علم الكنيسة

الكنيسة والإحساس بالعزلة



الكنيسة والإحساس بالعزلة

الكنيسة
والإحساس بالعزلة

الأنبا
موسى – أسقف الشباب

فحتى
المتوحد فى مغارة، الذى يدخل إلى عمق الشركة مع الله والاتحاد بالمسيح، يكتشف أنه
ازداد حباً للإنسان، وحدباً عليه. وها نحن نرى بولا العظيم، أول السواح، وقد قضى
عشرات السنوات فى برية البحر الأحمر، حين التقاه العظيم أنطونيوس بايعاز من الرب،
نراه يسأل عن “النيل”.. وهل مازال يفيض لخير مصر، وعن
“أثناسيوس” وجهاده ضد الأريوسية.

 

كيف
عرف بولا هذا كله؟! بل كيف عرف أنطونيوس دون سابق تعارف، حين ناداه باسمه؟! هذا
مدخلنا إلى موضوع اليوم. نعم.. فالاتحاد بالمسيح، يعقبه – تلقائياً اتحاد بالكنيسة
كلها.. بكل أعضائها: “المنظورة” على الأرض “وغير المنظورة فى
السماء”.. والكنيسة دواء للعزلة!!

من
هى الكنيسة؟

 

الكنيسة
ببساطة هى جسد المسيح السرى، الممتد عبر السماء والأرض، عبر الزمن والأبدية، عبر
الأجناس والشعوب، عبر القامات الروحية المختلفة، رأسه المسيح، وأعضاؤه البشر
المفديون المتحدون به.

 

ومن
خلال هذا التعريف، وهذا الاتحاد بالمسيح الرأس، نجد أنفسنا فى اتحاد كيانى عميق
وجبار،

لا
بأخوتنا فى المسيح وحسب، ولكن بأخوتنا خارج المسيح الذين خلقوا أصلاً على صورته
ومثاله، وهو فيهم، ولكن بصورة مشوهة بسبب عدم الإيمان به، وبسبب الخطيئة.

 

الكنيسة
هى جماعة المؤمنين، هذا هو تعريفها الضيق، لكن قلب الكنيسة يحيط فى حب بجميع غير
المؤمنين لعله يحتويهم ويغيرهم ويقدسهم.

الكنيسة،
لأن رأسها هو المسيح، فهى غير محدودة وتحيط بالكل، من خلال المسيح الرأس.

الكنيسة
ليست مجرد مؤسسة أرضية، وليست جزءاً من العالم، الكنيسة أكبر واوسع من ذلك، فهى
تحتضن العالم المسكين، وترفعه إلى الله، وتحاول أن تقدمه ذبيحة للمخلص، وأن تقدم
ذبيحة المخلص إليه لكى يخلص.

 

من
هذا المنطلق تنمحى جدران العزلة، ويتسع القلب لأخوتى فى المسيح، وأخوتى خارج
المسيح، لعلى أقدم لهم شيئاً أو قل لعلى أقدم لهم شخصاً!! (أى المسيح يسوع المخلص).

الكنيسة
هى الحل:

 

نعم
لأن الكنيسة ببساطة “رفع جدران”، وإزالة حواجز: عنصرية ودينية وطبقية
واجتماعية وثقافية.. الكنيسة اتساع هائل، فهى قادرة بالمسيح أن تحب الكل، وتستوعب
الكل.

والمسيح
الحقيقى يعيش هذه الحالة اللانهائية من الحب، إنه حب بلا جدران، حب لا حدود، وبلا
سقف!! حب ينسكب من الله إلى قلب المؤمن، ومن قلب المؤمن إلى الجميع، حتى الأعداء.

 

ألم
يقل القديس أغسطينوس أن الله أرسل الرسل كحملان بين ذئاب.. فلما أكلت الذئاب
الحملان، تحولت إلى حملان؟!

وهذا
ما حدث.. فالكنيسة ذبيحة والمؤمن قربان! والمحبة لا تكمل إلا من خلال العطاء
والبذل والفدية!!

ما
أروعك أيتها الكنيسة.. فأنت فى المسيح بلا حدود!! وما أسعدك أيها الشاب المسيحى..
فأنت فى المسيح والكنيسة تحب بلا حدود!! طوباك!!

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى