتاب الشيخ تاج الدين عمر بن علي
اللخمي السكندري المشهور بالفاكهاني من متأخري المالكية الذي سماه (المورد في الكلام
على عمل المولد).. دارت رحى هذا الصراع في القرن التاسع / العاشر الهجري

أي
أن المولد النبوي لم يستقر في التراث الإسلامي إلا قريبا

يقول السيوطي في كتابه

ادعى الشيخ تاج الدين عمر بن علي اللخمي السكندري المشهور
بالفاكهاني من متأخري المالكية
أن عمل المولد بدعة مذمومة،
وألف في ذلك كتابا سماه (المورد في الكلام على عمل المولد)، وأنا أسوقه هنا برمته
وأتكلم عليه حرفا حرفا؛ قال رحمه الله:

الحمد لله الذي هدانا لاتباع سيد المرسلين، وأيدنا بالهداية إلى
دعائم الدين، ويسر لنا اقتفاء أثر السلف الصالحين حتى امتلأت قلوبنا بأنوار علم
الشرع وقواطع الحق المبين، وطهر سرائرنا من حدث الحوادث والابتداع في الدين، أحمده
على ما من به من أنوار اليقين، وأشكره على ما أسداه من التمسك بالحبل المتين،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله سيد الأولين
والآخرين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين صلاة
دائمة إلى يوم الدين.

أما بعد: فإنه تكرر سؤال جماعة من المباركين عن الاجتماع الذي
يعمله بعض الناس
في شهر ربيع الأول ويسمونه (المولد) هل له أصل في
الشرع أو هو بدعة وحدث في الدين؟،

وقصدوا الجواب عن ذلك مبيناً، والإيضاح عنه معينا، فقلت وبالله
التوفيق:

لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا
ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين المتمسكون بآثار
المتقدمين، بل هو
بدعة أحدثها البطالون، وشهوة
نفس اعتنى بها الأكالون، بدليل أنا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا: إما أن
يكون واجبا أو مندوبا أو مباحا أو مكروها أو محرما، وليس بواجب إجماعا، ولا مندوبا
لأن حقيقة المندوب ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه،
وهذا لم يأذن
فيه الشرع ولا فعله الصحابة
ولا التابعون المتدينون فيما
علمت، وهذا جوابي عنه بين يدي الله تعالى إن عنه سئلت، ولا جائز أن يكون مباحا لأن
الابتداع في الدين ليس مباحا بإجماع المسلمين، فلم يبق إلا أن يكون مكروها أو
حراما، وحينئذ يكون الكلام فيه في فصلين، والتفرقة بين حالين:

أحدهما: أن يعمله رجل من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله لا يجاوزون
في ذلك الاجتماع على أكل الطعام، ولا يقترفون شيئا من الآثام، وهذا الذي وصفناه
بأنه بدعة مكروهة وشناعة إذ
لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة
الذين هم فقهاء الإسلام وعلماء الأنام سرج الأزمنة وزين الأمكنة
.

والثاني: أن تدخله الجناية وتقوى به العناية حتى يعطي أحدهم الشيء
ونفسه تتبعه وقلبه يؤلمه ويوجعه لما يجد من ألم الحيف، وقد قال العلماء: أخذ المال
بالجاه كأخذه بالسيف، لا سيما إن انضاف إلى ذلك شيء من الغناء مع البطون الملأى
بآلات الباطل من الدفوف والشبابات واجتماع الرجال مع الشباب المرد والنساء الفاتنات،
إما مختلطات بهن أو مشرفات، والرقص بالتثني والانعطاف،
والاستغراق
في اللهو ونسيان يوم المخاف
، وكذلك النساء إذا اجتمعن على
انفرادهن رافعات أصواتهن بالتهنيك والتطريب في الإنشاد والخروج في التلاوة والذكر
المشروع والأمر المعتاد غافلات عن قوله تعالى(إن ربك لبالمرصاد)، وهذا الذي لا
يختلف في تحريمه اثنان، ولا يستحسنه ذوو المروءة الفتيان، وإنما يحلو ذلك لنفوس
موتى القلوب وغير المستقلين من الآثام والذنوب، وأزيدك أنهم يرونه من العبادات لا
من الأمور المنكرات المحرمات فإنا لله وإنا إليه راجعون، (بدأ الإسلام غريبا
وسيعود كما بدا).

ولقد أحسن الإمام أبو عمرو بن العلاء حيث يقول: لا يزال الناس بخير
ما تعجب من العجب، هذا مع أن الشهر الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم وهو ربيع
الأول هو بعينه الشهر الذي توفي فيه، فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه. وهذا ما
علينا أن نقول، ومن الله تعالى نرجو حسن القبول

ثم يكمل السيوطي تعليقه في كتابه قائلا

وقد تكلم الإمام أبو عبد الله ابن الحاج في كتابه المدخل على عمل
المولد فأتقن الكلام فيه جدا، وحاصله: مدح ما كان فيه من إظهار شعار وشكر، وذم ما
احتوى عليه من محرمات ومنكرات.

وأنا أسوق كلامه فصلا فصلا قال:

(فصل في المولد)

ومن جملة ما أحدثوه من البدع مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات
وإظهار الشعائر ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد
، وقد
احتوى ذلك على بدع ومحرمات جملة، فمن ذلك استعمال المغاني ومعهم آلات الطرب من
الطار المصرصر والشبابة وغير ذلك مما جعلوه آلة للسماع، ومضوا في ذلك على العوائد
الذميمة في كونهم يشغلون أكثر الأزمنة التي فضلها الله تعالى وعظمها ببدع ومحرمات

ويكمل السيوطي في كتابه:

وقد
سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه:

أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع
ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة
حسنة، وإلا فلا.

انتهى
تعليق السيوطي في كتابه، وعلى الرغم من أن السيوطى يحاول تبرير بدعة المولد النبوي
إلا أنه لا يختلف عما سبقه كونها بدعة محدثةفي العصور اللاحقة

وبالمقابل
نحن إذن لا نرى في اعتراض المسلم على عيد الميلاد المجيد إلا محاولات إسلامية لفرض
مقاييس على الآخر لم يلتزموا هم أنفسهم بها

 

ثالثا الزاوية التاريخية لعيد الميلاد المجيد

يذكر
في كتاب الدسقولية الباب الثامن عشر:

وعيد
ميلاد الرب تكملونه فى اليوم الخامس والعشرين من الشهر
التاسع الذى للعبرانيين
الذى هو التاسع والعشرين من الشهر الرابع الذى
للمصريين.

وفى
القانون الخامس والستين من الكتاب الأول للأباء الرسل
عندما تعرض الأباء الرسل لأيام العطلات للعبيد يقولون
:

ولا
يعملون أيضا فى يوم ميلاد المسيح لأن النعمة أعطيت للبشر فى ذلك اليوم لما ولد لنا
الله لنا الكلمة.

والأمر
الذى لابد من التعرض له هو تاريخ عيد الميلاد بناءا على أمر الأباء الرسل أن يكون
فى اليوم التاسع والعشرين من الشهر الرابع القبطى (شهر
كيهك)
الموافق لليوم الخامس والعشرين من الشهر
العبرى وهو (شهر كسلو)

ونحن
نعيد الميلاد مرتبطين بهذا التاريخ القبطى 29 كيهك.

ظل
التاريخ القبطى 29 كيهك متفقا مع التقويم اليوليانى بالغرب 25 ديسمبر وهو الوقت الذى يتم فيه عيد الميلاد الى سنة 1582.

ولكن
فى عام 1582 عهد البابا غريغوريوس الرومانى الى الفلكيين فى أيامه بأن يقوموا
باصلاح التقويم لأنه رأى أن التقويم به نقصا مقداره 10 أيام عن الاعتدال الربيعى.

فجاء
الاصلاح هكذا: أن اتفق العلماء مع الناس أن يناموا يوم 5 أكتوبر سنة 1582 وعندما
يستيقظون يحذفون من النتيجة عشرة أيام أى يستيقظون ويجعلون التاريخ فى هذا اليوم
15 أكتوبر

وبهذا
قضوا على هذا النقص بالنسبة للاعتدال الربيعى عنه فى السنة القبطية وسمى هذا
التعديل بالتعديل الغريغورى نسبة الى البابا غريغوريوس.

وسبب
هذا النقص الذى عالجه العلماء رأو أن السنة فى التقويم
اليوليانى 365 يوم وربع
. وعند المصريين 365 يوم قسمت على 12 شهر كل شهر30
يوم والأيام الخمسة سميت بالشهر الصغير ولكن فى الحقيقة أن السنة 365 يوم وخمس
ساعات 48 دقيقة و 46 ثانية أى انها تنقص 11 دقيقة و 14 ثانية من الربع اليوم الذى
قال به العلماء.

هذا
الفرق يتراكم كل حوالى 400 سنة ثلاثة أيام ولكى
يضبط الغربيون سنتهم تقرر أن كل سنة قرنية أى تقبل القسمة على 100 يجب أن تقبل
القسمة على 400

ولكن
الأقباط لم يعملوا بهذا التغيير فكانت سنوات 1700، 1800، 1900 بسيطة عند الغربيين
وكبيسة عندنا بحساب التقويم اليوليانى فتقدم 29 كيهك
عندنا ليقابل 5 يناير ثم 6 ثم 7 ولو استمر هكذا فانه يوافق 8 يناير عام 2100 وهكذا
.

ولكننا
نحن نخلص من هذا اننا نعيد عيد الميلاد فى يوم 29 كيهك
حسب أمر الأباء الرسل والسنة القبطية سنة مضبوطة وقديمة فهى السنة المصرية القديمة
التى وضعها العلامة توت مخترع الكتابة سنة 4241 ق. م.

والتاريخ
25 ديسمبر كتاريخ هو صحيح أيضا حيث كان متوافقا مع 29
كيهك حسب أمر الأباء الرسل
فالتاريخان صحيحان ولكن حساب السنة هو المختلف.

والأمر
ليس فيه ما يزعجنا لأنه ليس خلاف عقيدى حول ميلاد السيد
المسيح ولا هو مخالفة للكتاب المقدس فى شئ انما هو حساب فلكى بحت
.

وفى
الوقت الذى تتم وحدة الكنيسة عقيديا من السهل جدا أن يدرس المختصون فى علوم الفلك
والدين كيف يكون يوم عيد الميلاد موحدا بين جميع الكنائس فى العالم

واننا
نصلى لأجل أن يكون الجميع واحدا رعية واحدة لراع واحد هو السيد المسيح الذى قال عن
نفسه: أنا هو الراعى الصالح (يو 10: 11).

https://www.alanbamarcos.com/AnbaMarcos_ar/colledgebooks/booksmenu.asp?book=1003

وبعد
هذا الرد التاريخي نستزيد في ايضاح اعتراض المسلم

في أي عام ولد يسوع؟

تشير جميع الدلائل التاريخية أن ميلاد يسوع كان في بين عامي 4 إلى
7 قبل الميلاد!! وقد إعتمد المؤرخون في ذلك على أحداث تاريخية ثابتة مثل ما ورد في
لوقا 5: 1 (كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا وامرأته
من بنات هرون واسمها اليصابات). ومن المعروف أن هيرودس مات في العام الرابع قبل
الميلاد مما يعني أنه من المستحيل أن يكون يسوع قد ولد بعد عام 4 قبل الميلاد. هذا
يثبت أن يسوع إله النصارى كان طفلا يبلغ من العمر أربعة أو خمسة أعوام على الأقل
في العام الأول الميلادي!!!

 

وهنا نوضح تاريخيا العام الذي ولد فيه رب المجد

تاريخ
ميلاد المسيح:

كان
ميلاد السيد المسيح وما ذكره تلاميذه فى بشائرهم من الظروف التى أحاطت بهذا
الميلاد، مقترنا بأحداث تاريخية معروفة ولا سيما فى تاريخ الدولة الرومانية التى
كانت تسيطر حينذاك على بلاد اليهود، ومن ثم أصبح من الممكن تحديد التاريخ الذى ولد فيه السيد المسيح، بيد أن
المسيحيين لم يبدأوا فى وضع تقويمهم على أساس ميلاد المسيح ألا بعد أن توقفت
الدولة الرومانية عن إضطهادهم وأوقفت المذابح التى كانت تروى فيها الأرض بدمائهم.

ثم
أصبحت المسيحية هى الديانة الرسمية للدولة الرومانية.

ففى
منتصف القرن السادس بدأ راهب رومانى يمس ديونيسيوس
أكسيجونوس ينادى بوجوب أن يكون ميلاد السيد المسيح هو بداية التقويم بدلا من
التقويم الرومانى
الذى يبدأ بتاسيس مدينة روما، والذى كان سائدا فى جميع
أنحاء الدولة الرومانية، وبالفعل نجح هذا الراهب فى دعوته فبدأ العالم المسيحى منذ 532 ميلادية يستخدم التقويم الميلادى.

كيف
حسب ديوناسيوس تاريخ الميلاد:

أراد
ديونيسيوس أن يكون أبتداء التاريخ هو سنة ميلاد السيد المسيح له المجد متخذا المدة
الفيكتورية وهى 532 سنة (28 * 19) أساسا.

وبعد
أن أجرى حسابا وصل إلى أن السيد المسيح ولد سنة 573
لتأسيس مدينة روما
. وإعتبرها سنة واحدة ميلادية.

ولكن
ديونسيوس أخطأ فى حسابه إذ أنه ثبت للباحثيين فيما بعد أن التقويم الذى وضعه
لميلاد السيد المسيح يتضمن فرقا قدره نحو أربع سنوات لا
حقة لتاريخ الميلاد الحقيقى،
أى أن تاريخ ميلاد السيد المسيح يسبق السنة
الأولى من ذلك التقويم بنحو أربع سنوات.

وقد
إستند الباحثون فى ذلك إلى أدلة كثيرة منها:

1-
أن السيد المسيح ولد قبل وفاة هيرودس الكبير ملك اليهود
أذ جاء فى إنجيل متى “ولد يسوع فى بيت لحم التى بإقليم اليهودية فى أيام هيرودس
الملك”

(متى
2: 1).

ولما
كان المؤرخ اليهودى يوسيفوس- الذى عاش فى فترة قريبة العهد من تلك الفترة – قد حدد
تاريخ هيرودس بسنة 750 رومانية وهى تقابل سنة 4
قبل الميلاد، وبذلك لا يمكن أن يكون ميلاد السيد المسيح لاحقا لهذا التاريخ وإنما
الراجح بناء على القرائن الواردة فى البشائر – أنه ولد فى
أواخر سنة 5 أو أوائل سنة 4 قبل الميلاد

(أى
فى أواخر سنة 749 رومانية أو أوائل سنة 750 رومانية).

2-
حسب ما ورد فى أنجيل لوقا إذ يقول بدأ السيد المسيح خدمته الجهارية فى السنة الخامسة عشرة من حكم طيباريوس قيصر.

وكان
حين إبتداء يبشر فى الثلاثين من عمره (راجع لوقا 3: 1، 21، 23) ولما كان طيباريوس
قيصر قد حكم الدولة الرومانية سنة 765 رومانية يكون السيد المسيح قد بلغ الثلاثين
من عمره بعد خمسة عشر عاما من هذا التاريخ.

أى
سنة 780 رومانية. وبذلك يكون قد ولد سنة 750 رومانية أى
سنة 4 قبل الميلاد
.

3-
بعض المؤرخين القدامى، ومنهم سافيروس سالبيشيوس، ونيكونورس كاليستوس حددوا تاريخ
ميلاد المسيح كان قبل مقتل الأمبراطور الرومانى يوليوس قيصر بأثنين وأربعين سنة.

أى فى سنة 4 قبل الميلاد وفقا للتقويم الذى وضعه ديونيسيوس اكسيجونوس.

إلا
أن الباحثيين وإن كانوا قد تبينوا هذا الفرق فى التقويم الذى وضعه ديونيسيوس والذى
يؤدى إلى تحديد تاريخ ميلاد المسيح بأواخر السنة الخامسة، أو أوائل السنة الرابعة
قبل الميلاد بدلا من السنة الأولى الميلادية فإن أولئك الباحثيين

إذ وجدوا أن تقويم ديونيسيوس قد جرى العمل به زمانا طويلا، وقد إستقرت
عليه الأوضاع فى كل البلاد المسيحية بحيث يؤدى تغييره إلى كثير من الأرتباك
والبلبلة، أثروا أن يحتفلوا به، فظل ساريا حتى اليوم
.

 

هل تاريخ 25 ديسمبر (عيد ميلاد السيد المسيح) مأخوذ من أعياد الوثن؟

أخيرا
نأتي إلى ما تزعمه الكثير من المواقع الإلحادية التي يقتبس منها المسلمون بلا وعي
أن آلهة الوثن جميعا وبلا استثناء كان ميلادها في 25 ديسمبر، ومنه أخذ المسيحيون
يوم الميلاد لرب المجد السيد المسيح

ولكن
بقليل من البحث لا تصمد أي من هذه الخزعبلات أمام الحقيقة، سنركز في الأجزاء
التالية على التاريخ 25 ديسمبر فقط أما بقية الخزعبلات فلها وقتها

يقول
المسلمون:

1- الإله الوثني الروماني أتيس Attis ولد من عذراء نانا Nana وكان الرومان يحتفلون بميلاده في 25 ديسمبر!!!

وللرد
نقول بأنه لا يوجد ولا مرجع واحد أولى معتمد عن أتيس
Attis يقول بأنه
ولد يوم 25 دسيمبر

بل
يقول هارولد ولجبي في كتابه
PAGAN REGENERATION بأن احتفال
الرومان بأتيس كان في وقت الاعتدال الربيعي
vernal equinox أي أوائل
شهر مارس، ولم يكن له اي أحتفال آخر سواء كان بميلاده أو حتى وفاته

Above
all, the great festival of Attis, held at the time of the vernal equinox, took
the form of a mystery drama which obviously represented the reviving of the
vegetable world at that season of the year (1)

بل
أن أقدم مؤرخ ذكر قصة أتيس وهو هيرودتس
Herodotus لم يأت بأي
تاريخ لميلاده أو حتى من عذراء بحسب أقوال عالم المثيولوجيا فيرمازرن (2)

بل
إن قصة أتيس وميلاده لم تكن إلا اسطورية بلا أي أصول تاريخية

ففي
أقدم نسخة من الأسطورة، حدث أن الإله الخنثى سيبيل
Cybele أخصته
الآلهة، ومن أعضائه الذكورية نمت شجرة لوز، من ثمارها حملت الإلهة إنانا ابنه إله
النهر سنجاريوس بأتيس

فلا
نعلم من أين أتت فكرة الحبل العذري، وكيف إلهة ابن نهر
تكون عذراء، وتحبل من ثمار اللوز الساقطة من عضو سيبيل الذكري

إقتباس:

In
the earliest known version of the myth, the androgynous Cybele, possessing male
and female characteristics, was castrated by the gods. From the severed male organs grew an almond tree by whose fruit
Nana, daughter of the river god Sangarius, conceived and gave birth to Attis
.
(3)

فلا كان ميلاده يوم 25 ديسمبر ولا كان الاحتفال به يوم 25 ديسمبر،
إنما هي أضغاث أحلام إسلامية ملبوسة بغلاف هراءات إلحادية

ثم
يقول المسلمون نقلا عن المصادر الإلحادية نفس المانترا الغبية عن الإله الوثني
ديونيسيوس

2- الإله الوثني اليوناني ديونيسس Dionysus وهو إله مخلص آخر كان يحتفل بميلاده في 25
ديسمبر.

ولكن
المفاجأة التي تصعق المسلمين ومن ينقلون منهم بلا توثيق أن
شهور السنة اليونانية القديمة لم تحو شهر ديسمبر من الأصل

The
Athenian calendar is the best known and most intensively studied, and I shall
therefore use it as a model. The Athenian months
were named Hekatombion, Metageitnion, Boedromion,
Pyanepsion, Maimakterion, Poseidon, Gamelion, Anthesterion, Elaphebolion,
Munychion, Thargelion, and Skirophorion
. For a list of the known month
names in other Greek areas (4)

والأهم
أنه طبقا للكاتب اليوناني القديم أبوللونيوس في
كتابه تأملات ديونيسوسية يؤكد على أن ديونيوس كان
إله الخمر، وكان فلاحي اليونان القدماء يحتفلون بخطفه من
رحم أمه في شهره السابع بواسطة زيوس
في الفترة الموازية لما بين 29 سبتمبر و 5 أكتوبرفاين ذهبت الاحتفالات
بمولده في 25 ديسمبر
؟

We
harvested the grapes at that time of the year when the Eleusinian Mysteries are
held (c. Sep 29 – Oct 5), in that month when the Divine
Child Dionysos was snatched from the womb of Semele
(who is also
Persephone), where He had been for seven months,
since the time of the Lesser Mysteries at Agrai (late
Feb.)
, when He was conceived. After Zeus had snatched the Divine Child
from Semele’s womb, the Father sewed Dionysos into His
thigh
, and He became the Sewed-in God (Eiraphiôtês). So also have we
enclosed the crushed grapes in jugs, which we have placed in the Earth, so the
grapes might lie hidden and protected until the wine is ready to emerge from
the Earth and see the light of day. (5)

تم تكون المفاجأة الثانية أن زيوس قد لصق الجنين ديونيسيوس في فخذه،
ليكمل نموه

واكتمل النمو في أواخر شهر يناير (28-31 يناير)، وفي هذا
الوقت يظهر إحتفال آخر يسمى باحتفال لينيا

Now
is the time, ten lunar months from conception, when Semele’s child would have
been born, were He mortal. But the Divine Child has a little longer yet to grow
in Zeus’s thigh. He will come to term at the time of
the Lênaia (c. Jan 28-31),
when the wine is also ready. Nevertheless the
arrival of the Divine Child is eagerly anticipated even now. (And this is when,
every year, on the
island of Andros, Dionysos transforms water into wine.) (5)

من
كل هذا لا نجد تاريخ للميلاد متعارف عليه لديونيسيوس

فهل
كان ميلاده يوم خطفه زيوس من رحم امه، أم يوم فصله عن فخذه؟

العجيب أن كلاهما ليس 25 ديسمبر

 

ثم
يقول المسلمون نقلا عن المصادر الإلحادية نفس المانترا عن الإله المصري أوزوريس
Osiris

3- الإله الوثني المصري أوزوريس Osiris.. وكان يتم الإحتفال بميلاد أوزوريس في يوم 25 ديسمبر في
الإمبراطورية الرومانية خلال القرن الأول قبل الميلاد.

ومرة
أخرى لا نجد أي من شهور السنة الفرعونية أو القبطية المعاصرة للفترة المسيحية
الأولى حاوية لشهر ديسمبر بل لها أسماء مختلفة (توت، بابة،
هاتور، كيهك، توبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤنة، أبيب، مسرى، والشهر الصغير
المسمى بالنسئ
) (6)

وقد
كان شهر النسئ يسمى
Pi Kogi Enavot، ولهذا
الشهر أهمية كبيرة وكان يقع فيما يقابل 6-9 من شهر سبتمبر
في التقويم الجريجوري

Pi Kogi Enavot also known as El Nasii is the thirteenth and last month of the Coptic calendar. It lies
between September 6 and September 10 of the Gregorian calendar. That month is
also incorporated in the Season of ‘Shemu’ (Harvest) in Ancient Egypt, where
the Egyptians harvest their crops throughout the
land of Egypt. The
name Pi Kogi Enavot means the little month. (7)

أما
أهمية هذا الشهر فهو أن الاحتفال بميلاد أزوريوس كان يتم
في اليوم الأول من شهر نسئ

إقتباس:

Birth of Osiris was celebrated in the first day of (El-Nasi, the
Little Month)
(8)

فقد
كانت الأيام الخمسة (أو الستة) لهذا الشهر يخصص كل يوم منها لإله من آلهة
المصرييين القدماء

 The period of time
included in the five remaining days, is also called in Coptic pi abot en Kouji,
” the little month,” (or station of the moon.) The names of the great deities
to whom these five days are assigned, Isis, Osiris,
Horus, Typhon and Nepthys,
” (9)

وهنا
مرة أخرى تصدمنا الحقيقة بأن الاحتفال بأزوريوس كان في
أوائل شهر سبتمبر ولا علاقة له ب25 ديسمبر

 

ثم
يستكمل المسلمون هراءاتهم الإلحادية المخرفة فيقولون

4- الإله الوثني الفارسي ميثرا Mithra (إله الشمس التي لا تقهر) وهو إله مخلص آخر
إنتشرت عبادته في الإمبراطورية الرومانية وكانت الديانة المنافسة للنصرانية حتى
القرن الرابع وكانوا يؤمنون أنه ولد في يوم 25 ديسمبر ويعتبرونه أقدس ايام السنة…

 

ومرة
أخرى تطالعنا الحقيقة كأعقد من هذا بكثير، بما ما لا يتناسب مع عقل المسلم المسطح
من القرآن

فمثرا أولا لم يبدأ إلها رومانيا في الأصل، بل بدأ في فارس كجزء
من العبادة الزرادشتية، وفي التقويم الفارسي، لا نجد شهر
ديسمبر على الإطلاق
، بل شهورا مختلفة لأوقات مختلفة

أما
ميثرا فقد كان الزرادشتين يحتفلون به في شهر
Bâgayâdiš وهو الشهر
الموازي لأجزاء من شهري سبتمبر / اكتوبر (10)

When
later the Zoroastrian calendar was created, with
numerous dedications to individual gods, Mithra
received the month September/October
, probably because he was a great
divinity with a special link with the sun which had ripened the harvest. The
autumn thanksgiving festival then became called by many Iranians Mithrakana;
and this has led to the assumption that Bagayadi too was devoted to Mithra (despite
its belonging to a different calendar), and that he was the divinity known as
the Baga. It seems unlikely, however, that the ancient Persians would have
singled out one god from their pantheon in this way, and that god Mithra rather
than the greater Mazda (the form of whose Old Persian name shows that he was
constantly invoked by them). Moreover, other Achaemenian data do not
substantiate this theory. (11)

وتؤكد
هذه الحقيقة أن يوم الاحتفال به كان يسمى ميهرجان
Mehregān، وكان في
اليوم ال16 من الشهر السابع الفارسي
Bâgayâdiš

Mehregān is a name-day feast,
that is, a festival celebrated on the day of the year when the day-name and
month-name dedications of a specific divinity intersect. In the Zoroastrian
calendar, the 16th day of the month and the 7th month
of the year are dedicated to Mithra/Mehr
, and are respectively named
Mehr roj (Mehr-day) and Mehr Mah (Mehr-month). The day of the year when both
month and day are named after Mehr is then when Jashn-e-Mehregān is
celebrated. (12)

ولأن
التقويم الفارسي له عدة نسخ فالبعض احتفلوا به فيما يوازي
اليوم الثاني من أكتوبر

إقتباس:

What
that day corresponds to in another is another calendar subject to which variant
of the Zoroastrian calendar is followed
:

* The Fasili and Bastani
variants of the religious calendar adhere to Gregorian
intercalcation (leap-day)
rules, and therefore Mehregān is celebrated on a
day
that is fixed in relation to the Gregorian calendar. Mehregān
is then always on October 2nd. (12)

ولهذا
عندما انتقلت عبادة
Mitha من فارس إلى روما، لا نعرف تحديدا حتى
القرن الثالث متى كانوا يحتفلون به الرومان

بل
أضاف له الرومان صفات حربية لم تكن له في العبادة
الفارسية
، فميثرا في الدين الفارسي كان إلها
مسالما
وحلقة وصل بين أهورمزدا وأهريمان إلهي الخير والشر في الثنائية
الزرداشتية، وتحول إلى إله محارب يذبح عجلا في النسخة
الرومانية
(13).

نهايك
عن أن مثيرا لم يولد من عذراء كما يدعي الفصيلة الهجين من
الملحومسلمون
، بل من صخرة، خرج منها تاركا
فارغا تحول إلى كهف (14)، إلا أذا كان هذا الكهف الاسطوري عذراء بالطبع!!!!

 

ويستكمل
المسلمون أساطيرهم الهرائية فيقولون

5- كان البابليون يحتفلون بمهرجان إنتصار إله الشمس في 25 ديسمبر.

ومرة
أخرى لا نجد في التقويم البابلي أي وجود لشهر ديسمبر،
فالتقويم البابلي القديم (15) هو:

Nisannu:
March/April

Ajaru:
April/May

Simanu:
May/June,

Du’ûzu:
June/July,

Âbu:
July/August,

Ulûlu:
August/September,

Tašrîtu:
September/October,

Arahsamna:
October/November,

Kislîmu: November/December,

Tebêtu:
December/January,

Šabatu:
January/February,

Addaru:
February/March

وفي
شهر الواقع بين شهري آخر نوفمبر / أول ديسمبر
والمسمى
Kislîmu، هو شهر الاحتفال بالإله الشر والنار Nergal (16)

أما
إله الشمس
Shamash في الدين البابلي القديم (أو Samas في الأشوري)
فلا علاقة له بشهر ديسمبر، بل كان الاحتفال به في
الشهر السابع من التقويم البابلي (
Tašrîtu: September/October) أو ما يقابله في الأشوري: Tisritu (17)

فلا
علاقة له بشهر ديسمبر من قريب أو بعيد

 

إذن ما قصة 25 ديسمبر؟

كما
قلنا من قبل لم يكن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد من الاحتفالات التي احتفلت بها
الكنيسة الجامعة في القرنين الأول والثاني فلم يذكره كل من أيرناؤس أو أوريجانوس
أو ترتيليان في أعياد الكنيسة، لأن التركيز الأولى للكنيسة كان على الاحتفال بالقيامة، وأول ذكر له بتاريخ 25
ديسمبر في مخطوطة القديس هيبوليتس (
Hippolytus) (ت 236) التي يشرح فيها توقيت ميلاد
المسيح ب 25 ديسمبر والتي تقرأ باللاتينية

He
gar prote parousia tou kyriou hemon he ensarkos [en he gegennetai] en Bethleem,
egeneto [pro okto kalandon ianouarion hemera tetradi] Basileuontos Augoustou
[tessarakoston kai deuteron etos, apo de Adam] pentakischiliosto kai
pentakosiosto etei epathen de triakosto trito [pro okto kalandon aprilion,
hemera paraskeun, oktokaidekato etei Tiberiou Kaisaros, hypateuontos Hrouphou
kai Hroubellionos. (18)

Translated:

For the first coming of
Our Lord in the flesh [in which He has been begotten], in Bethlehem, took place [25 December, the fourth day] in the reign of
Augustus [the forty-second year, and] in the year 5500 [from Adam]. And He
suffered in His thirty-third year [25 March, the parasceve, in the eighteenth
year of Tiberius Cæsar, during the consulate of Rufus and Rubellio].” (19)

ومن
المرجح أن توقيت كتابة المخطوطة هو 203 -205 ميلادية،،
فكان أول إعلان للاحتفال بميلاد المسيح في يوم 25 ديسمبر ذا أصول مسيحية قبل أي
احتفالات وثنية، فلم يكن هناك علاقة بين
Shamash البابلي أو Attis الروماني، أو Mithra الفارسي او Osiris المصري بهذا التاريخ كلها تقاويم مختلفة وأوقات
مختلفة لأساطير مختلفة

ولما
كانت أعداد المسيحيين في ازدياد متواصل خلال القرون الأولى، فمن المرجح أن هذا
التاريخ انتشر شعبيا على نطاق واسع بين مسيحيي
الامبراطورية
، ثم بعد هذا التاريخ بعدة عقود، أعلن
الامبراطور اورليان
Aurelian في
274 م

ولأول مرة عن احتفال الدولة الرومانية بيوم 25 ديسمبر كيوم ميلاد الشمس التي لا
تقهر (
Roman Saturnalia or
Brumalia
)، وخصصه أساسا للإحتفال
بمعبوده ميثرا
Mithras، ربما في محاولة لمنافسة المسيحية والانتشار المسيحي

In
274, Emperor Aurelian had declared a civil holiday on December 25 (the
“Festival of the birth of the Unconquered Sun”) to celebrate the birth of
Mithras, the Persian Sun-God whose cult predated Zoroastrianism and was then
very popular among the Roman military. (20)

ومن هذا التاريخ ثارت كل الأقاويل والهراءات الإلحادية والإسلامية
المقتبسة منها
،
فلم يكن قبل أوريان أي ذكر ل25 ديسمبر كاحتفال بمثرا، الذي احتفل به الفرس في
الشهر السابع الفارسي
Bâgayâdiš المقابل لشهري سبتمبر / اكتوبر بالتقويم الجريجوري

كلها
محاولات إلحادية غير موثقة أكاديميا للهجوم على المسيحية

ويتفق
مع هذا الفكر الصحيح كون المثرية الرومانية ومعضدها
أورليان اقتبسوا التاريخ من المسيحيين وليس العكس ما قاله جوزيف رتزنجر
(
Joseph Ratzinger)، وهو الآن بابا روما بندكت ال16 (Pope Benedict XVI)، الذي أكد بأن ديسمبر 25 هو التاريخ الذي تم اختياره لميلاد
المسيح بناء على أن يوم البشارة أو الحبل الإلهي بالسيد
المسيح كان في 25 مارس، وبعده ب9 أشهر يقع يوم 25 ديسمبر أي يوم الميلاد
(21)

ويسجل
بعض الباحثين الآخرين بأن الاحتفال بميلاد المسيح كان قبل الاحتفال الوثني فيذكرون احتفالا فعليا في 243 م

إقتباس:

Other
recent Christian commentators also agree that the identification
of Christ’s birthday pre-dates the Sol Invictus festival,
noting the
earliest record of the celebration of Christ’s birthday on December 25 dates to
243 A.D. (22)

ويؤكد
هذه الحقيقة أيضا استاذ التاريخ المساعد وليم تاي
William J. Tighe (Muhlenberg College)) في مقالته التي نشرها في المجلة المتخصصة touchstone على أن
الأسطورة السائدة من اقتباس المسيحيين لهذا اليوم من الوثنيين لا أساس له من الصحة
ولا دليل تاريخي عليه

In
the Julian calendar, created in 45 B.C. under Julius Caesar, the winter
solstice fell on December 25th, and it therefore
seemed obvious to Jablonski and Hardouin that the day must have had a pagan
significance before it had a Christian one. But in fact, the date had no religious significance in the Roman pagan
festal calendar before Aurelian’s time
, nor did the cult of the sun play
a prominent role in
Rome before him.

Thus, December 25th as the date of the Christ’s birth appears to owe
nothing whatsoever to pagan influences upon the practice of the Church
during or after Constantine’s time. It is wholly unlikely to have been the actual
date of Christ’s birth, but it arose entirely from the efforts of early Latin
Christians to determine the historical date of Christ’s death
.

And
the pagan feast which the Emperor Aurelian instituted on that date in the year 274 was not only an effort to use the winter solstice to make
a political statement, but also almost certainly an attempt to give a pagan
significance to a date already of importance to Roman Christians
.
The Christians, in turn, could at a later date re-appropriate the pagan “Birth
of the Unconquered Sun” to refer, on the occasion of the birth of Christ, to
the rising of the “Sun of Salvation” or the “Sun of Justice.” (23)

الخلاصة:

1)
ألهة الوثن في بابل وأشور وفارس وروما ومصر واليونان لم يولدوا في 25 ديسمبر،

2)
لم تكن تقاويم هذه الحضارات (عدا التقويم الروماني) حاوية للشهر ديسمبر من الأساس

3)
الوثائق تشير إلى أن المسيحيين أحتلفوا بتاريخ 25 ديسمبر (منذ عام 203 وبعده) قبل
أن يستعمله أورليان (274م) للاحتفال بيوم الشمس التي لا تقهر، مما يرجح أن
الاقتباس -إن حدث – فقد كان في الاتجاه العكسي، حيث استعمله أورليان لينافس به
الإنتشار المسيحي

لقد
اتى المسيح إلى عالمنا ليعلن لنا في شخصه حقيقة الإله خالق الكل، وكل من حاربه سقط
على وجهه يترضض، وكل من سقط عليه المسيح حجر الزاوي يسحقه سحقا

 

الهوامش
والمراجع

1)
PAGAN REGENERATION, A STUDY OF MYSTERY INITIATIONS IN THE GRAECO-ROMAN WORLD

BY
HAROLD R. WILLOUGHBY [1929,.Ch V]

https://www.sacred-texts.com/cla/pr/pr07.htm

2)
Vermaseren, M. J. Cybele and Attis: The Myth and the Cult.
Thames and Hudson: 1977

Vermaseren,
M. J. The Legend of Attis in Greek and Roman Art. Brill, 1966

3) https://encyclopedia.farlex.com/Attis

https://www.timelessmyths.com/classical/anatolian.html

https://ccat.sas.upenn.edu/bmcr/2003/2003-08-05.html

4)
Ginzel, F. K. Handbuch der Mathematischen und Technischen Chronologie. 3 vols.
(1906, 1911, 1914). pp. 335-6

5) The Lesser Dionysia (Ta Mikra
Dionysia) of Apollonius Sophistes

https://www.cs.utk.edu/~Mclennan/BA/JO-RD.html

6)
Tute Babah Hatour Kiahk Tubah Amshir Baramhat Baramoudah Bashans Baounah Abib
Misra El-Nasi (The Little Month)

7) https://en.wikipedia.org/wiki/Pi_Kogi_Enavot

8)
Mummy, By E. A. Wallis Budge, 1994 (P.361)

9) On the Return of the Phoenix and
the Sothic Period, By Sharpe Samuel, Samuel Sharpe, 1850 (P 36)

10) Persian calendar is here:

https://www.livius.org/caa-can/calend…abylonian.html

11)
https://www.iranchamber.com/religions/articles/mithra_khsathrapati_ahura.php

12)
https://en.wikipedia.org/wiki/Mehregan#In_ancient_times

13)
Mithraic Studies: Proceedings of the First International Congress of Mithraic
Studies.
Manchester U. Press, 1975.

14) The Origins of the Mithraic
Mysteries: Cosmology and Salvation in the Ancient World. Ulansey, David.
New York: Oxford U. Press, 1989

15) https://en.wikipedia.org/wiki/Babylonian_calendar

https://www.crystalinks.com/calendarbabylon.html

16)
G. Cagirgan, W. G. Lambert, Journal of Cuneiform Studies, Vol. 43, 1991 – 1993
(1991 – 1993), pp. 89-106

17) A History of Babylonia and Assyria (By
Robert William Rogers), U of
Michigan, 1915. P 467

18) Hippolytus: Comm. In Dan., iv,
23; Brotke; 19

19) https://www.newadvent.org/cathen/03724b.htm

20)
https://en.wikipedia.org/wiki/Coptic_calendar

21)
Joseph Cardinal Ratzinger (Benedict XVI): The Spirit of the Liturgy, trans.
John Saward (
San Francisco: Ignatius Press, 2000), p. 108; cf. p. 100.

Also
H. Rahner, Griechische Mythen in christlicher Deutung.
Darmstadt,
1957. An English translation is available as Greek Myths and Christian Mystery,
trans. Brian Battershaw (New York: Harper Row, 1963).

22) https /en.wikipedia.org/wiki/Sol_Invictus

Calculating
Christmas: William J. Tighe on the Story Behind December 25

Schmidt,
Alvin J.(2001), “Under the Influence”, HarperCollins, p377-9

23) https://touchstonemag.com/archives/article.php?id=16-10-012-v

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى