اللاهوت الدفاعي

سلامة الكتب المقدسة وبطلان دعوى التحريف



سلامة الكتب المقدسة وبطلان دعوى التحريف

سلامة
الكتب المقدسة وبطلان دعوى التحريف

يقول
المعترض أن الكتب المقدسة تعرضت للتحريف وأنها غير متواترة بسند متصل.

 

الرد:

مقالات ذات صلة

على المعترض
قبل أن يطرح نقده أن يسأل نفسه. هل يمكن لأحد أن يحرف كلام الله؟ والسؤال الأهم من
هم المتجاسرون على وصم الله بالضعف والكذب لأنه بعد أن وعد بحفظ كلمته عجز عن
تحقيق ذلك؟ ألا يعد القائلون بالتحريف مجدفون على الله.

 إن
العقل لا يمكن أن يسلم بمقولة القائلين بالتحريف لأنهم فى الواقع إنما يجدفون على
الله بوصمه بالكذب والعجز عن حفظ ناموسه الذي وعد بحفظه.

 ويضادون قول رب المجد
” زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس ” (لوقا 16:
17).

 فالكتاب المقدس هو
الكتاب الوحيد الموحى به من الله وهو نافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي
في البر. لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح ” (تيموثاوس
الثانية 3: 16 , 17).

 والواقع
أن الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذى يتضمن التعاليم والإعلانات الإلهية الحقة.
لهذا فهو وحده المعتبر منارة العالم الحقيقية إذ لولاه لعاشت البشرية متغربة عن
الله ولجهلت الإله الحقيقى وطبيعته المعلنة فى أسفاره المقدسة ولغرقت فى خضم
العبادات الوثنية حتى عصرنا الحاضر.

 لأن
البشر وهم يزعمون القدرة على معرفة الله بالعقل إنقادوا بتعاليم ضد المسيح
المتنوعة التى تتفق مع أفكارهم الخاصة فسقطوا فى شراك عبادات إبليس المتنوعة وضلوا
عن طريق الحق ولم يعرفوه إلا عندما بينه الله لإبراهيم ولنسله من خلال موسى
والأنبياء إلى أن أتى بهم إلى غاية الناموس والأنبياء بظهور المبارك نفسه فى ملء
الزمان لخلاص كل من يؤمن به.

 لهذا
يقول الكتاب أن العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة، لهذا استحسن الله أن
يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة (كورنثوس الأولى 1: 21).

 فالكتاب
المقدس هو وحده الذى يقدم لنا الإعلان الحقيقى عن طبيعة الله مبينا أنه آب غير
منظور إلا من خلال ابنه أى صورته الكيانية الناطقة بكلمته, وأنه حى بالروح القدس
المحيى الأزلى الأبدى.

 كما
بين لنا أن الله خلق الإنسان ليحيا إلى الأبد وأنه يتكون من جوهر روحانى عاقل يسكن
جسد حى بالدم القابل الموت, وأن الموت إنما دخل إلى العالم نتيجة الخطية التى دنست
دم آدم بشوكة الموت
(كورنثوس الأولى15: 56) وقد انتقل هذا الدم
المدنس بشوكة الخطية والموت من الآباء إلى الأبناء بزرع الرجل.
لأننا
صنعنا من الدم بزرع الرجل (الحكمة 7: 2) (أعمال 17: 26).

 لهذا
تحتم أن يأتى مخلص العالم من نسل امرأة أى من عذراء بدون زرع رجل حتى لا يرث دم
الخطية المدنس بشوكة الموت.
لهذا كان دم المسيح هو الدم الوحيد الطاهر الذى
بلا عيب ولا دنس (بطرس الأولى 1: 18) حتى يفتدينا بدمه
الذى يكفر به عن
دمائنا. حتى إذا ما التقى موتنا فى جسده أبطله بروحه المحيى الذى أعطانا إياه فى
المعمودية. حتى

باشتراكنا معه فى المعمودية اتحادا فى شبه موته نشترك أيضا فى قيامته بروحه الساكن
فينا (رومية 6: 3 – 11) (رومية 8: 9 – 11).

 والكتاب
المقدس وحده هو أيضا الذى بين لنا أصل العالم وعلة وجوده وغايته إذ بين لنا أن
الله هو الذى خلق الله السموات والأرض
وبين الأحقاب التاريخية التى مرت عليها
الأرض حتى صارت مهيئة لخلق الإنسان.
ثم بين كيف خلق الله آدم وكيف صنعت حواء
من ضلعه
وكيف
دخل الموت إلى العالم؟ وبين وعد الله بخلاصنا بمولود المرأة الذى يسحق رأس الحية.

 كما بين تاريخ البشرية
من خلق آدم إلى الطوفان العظيم وكيف خلص منه ثمانى أنفس فقط بالفلك.

 كما
بين لنا تاريخ العالم بعد الطوفان وكيف أفسدته الخطية, وكيف سعى بنى البشر لبناء
برج رأسه فى السماء فنزل الله وبلبل ألسنتهم وفرقهم على كل وجه الأرض.

 كما بين لنا الكتاب
قصد الله فى الإختيار بدعوة إبراهيم للخروج من أرضه إلى الأرض التى سيعطيها له
ولنسله من بعد. ثم تغرب نسله فى أرض مصر حتى خروجه منها وإعطائه الشريعة على يد
موسى. ثم تحقيق الوعد يإدخاله أرض الموعد على يد يشوع. كما بين تاريخ شعبه عبر
العصور حتى سبى بابل. ثم عودتهم وتعاقب الأمم عليهم حتى مجىء المسيح مشتهى الأجيال
فى ملء الزمان ليتم كل ما هو مكتوب عنه
.

 والكتاب المقدس هو
وحده الذى تضمن نبوات عن الآلام التى سيتقبلها المسيح من أجلنا قبل أن يجلس على
كرسى مجده (بطرس الأولى 1: 11) وأيضا تحقيقها بشهادة الإنجيليين الأربعة الذين
شهدوا للمسيح وكتبوا عنه لنؤمن بأن يسوع هو المسيح ابن الله ولتكون لنا إن أمنا
حياة باسمه.

 وليس المقصود من ذكر
الوقائع التاريخية فى الكتاب المقدس أن تكون مجرد تسجيلا لتاريخ البشرية. لكنها
أيضاً تبين لنا قصد الله وعمله فى التاريخ وتظهر لنا مجده وأسرار ملكوته.

 والكتاب المقدس هو وحده أيضا الذى أظهر لنا الأمور المختصة
بالملكوت وبالملائكة مبينا أوصافها وأنواعها ووظائفها, وبين لنا أصل الشر وكيف دخل
إلى العالم بسقوط الشيطان وملائكته, وبين كيفية تداخل الملائكة في أحوال العالم، وتدبير
الكون وإدارة قوى الطبيعة, وأن بعضهم يسبحون الله ليلاً ونهاراً وبعضهم يكلفون بأعمال
النقمة والتأديب والحرب وبعضهم بأعمال المعونة والإنقاذ والرحمة وخدمة المؤمنين،
وأخيراً يأتون في اليوم الأخير في سحاب السماء مع
المسيح لجمع
مختاريه من أقاصى السموات إلى أقاصيها.

 فالكتاب
المقدس من منظور تاريخى لا يفوقه ولا يقوم مقامه كتاب من الكتب. ومن منظور نبوى
نجده وحده الذى يقدم الإعلان الحقيقى عن الإله الواحد الحق, وهو الوحيد أيضا الذى
يظهر الطريق الحقيقى للخلاص من عقوبة الموت الأبدى.

 والكتاب
المقدس فى تكامله ودقته وتفاصيله لا يعدله كتاب آخر على وجه الأرض فيما يقدمه من
حقائق فى شتى المجالات التى عرض لها.

 فهل
يمكن لمثل هذا الكتاب أن يكون محرفا؟!.

 

 شهادة
الرب للكتاب المقدس

 بناء
على ما تقدم فلسنا نريد أن نتعامل طويلاً مع إدعاءات التحريف. سيما وقد شهد الرب
نفسه بأن كل كتب العهد القديم كما تسلمها اليهود هي كلمة الله الموحى بها, واستشهد
منها ليعلن لهم أنه هو المسيح وأن مسحته أزلية (الأمثال 8: 23) بقوله:

 ”
إنه اليوم قد تم هذا المكتوب الذى تلى على مسامعكم ” (لوقا 4: 16 – 21)
وذلك بعد
أن تلى عليهم نبوة إشعياء النبى القائل “
روح السيد الرب على
لأنه مسحنى (مزمور 45: 6 – 7) لأبشر المساكين أرسلنى لأعصب منكسرى القلب لأنادى
للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق (إشعياء 61: 1).

 
وأعلن أن ما كتب فى ناموسهم لا يمكن نقضه (يوحنا 10: 35).

 وعندما ظهر
الرب لتلميذى عمواس (لوقا وكليوباس) ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما
الأمور المختصة به فى جميع الكتب.. ثم قال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا
بعد معكم. أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء
والمزامير (لوقا 24: 27 , 44).

 ولا يستطيع
أحد أن ينكر أن التوراة التى كانت بين يدى بنى إسرائيل والتى شهد السيد المسيح
وتلاميذه بصحتها واستشهدوا بآياتها فى مواضع كثيرة لإثبات الأمور المختصة بيسوع فى
موسى والأنبياء (أعمال 28: 23) تتفق مع أقدم مخطوطات العهد القديم التى ترجع إلى
سنة 300 قبل الميلاد والتى عثر عليها مؤخرا ضمن مخطوطات البحر الميت المكتشفة
حديثا والتى تتفق بدورها مع النص الماسورى ومع النسخ المتداولة حاليا.

 أما
بالنسبة للعهد الجديد ففضلا عن وجود آلاف المخطوطات التى ترجع إلى القرون الأولى
فقد أثبتت الأبحاث والدراسات أنه حتى لو فقدت جميع هذه المخطوطات فإنه يمكن تجميع
العهد الجديد كله من خلال جمع آياته من كتابات وشروحات وتفاسير أباء الكنيسة فى
العصور الأولى.

 لذلك
فإن دعاوى التحريف فى ظل الكشوف والأبحاث الحديثة لا محل لها من الإعراب ولا يقول
بها إلا مغرض أو جاهل.

 نستخلص
نتيجة واحدة من كل ما سبق. لقد فشل المعترضين في أن يشككوا في الكتاب المقدس على
أنه كلمة الله. ومثلهم مثل كثيرين من قبلهم, لقد كشفوا عن أنفسههم كنقاد لا قيمة
لنقدهم للكتب المقدسة.

 

شهادة
الرسل لأسفار العهد الجديد

 المحقق أن المسيحيين منذ
العصر الرسولى وحتى الآن يتعبدون بتلاوة أسفار الكتاب المقدس بعهديه في كنائسهم.
كما كان
اليهود يتعبدون بتلاوة العهد القديم في مجامعهم
وهو ما أثبته لوقا البشير عندما ذكر حدث مجىء يسوع إلى الناصرة ودخوله المجمع حسب
عادته فى السبت حيث دفع إليه سفر إشعياء النبى ليتلوا منه ما كتبه إشعياء عنه بروح
النبوة (لوقا 4: 16 – 21).

 وكانت الرسائل تقرأ فى
الكنائس ويتم تبادلها فيما بينها الأمر الذى أثبته بولس الرسول بقوله ” ومتى قرئت
عندكم
هذه الرسالة فاجعلوها تقرأ أيضاً في كنيسة
اللاودكيين، والتي من لاودكية تقرأونها
أنتم أيضاً
” (كولوسي 4: 16).

 وفى رسالته إلى مؤمنى
تسالونيكى طلب تعميم قرآتها على جميع المؤمنين بقوله:

 أناشدكم بالرب أن تقرأ
هذه الرسالة على جميع الأخوة القديسين (تسالونيكى الأولى 5: 27).

 وكان الرسل فى
تنقلاتهم يحملون معهم كتب ورقوق الكتاب المقدس (تيموثاوس الثانية 4: 13) ولم
يكونوا يجهلون الأناجيل ورسائل بعضهم البعض (بطرس الثانية 3: 15 – 16).

 كما كانوا يجتمعون معا
للمداولة وتنظيم الخدمة, وهو ما كشفه بولس الرسول فى رسالته إلى أهل غلاطية بقوله
أنه صعد بعد ثلاث سنوات من ظهور الرب له إلى أورشليم (أى نحو سنة 39 للميلاد)
ليتعرف ببطرس ومكث عنده خمسة عشر يوما ولكنه لم يرى غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب..
ثم بعد أربعة عشر سنة صعد أيضا إلى أورشليم بموجب إعلان فأعطاه يعقوب وبطرس ويوحنا
يمين الشركة (غلاطية 1: 18 – 19 + 2: 1 – 10).

 كما
وضع الرسل مصنفا بعنوان تعاليم الرسل (الدسقولية) أثبتوا فيه كتب العهد القديم
التى تسلمتها الكنيسة كما أثبتت أسفار ورسائل العهد الجديد التى كتبت حتى سنة 64
للميلاد المجيد (الدسقولية الفصل العاشر).

 وقد
إبتدأ الرسل فى وضع مقدمة الدسقولية عقب صعود الرب إلى السماء سنة 34 ميلادية
وتضمنت سفر عهد الرب وكتابين الأول خاص بالقوانين المنظمة للكنيسة والثانى خاص
بالعلمانيين وجرى إستكمال هذه الكتب وإضافة فصول أخرى إليها فى مجمع أورشليم
المنعقد سنة 51 ميلادية (أعمال 15: 6) واستمر الإستكمال وإضافة الكتب والفصول
إليها وترتيبها موضوعيا حتى بلغت ثمانى كتب تحت يد أكليمندس الذى صار ثالث أسقفا
على روما (91 – 100 للميلاد).

 من
ذلك يتضح أن الإدعاء بأنِ أسفار العهد الجديد غير متواترة بسند متصل تتهاوى أمام
ثبوت حقيقة التسليم الرسولى بسند متصل.

 الأمر
الذى أثبته بولس الرسول بقوله:

 ”
لأننى تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضا ” (كورنثوس الأولى 11: 23).

 

شهادة
الكتاب الكنسيون لأسفار العهد الجديد

 أثبت
الكتاب الكنسيون فى كتاباتهم أسماء الكتب الإلهية التى تسلموها بسند متصل بما يعرف
بالتسليم الرسولى واقتبسوا منها ووضعوا تفسيرا لها[1].

 من ذلك رسالتان
من تأليف اكليمندس أسقف روما اقتبس فيها من الأناجيل ومن الرسائل, وحث مؤمنى
كورنثوس فى رسالته الأولى إليهم إلى الرجوع للرسالة التى كتبها إليهم المغبوط بولس
(أكليمندس الأولى 47: 1).

 وفي سنة 160
ميلادية ألف تيتيانوس
كتاب اتفاق الأناجيل الأربعة المعروف
بالدياطسرون أى الرباعى مما يشهد بتواتر الأناجيل الأربعة.

 كما وضع أكليمنضس
الإسكندرى مؤلفا بعنوان ” وصف المناظر ” ضمنه وصفا موجزا لكل أسفار
العهد الجديد القانونية والتعليمية مثل رسالة برنابا, وقد أثبت فى مؤلفه نسبة
رسالة العبرانيين لبولس الرسول[2].

 ومن أهم الجداول التى
وصلتنا جدول أوريجانوس (185 – 254 ميلادية) الذى أثبت فيه ما تسلمته الكنائس من
الكتب المقدسة.

 وقد ذكر يوسابيوس في
تاريخه
الجدول الذي حرره أوريجانوس, وهذا يدل على أن المسيحيين لم يعرفوا سوى

كتبهم
الموحى بها.

 ووضع كل من أثناسيوس الرسولى (325 ميلادية) وكيرلس عمود الدين
(430 ميلادية) جدولاً بأسماء كتب العهد الجديد، وهي ذات الكتب التي عندنا

الآن.

 

شهادة
الإقتباسات بتواتر أسفار العهد الجديد

 اقتبس آباء
الكنيسة الأولون الكثير من نصوص الكتاب المقدس وذلك فى عظاتهم وكتابتهم وترجع
أهمية هذه الإقتباسات إلى كونها دليل على تواتر أسفار العهد الجديد للأسباب
التالية:

 أنها
قديمة جداً إذ يرجع بعضها إلى نهاية القرن الأول الميلادى, وجاءت بعدة لغات أشهرها
اليونانية واللاتينية والسريانية والقبطية. كما اقتبسها آباء ينتمون إلى جنسيات
وقوميات مختلفة فى بلاد عديدة سواء فى الشرق أو الغرب.

 وهذه
الإقتباسات تمكننا من إستعادة العهد الجديد كاملا إلا بضع آيات.

 

شهادة
المخطوطات للعهد القديم

لفائف
البحر الميت وترجع إلى 100- 250 قبل الميلاد

مخطوطات
الترجمة اليونانية السبعينية وترجع إلى 100 قبل الميلاد

بردية
ناش وترجع للقرن الثانى الميلادى.

مخطوطات
جينزة – القاهرة وترجع للقرون من السادس حتى التاسع الميلادى.

شهادة
المخطوطات للعهد الجديد

 1
– مخطوطة جون رايلاند
(Ryland) (125 ميلادية) وهي أقدم المخطوطات وقد عثر عليها فى مصر
وبها نص إنجيل يوحنا وقد تم حفظ المخطوطة في مكتبة مانشستر بإنجلترا.

 وهذا برهان على أن إنجيل
يوحنا كتب فى عهد أقدم من هذا التاريخ الأمر الذى يثبت صحة التسليم الرسولى بأن
كاتب الإنجيل هو يوحنا نفسه.

 2
– بردية بودمير الثانية
(Bodmer) (125 ميلادية) موجودة بمكتبة بودمير وتحوي إنجيل يوحنا.

 3
– برديات شستر بيتي
(Chester
Beatty Papyri
) (200
ميلادية) يوجد جزء منها في متحف بيتي في دبلن، وجزء في جامعة متشيجان, وتحتوي ثلاث
برديات منها على معظم العهد الجديد.

 4
– النسخة الفاتيكانية
(Codex
Vaticanus
) (325 ميلادية) موجودة
بمكتبة الفاتيكان وتحوي الكتاب المقدس باللغة اليونانية.

 5
– النسخة السينائية
(Codex
Sinaiticus
) (340 ميلادية)
موجودة في المتحف البريطاني، وتحوي كل العهد الجديد ما عدا مرقس 16: 9 – 20 ويوحنا
7: 53 – 8: 11 كما تحوي أكثر من نصف العهد القديم, وقد عثر عليها تشندرف في دير
جبل سيناء عام 1844 وسلمها الدير هدية لقيصر روسيا عام 1859 واشترتها الحكومة
البريطانية من الاتحاد السوفيتي سنة 1933 للميلاد.

 6
– النسخة الإسكندرانية
(Codex
Alexandrinus
) (400 ميلادية) بالمتحف
البريطاني، كتبت باليونانية في مصر، وتحوي الكتاب المقدس.

 7
– النسخة الافرايمية
(Codex
Ephraemi
) (400 ميلادية) موجودة
في المكتبة الوطنية في باريس. وتحتوى على كل العهد الجديد عدا رسالتي تسالونيكي
الثانية ويوحنا الثانية.

 8
– النسخة البيزية
(Codex Bezae) (450 ميلادية) موجودة في مكتبة كامبريدج وتحوي الأناجيل
وأعمال الرسل باللغتين اليونانية واللاتينية.

 وهذه
المخطوطات القديمة، وغيرها الكثير، تُظهِر أن تاريخ المخطوطات الموجودة عندنا قريب
جداً من تاريخ كتابة النسخ الأصلية إذا قارنا ذلك بأي مخطوطة أخرى لأى كتاب قديم.

 إن
هذه الكثرة من مخطوطات العهد الجديد والتي يعود الكثير منها إلى العصور الأولى
التي تكاد تتصل بتاريخ كتابة النسخ الأصلية. تجعل نص العهد الجديد يقف فريداً بين
كل الكتابات الكلاسيكية القديمة، ولا تدانيه في ذلك أية كتابات أخرى.

 

شهادة
الترجمات للعهد الجديد

 من الأمور التي تؤيد صحة
العهد الجديد وتواتره بسند متصل وتسليم رسولى. وجود ترجمات قديمة للعهد الجديد.
فقد ترجم المبشرون الأوائل أسفار العهد الجديد إلى لغات الشعوب التي يبشرون بها
لتساعدهم على نشر الإيمان.

 وهكذا
ترجم العهد الجديد إلى القبطية والسريانية واللاتينية والعربية, وقد تمت الترجمتان
السريانية واللاتينية حوالي عام 150 ميلادية وهذا أقرب ما يكون إلى زمن كتابة
الأسفار الأصلية.

 وقد
عثر على أكثر من خمسة عشر ألف مخطوطة من الترجمات القديمة.

 

أولا:
الترجمات القبطية (المصرية):

 تمت
الترجمة الأولى للقبطية نحو سنة 150 ميلادية وقد عثر على مخطوطات قبطية للعهد
الجديد ترجع إلى القرون الثانى والثالث والرابع بيانها كالتالى:

1
– النسخة الصعيدية بدأها نبينوس سنة 185 للميلاد وعثر على نسخ ترجع إلى سنة 200 –
225 ميلادية.

2
– النسخة البحيرية في القرن الرابع.

3
– نسخة الأخميمية والفيومية في القرن الرابع.

 

ثانيا:
الترجمات السريانية

 اللغة
السريانية تطلق على اللغة الآرامية.

1
– الترجمة البسيطة أنجزت في منتصف القرن الثانى الميلادى وعثر على 350 مخطوطة
من هذه الترجمة ترجع إلى القرن الخامس.

2
– نسخة فلسطين السريانية يرجعها معظم العلماء للقرن الخامس الميلادى.

3
– النسخة الفيلوكسنيان للعهد الجديد وترجع لعام 508 ميلادية قام بترجمتها
للسريانية ترجمة جديدة بوليكاربوس وقدمها إلى فيلوكيناس أسقف مابوج.

4
– نسخة هاركل السريانية ” وترجع لعام 616 ميلادية قام بها توماس الهاركلي.

 

ثالثا:
الترجمات اللاتينية

1
– النسخة البابينسية 300 ميلادية وهى ترجمة لاتينية قديمة أفريقية نقلت عن بردية
من القرن الثاني.

2
– النسخة الفرسيليانية (360 ميلادية).

3
– الفولجاتا اللاتينية ومعناها ” الشعبية ” قام بها القديس ايرونيموس
(جيروم) سكرتير دماسوس أسقف روما وأنجزها فى الفترة من عام 366 حتى 384 ميلادية.

4
– النسخة الكوربيانية (400 ميلادية) تحوي الأناجيل الأربعة.

5
– النسخة البلاتينية (القرن الخامس الميلادي).

 

رابعا:
الترجمات العربية

 المحقق
تاريخيا أنه كان بين اليهود المجتمعين فى إورشليم يهود عرب كانوا بين من تلقوا
أولى كلمات البشارة بالمسيح المخلص الذى أبطل الموت بقيامته الظافرة (أعمال 2: 11)
وهذا معناه أن كلمة الله وصلت العربية منذ وقت مبكر, ونعرض فيما يلى لأهم الترجمات
العربية التى تم طباعتها فى العصر الحديث.

 

1
– الترجمات العربية للعهد القديم

 أ
– ترجمة الحاخام جدعاون المعلم الشهير فى مدرسة بابل فى القرن التاسع الميلادى وقد
تم طبع هذه الترجمة فى لندن سنة 1645 ميلادية.

 ب
– الترجمة العربية لأسفار موسى الخمسة التى قام بها أحد علماء اليهود وترجع إلى
القرن الثالث عشر الميلادى وقد تم طبع هذه الترجمة فى أوربا سنة 1622 ميلادية.

 ج
– ترجمة للأسفار النبوية عن الترجمة السبعينية ترجع للقرن العاشر الميلادى قام بها
عالم يهودى سكندرى وقد تم طبع هذه الترجمة فى باريس سنة 1645 وأعيد طبعها فى لندن
سنة 1657 ميلادية.

 

2
– الترجمات العربية للعهد الجديد

 هناك
عدة ترجمات عربية للعهد الجديد ترجع إلى القرن السابع الميلادى أخذت عن نسخ أقدم
منها, وقد طبعت الأناجيل الأربعة فى رومية سنة 1591 ميلادية وطبع كل العهد الجديد
فى هولاندا سنة 1616 وأعيد طبعه فى باريس سنة 1645 ثم فى لندن سنة 1657 ميلادية.

 

3
– الترجمات العربية للكتاب المقدس بعهديه

 أ
– الترجمة العربية للكتاب المقدس بعهديه قام بها أسقف أشبيلية بأسبانيا سنة 750
ميلادية نقلا عن ترجمة إيرونيموس اللاتينية المعروفة بالفولجاتا وقد عثر على جملة
نسخ منها إلا أنها لم تطبع.

 ب
– الترجمة العربية للكتاب المقدس التى قام بها سركيس الرزى مطران دمشق فى سنة 1620
ميلادية حيث قام مع جملة من العلماء بجمع عدة نسخ عربية وقابلوها مع الترجمة
اللاتينية المعروفة بالفولجاتا وقد طبعت هذه الترجمة العربية مع الفولجاتا فى
رومية سنة 1671 ميلادية.

 ج
– الترجمة العربية للكتاب المقدس التى قام بها المرسل الأمريكانى كرنيليوس فان ديك
فى بيروت نقلا عن اللغات الأصلية وقد تم طبع العهد الجديد فى بيروت سنة 1860
ميلادية وفى سنة 1865 تم طبع الكتاب المقدس كاملا وجملة أسفاره 66 سفرا.

 د
– ترجمة الآباء اليسوعيين للكتاب المقدس عن اللغات الأصلية ونرى أنها اعتمدت على
تنقيح ترجمة فان ديك وقد طبع الجزء الأول من العهد القديم فى بيروت سنة 1876
ميلادية والجزء الثانى سنة 1878 ميلادية وضم الجزئين 46 سفرا شملت الأسفار
القانونية الثانية وعددها سبعة[3]. أما العهد
الجديد فطبع كاملا سنة 1877 ميلادية وضم 27 سفرا.

 ثم
دمجت الأجزاء الثلاثة فى مجلد واحد جملة أسفاره 73 سفرا.

 ه
– الترجمة العربية المنقحة للكتاب المقدس التى أصدرها المركز المسيحى فى مصر عام
1988 باسم الكتاب
المقدس كتاب الحياة “
ترجمة تفسيرية “.



[1]
– يوسابيوس القيصرى ” تاريخ الكنيسة ” ص 253 – 258

[2]
– يوسابيوس القيصرى ” تاريخ الكنيسة ” ص 302 – 303

[3] – جمع نحميا الأسفار المقدسة وعددها 39 سفرا
فيما عرف بالمجموعة القانونية الأولى ونسب جمعها لعزرا النبى والكاهن الذى قام
بترتيبها.

 أما المجموعة القانونية الثانية فلم تظهر إلا
بعد عصر عذرا لأن بعض هذه الكتب كانت مع يهود الشتات وبعضها مثل سفرى المكابيين
الأول والثانى كتبت بعد عصر عذرا وقد قام بجمع هذه المجوعة يهوذا المكابى, وقد
اعترفت الكنيسة المسيحية الأولى بالمجموعتين.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى