علم الكتاب المقدس

مقدمة فى دراسة العهد القديم



مقدمة فى دراسة العهد القديم

مقدمة فى دراسة
العهد القديم

القس يعقوب حنا

كلية البابا شنوده
الإكليريكية – مطرانية شبرا الخيمة

 

مقدمة

الكتاب
المقدس هو المصدر الأساسى والأول للتعليم فى الكنيسة0ضمن الأربعة مصادر المعرفة
لدينا ونعلم بها (الكتاب + التقليد + قوانين المجامع + أقوال الأباء). لذلك صار
الاهتمام بدراسته والتعمق فيه حتى يكون انسان الله

“متأهبا
لكل صالح ” (2تى 3: 17)

ومستعدا
بجواب مقنع واف عن

“سبب
الرجاء الذى فينا عمل ” (1بط 3: 15)

وبكونه
بحرا لانهائى من الأعماق والأبعاد، بحيث يشعر كل من يغوص فيه انه يتضاءل أكثر أمام
العمق والاتساع الذى للكلمة احتجنا وبشدة أن ننكب على دراسته، متلذذين بالوصية
تلاميذا فى مدرسة داود النبى صاحب أشهر مقطوعة مدح لوصايا الله وكلماته

(مزمور
199).

 

ولأجل
عظمة الكتاب، كثر جدا اعداؤه عبر الزمان. يحاربونه محارلبن النيل منه، من صحته.
فقالوا عنه الكثير لتشكيك تابعية فى كلمة خلاصهم. من هنا صارت الحاجة الى دراسة
علمية تكرس نشاط العقل بحجة منطقية ترد سهام المشككين وتزكى رجاءنا وايماننا
بالكتاب.

 

وهذه
المحاضرات، ليست بالطبع كل ما يحيط بنمط الدراسة هذا ليسد كل الاحتياج، انما هى
محاولة متواضعة جدا نقدمها كنموذج مختصر، فقط يشرح الطريقة. وعلى كل من يريد
الاستزادة، فعليه بالمراجع العديدة التى قدمها فى جهد دؤوب كل من سبقونا وعلمونا.

نقدمها
لمجد ربنا يسوع المسيح، ولمنفعة المؤمنين.

فى
شفاعات العذراء الطاهرة القديسة مريم، وصلوات الشهيد العظيم جورجيوس. طالبا بركة
أبى وسيدى معلم المسكونة، البابا شنودة الثالث وشريكه فى الخدمة الرسولية نيافة
الحبر الجليل الأنبا مرقس.

ولالهنا
كل المجد

 نوفمبر
2..

 

1-
اتجهات في دراسات

الكتاب
المقدس

1-
العلمية

2-
التفسيرية

3-
التاريخية

4-
اللاهوتية

 5-
الفلسفي

 

 يمكن
حصر الاتجهات المتنوعة فى دراسة كتابنا المقدس فى خمسة أقسام نلخصها فى العناوين
التالية:

أولاً:
الدراسة العلمية

 وفيها
نبحث فيما يختص بكل سفر من الأسفار المقدسة من جهة اسمه..

كاتبا..
تاريخه.. موضعه.. موقعه من باقى الأسفار.. أقسامه.. غايته.. النبوات الواردة فيه
عن ربنا يسوع المسيح.. النقد الذى وجه الى السفر.. أو الاعتراضات التى حورب بها..
كل ذلك بغرض الوصول الى معرفة يقينية بالسفر كمقدمة لدراسته دراسة حياتية معاشرة
معها ناخذ بركة الوصية ككلمة حياة.

ثانياً:
الدراسات التفسيرية

 وهذة
تبدو من اسمها.. فمحورها تفسير الكتاب وبيان معانى آياته.. كلماته.. أحداثه.. وهى
اما أن يكون:

أ-
دراسة فصلية

 مرتبطة
بتقسيمات الأصحلحات (الفصول) وما بها من مواد دراسية روحية وعقيدية وتأملية ايضا.

ب-
أييه

 مرتبطة
بتفسير الآيات فرادى، ولكن بما يضمن سلامة التفسير فى دقة ووضوح

 

ولكن
نضمن سلامة التفسير لابد أن يتوفر الآتى:

*
معرفة تاريخية بالسفر، تضمن بيان ترابط الأحداث.

*
معرفة بفردات الكلمات ومعانيها.. وحبذا الرجوع الى أصولها اليونانية، أو الغبرية
بالنسبة للعهد القديم.. أو على الأقل معناها فى لغة أخرى، الأنجليزية مثلاً.

*
سلامة عقيدية، وهذه يضمنها دوما الرجوع لما قاله الآباء فى تفاسير الكتاب. خصوصا
آباء ما قبل الانقسام

* ملء
روحى أصيل.

*
اتضاع يؤجل لمزيد من النعمة فى الشرح والتفسير.

* سعة
واطلاع وتنقل واع بين آيات الكتاب المترابطة حول موضوع واحد.. هذه يوفرها الكتاب
ذو الشواهد.

 

ثالثاً
الدراسات التاريخية:

وهذه
بدورها تنقسم الى:

أ-
الموضوعية

تدرس
الموصوع الذى شرحته الأسفار، وليكن السبى البابلى مثلا وتثبته من ما روته كتب
التاريخ وأقلام المؤرخين المعاصرين للحث، أو المحايدين الذى نقبوا وأثبتوه.

ب-
زمنية:

 تدرس
الممالك المتعاقبة فى البلدان موضع النبوة أو التاريخ أو الحدث. وكذا علاقاتها بما
جاورها. مثل ارتباط ممالك اسرائيل بيهوذا، ومصر وأشور.. وهكذا..

ج-
أثرية

 وهذه
تبدو من اسمها، ما تركته لنا الآثار من أدلة على روايات الكتاب واحداثه.. وكذلك ما
حفظه لنا التاريخ من مدونات ومحفوظات الأسفار الالهية.

د-
جغرافية:

 وتخص
بفهم مواقع الأحداث والروايات. المدن، أسماؤها القديمة والحالية، وموقعها من
الثبات والخراب. اثباتا لحقيقة الرواية التاريخية بحسب الأسفار

 

رابعاً:
الدراسات اللاهوتية

وهذه
يمكن تقسيمها الى عدد كبير من فروع الدراسة:

 

أ-
نظرية:

 تدور
حول حقيقة وجود الله.. طبيعته، صفاتة، أقانيمه.. وحدانيه،

ب-
عقيدية:

 تدور
حول العقيدة، مثل التجسد والفداء، الشفاعة، الدهر الآتى، الأبدية، الدينونة.

 ج-
طقسية:

 

 واساسها
طقوسها العهد القديم كأساس للطقس غى الكتاب المقدس، وبالتالى العهد الجديد. مثل
طقوس الذبائح. وحركة الألوان، واستخدامات المواد المتنوعة داخل الهيكل.. الكنيسة.

 

د-
أدبية

 والمقصود
بها توصيف العلاقات بين الناس وبين الله، وكذا بين بعضهم البعض، بل وفى صميم نظرة
الانسان لنفسة0فى شكل شريعة أدبية الهية سطرتها الأسفار كأساس الهى للسلوك
والمعاملات.

 

خامساً:
الدراساة الفلسفية:

 وهى
تبحث فى نواح عديدة:

أ-
روحية:

 وهى
تبدو من اسمها، محورها العلاقة بين الانسان وخالقه، وحاله بين الضعف والقوة،
السقوط والقيام، الخطية والبر وتأكيد ذلك من خلال المواقف والشخصيات والأحداث
الكتابية.

ب-
اخلاقيات (سلوكيات):

 تبين
ردود أفعال البشر تجاه وصايا الله، من متمسك بها أو رافض لها. يحفظها بلسانه أو
يحياها بقلبه، على مستوى نظرى فقط، أم بحياة عملية. هذا فيما يخص علاقته بالله أو
بالناس، مثال ذلك ما أوصى به المسيح يسوع لما قال للشاب الغنى:

 

 يعوزنى
شىء واحد..اذهب بع.. تعال اتبعنى.

 ج-
دراسة أدبية مقارنه:

 ما
قاله الفلاسفة من نظريات أدبية، وما تقولة الأسفار، من شرائع وتعليم، وبيان أصالة
الشريعة وكفايتها للحياة. مع تنفيد ما يعارض الكتاب.

 

 د-
دراسة اجتماعية

 وهى
تخص بحالة المجتمع والناس فى عصور تدوين الأسفار، وكيف غيرت فيها الوصية وفعلت فى
توجهات المجتمع وتقاليدخ وعباداته0 كذلك صلات الأفراد بالجماعة.

 ه-
دراسة نفسية

 وهذة
تتحدث عن الكتاب كأساس الهى كامل يهب الصحة النفسية للفرد وبالتالى للجمماعة.
بمعنى تهذيبه للحراس واشباعه للاحتياجات النفسية0 ومحور هذه الدراسة الحديث عن
الأيمان والوعود الكتابية. والحضور الألهى مع شعبه و..

 

و-
دراسة اقتصادية

 تبحث
فى تطور العمل الأقتصادى من عصر الى عصر.. فتتطرق الى الموازين والمكاييل والعملات
وطرق التعامل الأقتصادى. والغنى والفقر فى المجتمع.. وهكذا..

 

ز-
دراسة تشريعية:

 وهى
تتدرج فى فلسفتها بين الشرائع الشفوية (التقليد) الى الشرائع الكتابية (الناموس
المكتوب) الى عمق اليمان فى القلب (الواح قلب لحمية).. من الحرف الى الروح..
وهكذا..

 

2-مقدمة
عامة عن العهد القديم

 *
لماذا ندرس العهد القديم؟

* كيف
ندرس العهد القديم؟

*
فكرة عامة عن الكتاب المقدس

* كيفية
جمع أسفار العهد القديم

* نمو
الكتاب المقدس العبرى

*
تقسيم الكتاب المقدس الى اصحاحات وآيات

* بعض
الالقاب والمؤلفات العبرية

 

لماذا
ندرس العهد القديم؟

 العهد
القديم هو الخلفية الدينية والتاريخية التى شرحت كيف كانت العلاقة بين الله
والناس، وكيف تطورت، وماذا قدم الله لنا..

 

وماذا
كانت أفعالتا تجاه أعمال محبته التى قدمها لنا عبر تاريخنا الطويل معه

 

 فهو
اذن، القديم الأصيل، ماضى علاقتنا مع الله وأساس حاضرنا معه وكذا دافع مستقبلنا
الأبدى الذى نترجاه. ولذلك يربط المفسرون له بينه وبين العهد الجديد، بكون سفر
الرؤيا هو المرجع النهائى لسفر التكوين، ذلك لانه يحوى التدبير الذى به يعود البشر
الى الله، الأمر الذى لأجله خلق الله الانسان ودبر خلاصه لما أخطأ.

 

 ولما
كان السيد المسيح هو خلاصنا، ومخلصنا، صار العهد القديم خادم هذه القضية اذ أشار
بكل محتوياته الى شخص المسيح العظيم. بحيث صار هو –له المجد – محور كل النبوات فى
العهد القديم وأساس العهد الجديد بلا شك.

من
هنا نفهم لماذا ندرس العهد القديم؟

لأنه
اشار بنبوات عديدة، وأحداث تاريخية، وشخصيات متنوعة، اشار بذلك كله الى شخص ربنا
يسوع المسيح. لذلك ندرسه.

 

 ونحن
هنا نلخص فى نقاط أسباب دراستنا للعهد القديم:

1-
ندرسه بسبب النبوات التى وردت عن شخص المسيح

* عن
ميلاده

* عن
لاهوته

* عن
آلامه

*
كهنوته

*
خدمته وكرازته

*
ملكوته وسيادته

*
قيامته وصعوده

 

2-
ندرسه لأنه بالطبع كلام الله الموحى به لرجاله القديسين، كما قال معلمنا بطرس (2بط
1: 19 –21)

 

3-
ندرسه، لاننا ونحن ندرس تاريخ شعب اليهود، فنحن فى القيقة ندرس تاريخ الخلاص. لأن
حركة التاريخ نفسها كانت مدفوعة بوعد الخلاص: يأتى من نسل المرأة من يسحق رأس
الحية.

4-
العهد القديم يعتبر خير تمهيد للعهد الجديد، من خلال طقوسه ورموزه مثال: العليقه
(خر 2) والحية النحاسية (عدد 21)

 

5-الشريعة
الأدبية التى أتى بها العهد القديم (الوصايا العشر خر 20، تث 5) صارت أساسا لشريعة
الكمال فة المسيحية وقد أشار السيد المسيح لذلك فى اجابته للشاب الغنى (مت 19)
وايضا رده على الناموسى (مت 22).

 

6-العهد
القديم قدم لنا مثلا عليا وعلمنا الاقتداء بها. ولازلنا فى الحديث:

عن
شهداء المضالم نتذكر هابيل الصديق،

وعن
الايمان وارضاء الله نتذكر أخنوخ ونوح،

 وعن
الايمان والطاعة والغربه نتذكر ابراهيم،

 وعن
الطهارة لا تنسى يوسف الصديق.

وهكذا
نماذج عديدة ذكرها الرسول بولس فى (عب 11).

 

7 –
ولا يفوتنا تذكر كيف أن شخصيات عديدة صارت بحياتها رموزا صارخة لحية مخلصنا يسوع.
اسحق، يعقوب، يوسف، يونان.. وغيرهم0

 

 كيف
ندرس العهد القديم؟

 من
واقع اجابة السؤال، لماذا ندرس، نستخرج كيفية دراسته.

*
بالايمان فيه ككلمة الله التى أوحى بها.

*
بفهم الخلفية التاريخية التى شرحها السفر محور الدراسة.

*
بتأمل النبوات الواردة فى السفر.

*
بالفحص فى الشخصيات وكيف اشارت للمسيح.

*
ويتأمل حياتها كمثل عليا نحتذى بها.

*
واذا صادقنا تشريع أو وصية، لنبحث كيف أكملها المسيح وكيف نستفيد منها.

 *
بتأمل ارتباط سفر اللاويين برسالة العبرانيين.. وكذا سفر يشوع برساله أفسس

 

فكرة
عامة عن الكتاب المقدس:

 خلال
النمو المطرد للكتابات التى كونت الكتاب المقدس، وتنوعها، لم يكن ممكنا أن تأخذ
هذه الكتابات اسما واحدا. فسميت اولا الكتب.

 

 ”
أنا دانيال فهمت من اكتب عدد السنيين التى كانت كلمة الرب الى أرميا النبى لكمال
سبعين سنة على خراب أورشليم ”

 أما
العهد الجديد فقد أشار الى أسفار العبرية القانونية، بالكتب
Scriptures أو الكتب المقدسة Sacred Writing

 ”
اجاب يسوع وقال لهم: تضلون اذا لا تعرفون الكتب ولا قوة الله:

 (مت
22: 29)

 ”
وأنت منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالايمان الذى فى
المسيح يسوع ” (2 تى 3: 15)

 

 وكان
المعتاد بين الكتاب اليونانيين أن يعبروا عن العهدين القديم والجديد على ضوء
كونهما فو مجموعة واحدة، كانوا يعبروا عنها ” بالكتب ”
Biblia. وفى القرن الثالث عشر حدث تغيير فى
القاعدة اللغوية للكلمة فاصبحت تعنى أسم مفرد: كتاب. وهكذا استبدلت ترجمتها من
” الكتب المقدسة ” الى ” الكتاب المقدس ” وبذلك استقرت فى
الكنيسة هذه التسمية التى – ربما بوحى الهى – أكدت وحدة الكتابات المقدسة بالرغم
من اختلاف احقابها التاريخية وتباين محتوياتها الداخلية.

كيفية
جمع أسفار العهد القديم؟

 يمتد
زمان كتابة العهد القديم الى نحو سنة 1491 ق. م. وهو تاريخ خروج بنى اسرائيل من
أرض مصر. وغالبية هذا التراث كتبت باللغة العبرانية – لغة اسرائيل القديمة – التى
تقلصت تدريجيا بعد السبى وأعقبتها اللغة الآرامية. وهى لهجة مقاربة للعبرانية ومن
نفس عائلتها. كذلك كتبت بعض اجزاء من العهد القديم باللغة اليونانية فى عصور
متأخرة.

 

وهاك
تحديدا للاجزاء التى وجدت مكتوبة باللغة الارامية:

1-تك
31: 47

2-2
مل 18: 26

3-عزرا
4: 8، 6: 18، 7: 12 –26

4-أشعياء
36: 11

5-أرميا
10: 11

6-دانيال
2: 4، 7: 28

 

 ومن
البديهى أن يكون كتاب العهد القديم قد نشأ عن الكتابات المتفرقة من مذكرات
وتسجيلات رجال الله القديسين المسوقين من الروح القدس. الذين عاشوا فى أجيال
متباعدة ودونوا الهامهم فى ظروف متباينة، بجانب التراث الروحى الشفاهى الذى تسلمة
الخلف عن السلف بالتقليد المقدس، قبل أن تصبح الكتاة أمرا متداولا بين الناس.

 

 وكتاب
العهد القديم لا يضم سوى مجموعة مختارة من الكتابات الدينية التى ظهرت فى تاريخ
الشعب الاسرائيلى. هذه المجموعة هى التى تميزت بسلطان الكلمة الموحى بها من الله.

 

 وكان
يهود فلسطين قد اعتمدوا قانونية اثنين وعشرين سفرا للعهد القديم بعدد حروف
الأبجدية العبرية. وهى نفس الأسفار التى اعتمدتها الكنيسة المسيحية ولكن حسبت
عددها سفرا0

 

 أ ما
الاختلاف فى العدد فيرجع الى أن يهود فلسطين ضموا بعض الأسفار لبعضها فى تجميع خاص
بهم. فجعلوا سفر راعوث جزء من سفر القضاة. والمراثى من سفر أرميا. وضموا أسفار:
نحميا وعزرا معا. وأسفار صموئيل والملوك والأخبار فى سفر واحد. وكذلك اثنا عشر
سفرا للانبياء الصغار جعلوا سفرا واحدا.

 

 وقد
اتبعت الكنيسة ايضا تقسيم يهودا الأسكندرية لأسفار العهد القديم. حيث كانوا
يعتبرون الترجمة السبعينية التى قاموا بترجمتها هم فى القرن الثالث قبل الميلاد.
وكانت هذه الترجمة قد اضافت الى التسعة وثلاثين سفرا فى الترجمة العبرية، اسفارا
مترجمة لكتب عبرية لم يتضمنها الكتاب العبرى وهى:

 يشوع
بن سيراخ، يهوديت، طوبيا، باروخ، المكابيين الأول.

 كذلك
صمت هذه الترجمة كتابات باليونانية وضعت مثل: الحكمة والكابيين الثانى.

 وايضا
اضافات عبرية لبعض الأسفار وهى تتمة سفر استير، وتتمة سفر دانيال.

 

 هذه
الأسفار التى نسميها: القانونية الثانية.

نمو
الكتاب المقدس العبرى:

 التقسيم
العبرى للاسفار الى ثلاثة أقسام: الناموس والأنبياء والكتابات المقدسة.له علاقة
وثيقة بتاريخ قانونية هذه الأسفار ومراحل جمعها فى كتاب واحد كما سنرى:

 

 أ
أولا: الناموس

وهو
أسفار موسى الخمسة كما دراسنا. وهى نواة كتاب العهد القديم. وكان يحفظ فى بيت الرب
بجوارالتابوت. وهذه الأسفار لم تكن تحتاج الى سلطة لاعتماد قداستها. فقد كان
يكفيها كون كاتبها هو موسى رئيس الأنبياء الذى تقبل من الله أول شريعة مكتوبة
باصبع الله. الأمر الذى جعل من أمة اليهود أمة ذات كيان دينى واجتماعى مستقل تحت
حكم ثيوقراطى أى حكم الله نفسة.

 

ثالثا:
الانبياء

لما
استقر يشوع بالشعب فى ارض الميعاد، قطع يشوع معهم عهدا أن يحفظوا كلام الله.

 

 “كتب
هذا الكلام فى سفر شريعة الله وأقام حجرا كبير شاهدا عليهم ”

 (يش
24: 26)

 ثم
مر عصر حتى صموئيل الذى قام بدوره


فكلم صموئيل الشعب بقضاء المملكة وكتبه فى سفر ووضعه أمام الرب ”

 (1
صم 10: 25)

 هكذا
أضاف يشوع وصموئيل كتابات جديدة الى السفر الذى تسلماه من اسلافهما. وانهما حفظاه
فى المكان المقدس أمام الرب.

 أما
الأسفار الأخرى فقد جاءت متواليه هكذا بالتدريج، فى شكل أخبار متفرقة أو مذكرات ثم
جمعت فى المجلدات الخاصة بها. ومنها جمعت الأسفار التاريخية بصفة خاصة.

 اما
بالنسبة لاسفار الأنبياء المتأخرين وبالذات سفر أرميا. فنلاحظ أن الرب قد أمره أن
يكتب ما كلمه به

 

 “..
خذ لنفسك درج سفر واكتب كل الكلام الذى كلمتك به ”

 (أر
36: 2)

 ولما
قرىء هذا الدرج فى مسامع الملك مزقه والقاه فى النار، فعاد الرب وأمر أرميا
بكتابته مرة أخرى


وزيد عليه كلام كثير مثله: (أر 36)

 وهذا
يرينا عناية الله بتسجيل كلماته وحفظها من التلف والضياع رغم كل الأجواء المعارضة.

 

 ثالثا:
الكتابات المقدسة

 وهذه
ايضا بتدريج طويل، مثالا لها سفر المزامير.. وهى فى ذاتها تشهد ايضا لما سبقتها من
أسفار.

 ويرجع
الفضل فى تجميعها وترتيبها الى عزرا الكاتب حوالى سنة 436 ق0 م.

عزرا
الذى قيل عنه أنه ” كاتب ماهر فى شريعتة موسى.. ” (عز 7: 6) أقراء عن
صنيعه العظيم واثره فى اعادة الحياة للشريعه فى (نح 8: 1 –18)

 

 وهناك
جهد لنحميا فى هذا الموضوع، مأخوذ من سفر المكابيين الثانى حيث يقول عنه ”
أسس مكتبة جمع فيها أعمال الملوك والأنبياء وكتابات داود ورسائل الملوك المختصة
بالتقدمات المقدسة ” (2 مك 2: 12)

 

 من
هذا نرى أن الجزئين الأول والثانى فى القانون العبرى (الناموس والأنبياء) قد
اكتملا منذ القرن الثالث قبل الميلاد.

 

 أما
الكتابات المقدسة وتسمى ايضا: ” هاجيوجرافا ” فقد عرفت فى مستهل كتاب
يشوع بن سيراخ، المحتمل كتابته فى اوائل القرن الثانى قبل الميلاد. وهو يشير الى
تتابع تاريخ رجال الله من اول اسفار موسى حتى أسفار الأنبياء المتأخرين كما يذكر
ايضا معرفته باسفار المزامير

 والامثال
ونشيد والانشاد

 

 ويسجل
لنا سفر المكابيين الأول محاولة انطيوخس ابيفانيوس حاكم بلاد فلسطين ابادة جميع
النسخ الموجودة من الناموس.

 ”
وما وجده من أسفار الشريعة مزقوه واحراقوه بالنار ”

 (1
مك 1: 59)

فنهض
يهوذا المكابى وجمع الكتب المقدسة المبعثرة للتحفظ عليها

 (2
مك 2: 14)

وهذه
الحركة ادت الى جمع شمل الكتب المقدسة العبرية وحفظها فى مجموعة واحدة.

 

 وهكذا
نصل الى أن الكتاب المقدس العبرى (العهد القديم) قد صار كاملا منذ حوالى قرن قبل
ميلاد المسيح.

 

ت
تقسيم الكتاب المقدس إلى اصحاحات وآيات:

لم
تكن أسفار الكتاب مقسمة أصلا، انما كان اليهود قد قسموا العهد القديم الى أقسام
متساوية الطول للقراءة فى المجامع. ثم بعد ذلك قسموة الى ما يشبه الآيات.وذلك قبل
عصر التلمود.

 

 أما
التقسيم الحالى فقد قام به الرابى ناثان فى القرن 15 وانتقل الى الكنائس المسيحية
على يد باجينيوس الذى استخدمه فى الكتاب المقدس فى اللغة اللاتينية عام 1528 م.

 

 وهناك
رأى يقول أن ستيفن لالانجتون
Stephen Langotn رئيس أساقفة كانتربرى (حوالى 1228) هو الذى قسمه التقسيم الحالى.

 

 هذا
وقد ظهر تقسيم العهد الجديد الى آيات فى النسخة اليونانية التى نشرها روبرت ستيفنز
Robert Stephens أحد
اصحاب المطابع فى باريس سنة 1551 م. وفى سنة 1555 م قام التقسيم المستخدم حاليا.

 

 وكانت
أول طبعة انجليزى تنشر بهذا التقسيم هى طبعة جنيف سنة 1560 م

 بعض
الألقاب والمؤلفات العبرية ومدلها..

1-
الميشنا

هى
تفاسير الكتاب المقدس العبرى لجماعة ” المعلمين ” أو الرابيين.

ويرجع
الفضل فى تجميعها الى الحاخام يهوذا. الملقب بالبار سنة 230 م0

وكان
مديرا لمدرسة طبرية التى كانت تختص بتعليم اللغة العبرية.

2-
الجمارة:

هو
الفصل أو المادة موضوع الدراسة، والكلمة مأخوذة من ” جمار” بمعنى ”
ينجز أو يتعلم ” وقد أطلق هذا الأسم منذ القرن التاسع على مجموعة مناظرات
المعلمين الذين قاموا بمهمة التعليم ما بين عامى 200 و500 ميلادية

3-
التلمود

 الكلمة
معتاها الدراسة أو التعليم، وهو مجموع الميشنا والجمارة، ويمثل القاعدة المشهورة
للتقليد اليهودى.

وللتلمود
أهمية خاصة عند اليهود والمسيحيين لسببين:

 

*
لغته العبرية التى كتب بها.

*
بكونه تقليدا وتفاسيرا مكتوبة، صار خادما لفهم وتوصيف الفلكلور والتاريخ
والجغرافيا والعلوم الطبيعية والتشريع وعلم الآثار الى جوار فهم أسفار العهد
القديم.

 4-
الماسورا:

 

 هى
تقاليد الشيوخ. والماسوريين هم أستاتذة التقليد، الذين ورثوا مهمة طبع النص العبرى
فى صفحات وتمموا العمل بترقيم الصفحات والحروف واضافة علامات الشكل. كذلك قاموا
بتوضيح معانى الكلمات. وتشمل أعمالهم كتاب ” الماسورا الكبير ” و”
الماسورا الصغير ” الذى يمثل تعليقاتهم على الكلمات الغامضة فقط. وهذا يمثل
حاليا الملاحظات التى تكتب أسفل صفحات النص العبرى.

5-
السيفوريم:

 

هم
مجموعة الكتبة الذين اقامهم عزرا ” الكاتب الأكبر ” فى أواخر القرن
الخامس قبل الميلاد ليكونوا حفظة التراث العبرى الدينى. وقد قاموا بذلك بغيرة
شديدة وحماس بارع حتى نهاية القرن الأول الميلادى.

 

2-
مخطوطات وترجمات

وترجمات
الكتاب المقدس

 *
مخطوطات الكتاب المقدس

*
ترجمات الكتاب المقدس

*
أشهر ترجمات العهد القديم

 

أولا:
الترجوم

ثانيا:
الترجمات اليونانية

 ب-
أشهر ترجمات الكتاب المقدس

السريانية

اللاتيينية

القبطية

الأثيوبية

الأزمنية

العربية

الانجليزية

 

مخطوطات
الكتاب المقدس

 لم
تصلنا المخطوطات الأولى للكتاب المقدس التى سبق أن دونها كتبة الأسفار بأقلامهم.
غير أن المتاحف والمكتبات العالمية زاخرة بعدد غير قليل من المخطوطات، تلك التى
تناقلتها الأقلام عن مصادرها الأولى فى عصور مختلفة. نورد أهمها هنا:

 

1-
مخطوطات وادى قمران

 وهذه
اكتشفت حديثا سنة 1947 بالقرب من البحر الميت وفيها بعض أسفار العهد القديم مكتوبة
باللغة العبرية، هى ترجع الى القرن الثالث قبل الميلاد.

 

2-
النسخة الأسكندرية:

وقد
كتبت فى القرن الرابع أو الخامس الميلادى وأحتفظ بها بطاركة الأسكندرية حتى القرن
السابع عشر. وفى عام 1628 م. أهداها البطريرك القسطنطينى الى الملك كارلوس الأول.

وهى
الأن محفوظة فى المتحف البريطانى وتقع فى أربعة مجلدات من الرقوق. وتشمل على أسفار
العهد القديم، بما الأسفار القانونية الثانية. وكذلك العهد الجديد ورسالتا كليمنضس
الأولى والثانية.

 

3-
النسخة الفاتيكانية

 وترجع
الى أوائل القرن الرابع، ولازالت محفوظة بالفاتيكان. كتبت فى ثلاثة أنهر. وتشمل
على كل أسفار العهد القديم. بما فيه الأسفار القانونية الثانية. أما العهد الجديد
فينقصه فيها رسائل: تيموثاوس الأولى والثانية، ورسالة تيطس وسفر الرؤيا.

 

 4-
النسخة السينائية:

 وجدت
فى أوائل القرن الرابع، مكتوب فى رقوق من أربعة أنهر. فى دير سانت كاترين بجبل
سيناء سنة 1844.

وهى
تشمل على أسفار العهد القديم كلها، بما فبها الأسفار القانونية الثانية. والعهد
الجديد كاملا ورسالة برنابا الراعى فى هرماس. يوجد منها نسخة بمدينة بطرس برج
بروسيا.

 

 5-
كما أكتشفت بعض مخطوطات

بمجمع
بن عزرا بمصر القديمة يرجع تاريخها الى القرن الخامس الميلادى.

6-
مخطوطات ابن اشير:

وهى
نسبة الى الكتبة الذين ينتمون الى أسرة ابن أشير، وسبق أن علموا بمجمع طبرية من
نهاية القرن الثامن الى العاشر الميلادى. وهم ينسب اليهم كتابة الآتى:

أ)مخطوطة
القاهرة سنة 895 م.

 وهى
خاصة بالقرائن فى المجمع اليهودى بالقاهرة.

ب)مخطوطة
حلب:

 أوائل
القرن العاشر الميلادى. وتوجد حاليا فى اسرائيل.

ج)
مخطوطة لننجراد.

 عام
1008 م. ومحفوظة فى بمكتبة لننجراد.

د)
مخطوطة بالمتحف البريطانى

 ويرجع
تاريخ كتابتها الى القرن التاسع الميلادى

 

 7-
مخطوطة ابن نفتالى:

القرن
العاشر الميلادى. وهو من معلمين مدرسة طبرية.

 

ترجمات
الكتاب المقدس

 تعددت
ترجمات الكتاب المقدي الحديثة، حتى بلغت فى أخر احصائية لدار الكتاب المقدس الى
حوالى 2330 م لغة ولهجة للكتاب.

 أما
الترجمات القديمة التى نقل عنها الكتاب فيمكن تلخيصها فى الآتى:

 

أشهر
ترجمات العهد القديم

أولا:
الترجوم

 وهو
ترجمة العهد القديم من العبرية الى الآرامية، وذلك بعد أن تقلص اللغة العبرية
المكتوبة بها الكتب المقدسة نتيجة سبى بابل ولم يعد يتقنها الشعب وهناك العديد من
هذه التراجم:

 

1-ترجمة
الاسفار الخمسة

2-ترجمة
الانبياء

 وهى
تحتوى على الأسفلر التاريخية والنبوية وقد قام بها يوناثان بن عزئيل.

 

 3-
ترجومة يوناثان

 وهى
تتضمن أسفار موسى الخمسة، ترجع الى نهاية القرن الميلادى الأول. ونسبت خطأ الى
يوناثان.

 

 4-
ترجومة اورشليم

وتتضمن
قطع متفرقة من الأسفار الخمسة.

 

ثانيا
الترجمات اليونانية

الترجمة
السبعنية

 وهذه
أهتم بها بطليموس الثانى، فيلادلفيوس سنة 285 ق0م0 أسندها الى 72 عالما من شيوخ
اليهود. اعتمدوا فيها على أكثر من مرجع مأخوذ بعضها عن الأصل العبرى الذى جمعه
عزرا وعن النسخة السامرية.

 وفى
هذه الترجمة تمت اضافة الأسفار التى سميت فيها بعد ” القانونية الثانية

 

 ترجمات
يونانية أخرى

 ظهرت
فى القرن الثانى الميلادى نسبت الى فرقة الأبيونيين، مثل ترجمة أكيلا وترجمة
سيماخوس، وثيؤدسيوس.

 

ترجمة
أكيلا:

 يهودي
يونانى من بلاد البنطس، وضعها فى القرن الثانى حوالى سنة 128 م.

ترجمة
سيماخوس

 يهودى
متنصر من جماعة الأبيونيين لم يتقيد فيها بالحرف اذ كان غرضة نقل العهد القديم الى
لغة يونانية فصحى.

 

ترجمة
ثيؤدسيوس

يهودى
أبيونى من أفسس، كان غرضة تهذيب الترجمة السبغينية ولكن لم تكن فى دقة ترجمة اكيلا
وهناك الجهد العظيم الذى قام به اوريجانوس، فى عمله المسمى ” هكسابلا ”
أى السداسى. حيث جمع الترجمات اليونانية للكتاب فى أربعة أعمدة وكذلك الترجمة
اليونانية بحروف عبرية. والعبرية بحروف عبرية. وقد أخذ فى عمله هذا 28 سنة.

ثم
طور كتابه حتى بلغت الأعمده الى ثمانية فى بعض الأسفار.

وقد
احتفظ يوسابيوس القيصري بهذا العمل الجليل، الذى انتقل بعدئذ الى مكتبة بمفيليوس
بقيصرية. واستمر هناك حتى دخول العرب سنة 653 م0 تقريبا.

 

أشهر
ترجمات الكتاب المقدس

أولا
الترجمات السريانية:

أ‌-
الترجمة السريانية القديمة للعهد الجديد:

 وقد
انتشرت فى القرن الثانى الميلادى، لم يصلنا منها سوى انجيلين.

 

2-
الترجمة البسيطة

 نقل
فيها العهد القديم من العبرية الى السريانية، بمدينة أوديسا حوالى القرن الثانى او
الثالث الميلادى. ثم روجعت على النسخة اليونانية فيما بعد. أما العهد الجديد فقد
اهتم بنقله الى السريانية ” رابولا ” أسقف الرها عام (411 –435) للميلاد.

 

 وهذه
الترجمة تعتبر أقدم ترجمة للعهد القديم فى العصر السيحى وسميت بشيطا
Peshitta أى البسيطة لأنها كانت ترجمة حرفية.
وفى سنة 1842 م عثر على نسخة منها فى أحد أديرة وادى النطرون وهى محقوظة الآن فى
المتحف البريطانى.

 ولكن
العهد الجديد فى هذه الترجمة ينقصه رسائل بطرس الثانية ويوحنا الثانية والثالثة،
ورسالة يهوذا وكذلك سفر الرؤيا.

 

3- ترجمة
فيلوكسينوس:

 وهو
أسقف يعقوبى بمدينة هيرابوليس بآسيا الصغرى. ترجم العهد الجديد بأكمله الى
السريانية عام 508 م. وقام بتنقيحها توما الهرقلى عام 616 م.

 

 4-
الدياتسيرون:

وهم
أسم يونانى لمجموع الأنجيل الأربعة، رتب حوادثها ” تتيان ” بوادى الفرات
فى كتاب واحد باللغة السريانية. وقد انتشرت هذه الترجمة فى سوريا من أواخر القرن
الثانى بدايات القرن الخامس الميلادى.

 

 5-
الترجمة السريانية الفلسطينية

وقد
انتشرت فى فلسطين من نهاية القرن الخامس للميلاد.

 

ثانيا:
الترجمات اللاتينية

 1-
القديمة

 نقل
فيها العهد القديم من السبعينية فى نهاية القرن الثانى كما نقل العهد الجديد من
أصوله اليونانية. وقد انتشرت هذه الترجمة فى جميع انحاء المملكة الرومانية
الغربية، وشمال أفريقيا.

 

 2-الفولجاتا
(الشعبية)

قام
بها القديس ايرونيموس (جيروم)، بدأ فيها عام 390 م. وانهاها عام 405. وقد ترجم
العهد القديم من العبرية مع المقابلة باليونانية. وكان قد سبق لهذا العالم ان نقح
الترجمة اللآتينية للأناجيل بمقابلتها مع اللغة اليونانية سنة 384 م.

 

ثالثا:
الترجمة القبطية

 1-
الصعيدية

وجدت
فيها أجزاء من الأناجيل والرسائل باللغة القبطية الصعيدية، قبل نهاية القرن
الثانى. أما ترجمة العهدين معا فمن المرجح أن تكون قد اكتملت فى نهاية القرن
الثالث وحتى منتصف الرابع.

 

 2-
البحرية

 كذلك
عثر على اجزاء من العهد الجديد باللهجة البحيرية فى نهاية القرن الثانى. أما ترجمة
الكتاب باكمله بهذه اللهجة الكنسية فترجع الى القرن السادس ومنتصف السابع.

 ويرجع
الفضل الأول لهذه الترجمة الى العلامة بنتينوس (181 –190) م0 وقد عاونه فى هذا
العمل تلمذه كليمندس السكندرى وايضا اوريجانوس.

 

رابعا
الترجمة الأثيوبية

وهذه
نستنتجها من (أع 8: 26 – 35) حيث كان الخصى الحبشى وزير كنداكة ملكتها، يقرا فى
سفر أشعياء النبى ومنها نفهم أن اله اسرائيل كان معروفا عند الأحباش من زمن بعيد
قبل مجىء المسيح. خاصة أن الكتاب يذكر عن هذا الرجل أنه ” جاء الى اورشليم
ليسجد ”

 

 لهذا
يمكننا أن نستنتج أن العهد القديم قد نقل الى الأثيوبية من عهد بعيد قبل الميلاد.
اما من الترجمة السبعينية أو من العبرية مباشرة.

 

 وقد
يكون وزير كنداكة نفسه قد اهتم قبل وفاته بترجمة انجيل أو اكثر لفائدة أقربانه
والمحيطين به.

 

 وكانت
المسيحية قد انتشرت فى كل انحاء المملكة فى منتصف القرن الرابع الميلادى على يد
القديس ” فرومنيتوس ” أول أسقف رسمه البابا ااثناسيوس الرسولى على
الحبشة. لذلك ينسب اليه البعض نقل الكتاب المقدس الى اللغة الأثيوبية.

 

خامسا:
الترجمة الأرمنية

 هنالك
ترجمتان للكتاب المقدس باللغة الأرمنية، احداها نقلت عن السريانية والأخرى عن
اليونانية. يرجع تاريخ انجازها الى بداية القرن الخامس.

 

سادسا
الترجمة العربية

 توجد
منها ترجمات عديدة، يرجع بالطبع تاريخ ترجمتها الى ما بعد انتشار الاسلام. ابتاء
من النصف الأول من القرن الثامن ولازال البعض منها موجودا بمكتبة دير سانت كاترين.

 

 منذ
القرنين السادس عشر والسابع عشر، نقلت الى العربية بضع طبعات كاثوليكية للكتاب
المقدس. الا أن هذه الطبعات ظهرت معظمها فى روما وظلت هناك بعيدة عن أنباء المشرق.

 وفى
القرن التاسع عشر زاد الاهتمام فى لبنان بنشر التوراة باللغة العربية فأصدر
البرتستانت ترجمة عربية للعهدين القديم والجديد سنة 1864 من اللغتين العربية
واليونانية. وقد ساهم فى هذا العمل الدكتور كورنيليوس فانديك بمساعدة الشيخ ناصيف
البازجى والمعلم بطرس البستانى والشيخ ابراهيم الأسير. وهذه هى الترجمة التى ايدينا
الآن والمعروفة بالبيروتية.

 

 وفى
عام 1876 أصدرت المطبعة الكاثوليكية ترجمتها المعروفة “بالترجمة اليسوعية
“. استنادا الى النصين العبرى واليونانى. وقد قام بهذا العمل الأب انسينوس
روده اليسوعى
Rodet يعاونه
الشيخ ابراهيم اليازجى.

 

 وفى
سنة 1960 ظهرت ىخر طبعة من هذه الترجمة معززة بمقدمات لكل سفر من أسفار الكتاب.

 

سابعا:
مختصر لأشهر الترجمات الإنجليزية

1) K. J.V (King James Version)

2) N.I.V (New International Version)

3) T.E.V (Today s English Version)

 

الكتاب
المقدس والوحى

مقدمة

• ما
هو الوحى؟


الوحى والصفات الطبيعية فى الشخصية


اثبات الوحى المقدس.

 أ)
وحدة الكتاب المقدس

ب)
ترجمة الوحى

 ج)
صحة الكتاب المقدس

 

1-
النبوات

2-
المعجزات

3-
ثبات الكتاب

4-
تأثير الكتاب

5-
اتساع الكتاب

د)
تفسير الوحى

 

يقول
كتابنا المقدس

 ”
عالمين هذا أولا أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص. لأنه لم تأت نبوه قط بمشيئة
انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ” (2 بط 1: 20، 21)

 

 وقال
ايضا

 ”
كل الكتاب هو موحى به من الله ” (2 تى 3: 26)

وقد
كان يكفى شاهد واحد فقط ليبين لنا قوة الوحى وأصالة مصدر وأهمية أن نصدقه، ولكن
لبرهان عقلى اكثر يفيد المتشككين من ابنائنا والمشككين من أعداء كتابنا المقد،
ولمزيد من الأقناع القلبى والعقلى لكل دارس، لندرس بتمعن أدلة أخرى توكد عظمة وقوة
واصالة الوحى فى كتابنا وعقيدتنا.

 

ما هو
الوحى؟.

 هو
ذلك التأثير الفائق للطبيعة، الذى يعمل به روح الله فى عقل بعض الناس الذين
يختارهم الرب لشهادة مكتوبة أو مسموعة – ليسوقهم الى اشهار الحق. وهذا الحق قد
يكون اما حقائق روحية حدثت وتحدث، أو حوادث مستقبلية. تعلن كلها شفاهة للسامعين أو
كتابة للقارئين. مظهرة فى كل تدبير حكمة الله ومشيئته وحقه.

 

الوحى
والصفات الطبيعية فى الشخصية

 الوحى
الالهى رغم عظمتة وارتفاعه ولا محدودية مصدره، الا انه لا يلغى شخصية الكاتب، انما
يؤثر عليه بالروح القدس، تأثيرا كما قلنا فائق للطبيعة والادراك، بحيث يستعمل ما
عنده من قوة وصفات ومواهب، يستعملها كلها وفق ارشاد الله.

 وهذا
الاحترام والتقدير من الله لمواهب الانسان الطبيعية، ومهاراته العقلية ايضا
اللغوية، هو الذى أوجد ذلك التمايز الواضح بين نمط الكتابة عند الكتاب المتنوعين
لأسفار الكتاب المقدس. فنرى:

 

 علماء:
يكتبون مثل موسى وسليمان وبولس الرسول

 وفحصاء:
مثل اشعياء وارميا

عاميون
مثل عاموس (جانى الجميز).

 

 صيادون:
مثل بطرس الرسول.

كل
هؤلاء صاحبهم الروح القدس، لم يلغ شخصياتهم بل عصمهم من الزلل اثناء الكتابة،
فكتبوا وأعلنوا حق الله مطابقا تمام لما يريده الله، كل يحسب مواهبه وشخصيته
ومهاراته اللغوية والعقلية والثقافية.

 

ومما
يجب علينا مطالعته والتعجب منه، أن نرى كتبة الأسفار مطمئنين وعديمى الخفة عندما
كانوا يكتبون فى أعجب الأمور. وهذا وجه من أوجه التمييز بين الوحى والبشر. فان
الوحى يجعل الكتاب يضبطون أنفسهم دون عناء أو أنين. وكانت لهم فرص عديدة وغير
عادية لاطالة الكلام فى روايات معينة ولكنهم امتنعوا. هذا اذن ليس من انسان بل من
الله.

 

وعن
أسلوب الكنابة فما أعجب بلاغته، تجد السهولة التى كانوا يعتبرون عن الأفكار. تجدهم
يحكمون حكما قاطعا فى أغمض المواضيع وأعمقها سرا وأبعدها جدا عن أفكار البشر، ذلك
بدون خطأ أو تأخر أو تكلف ولاتردد أو شل. الأمور التى كنا ننتظرها منهم لو كانوا
متروكين لقواهم الضعيفة المحدودة فقط، لقد كانوا يتكلمون ويكتبون بسلطان الهى
مسوقين من روح الله ليعلنوا حق الله فقط.

 

من
ذلك نفهم أنه لا معنى مطلقا لآلية الوحى والكتابة، أو ميكانيكيته، أن يغيب الوحى الانسان
ويدخله فى حالة من ضياع العقل، هذا باطل ولا معنى له سوى حتمية الشك فى وحى كهذا.
ليفهم القارىء. لقد استخدم الرب ثقافة بولس واطلاعه وسعه معرفته، كذلك اختبارات
بطرس ومشاهدات يوحنا. كل هذا فى اتحاد واع مع روحه القدوس فصاغوا لنا فى أمانةو
وعى كامل ما أرشدهم به.

 

إثبات
الوحى المقدس

فى
هذا العنوان ندرس:

أ)
وحدة الكتاب

– ترجمة
الوحى

– صحة
الكتاب المقدس وفيها ندرس:

1-
النبوات

2-
المعجزات

3-
ثبات الكتاب

4-
تأثير الكتاب

5-
اتساع الكتاب

 

 د)
تفسير الوحى

 

وحدة
الكتاب المقدس

 لما
يكتب الكتاب حوالى اربعين كاتب، فى حوالى ستة عشر جيلا (1600سنة)، من 15.. ق.م0
الى 99 م. ويكتبون فى 66 سفرا (39 +27)، بالاضافة للأسفار القانونية.

 

 ويكتبون
وقد باعدت بينهم السنوات والأماكن والثقافات بل وظروف الكتابة، ورغم كل ذلك تجد كل
من كتب يتجه نحو غاية واحدة وحيدة بمنتهى الدقة والتطابق وهى: فداء البشر بواسطة
فاد كريم ينتشلهم من فسادهم ويعيدهم مرة أخرى الى أحضان الله، يكون هذا دليلا قويا
على صحة الوحى المقدس.

 

ترجمة
الوحى

الوحى
الحرفى (الذى فيه يلغى الله شخصية الانسان ويغيب عقله) يعطى بلغة معينة ويستحيل
ترجمته. ولكن لأن الوحى فى المسيحية يبارك الارادة البشرية ويستخدم الامكانيات
الطبيعية ويعصهما أثناء الكتابة. أمكن بذلك ترجمته فعلا الى حوالى 2330 لغة ولهجة
حسب آخر الاحصائيات.

 

 الوحى
الحرفى وهو يلغى الانسان، يعطى الفرصة أن تنسب الأخطاء الى الوحى ذاته. أما نحن
العصمة للوحى، والخطأ للضعف البشرى أثناء النسخ أو الترجمة. ويكون مرجعنا لاثبات
هذه الأخطاء – النسخ الترجمة – المراجع والمخطوطات القديمة للكتاب والمحفوظة فى
متاحف العالم تشهد لصحة ودقة الوحى المقدس.

 

صحة
الكتاب المقدس

1)
النبوات

 فى
العهد القديم نجد اكثر من 300 نبوة عن السيد تالمسيح وتمت بحذافيرها بكل دقة! ماذا
يظن أعداء الكتاب فى هذه الدقة؟

 وردت
أيضا نبوات عديدة عن أمور وأحداث أخرى، وقد تمت أيضا. فهناك نبوات فى سفرى أشعياء
وارميا عن سبى يهوذا الى بابل، ونبوات عن العودة من هناك، قرأها كورش الفارس فى
اشعياء 47 وأر 50 واعاد اليهود.. وكان أشعياء قد تنيأ بخراب بابل (أش 13: 16 – 22)
وايضا ارميا (ار 50، 51) وقد شهدت كتب التاريخ كيف خربت فعلا بابل.

 

 بنفس
الكيفية التى وصفتها النبوات (الهجوم عن طريق النهر من تحت الأسوار.. بعدما حول
كورش مياه الفرات الى خنادق تم حفرها.. وفى ليلة الأحتفال فى بابل بآلهتهم صار
الهجوم وسقطت بابل بغته وخربت كما النبوات).

 

 وعن
سقوط مصر وهى أوج عظمتها وردت نبوات فى (حزقيال 29: 30) وتمت بالكامل.

 

 وماذا
نقول عن خراب أورشليم الذى تنبأ عنه دانيال وتم بحذافيره فى سنة 70 ميلادية؟

 انها
النبوات التى تعلن صحة الكتاب المقدس وبالتالى صحة الوحى وتثبته.

 

 2)
المعجزات

 المعجزة
هى الأمر الذى يحدث فائقا للطبيعة المخلوقات ومثبتا لعجزها0

 فيكون
أن لا يمكن أن يصنعها غير الله السيد الحاكم على الطبيعة، اما بذاته أو بخدام
قدرته القادرة على كل شىء.

 

 وقول
نيقوديموس للمسيح يشهد لذلك

“..
يا معلم أنك قد أتيت من الله معلما لأنه ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التى أنت
تعمل أن لم يكن الله معه ” (يو 3: 2)

 

 وعن
ارتباط المعجزات بصحة الوحى والكتابة قال الرسول بولس:

 

 “..
كيف ننجو ان اهملنا خلاصا هذا مقداره قد ابتدأ الرب بالتكلم به ثم تثبت لنا من
الذين سمعوا شاهدا معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة ومواهب الروح القدس حسب ارادته
” (عب 2: 3، 4)

 

اذن
ذكر الوحى لهذه المعجزات، وشهاده أصحابها وحضورها عنها، كل ذلك يثبت صحة الكتاب
والوحى

 

 3)
ثبات الكتاب

 كل
جديد تمر عليه الأيام وتعتقه، أما الكتاب المقدس، فهو قديم ولكنه دائما جديد! مرت
عليه الأيام وهو كما هو، لا تغيير فيه ولا تبديل، وسيظل أبد الدهر كما هو. دور
” يمضى ودور ” (جيل) يجىء، أما كلمة الله فهى تبقى الى الأبد كتب الله
الذى أعطاها كعظيم أبدى.

 

قامت
ضد الكتاب الهرطقات والأضاليل، وضل كما هو يعلن الحق الالهى ويحكم بنفسه عن
المخالفين الذين فسروا آيات على هواهم.

 

قامت
ضده جهود العلماء الكاذبين والمعندين، فلم تقدر أن تقهره يوما وبالتأكيد لن
تستطيع.

 

 لقد
قال فولتير: الديانة المسيحية سوف تنقرض فى 25 سنة ولكنه ها هو قد مات منذ حوالى
2.. سنة ومازالت المسيحية وستطل. هذا الشاعر الملحد أحتقر الكتاب المقدس بشدة
وقاوم انتشاره بشكل فظيع لدرجة أنه أسس مطبعة لهذه الغاية، وكان: لابد أن ألاشى
ديانة يسوع قبل أن أموت، وامنع الناس من قراءة الكتاب. ولكن ماذا حدث؟

 

 يعد
قلليل مات فولتير، ومن العجب المدهش أن صارت مطبعته ذاتها هى التى تطبع الكتاب
المقدس وتنشره! انها عظمة الكتاب فى ثباته كوحى حقيقى من الله.

 

 لقد
قال نيرون قيصر: هذا التعليم لايدخل بلادى، وكان يسوع قد قال: لابد ان يكرز
بالاناجيل لكل المسكونة، وقد كان.

 ديسيوس
قال: لتمت المسيحية، ولتهلك النصرانية وليبطل التبشير بها وكان يسوع قد قال:
السماء والارض تزولان ولكن كلامى لا يزول. وقد كان، زال ديسيوس، وزالت
الأمبراطورية الرومانية، وارتفعت المسيحية بالصليب والانجيل.

 

 ديقلديانوس
قال: يجب أن تهدم كل الكنائس.

وكان
يسوع قد قال: على هذه الصخرة ابنى كنيستى.

 ماذا
يفعل هؤلاء ” الغلابة ” ان كان هذا هو كلام يسوع المسيح؟ عن ثباته قال
د0 ارثربيرسون فى كتاب له بعنوان ” حجج لا تدحر “:

 

 (مثل
خشبة مسدسة كلما اجتهد الناس أن يطرحوها لا تعدم جنبا ترتكز عليه. هكذا كلما اجتهد
الأعداء أن يطرحوا الكتاب يأتى بالخلاص لمن يطرح عليهم)0

 

 4-
تأثير الكتاب المقدس

 ”
هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمى لا ترجع الىَِ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح
فيما ارسلتها له ” (أش 55: 11)

 

 كم
من نفوس غيرها الكتاب المقدس، بمحبة عجيبة مغيرة، بهبات الخلاص المتنوعة، بتعزيات
المواعيد الإلهية التي ذكرها الكتاب وحققها صاحبه لمن عاشها بالإيمان وطلبها
بالرجاء.

 

 كم
مكن فبائل هذب الكتاب من طباعها، وقد كانت من أكلة لحوم البشر أو قد تدنت الى أحقر
من الحيوانات فى معيشتهم وبدائيتهم، ولكن غير الكتاب كل ذلك. كذا نسمى ذلك؟

 

 ويعوزنى
الوقت للكتابه فى تأثير الكتاب فى تجميع الناس، وتذويب الفوارق بينهم.. فاليهودى
يكره السامرى، والصينى يدعو الأجنبى شيطاناُ واليونان والرومان يقسمون الناس الى
متمدينين وبرابرة. ولكن ها هو انجيل المسيح يعلن ويحقق:

 

 ”
ليس يدودى ولا يونانى. ليس عبد ولا حر ليس ذكر وانثى لأنكم جميعاُ واحد فى الميسح
يسوع ”

 (غلا
3: 28)

 

 5)
اتساع الكتاب المقدس

 ”
لكل كمال رأيت منتهى. أما وصاياك فواسعة جداٌ ” (مز 119: 96)

 

 هكذا
تغنى داود..

 أعظم
كتب العالم تقرأه واحدة ولاترجع إليه، أما الكتاب المقدس فهو جديد كل حين،

 يقرأه
الحكيم فيزداد حكمة ولاتنتهى حكمته بل تزداد طوال سنين قراءته،

 يقرأه
الجاهل فيتعلم الحكمة ويستنير بالخلاص،

 يملأ
الصالح صلاحاً وأدباً،

 يتوب
الخاطىء ويجدد حياته..

 تاريخه
يقرأ ولا يمل منه..

 صار
مشبعاً لكل من يقترب إليه ويعطش، ولما يأكل ويشرب يزداد جوعاً وعطشاً، وهكذا صار
الكتاب كل شىء لإنارة الحياة. وحقاً قال داود: ” عجيبة هى اقوالك. لذلك
حفظتها نفسى ”

 (مز
119: 129)

 

3- تفسير
الوحى

ويضاف
على هذه الإثباتات لدقة الوحى الوحى

 *
قوانيين المجامع المقدسة منذ القرون الأولى.

 *
كتابات الأباء التى فسروا بها غالبية الأسفار.

 كل
هذا يعلن صحة وثبات الوحى المقدس.

 

فكرة
العهد فى الكتاب المقدس

1-
العهد فى فكر الله.

2-
تباشير العهد (من الخليقة إلى إبراهيم 2091)

3-
تهيئة العهد (إبراهيم موسى 2091 1526)

4-
عقد العهد (موسى يشوع 1526 1406)

5-
العهد فى خطر (يشوع صموئيل 1406 1035)

6-
توطد أركان العهد (شاول سليمان 1050 _ 930)

7-
إزدهار العهد (الملوك والأنبياء 930 586)

8-
الألم سبيل العهد (السبى 586 537)

9-
العهد فى الصبر والإنتظار (العودة والرجاء 537 5 ق0م)

 

فكرة
العهد فى الكتاب المقدس

 لا
تعنى المعنى الزمنى للعهد.. القديم أو الجديد انما تعنى رابطة وميثاق بين الله
والناس. ميثاقاً يحتم نوعية معينة ومحددة من التعاملات، تلخصها الشريعة – شريعة
العهد، وتنظم علاقة الانسان – البشر – بالله.

 

ذلك
لأن مابيننا وبين الله، ليس مجرد أنماط عبادة واركان تدين، بل تتخطى ذلك كله إلى
معنى التعهد والميثاق

 

والعهد
يقوم على طرفين، الله والناس، ويختم العهد، فى العهد القديم مهد له لإبراهيم (تك
12) حتى وفاه بذبائح الناموس، ورغم كونها ضعيفة وناقصة ورمزية، إلا انما حملت
تماماً قوة العهد.. إلى أن كمل عهد الله معنا بدم ابنه يسوع. عهداً حقيقياً جديداً
بكل معنى.

 

ونحن
هنا سنحاول تلخيص أسفار وأحداث الكتاب المقدس فى صورة خطوات أدت مجتمعة إلى اتمام
العهد فى شخص يسوع المسيح:

 

1-
العهد فى فكرة الله

وهذا
نضعه فى نقاط اربعة أو مراحل أربعة:

أ)
خطة الله وقصده المبارك

 محبته..
خلقته للإنسان.. تميز الإنسان.. حرية الإنسان فى رفض الله، ورفضه فعلاً (سفر
التكوين)0

 

ب)
العهد القديم

 اعداد
اله شعبه للعودة إليه، وهذا حققه الله على مراحل، مع نوح.. الآباء إلى موسى وسيط
العهد، وبه مع الشعب الذى اختاره ليستودعه الإيمان، فيمارس المحبة، ويعلن إسم
الله، وينشر محبته. وهذا تم لمجد الله. ولكنه لم يكن عهد كمال بل صورة لعهد افضل.

 

ج)
العهد الجديد

 هذا
العهد عقده الله ذاته، لا بدم انسان ما، بل بدم نفسه وقد صار انساناً ومكان هذا
العهد جبل الجلجثة، حيث اعلن الله إنه ” محبة “، ومحبة باذلة مضحية
منتظرة الإنسان.

 

 هذا
العهد ندخله بالمعمودية، وباتحادنا بالمسيح ن فندخل بذلكفى خطة الله وقصده المبارك
أن نكون معه وفيه.

 

د)
اكتمال العهد

 حيث
يكمل الزمان، ويكمل جهاد المؤمنين، فيختاروا للحياة الأبدية فيبلغ العهد غايته
وكماله.

 

2-
تباشير العهد

 وهذه
المرحلة مصدرها الكتابى (تك 1 – تك 11) حيث تضم رواية الكتاب الخلقة والخليقة
والخطية (تك 1-3) وتنتهى بفلم نوح وميثاق الله (تك 9) كذلك قصة برج بابل واصرار
الله على أن يسود بالحب على خليقته لا بالخوف منه (تك 11).

 

3-
تهيئة العهد

 مصدرها
الكتابى (تك 12 – 50) وتاريخ احداثها من سنة 2091 ق0م0 إلى سنة 1526ق0م0 وتبدأ
بتغير ابراهيم وتسلل الأباء منه، اسحق ويعقوب والأسباط وتنتهى بإقامة العبرنيين فى
مصر وبدء اضطهادهم بعد موت يوسف وحتى مولد موسى0

 

 فحوى
هذه المرحلة: بابراهيم خطى الله خطوة جديدة بل خطوة أولى فى سبيل العهد. فى صورة
وعد سيتحقق فى شعب أى فى نسل، ويقتضى من هذا الشعب الإيمان، الذى هو جواب الإنسان
لدعوة الله.

 وهذه
الخطوة لم تخل من الدم كما اتفقنا (تك 15).

 

 *
دعوة ابراهيم، طاعته وإيمانه.

 *
اسحق ابن العهد (تك 26: 3 – 5)

 *
الله يواصل خطته للعهد بيعقوب وهجرته الى مصر.

هكذا
وصل العهد إلى سنة 1526 ق0 م0 وسلمه الشعب إلى موسى.

 

4-
عقد العهد

 كان
ابراهيم هو الخطوة الأولى فى سبيل العهد. فقد حققه فى الخارج فى صورة ذبيحة قدمها،
وفى الداخل فى صورة اتحاد صميم مع الله بالطاعة والإيمان. ورغم أن اسحق ويعقوب،
كانا أقل شأناً بين ابراهيم وموسى، إلا انهما قاما بدورهما فى تسليم بركة الله إلى
الشعب، فساهما بالحقيقة فى التمهيد لعهد سيناء الذى سيبلغ بالعهد القديم إلى كماله.

 

 وموسى
هو وسيط هذا العهد، رجل عظيم، زعيم جبار، وحامل رسالة وصاحب دعوة. وقد امتزجت
دعوته بشخصيه حتى عرف بها وعرفت به.

 ولادته:
حوالى 1526

 الخروج
من مصر: حوالى 1446

 موته:
حوالى 1406

ومصادر
هذه المرحلة هى اسفار الخروج والعدد والاويين وتثنية الأشتراع (التثنية) وفيها
نلمح المراحل التالية:

 

 *
تهيئة الوسيط

الإضطهاد..
موسى فى بيت فرعون.. موسى الهارب فى البرية.. موسى والعليقة.. موسى وحواراته مع
فرعون.. الخروج

 

 *
عقد سيناء

الفصح..
الرحيل.. عبور البحر.. موسى فوق الجبل. (خر 19: 3 – 6)

 

 *
نتائج العهد

 جماعة
جديدة الله إلهها الوحيد وهم شعبه (لا 20: 24 و26) موسى زعيم هذه الجماعة، مرشدهم
ومؤدبهم لو تطلب الأمر.

 

 *
شروط العهد

-الوصايا
العشر (خر 20: 1 – 7، تث 5: 6 –21)

-الشريعة
(أدبية.. اجتماعية.. طقسية)

 

5-
العهد فى خطر

 عقد
موسى العهد وبقى على الشعب أن يعيشه حوالى أربعة قرون بعد موت موسى، سيكون العهد
فى تردد وتذبذب، فالعهد فى خطر. وهى مدة يشوع والقضاه، وتشمل ما بين سنة 1406
(دخول كنعان) و1035 (ابونا صم 1 –7) وفيها نلاحظ:

 


العهد فى خطر، فعمل موسى مهدد بالانهار، لأن الوثنية بدأت تتسرب إلى عهد سيناء.


الزمان مظطرب، تطور اجتماعى، حضارى، أثر حتماً على العقيدة الدينية.


اختبارات صعبة لحرية الشعب، بين أن يختار دعوته الروحية واخلاصه للعهد وبين اهوائه
المادية.

انتهت
هذه الحقبة بصموئيل المبى آخر قضاة اسرائيل.

 

6-
توطد أركان العهد


شاول من 1050 –1010


داود من 1010- 970


سليمان من 970 –930

 

ومصادرها
الكتابى

1 صم
8 – 31، 2 صم كله، 1 مل 1 – 11، (1 أخ كله + 2 أخ 1 – 9)

وتشمل
هذه الفترة الحديث عن المملكة الموحده، شاول – داود – سليمان هؤلاء اتموا فتح ارض
الميعاد واظهروا خصائص ملكيتها لهم.

 


فشاول استقل بالسياسة عن السلطة الدينية.


وداود حقق المثل الأعللا للملكية الإلهية.


وسليمان أقحم السياسة فى الدين.

فعن
شاول

: لقد
مهد الطريق لكل الملوك التالين له، بصفته أول تجربة للملكية فى اسرائيل، وهذه بلا
شك لها وزنها فى تاريخ الشعوب.

ورغم
مساوئه، شعر شعبه بالأسى نحوه، ربما لتعلقنفوسهم بفكرة أن يكون لهم ملك. وقد اوضح
ذلك رثاء داود ويوناثان له أجمل رثاء وأرقه (1 صم: 19 – 27)

 

وعن
داود

: ما
كان أهم دوره فى تاريخ العهد، رغم سقطاته. لقد قدم بتقواه دليلاً عظيماً على أنه
يمكن لشعب أن يعيش فى ظل حكم دستور إلهى، كان قد وضعه موسى. سواء فى الحياة
السياسية أو الإجتماعية.

ولعل
سبب هذا كونه قد كرس المركزية فى السياسة والدين، إذ جعل اورشليم وحدها مقراً
دائماً له كملك مع كونها مقراً أوحداً للهيكل.

 

أما
سليمان

:
فرغم انه أتم عمل أبيه، سياسياً إذ واصل فتح البلاد ونظم المملكة تنظيماً حديثاً.
ودينياً إذ بنى الهيكل وأتى الحكمة الإلهية. إلا أنه زرع فى عمل أبيه جرثومة
الخراب إذ غزا عقلية الشعب المختار بعناصر أجنبية، وقاد الشعب إلى غايات بشرية
جرفته عن غايته الإساسية القصوى ” وهى تبعية يهوه “. أراد أن ينهب مراحل
التطور نهباً فلم يتريث بل سار سير الملوك العتاة مع شعب لا يزال ينزع إلى حرية
وعفية البداوة (البدية).

 

كذلك
انحراف بمفهوم العهد ومعناه، فإذا بالغنى والنساء والاقتصاد تحتل من حياته المقام
الأول. ولا يخفى على دارس كيف أن زواجة بالأجنبيات قد فتح الطريق للعناصر الوثينة
من أصنام وكهنة ومعابد..الأمور التى أدت مجتمعة إلى انقسام المملكة بعده.

 

7-
ازدهار العهد

 وهذه
الحقبة تتحدث عن كيف أن الله أراد أن يدرك البقية من شعبه، بأنوار تتلألأ تعلن
صوته وارادته، رعايته وحفظه للعهد من جانبه.

 

فقام
الأنبياء – أنوار العهد التى لإزدهاره – من إيليا إلى أرميا، قاموا يشرحون العهد
فى فترة امتدت من سنة 930 إلى سنة 586 ق0م0 بتغطية كتابيا من أسفار الملوك الثانى
والأخبار الثانى وأشعياء وارميا.

 

8-
الألم سبيل العهد

 هذه
الحقبة تتحدث عن السبى البابلى، لما رأى الله أن الألم هو السبيل الوحيد إلى معرفة
العهد وفهمه.

 

 ولم
تخل الفترة من أنوار للعهد ايضا، تتلألأ فى هذا الواقع المظلم، فكان حزقيال النبى،
وبقية نبوة أشعياء (القسم الثانى 40 –60) فى فترة أمتدت من سنة 586 إلى سنة 537
ق0م

 

 وقد
انتهت هذه الفترة بمرسوم كورش، الفارسى، القاضى بعودة اليهود إلى أورشليم. وكانت
بابل التى سبتهم قد زالت وحلت محلها امبراطورية الفرس.

 

خلاصة
خطيرة

 من
مطالعتنا فى القسم الثانى لسفر أشعياء النبى (40 –66). تجد أنه قد أسبغ العهد
القديم فى بضع صفحات، على شخص ” عبد يهود “. كل ما جمعه طوال تاريخه
النبوى من ثروة روحية. فسما به إلى روحانية عالية. وخصه بدور عجيب رائع. فهو النبى
والوسيط، ومعلم الحكمة والبار.

وقد
أنكره مواطنوه لأنه نزه فكرة الخلاص عن كل شائبة مادية، ولم يميز بين نفس ونفس،
ولذا فقد قدم ذاته ذبيحة تكفير وفداء لشعبه، كانت للبشرية كلها سبيل الخلاص. وكانت
له سبيل الخلود وسبب ذرية لا يحصى.

 

9-
العهد فى الصبر والانتظار

 وهى
حقبة الكيان اليهودى الذى به يختم العهد القديم تاريخه بالمسيح. فهى فترة تهيئة
للعهد الجديد بمقدار ما هى ختام للقديم عاد فيها الشعب من السبى سنة 537، وزهاء
خمسة قرون، تقلب فيها العائدون شتى التقلبات، وتعرض فيها إيمانهم بالله وتمسكهم
بناموسه إلى أخطار الوثنية اليونانية وفتنها ورغم ذلك لم تخلو من حركة إزدهار
جديدة، إذ أخذ الكتبة يجمعون ميراث الآباء ويدونون حكمة الأجيال.

 

 وكان
لذلك أثره فى تثبيت الشعب، حتى شهادة الدم فى حروب الولادة ما بعد وفاة الأسكندر
(أنطيوخى ابيفانيوس)

 ورغم
أنه كان قد خمد نهائياً صوت الأنبياء الذين تكلموا عن أزمنة المسيا، إلا أن الرجاء
لم يخمد فى قلب اسراءيل:

 

 متى
سيأتى ” ذلك الآتى “؟

 متى
ستنطلق الأصوات بصرخات ” مبارك الآتى باسم الرب “؟

 

 إننا
الآن فى ملتقى الطرق بين العهدين القديم والجديد، كأن القديم يستجمع قواه لينطلق
الإنطلاقة الأخيرة قبل أن يزوى نوره. والروح القدس يبعث فى النفوس ولاشك بفيض من
أنواره ليعدها لاقتبال تعليم العهد الجديد.

 

هذا
وتاريخ هذه الفترة حافل بالأحداث التاريخية نوجزها هنا:

 الحياة
الدينية

 الحدث

السنة

 

 

 

 

— نبوة
حجى وزكريا


اتمام بناء الهيكل

 

 

 


نبوة ملاخى

سقوط
بابل على يد كورش الفارسى

عودة
أول جماعة من السبى

 أورشليم


 

 عودة
عزرا الى أورشليم

نحميا
يبنى سور المدينة

 

539

537

 

520

516

458

445

430

 

 

الإسكندر
الأكبر يغزو فارس

 ويغلب داريوس الملك

331

 

 أنطيوخس إبيفانس بوادر الثورة
المكابية

 الثورة
المكابية

 

 يهوذا
(166) يوناثان (160) سمعان (143) يوحنا (134)

 أرسطو
بولس الأول (104) أسكندر حناؤس (103)

 الكسندر
(76) أرسطو بولس الثانى (67)

175

166

 

 

 

 

 

 

 

 

 الحكم الرومانى

63

الرومان

 ميلاد ربنا يسوع المسيح

5 ق.م.

 

 

 

 

 

أسفار
موسى الخمسة

*
الإسم

*
وحدة الأسفار

*
علاقة الأسفار بالمزامير

*
كاتب الأسفار

*
نظريات النقد الأربعة

*
اعتراضات على الأسفار والرد عليها

*
شهادات العهد القديم

*
شهادات العهد الجديد

*
أدلة عقلية منطقية

 

أسفار
موسى الخمسة
PENTATEUCH

 استخدم
هذا الإسم منذ العصور الأولى للمسيحية. وكان بالطبع قد عرفها اليهود أيضا.

 وقد
حملت الأسفار القاباً عديدة وردت فى الكتاب المقدس:

 


التورة أو الشريعة أو الناموس (يش 1: 7، مت 5: 17، مت 12: 5)

• سفر
الشريعة أو كتاب الناموس (يش 1: 8، غلا 3: 10)

• سفر
توراة موسى (يش 8: 31)

• سفر
شريعة الله (يش 24: 26)


كتاب موسى (2 أى 25: 4، مر 12: 26)


ناموس الرب (2 أى 31: 3، لو 2: 23)


شريعة موسى (1 مل 2: 3، عز 7: 6، لو 2: 22)

 

وحدة
الأسفار

 هذه
الأسفار تمثل وحدة تاريخية مترابطة معاً. فهى تمثل حقبة هامة متكاملة من حياة
البشرية من جهة علاقتها بالله. تبدأ هذه الحقبة بالخليقة (العالم والإنسان)
وتستعرض الأسفار فى تسلسل بديع قصة هذه الخليقة، وتطور أحداث الخطية والطرد وصراع
الإنسان مع الحياة. ولهفته لتحقيق وعد الخلاص.

 

 كما
أنها تقرر فكرة العهد بين الله والناس. إلى أن تنتهى بقيادة يشوع للشعب تمهيداً
لدخولهم أرض الميعاد وهى بذلك تعلن دور الناموس الذى قيل عنه أنه بنا إلى المسيح
(غلا 3: 24) مثل المربية التى تمسك بالصغير وتدبر كل أموره المنزلية والمدرسية حتى
بشب نافعاً لنفسه ومجتمعه.. هكذا فعل بنا الناموس حتى أوصلنا للمسيح.

 

علاقة
الأسفار بالمزامير

 اعتاد
اليهود تقسيم المزامير إلى خمسة أقسام ايضاً كل منها يمثله سفر من أسفار موسى
الخمسة وكل ينتهى ببركة.

 

الكتاب
الأول للتكوين

* (مز
1 – 41)

 ”
مبارك الرب اله اسرائيل من الأزل وإلى الأبد آمين فآمين ” (مز 41: 13)

 

*
الخروج (مز 42 – 72)

مبارك
إسم مجده إلى الدهر ولتمتلىء الأرض كلها من مجده. آمين فآمين ” (مز 72: 19)

 

*
اللاويين (مز 73 – 89)

 ”
مبارك الرب إلى الدهر. آمين فآمين ” (مز 79: 52)

 

*
العدد (مز 90 – 106)

 ”
مبارك الرب إله اسرائيل من الأزل وإلى الأبد. ويقول كل الشعب آمين ” (مز 106:
18)

 

*
التثنية (مز 107 – 150)


كل نسمة فلنسبح الرب ” (مز 150: 5)

 

كاتب
الأسفار

 فى
القرن الثانى عشر، بالتحديد سنة 1167 م. لاحظ ابن عزرا
Ibn
Ezra
أن واضع سفر التكوين يذكر حدث طرد الكنعانيين كأنه حدث ماض،
واستنتج من ذلك أن الكاتب شخص غير موسى جاء بعده.

 

 ”
وكان الكنعانيون حينئذ فى الأرض ” (تك 12: 6)

 وفى
القرن السابع عشر قال
Richard Simon أن
الأسفار الخمسة قد استخدمت ملاحظات موسى ومذكراته، لكن الواضع أضاف اليها من بعض
المصادر.

 

 ورأى
أخر
Thomas Hobbes أن
الأسفار مع الأسفار الملوك هى من وضع عزرا الكاتب.

 

 وتوالت
بذلك القرون من السابع عشر إلى العشرين مليئة بالنقد فى هذه الأسفار من جهة
كاتبها، للوصول إلى مدى علاقة موسى بها. هل هو كاتبها من خلال التقليد الشفوى الذى
تسلمه، أم سجل هو ملاحظاته على الشرائع التى تسلمها وأن شخصاً آخر غيره أخذ ما
دونه موسى وكتب هذه الأسفار؟

 

 وباستعراض
هذه الدراسات النقدية نلخصها فى الآتى:

1-
نظرية المصادر القديمة
The Old Document Hypothesis

 وملخص
هذه النظرية أن موسى استخدم وثائق سابقة عنه كل منها ذكرت إسم الله مختلفاً عن
الأخرى. إذ لوحظ أن موسى يكتب إسم الجلالة تارة: الوهيم
Elohim وأخرى يهوه Jehovah.
بالاضافة إلى ذكر قصة الخليقة مرتين فى سفر التكوين (1 – 3: 24) مم دعا إلى التأكد
من وجود مصدرين استقى منها موسى روايته. كتقليد شفاهى أو حتى مكتوب.

 

 وهناك
من العلماء من نادى بوجود اكثر من مصدرين وصلت فى اعتقد البعض منهم إلى عشرة
مصادر. ساعدت موسى فى كتابة سفر التكوين أول ما سطره.

 

2-
نظرية المصادر غير الكاملة
Hypothesis The Fragment

 تزعم
هذه النظرية كل من:
Vater سنة
1805 م. و
Hartman سنة
1831 م0 وهى تقوم على إدعاء أن موسى استخدم ليس فقط مصدرين أو حتى عشرة، بل مجموعة
كبيرة من المتفرقات (مصادر غير كاملة) وصلت ثلاثين وأكثر. كل منها مستقل عن الآخر.
ولكن لم تلق هذه النظرية رواجاً فكرياً لدى الدارسين.

 

3-
نظرية التكميل
The Supplementary Hypothesis

 تزعم
هذه النظرية
H.G Ewald سنة
1831 م. كمخترع لها، ثم تبعه كثيرون.

 

وملخصها
وجود عدة وثائق لاحقة لموسى. قام واضع الأسفار بتكميلها فيما بينها حتى تألف
الكتاب كله.

 

هنا
اعتبر أن ما دونه موسى، شأنه مثل كل الوثائق، مجرد وثيقة أو مصدر يحوى الوصايا العشر
وكتاب العهد.. استخدمت كمصدر لتكميل المؤلف0

 

ولكن
عاد
Ewold موسس النظرية
وهدمها بنفسه أعلن فى كتاب له
History of Israil (1843 –
1850
) بوجود مصدرين فقط سابقين لموسى (نظرية المصادر القديمة) الأول
الوهيمى
Elohist والأمر
يهوى
Yahwistic0

 

4-
نظرية الوثائق الحديثة
The New Documents Hypothesis

 وهذه
قدمها
H.Hupfeld سنة
1853 م0 وقال فيها أن المصادر التى اعتمد عليها موسى ليست مكملة لبعضها البعض بل
كل منها تمثل نهراً قصصيا ً كاملاً.

 

 وفى
تطور لهذه النظرية، لخصت هذه المصادر فى أربعة:

E الوهيمية Elohist

Y اليهوية Yahwistic

D خاصة بسفر التثنية
Deuteronomy

P الكهنوتية Priestly

 

5-
نظرية النقل التقليدى التاريجى

 The Tradits-Historical Criticism

 وهذه
ظهرت فى بداية القرن العشرين، حيث نادت بضرورة العودة إلى الفكر التقليدى الأصيل،
أن كاتب الأسفار هو موسى النبى وحده، وأن كانت بعض العبارات القليلة قد أضيفت بعده
مثل قصة موته.

 

 هذه
النظرية مثلها
I. Engell عام
1945 واستند فى نظريته على أنه طالما لا يوجد أى أثر للوثائق المتوازية التى ادعت
النظريات السابقة وجودها عند وضع الأسفار: يكون موسى النبى هو كاتبها.

 

اعتراضات
على الأسفار والرد عليها

 

أولا:
موسى لم يكتب الأسفار، لأن الحروف الهجائية لم تكن معروفة فى أيامة.

 

 وعن
هذا الاعتراض نقول أن موسى وقد تربى فى بلاط فرعون وتهذيب بكل حكمة المصريين. كانت
الكتابة وقتذاك معروفة فى مصر وغيرها من الشعوب المتحضرة. إذ كان المصريون يكتبون
على جدران المعابد والمسلات وعلى ألواح الأجر وورق البردى وأيضاً الرقوق

 

 وفى
آسيا كانت معروفة الكتابة البيهستانية المعروفة بالخط المسمارى. بذلك يكون موسى قد
كتب فعلاً بذلك الخط على ألواح الأجر كما كانت العادة فى مصر.

 

هذا
وقد ثبت فعلاً وجود الكتابة بهذا الخط فى بابل حتى قبل عهد احتى قبل عهد ابراهيم
وان بابل كانت مملكة مستنيرة بالعلوم والمعارف وكان بها العديد من المدارس
والمكتبات.

 

ثانيا:
أدعى ” هوايت ” أن القصص الواردة فى التوراة مأخوذة من أساطير الديانات
الوثنية القديمة مع إدخال بعض التحريفات عليها. وأن ” موسى ” هذا قد
تمثله: أوزوريس عند المصريين، وبكخوس عند العرب وابولون عند الرومان.

 وللرد
على ذلك نورد الآتى:

 


بديهى جداً لاتخلو العصور التى سبقت توراة موسى، وكذا الأماكن الأخرى، من مؤمنين
بالله الذى يعرفون كثيراً عن الأمور التى ترضيه أو تغضبه. فإذا تشابهت بعض
المعتقدات بينها وبين ما كتبه موسى، يكون ذلك بسبب التجاور والانتقالات بين هذه
البلدان. وان وان كان ما يعتقدوه قد اعتراه بعض الانحرافات.

• ثم
أن هناك الناموس الطبيعى الذى زرعه الله فى ضمائر خليقته، فإذا حدثت المشابهة، لا
تعنى نقص احدهما أو اقتباس واحدة من الأخرى كدليل انقصانها. بل أتت هذه وتلك وحياً
من الله وإن اختلفت الوسيلة والتدبير والشكل.

• ما
روته أساطير الوثنية لا يخلو بأى حالِ من الخرافات والمبادىء الخاطئة التى ترجح
إما عبادة وثنية شيطانية، أو تمجيد شخص والارتفاع به إلى مستوى الألوهية، فأين هذه
الخرافات والوثنيات من استقامة وصحة الوحى الالهى بما كتبه موسى أو غيره؟


ولماذا نفترض الجزم بأن ما أتت به هذه الشعوب فى أساطيرها سابقاً لما كتبه موسى؟
أليس من الإنصاف أن نقول ونقرر أن موسى كتب أولا وبسبب الجوار أخذت منه هذه الشعوب
قصصها الخرافية؟

 

ثالثا:
وهذه دعابة.. ساخرة.. تدعو للاشمئزاز.. إذ ادعى فولتير عدو الدين، أنه لا وجود
لموسى هذا بالمرة، بل هو شخصية خيالية وأن كل ما كتبه هو قصص خيالية.

 

 ونرد
عليه باجماع التاريخ، وكل شعوب العالم، المصريين والفينيقيين، والأشوريين واليونان
والرومان،، على حقيقة شخص موسى فى التاريخ الدينى للبشرية.

 

 ونظرة
واحدة شاملة لكتب الأديان تجده مذكوراً عند اليهود والاسلام، والمسيحية بالطبع

 

 أما
إن كان فولتير قد رأى أن فى أبطال الشعوب من يشبه موسى، فهذا لا يعنى عدم وجود
موسى. بل يؤكده. وندلل على ذلك بأنه إن كان نيرون الطاغية قد أحرق روما لكى يرى
صورة واقعية لحريق ترواده التى أحرقها أوليس ملك اليونان وجيشه، فهل ينفى عمل
نيرون هذا وجود أوليس؟ بالطبع لا بل يؤكده كما ذكرنا.

 

رابعا:
يقول البعض، أنه ولو كان موسى هو كاتب الأسفار، فأنها قد فقدت لأسباب:

 أ- طول
المدة بين موسى وعهد سليمان وبناء الهيكل وكذا التغيرات السياسية الكثيرة التى
تعرض لها اسرائيل ومعهم بالطبع تابوت العهد ولوحى الحجر والأسفار فيما بعد.

 ب-
الإرتداد المتكرر والمزمن فى حياة اسرائيل، وكذا شر الملوك، دفع بالناس إلى
التفريط فيما بين أيديهم من أسفار مقدسة.

 

 ج-
المجن الكثير التى حات باليهود، مثل السبى واحراق الهيكل بيد نبوخذ نصر (2 مل 24:
12 –16) وكذا اضطهاد انطيوخس وتخريب هيكلهم (1 مكا 1) وكذلك الهدم الأخير له سنة
70 م0

 

وللرد
عليها ندلل بالآتى:

• لما
سلم الرب الوصايا والشرائع لموسى، أمره بكتابتها ايضاً ووضعها فى مسامع يشوع (خر
17: 14). بل وأمره أن يكتبها لنفسه على اعتبار أنها عهد مع الشعب شهد عليه موسى
(خر 34: 27).

• أمر
الرب أن يكتب كل ملك لنفسه نسخة من التوراة، وتنقش نقشاً جيداً (تث 27: 1 –8).
كذلك حفظت دماً نسخة منها مع تابوت العهد أينما ذهب (تث 31: 24 – 26).

• وقد
خصص الله سبطاً كاملاً هو سبط لاوى وفرغه تماماً للاهتمام بالخدمة والحفاظ على
الكتب المقدسة وتعليم الشعب (تث 27) فى هذا ذكر يوسيفوس المؤرخ أن موسى كان قد كتب
إثنى عشر نسخة من التوراة ووزعها على الأسباط لتكون مرجعاً لكل سبط.

• وها
هو داود يعلن – كملك-تمسكه ومعرفته واخلاصه الكامل لوصايا الله وناموسه وشرائعه
واحكامه وفرائضه، كمثال حى لبقاء الناموس حتى زمان داود (مز 199).

• وإن
كان نبوخذ نصر قد أحرق الهيكل، كذلك شيشق ملك مصر الذى قيل عنه إنه أخذ خزائن ببيت
الرب وخزائن بيت الملك (2 أ ى 12: 9) فإن ذلك لا يعنى فقدانها بالكامل. فقد ذكر
دانيال وهو فى السبى إنه:

 ”
فى السنة الأولى لداريوس.. أنا دانيال فهمت من الكتب عدد السنين التى كانت عنها
كلمة الرب إلى أرميا النبى ” وأيضا قولة:

 “..
كما كتب فى شريعة موسى قد جاء علينا ” (دا 9)

• وبعد
عودة الشعب من السبى، كانت الكتب المقدسة فى حوزتهم، فقد قيل عن عزرا الكاتب أنه:

 ”
كاتب ماهر فى شريعة موسى التى اعطاها الرب لإسرائيل.. ”

 (عز
7: 6)

كذلك
ذكر فى سفر نحميا إجتماع كل الشعب وسماع أقوال الشريعة من عزرا والكهنة واللاويين
(نح: 8).

بل
والتاريخ يشهد بقيام عزرا بتجميع أسفار العهد القديم، بما فيها بالضرورة أسفار
موسى الخمسة.


وإذا قيل أن هجوم تيطس سنة 70 وتخريبه لأورشليم وللهيكل قد قضى على نسخ التوراة..
نرد بأن مئات من هذه النسخ كانت موجودة فى أيدى الشيوخ والعلماء داخل وخارج
أورشليم. خصوصاً وأن الترجمة السبعينية كانت قد أنجزت قبل هذا التاريخ بكثير.

• وفى
النهاية ندلل على دوام الأسفار، بحفظ الله لما أوحى به وأمر، هكذا نؤمن فى
المسيحية، حيث أمر السيد المسيح بالتفتيش فيها وكذلك شهد لها رسله القديسون.

 

بل
قيل فى القرآن فى القرن السادس:

 (وكيف
يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله) (سورة المائدة 42)0

من كل
ما سبق ننفى الإدعاء بفقدان التوراة.

 

خامسا:
يقولون إنه وإن كان موسى قد كتب الأسفار فكيف عن نفسه أحياناً بصيغة الغائب مثل
الشواهد: (قال موسى خر 11: 4، رسم موسى خر 15: 1، أما الرجل موسى فكان حكيماً جداً
عد 12: 3)0

ونرد
بأن ذلك لا ينفى كون موسى كاتب الأسفار. فهذا وارد فى روايات كثيرة سطرها أناس
بأيديهم وذكروا انفسهم فى صيغة الغائب.. نورد منها:

 

• قول
متى عن نفسه

 ”
فيما يسوع مجتاز هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه لاوى (متى) فقال
له اتبعنى.فقام وتبعه ” (مت 9: 9)

 

فهل
لذلك نقول أن متى لم يكتب انجيله؟

 


كذلك بولس الرسول يقول عن نفسه

 ”
أعرف انساناً فى المسيح قبل أربع عشرة سنة.. اختطف هذا إلى السماء الثالثة ”
(2 كو 12: 2 – 4)

فهل
لذلك نقول انه لم يكتب رسالة كورنثوس؟

كانت
هذه اعتراضات خمسة، أوردناها من بين أكثر من عشرة إعتراضات وجهت للأسفار. ولكن
اكتفينا بها. لندلل على فساد أذهان البعض، ونؤكد على صدق نسبة هذه الأسفار لموسى
النبى.

والآن
لندلل بالأكثر على أن الكاتب هو موسى النبى من خلال:

أ- شهادات
العهد القديم

ب- شهادات
العهد الجديد

ج- أدله
عقلية منطقية

 

أ)
شهادات العهد القديم

وفيها
يستطيع الدارس أن يميز ثلاثة عناصر للناموس لابد أن يكون موسى النبى هو الذى سجلها
وهما:

1-كتاب
العهد.. الوصايا العشر.. حيث ذكر

 ”
كتب موسى جميع أقوال الرب ” (خر 24: 4)

(أنظر
خر 20: 22 – خر 23)

2- الشرائع
الخاصة بخيمة الإجتماع والخدمة (خر 25 – 31 ؛ خر 35 – 40) وقد أكد سفر الخروج أن
الرب قد أعلن هذه الشرائع بكل تفاصيلها المذكورة لموسى النبى (خر 25: 1).

3-
افتتح سفر التثنية بخطاب هام لموسى وجهه للجيل الجديد قبل دخول أرض الميعاد (تث
31: 9، 24 – 26) ولاشك فى أن موسى هو صاحب هذا الخطاب.

كذلك
يمكنا التدليل بالعهد القديم بما ذكرناه فى خامساً فى فقرة الاعتراضات السابقة.

 

ب)
شهادات العهد الجديد

اقتبس
السيد المسيح عبارات وردت فى أسفار موسى:

 ”
فقال لهم يسوع: أنظر لا تقل لأحد، بل أذهب أر نفسك للكاهن وقدم القربان الذى أمر
به موسى شهادة لهم ” (مت 8: 4)

وهذه
وردت فى (لا 14: 4 و10)

قارن
ايضاً: (مت 19: 8) ؛(مر 10: 5)مع (تث 24: 1)، (مر 7: 10) مع (خر 20: 12)، (مر 12:
26 ؛ لو 20: 37) مع (خر 3: 6).

كذلك
اعتبر العهد الجديد أن القراءة فى الناموس هى القراءة فى موسى:

 ”
لأن موسى منذ أجيال قديمة له فى كل مدينة من يكرز به إذ يقرأ فى المجامع كل سبت
” (أع 15: 21)


لكن حتى اليوم حينما يقرأ موسى. البرقع موضوع على قلوبهم ” (2 كو 3: 15)

(أنظر
ايضاً رو 10: 5، 19، 1 كو 9: 19)

 

ج)
أدلة عقلية منطقية

 وهذه
نلخصها فى اسلوب الكتابة، فهو يشير بقوة إلى موسى كرجل تربى فى مصر وتعليم حكمتها،
له إلمام دقيق بمصر.. نوجز هذه الأدلة فى النقاط التالية:

1-جاءت
الأسفار تضم الكثير من الكلمات المصرية مثل:


” صفنات فعنيح ” (تك 41: 45) أسم مصرى أطلق على يوسف


” أسنات ” (تك 41: 45) إسم مصرى يعنى (المنتمية للإلهة نيث
Neith)

• ذكر
مدنية هليوبوليس باسمها المصرى القديم ” أون ” (تك 41: 45) (تك 46: 20)


رعمسيس (تك 47: 11)

• لفظ
(طاس) لقب كأس يوسف، تعبير لم يستخدم إلا فى الأسفار الخمسة ومرة واحدة فى سفر
أرميا (أر 35: 5) وقد كان أرميا وقتها فى مصر.

 

2-
ذكر بعض العادات المصرية التى لا يعرفها إلا من عاش بمصر مثل:


عادة زواج الخصيان، فلم يشر إليها إلا فى (تك 37: 36 ؛ 39: 1)


عادة تقديم الخاتم ووضع طوق الذهب فى عنق من يود تكريمة بالسلطة (تك 41: 42) لم
تكن تعرف فى إسرائيل.

 

3- من
الناحية الجغرافية،

 الكاتب
يعرف سمات شاطىء النيل، كما يعرف رمل البرية (خر 2: 12) والبردى المصرى (خر 2: 3).

 وموقع
رعمسيس وسكوت (خر 2: 37) وإيثام (خر 13: 20) وفم الحيروث (خر 14: 2).

 بل
ويظهر إدراكه ودرايته بجغرافيتها من قوله

 ”
قد استغلق عليهم القفر ” (خر 14: 3)

 

 كانت
هذه مقدمة هامة لأسفار موسى الخمسة. ويمكنك الاستزاده بما كتبه المفسرون العمالقة
فى العهد القديم:


القمص تادرس يعقوب ملطى. تفسير التكوين.


الارشيدياكون نجيب جرجس. تفسير التكوين.

• مار
افرام السريانى. سفر التكوين.

(مخطوطة
113 ه. بمكتبة جامعة اكسفورد)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى