علم الملائكة

الملاك الخامس



الملاك الخامس

الملاك
الخامس

رؤيا
9: 1 ((ثم بوق الملاك الخامس فرأيت كوكبا قد سقط من السماء إلى الأرض و أعطي مفتاح
بئر الهاوية 2 ففتح بئر الهاوية فصعد دخان من البئر كدخان آتون عظيم فأظلمت الشمس
و الجو من دخان البئر 3 و من الدخان خرج جراد علي الأرض فأعطي سلطان كما لعقارب الأرض
سلطان 4 و قيل له أن لا يضر عشب الأرض و لا شيئا أخضر و لا شجرة ما إلا الناس فقط
الذين ليس لهم ختم الله علي جباههم 5 و أعطي أن لا يقتلهم بل أن يتعذبوا خمسة أشهر
و عذابه كعذاب عقرب إذا لدغ إنسانا 6 في تلك الأيام سيطلب الناس الموت و لا يجدونه
و يرغبون أن يموتوا فيهرب الموت منهم 7 وشكل الجراد شبه خيل مهيأة للحرب و علي
رؤوسها أكاليل شبه الذهب ووجوهها كوجوه الناس 8 و كان لها شعر كشعر النساء و كانت
أسنانها كأسنان الأسود 9 و كان لها دروع كدروع من حديد و صوت أجنحتها كصوت مركبات
خيل كثيرة تجري إلى قتال 10 و لها أذناب شبه العقارب و كانت في أذنابها حمات و
سلطانها أن تؤذي الناس خمسة أشهر و لها ملاك الهاوية ملكا عليها و اسمه بالعبرانية
ابدون و له باليونانية اسم ابوليون .))

 

دعونا
نتأمل قليلا في هذه النبؤات المباركة أولا في بدايتها نري كيف يتكلم الكتاب المقدس
عن سقوط ذلك الكوكب العظيم من السماء إلي الأرض و كانت هذه الآية (السقوط من
السماء إلى الأرض) تستخدم عادة للتعبير عن سقوط الشيطان الذي كان ملاكا و سقط و
تستخدم هذه الآية أيضا للتعبير عن سقوط شخصية عظيمة من الأيمان إلى الهلاك ففي هذه
النبؤة نري كيف أن هناك شخص معين كان له مكانة دينية كبيرة سقط من الأيمان إلى
الارتداد و أن هذه الشخصية قد قامت بفتح أبواب الهاوية وقامت بإخراج ذلك الجراد من
الجحيم و إذا نظرنا إلى التاريخ الإسلامي نجد أن هذه الشخصية تتشابه مع ورقة ابن
نوفل أبن عم السيدة خديجة و قد كان بمثابة أسقف لمكة كما أنه طبعا من المضطلعين
علي الكتاب المقدس و تشير إليه الأحاديث بأن كان له دور كبير في الدعوة الإسلامية
و طبعا كان له الدور الأكبر في كتابة القرآن مع رسول الإسلام .

النبؤة
الثانية هي ذلك الدخان الكثيف الذي خرج من الجحيم و قام بحجب ضوء الشمس و أظلم
الجو و هو رمز للتعليم و للعقيدة المضلة و التعتيم الذي فرضه الإسلام علي اتباعه
فقد فرض نوع من الدخان الأسود الكثيف علي العيون لكي يمنعها من رؤية طريق الخلاص
الحقيقي .

نأتي
الآن إلى وصف ذلك الجراد الذي خرج من الجحيم فنجد وصفا عجيبا للجيوش الإسلامية
الغازية , فذلك الجراد الموصوف في الكتاب المقدس لا يدمر العشب أو أي شئ أخضر فهو
عاشق لذلك اللون و الغريب أن الجراد في الطبيعة يلتهم المزروعات فهو يدمر اللون
الأخضر لا يعشقه و لكن هذا الجراد الموصوف في الكتاب المقدس يتخذ من اللون الأخضر
شعارا له و إذا نظرنا إلى تاريخ الغزوات الإسلامية نجد أن جيوش العرب كانت ترفع
الأعلام الخضراء في غزواتها كما أن اللون الرئيسي لعلم الدولة المؤسسة للدين
الإسلامي هو اللون الأخضر و ذلك من واقع تاريخ هذا الدين .

 

أما
عن نوعية الأشخاص الذين سيعذبهم ذلك الجراد فهم الناس الذين ليس لهم ختم الله علي
جباههم أي المؤمنين بالاسم الذين سينجرفون في طريق ذلك (الجراد) أو أصحاب المنفعة
الذين سيتحدون مع ذلك (الجراد) لتحقيق أغراض في نفوسهم من وراء هذا الدين كالغنائم
و الأموال و النفوذ و السلطة .

و
نوعية العذاب كما قال الوحي مثل لدغة العقرب أي موت بطئ بالسم وهي رمز للتعاليم
المضلة التي تسري ببطيء داخل الإنسان حتى تقضي عليه روحيا تماما كسم العقارب , و
إذا نظرنا لانتشار الإسلام في العالم نجد أنه أخذ عدة قرون من الغزوات و القهر و
الإذلال للشعوب التي خضعت له و لم ينتشر سريعا في مدة زمنية قصيرة .

أما
شكل ذلك الجراد فنجد فيه وصفا أيضا عجيبا للجيوش العربية فتقول النبؤة أن هذا
الجراد صوت أجنحته كصوت مركبات خيل كثيرة معدة للقتال و هي رمز و تعبير عن الجيوش
في حالة المعركة أي رمز لانتشاره بالقتال و السيف و لكن التشبيه الواضح هو في وصف
ذلك الجراد بأن له أكاليل كأكاليل الغار و له شعر مثل شعور النساء و لقد احتار بعض
المفسرين في هذا الوصف فمنهم من قال أن ذلك رمز للفايكنج لأن شعورهم كانت مسترسلة
و لكن إذا دققنا و تخيلنا منظر العرب و هم يمتطون الجياد مرتدين ((العقال)) العربي
و ((الغوترة)) (القماشة التي يضعونها فوق رؤوسهم للوقاية من الشمس و التراب)
لوجدنا أن هذا الوصف ينطبق عليهم تماما فالإكليل الذي علي رؤوسهم هو العقال أما
الشعور التي تشبه شعور النساء فهي الغوترة التي يلبسونها و تطير خلفهم و هم يمتطون
الجياد و إذا تخيلنا منظرها نجدها تشبه تماما شعور النساء .

أما
أسنان الأسود فترمز لشدة الفتك و القتل الذي كان يصاحب تلك الجيوش الغازية التي
قتلت و دمرت كل ما صادفها في طريقها .

أما
المدة التي أعطي فيها هذا الجراد سلطان فهي كما تقول النبؤة خمسة اشهر و طبعا
المدة الزمنية لا تعني خمسة اشهر كما نعرف و لكن قد تكون خمسة قرون أو خمسة آلاف
عام أو بمعني أصح خمسة مراحل أو فترات يكون فيها ذلك الجراد قوي و له سلطان و
بعدها لن يكون له أي نفوذ و إذا تتبعنا التاريخ الإسلامي نجد عدة مراحل:

مرحلة
العرب (الرسول و الخلفاء الراشدين) , الدولة الأموية , الفاطمية ,الأيوبية ,
العباسية ثم أخيرا الإمبراطورية العثمانية و بزوال الخلافة العثمانية زال آخر رمز
من رموز سلطان ونفوذ ذلك الجراد و إلى الأبد كما تقول النبؤة .

أما
ملاك الهاوية (إبليس) و الذي يعتبر ملكا عليها فهو رمز لقائد و زعيم تلك العقيدة .

ما
أعظم كلمة الله و نبؤاته التي تذهلنا في كل زمان بصدقها و قوتها .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى