اللاهوت الدفاعي

المخطوطة السينائية هل تتصادم مع الكتاب المقدس؟



المخطوطة السينائية هل تتصادم مع الكتاب المقدس؟

المخطوطة
السينائية هل تتصادم مع
الكتاب المقدس؟

تداول مُؤخراً، مقال منشور على موقع
إذاعة
BBC، حول المخطوطة السينائية. يُمكن الإطلاع على المقال فى الرابط
التالى:

https://news.bbc.co.uk/1/hi/magazine/7651105.stm

كما أُذيع برنامج آخر فى BBC، حول المخطوطة
السينائية، مع العالم البريطانى ديفيد باركر[1]. إنتشر المقال بكثرة فى المواقع والمنتديات،
حتى
قال أحدهم أن المسيحية إنتهت بهذا المقال، على حد تعبيره!

أول شىء أقوله لهؤلاء المُهللين لهذا
المقال، لا يُوجد فى هذا المقال شىء واحد جديد ولا نعرفه، بل يُوجد اخطاء شنيعة لا
تُغتفر، لمقال يُفترض به انه نُشر فى أحد الشبكات الإخبارية العالمية!

خاتمة مرقس وقصة الزانية ويسوع الغاضب وكلمات المغفرة، كل هذه مُشكلات
نصية نعرفها منذ زمن، وناقشها العُلماء ومنهم
Bart Ehrman  في عدة كتب منذ 2005،
وتم الرد عليها بل إنها من أتفه المشكلات النصية الموجودة!

يقول المقال فى مقدمته: ” جمع اجزاؤه المُبعثرة لأول مرة منذ إكتشافه قبل 160 عاماً”،
وهذا قول غير دقيق. فالعهد الجديد والعهد القديم نُشرا سابقاً، ونشر المخطوطة على
الإنترنت حالياً، لا يكون بأى حال من الأحوال تجميع لأجزاء المخطوطة “لأول مرة“. بل أن العهد الجديد كاملا منشور بالفعل
على الانترنت

ثم نقرأ: ” إنه يختلف بشكل واضح عن مثيله
الحديث”، ونحن نسأل: أى مثيل حديث؟

كينج جيمس ام الدولية الحديثة؟!

الحقيقة، المُهللين للمقال قد لا يفقهون
الفرق بين الإثنين. كون الكتاب يعتمد على أن ترجمة كينج جيمس فى الغرب هى الترجمة
الاكثر تداولاً وإنتشاراً، وبالتالى فإن اى فرق بينها وبين السينائية، يعتبره
الكاتب تغييراً فى نص “الكتاب المقدس”!

مُتجاهلاً مئات الترجمات الحديثة والتى
تعتمد على النصوص النقدية، والتى يقف ورائها فى المقام الأول، المخطوطة السينائية
وبقية المخطوطات القديمة!!

وندخل فى صلب المقال، فنقرأ قوله: ” لأولئك الذين يؤمنون ان الكتاب المقدس هو كلمة الله المعصومة
وغير الفاسدة، سيكون هناك اسئلة غير مريحة تحتاج الى إجابة. إنها (اى السينائية)
تعرض آلاف من التغييرات للكتاب المقدس الحالى
“.

وفى هذا محورين.

المحور الأول: وهو ان كل خطأ موجود فى نص العهد الجديد للسينائية، بإعتبار النص المُستلم
وهو القاعدة القياسية، هو معروف وثابت ومُحقق فور إكتشاف المخطوطة السينائية نفسها.
هذا ما يُعرف بإسم “الفحص النصى”
Collation، وقد قام به
سكريفنر للسينائية[2] منذ أكثر من 100 عام. ولكن الصياغة الإعلامية البراقة
المُعتادة، تظهرها وكأنها كشف حديث تهتز له الاسماع!

نحن المؤمنين بعصمة الكتاب المقدس،
نستطيع تقديم الإجابة على هذه الاسئلة غير المُريحة بالنسبة لكاتب المقال، وإن
كانت فى حقيقتها غير مُريحة بالنسبة له، وليس لنا!

المحور الثانى: وهو قول الكاتب ان المخطوطة تعرض لآلاف من التغييرات عن الكتاب المقدس
الحالى. وفى هذا أمرين:

1) السواد الأعظم من هذه التغييرات، هى
تغييرات عفوية، تنتج عن اخطاء النُساخ عن دون قصد أثناء عملية النِساخة (ولم يقل
أحد بعصمة النساخ)، أما الاخطاء المتعمدة، فلسوء حظ الكاتب، السينائية هى من أقل
المخطوطات تمثيلاً للأخطاء المُتعمدة.

2) قول الكاتب بأن المخطوطة تحمل
إختلافات عن “الكتاب المقدس الحالى”. ولنا ان نسأل، أى كتاب مقدس حالى يقصده
بالضبط الكاتب؟ نحن فى النهاية نتحدث عن ترجمات لا عن نصوص يونانية، وإعتبار أى
صفة من القدسية لترجمة، هو سقوط علمى كبير. فإن عرفنا ان الكاتب يعتبر ترجمة كينج
جيمس، هى “الكتاب المقدس الحالى”، نقول له تعلم أولا أصول النقد ثم تكلم.

على أرض الواقع يُوجد المئات من الترجمات
النقدية الحديثة، وقد حلت الترجمة المُنقحة، محل كينج جيمس وأصبحت الوريث الشرعى
لها فى القرن قبل الماضى. ثم جائت الترجمة الاميركية القياسية، ثم الترجمة
المُنقحة القياسية كتقديم أكبر نسبة من التحقيق العلمى فى مُراجعة الترجمة
الاميركية القياسية. وبعدها، عمل نحو مائة عالم فى شتى الفروع والمجالات، على
إنتاج الترجمة الدولية الحديثة
NIV،
لتكون أكثر الترجمات الإنجليزية إنتشاراً ومبيعاً فى العالم المُتحدث بالإنجليزية.
ثم ظهرت الترجمة المُنقحة القياسية الحديثة فى تسعينات القرن الماضى، لتعرض أحدث
النتائج العلمية التى توصل لها العلماء فى نقد النص.

ونقرأ الكاتب يقول: ” المخطوطة، غالباً هى أقدم كتاب مقدس لدينا، تحتوى ايضاً على
كتب غير موجودة فى النُسخة المُرخصة (اى نسخة كينج جيمس) المألوفة للمسيحيين اليوم،
وهى لا تحتوى على الأعداد الهامة للقيامة
“.

وهو هنا يقصد رسالة برنابا وكتاب الراعى،
الذى كتبه هرماس قرب نهايات القرن الثانى. ونقول، ان هذا خلط غير مُبرر بين
التقليد النصى للعهد الجديد، وقانونية أسفار العهد الجديد. فإذا رأيت فى المخطوطة
السكندرية، كتابات لأشخاص من القرن الرابع، فهل هذا يعنى ان هذه الكتابات كانت
قانونية فى القرن الرابع، ثم ألغت ترجمة كينج جيمس هذا التقنين؟!

ومرة أخرى يثبت الكاتب جهله المدقع بما
يكتب، فوجود كتابات كنسية مقدسة، بجوار متن العهد الجديد، لا يعنى ان هذه الكتابات
اعتبرها أهل هذه المخطوطة انها كتب قانونية بل تعليمية مقدسة. بل جل ما يعنيه، هو
أن هذه الكتابات، كانت ذات مقام هام ومنصب رفيع، بين كتابات الليتورجيا الكنسية فى
هذه العصور. فلو وجدت اليوم، مُطرانية بورسعيد، تُرفق بترجمتها الخاصة كتابات ليست
من نص العهد الجديد، فإن هذا لا يعنى ابداً ان مُطرانية بورسعيد تؤمن بقانونية وقدسية
هذه الكتابات!!!

ان إنعدام الخلفية العلمية لكاتب المقال،
قد لا يجعلنا نندهش من قوله: ” لقد بقيت مخبأة فى دير سانت كاترين بدايةً من القرن
الرابع على الأقل”. وكيف لا نندهش، والدير لم يكن له وجود قبل القرن السادس
الميلادى؟!

ولكن هل هذه الكتب، رسالة
برنابا والراعى، مُعادية للسامية؟!

الدارس للاهوت المسيحى، يعرف تماماً
المُواجهة العنيفة بين الناموس والنعمة، والتى تظهر فى أوج قوتها، فى الرسالة التى
وجهها بولس الى العبرانيين. وفى العصر المسيحى الأول، العصر الرسولى، نشهد أحداث
اول مجمع فى التاريخ المسيحى، حيث يسرد القديس لوقا أحداثه فى الإصحاح الخامس عشر
من كتابه اعمال الرسل. كان السبب لإنعقاد هذا المجمع، هو ظهور مجموعة من المسيحيين
من خلفيات يهودية، تسعى الى فرض قيود معينة، على المنُتقلين من الوثنية الى
المسيحية، فى إطار جعل هذه الحركة تبدى نوع من التقديس للناموس فى العهد القديم.
كان ظهور هذه الحركة، هو البداية لظهور عدة تيارات، نضمها اليوم تحت لقب: “المسيحيين
الناصريين”.

وكنوع من رد الفعل ازاء هذه التيارات
الفكرية، ظهرت تيارات أخرى تسعى الى مُواجهة تقديس الناموس وترد على القائلين
بضرورة تفعيل دور الناموس اليهودى فى حياة الوثنى الذى يُريد إعتناق المسيحية، ومن
الثابت ان رسالة بولس الى الغلاطيين قد تكون إحدى الوسائل التى استطاعت مُواجهة
هذه التيارات.

لانرى اثراً لهذا الفكر فى كتاب الراعى
لهرماس، ولكننا نراه بوضوح فى رسالة برنابا. ورغم ان هذه الرسالة ليست بقانونية، ورغم
ان هذه الرسالة لا يُوجد دليل واحد على ان كاتبها هو برنابا من الكتابات المسيحية
الاولى، فإن ما ورد بها من هجوم على الناموس له ما
يُبرره. فلابد انها كانت إحدى ردود الفعل تجاه التيارات المسيحية التى أوجبت تهويد
الوثنى اولاً، قبل دخوله المسيحية
. لهذا، نرى فى نصوص الرسالة، تفعيل
للمفهوم المسيحى بنقصان الناموس وعدم كماله لخلاص الإنسان.

إذن الرسالة لا تُهاجم الجنس الإسرائيلى
نفسه ولا تُهاجم القومية الإسرائيلية، كى يستطيع ان يقول أحدهم انها ضد السامية،
وهو المصطلح الحديث الذي تم صكه لأول مرة في القرن ال 19، وإنما هى حوار عقيدى بين
النعمة المسيحية والناموس اليهودى. حوار كهذا، لا نجد فيه عيباً ولا نرى فيه
إختلافاً عن الفكر الرسولى فيما كتب بولس الى الرومان والغلاطيين، والإختلاف فقط
هو فى حدة الإسلوب والإنفعال اللحظى للكاتب.

أما عن الحديث عن فقدان المخطوطة للأعداد
الخاصة بقيامة الرب فى انجيل مرقس، وهو ما ذكره الكاتب فى موضع آخر قائلاً: ”
المخطوطة (السينائية) ومخطوطات أخرى قديمة، لا تذكر
صعود يسوع للسماء، وتحذف مصادر أساسية عن القيامة
، التى قال عنها رئيس
اساقفة كانتربرى انها ضرورية للإيمان المسيحى”، فإن هذا لا يعنى ان هذه المخطوطة
لا تشهد لقيامة الرب! فحادثة القيامة ثابتة فى انجيل متى وانجيل لوقا فى ذات
المخطوطة، وفى كل مناسبة ذُكرت فيها قيامة الرب فى العهد الجديد. بل دعونى اقول، وبكل
جرأة، أن قيامة السيد الرب ثابتة فى انجيل مرقس فى المخطوطة السينائية نفسها!!

فى المخطوطة نجد اول تسع أعداد من
الإصحاح، ثابتة فيها. تحكى هذه الأعداد عن زيارة بعض التابعات للمسيح لقبره، بعد
انقضاء يوم السبت، ويظهر لهم ملاك على هيئة شاب يقول لهن: ”لاَ تَنْدَهِشْنَ!
أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ
هُوَ هَهُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ” (مر 16: 6).

وهو النص الثابت فى المخطوطة نفسها والثابت
ايضاً فى الفاتيكانية، التى اشار لها المقال فى الموضع الآخر!!!

أما عن الصعود فلا نعلم كيف يدعي الكاتب
أن السينائية لا تحوي صعود المسيح إلى السماء ففي السينائية نقرأ النص (أعمال
الرسل: وَلَمَّا قَالَ هَذَا

ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ.)

 

فثابت هو إيماننا، وثابتة هى كرازتنا!

و لأن كاتب المقال، لا علاقة له بالنقد
النصى، فنراه يقول: ” ورغم ان الكثير من التغييرات والإختلافات
هى ثانوية، فإن هذا يحتاج لشرح لهؤلاء الذين يؤمنون ان كل كلمة جاءت من الله
“.
رغم انه، او اى شخص، لو اطلع على اى مدخل للنقد النصى او مقدمة له، لوجد هذا الشرح
الذى يطلبه.

ولأن كاتب المقال لا علاقة له بالنقد النصى،
نراه يسأل فى حيرة: ” بمُواجهة النصوص المُختلفة، أى
واحدة هى الأصيلة الحقيقية
؟”. السؤال الذى أُجيب عليه من قرون، ومازالت
الإجابة عليه تتطور حتى يومنا هذا، للوصول الى اكبر دقة يستطيع الكائن البشرى
توفيرها. يتعلق هذا السؤال بالمنهجية او الآلية
Methodology، فنحن نستطيع عن
طريق الوسائل والآليات المُستخدمة، تحديد اى قراءة هى “الأصيلة
الحقيقية
”، وإن كان سؤاله يخون أساس الايمان المسيحي الآبائي الذي وضع جوهر
الرسالة والعقيدة والتاريخ والتجسد فوق النص والكلمة والحرف

ثم يستعين الكاتب بطرف ثانى فى المقال،ايرمان
(
Ehrman). أحد العلماء ولكنه فاقد للرجاء وملحد لا أدري (agnostic). فقد ايمانه بسبب
مفاهيم غير سوية حول “مشكلة الألم”[3]
Pain Proplem، فحملته على نبذ
الايمان المسيحي. لم يكن النقد النصى للعهد الجديد هو ما دفعه لإنكار إيمانه، ففى
أول سطور الفصل الأول من كتابه “مشكلة الله”، يتسائل قائلاً: ”اذا كان هناك إله كلى القدرة ومُحب فى هذا العالم، فلماذا
هناك ألم مفرط جداً وآلام لا يُنطق بها؟!”
، ثم صرح بعدها بقليل عن مشكلة
الألم، قائلاً: ”مشكلة الألم طاردتنى لزمن طويل جدا،
إنها كانت ما جعلنى ابدأ التفكير فى الدين حينما كنت صغيراً، وهى التى قادتنى
للتساؤل حول إيمانى حينما كبرت. بشكل جوهرى، فهى كانت السبب لأن أخسر إيمانى
“[4].
مشكلة الألم وجودها محدود فى الوسط الإلحادى فى الشرق، ولكنها مُستفحلة فى الغرب
بشكل يدعو للإندهاش!

على اى حال، فقد أدخل الكاتب ايرمان فى
مقاله!

وعلى لسان يقول ايرمان اللاأدرى: ” يقول
(اى ايرمان) أن الكتاب المقدس الذى نستخدمه الآن، لا
يُمكن ان يكون كلمة الله المعصومة، حيث ان ما نملكه، بعض الاحيان، هو كلمات خاطئة
نُسخت بواسطة نُساخ مُعرضين للخطأ
. (يستمر ايرمان قائلاً) “حينما يسألنى الناس هل الكتاب المقدس كلمة الله، أُجيب اى
كتاب مقدس؟
“.”.

و بدورنا نسأل، ما هو تعريف ايرمان
للكتاب المقدس؟

يفشل ايرمان وأمثاله في الهروب من حرفية
النص الكتابي، إلى الكتاب كرسالة لها معنى وجوهر

لقد حاول عالمنا اللاأدرى فى صفحات كتابه
Misquoting Jesus”، أن يُقدم لنا مثالاً واحداً يستطيع ان يُغير من
رؤيتنا لأحد الأساسيات الكتابية التي تمس جوهر الرسالة، فلم نر نص واحد تعرض له وأستطاع
ان يُغير من عقيدتنا أو أي فكر لاهوتي ورد فى نص العهد الجديد.

ثم يعود الكاتب مرة أخرى، ليُتحفنا بقوله:
” اختلافات أخرى حول سلوكيات يسوع. فى نص فى المخطوطة،
يسوع قِيل عنه انه أصبح “غاضب” حينما شفى أبرض، بينما النص الحديث يُسجله كشافياً
بحنو
“.

يقصد بقوله هذا، قراءة أخرى لنص مر 1: 41،
بدلاً من ان تذكر ان يسوع تحنن على الأبرص، فإنه غضب منه.

يُرجع الكاتب هذه القراءة الشاذة الى
السينائية عن جهل، وهو الأمر الغير صحيح بالمرة، فهذه القراءة لم ترد فى السينائية،
وانما وردت فى مخطوطتين يونانيتين هما: بيزا، والمخطوطة رقم 1358، والقراءة
الصحيحة هى الواردة فى السينائية والتي تتوافق مع غالبية المخطوطات. ورغم هذا، فإن
هذه القراءة لو صحت، فلا تُغير نظرتنا لسلوكيات يسوع على الإطلاق، فقد ظهر المسيح
غاضباً عدة مرات فى انجيل مرقس بشكل خاص وبقية الأناجيل بشكل عام!!

و فى خلط آخر غير مُبرر، يتكلم المذيع فى
البرنامج الذى أُذيع على القناة، بأن القصة كانت مع “رجل أعمى” وليس أبرص!!!

مزيد من الجهل والفرقعات الإعلامية التي
لا تحمل أي مضمون

نُتابع مع المقال إعتراض آخر: ” ايضاً
قصة المرأة، التى أُمسكت فى زنا وكانت على وشك الرجم حتى وبخ يسوع الفريسيين –
قطاع يهودى – مانعاً أى شخص بلا خطية ليرمى الحجر الأول، مفقودة”. وهنا نرجو
مراجعة البحث السابق “زانية تتحدى”، والذى يُثبت ان القصة كانت ثابتة ومعروفة
تقليدياً، من القرن الثالث والرابع.

أما فكرة النص الحى، والتى يتداخل بها فى
باركر مع كاتب المقال، فهى فكرة قريبة الى المفهوم الأرثوذكسى لعصمة الكتاب المقدس،
ولكنها ليست متطابقة معها. تؤمن الكنيسة الارثوذكسية في اصولها الآبائية بعصمة
الروح والجوهر والأساس، ولا تؤمن بعصمة حرف. ولكن، فكرة التطور النصى هى فكرة
مرفوضة، لسببين: أنها لا تُمثل واقع نصى مبنى على اسس حقيقية، فالنص لا يتطور الا
اذا تطور مُحتواه وهذا ما لم يحدث فى أي مقاطع جوهرية أو عقييدية أو ايمانية من
الكتاب المقدس.

أخيراً، فإن إيماننا المسيحي الآبائي
الأصيل يُؤكد، ان “الكتاب المقدس”، هو كلمة الله من حيث المضمون والفكرة والعقيدة
وكلمة الإنسان من حيث الاسلوب واللغة والنسخ. ينزل الكتاب المقدس من لوح محفوظ.
هذا الكتاب ألفه الإله الحقيقي بواسطة الإنسان فكرا وعقلا، هذا هو الكتاب المقدس وهذا
هو إيماننا المُستقيم حول ماهيته وطبيعته…

 

المراجع

[1] https://www.theology.bham.ac.uk/parker

[2]
F. H. A. Scrivener, A Full Collation Of The Codex Sinaiticus With The Received
Text
، London 1864.

[3] بشكل صارخ
وقوى، تظهر هذه المشكلة كالأساس الذى له رفض الله، فى كتابه الأخير “مشكلة الله
” God’s
Proplem
، إصدار 2008

[4] God’s Proplem (How the Bible
Fails to Answer Our Most Important Question “Why We Suffer?”)
، HarberCollins:
USA
2008
، By B. D. Ehrman, P. 1

Other
bibliography

* Bock: Baker Exegetical
Commentary on the New Testament, Luke. Vol 2, P. 1868

* Danker: Jesus and the New Age، P.
374

* Ellis: The Gospel of Luke، P.
267

* Fitzmyer: The Gospel according
to Luke
، Vol 2،
P. 1503

* Green: A Course Of Developed
Criticism, P. 69

* Hort: Notes On Selected Readings, P.
68

* Kittel: Theological Dictionary
of the New Testament
،
Vol 5، P. 713

* Marshall: The New International
Greek Testament Commentary
،
Luke، P. 867

* Metzger: Textual Commentary, P.
154

* Omanson: Textual Guide, P. 152

* Plummer: A Critical and
Exegetical Commentary on the Gospel according to St. Luke
، P. 531

* Scrivener: Plain Introduction,
Vol 2
، P. 358

* Stein: The New American
Commentary
،
Vol 24، P. 588

* Wallace: NET Bible, P. 2009

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى