علم الخلاص

توجهات خاطئة حول الفداء



توجهات خاطئة حول الفداء

توجهات
خاطئة حول الفداء

الأنبا
موسى – أسقف الشباب

 

انتشرت
فى هذه الأيام بعض التعاليم الخاطئة حول عقيدة “الفداء”، والحقيقة أن
هذه الأخطاء لها مخاطر عديدة، ولذلك يلزم أن نتعرف عليها، وعلى فكر الآباء
القديسين الذين فهموا كلمة الله فى الكتاب المقدس، واستوعبوا اللاهوت والعقيدة،
وصاغوا القداس الإلهى…

والسبب
فى هذه الأخطاء هو عدة أنواع من الخلط، نوجزها فيما يلى:

 1-
بين الخطايا العمد، والخطايا السهو.

 2-
بين النظرية، والعقيدة.

 3-
بين المحبة الإلهية، والعدل الإلهى.

 4-
بين جسد المسيح، وجسدنا نحن.

 5-
بين الصليب، والمعمودية.

 6-
بين الفادى، والفدية.

 7-
بين البراءة، والتبرير.

 8-
بين آلام المسيح الفدائية، وآلامنا نحن.

 9-
بين صلب عنا، وصلب لأجلنا.

 


قال أحد الكتاب: “الأرثوذكسية تحافظ على العقيدة، أما الكنائس البروتستانتية
فتعلن الفرح والبهجة التى لنا فى المسيح يسوع… الفرح الذى ضاع خلال تفسير
الإنجيل على أساس القانون والعقوبة…” وربط الكاتب ذلك بالرهبنة أو النسك
الشرقى، قائلاً إنه نسك افلاطونى… متجاهلاً روح التسبيح فى كنيستنا، وأن النسك
السليم هو ذبيحة حب مملوءة بالفرح، ولا تدعو إلى الكآبة، فقد كان القديس أنطونيوس
باشاً، لا بدنياً ولا هزيلاً، بعد حبس لمدة 20 سنة فى الوحدة والمغارة.


وقال أيضاً: “أى مسرة اسألكم فى رؤية الذبح، واسالة الدماء، التى تصعب
رؤيتها، إلا من إله سادىّ قاس، لا يسكت إلا إذا انتقم من عدوه… هل هذا هو الآب
السماوى”… ونسى الكاتب أن الرب لم ير الدم يسيل من عدو (هو الإنسان)، بل
أنه سكب إلى الموت نفسه، وسال الدم من رأسه ويديه ورجليه هو!! أى سادية هنا؟!
ولماذا كانت ذبائح العهد القديم بأنواعها؟! ألم تكن إشارة إلى صليب المسيح، الذبيح
الأعظم؟!


وقال آخر: إله العهد القديم: إله نقمة وإله شر، ولا يشبع من سفك الدماء، وقتل
معارضيه… إله بطش ودمار، وهو الذى شجع اليهود على اغتصاب أرض فلسطين… ولنبدأ
أولاً بعرض عقيدتنا الراسخة فى الفداء، كما تسلمناها من الآباء…

 

عقيدتنا
فى الفداء

هى
من أهم العقائد المسيحية، ولها إرتباط وثيق بلاهوت السيد المسيح، وتجسد الكلمة،
حيث كان لابد من أن يكون الفادى هو الإله المتأنس، ليوفى المطاليب، ويرفع الدين،
ويحل المشكلة. فماذا كانت المشكلة؟ المشكلة أن الإنسان سقط فى الخطيئة، فجلب على
نفسه أمرين:

1-
حكم الموت

فقد
قال الرب لآدم:


“من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها،
لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت” (تك 16: 2،17).

 وهذه
الوصية: أمر ونصيحة، فالطفل الذى لا يعرف آثار الاحتراق بالنار نأمره بترك علبة
الكبريت، لأن فى ذلك خيره.


وهكذا سقط آدم وحواء تحت حكم الموت، لأن “أجرة الخطية موت” (رو 23: 6)،
و “النفس التى تخطئ تموت” (حز 4: 18).

وفى
هذا يقول القديس أثناسيوس:


(الكلمة… إذ قدم للموت ذلك الجسد الذى أخذه لنفسه، كمحرقة وذبيحة خالية من كل
شائبة، قد رفع حكم الموت فوراً عن جميع من ناب عنهم، إذ قدم عوضاً عنهم جسداً
مماثلاً لأجسادهم) (تجسدالكلمة فصل 9 فقرة 1).


(ولأن كلمة الله متعالٍ فوق الكل، فقد لاق به – بطبيعة الحال – أن يوفى الدين
بموته، وذلك بتقديم هيكله وأنيته البشرية لأجل حياة الجميع) (فصل 9 فقرة 2).


“لأنه بذبيحة جسده وضع حداً لحكم الموت، الذى كان قائماً ضدنا، ووضع لنا
بداية جديدة للحياة، برجاء القيامة من الأموات… كما يقول ذلك الإنسان الذى حمل
سمات المسيح (بولس الرسول): “فإنه إذ الموت بإنسان، بإنسان أيضاً قيامة
الأموات. لأنه كما فى آدم يموت الجميع، هكذا فى المسيح سيحيا الجميع” (1كو
21: 15،22)… هذا هو السبب الأول الذى من أجله تأنس المخلص” (فصل 10 فقرة
5،6).


(ولكن لما كان ضرورياً أيضاً وفاء الدين المستحق على الجميع… إذ كان الجميع
مستحقين الموت… أتى المسيح بيننا.. وبعد تقديم البراهين الكثيرة عن لاهوته
بواسطة أعماله، قدَّم ذبيحة نفسه

أيضاً
عن الجميع، إذ سلم هيكله للموت عوضاً عن الجميع، أولاً: لكى يحرر البشر من معصيتهم
القديمة، وثانياً: لكى يظهر أنه أقوى من الموت، بإظهار أن جسده عديم الفساد،
كباكورة لقيامة الجميع) (فصل 20 فقرة 2).


(أن لم يمت الإنسان لا يكون الله صادقاً) (فصل 6).


(أخذ الكلمة جسداً قابلاً للموت، وإذ اتحد الكلمة بالجسد أصبح نائباً عن الكل).


(من غير الممكن أن يموت الكلمة، لأنه غير مائت، بسبب أنه إبن الآب غير المائت.
ولهذا أتخذ لنفسه جسداً قابلاً للموت، حتى أنه حينما يتحد هذا الجسد بالكلمة، الذى
هو فوق الجميع، يصبح جديراً ليس فقط أن يموت نيابة عن الجميع، بل ويبقى فى عدم
فساد بسبب إتحاد الكلمة به).


(كان لائقاً أن يقدم هيكله الخاص، وأداته البشرية، فدية عن حياة الجميع، موفياً
دين الجميع بموته).

ويقول
القديس غريغوريوس:


(أنا اختطفت لى قضية الموت). † (أنت يا سيدى حولت لى العقوبة خلاصاً).

 

2-
فساد الطبيعة البشرية

هذه
هى النتيجة الثانية للسقوط، إذ فسدت طبيعتنا البشرية، مما يستوجب “إعادة
خلق” و “تجديد” الإنسان، ليعود إلى “صورته الأولى”…

وفى
هذا يقول القديس أثناسيوس:


(كان أمام كلمة الله مرة أخرى أن يأتى بالفاسد إلى عدم الفساد، وفى نفس الوقت أن
يوفى مطلب الآب العادل المطالب به الجميع. وحيث أنه هو كلمة الآب، ويفوق الكل،
فكان هو وحده الذى يليق بطبيعته أن يجدد خلقة كل شئ، وأن يتحمل الآلام عوضاً عن
الجميع، وأن يكون نائباً عن الجميع لدى الآب) (فصل 4 فقرة 5).


(بذل جسده للموت عوضاً عن الجميع، وقدَّمه للآب. كل هذا فعله شفقة منه علينا
وذلك…


أولاً: لكى يبطل الناموس، الذى كان يقضى بهلاك البشر، إذ مات الكل فيه. لأن سلطانه
قد أكمل فى جسد الرب، ولا يعود ينشب أظفاره فى البشر، الذين ناب عنهم.


ثانياً: لكى يعيد البشر إلى عدم الفساد، بعد أن عادوا إلى الفساد، ويحميهم من
الموت بجسده، وبنعمة القيامة، وينقذهم من الموت، كإنقاذ القشة من النار) (فصل 8
فقرة 4).


(إذ اتحد إبن الله عديم الفساد بالجميع، بطبيعة مماثلة، فقد ألبس الجميع عدم
الفساد… بوعد القيامة من الأموات) (فصل 9 فقرة 2).


(إذن، فما الذى كان ممكناً أن يفعله الله؟ وماذا كان ممكناً سوى تجديد تلك الخليقة
التى كانت فى صورة الله، وبذلك يستطيع البشر مرة أخرى أن يعرفوه؟ ولكن كيف كان
ممكناً أن يتم هذا،

إلا
بحضور نفس صورة الله، ربنا يسوع المسيح؟ كان ذلك مستحيلاً أن يتم بواسطة البشر،
لأنهم إنما خلقوا على مثاله. ولا بواسطة الملائكة لأنهم لم يخلقوا على صورة الله.
لهذا أتى كلمة الله بشخصه لكى يستطيع، وهو صورة الآب، أن يجدد خلقة الإنسان، على
مثال تلك الصورة) (فصل 13 فقرة 7).


(أن تلطخت تلك الصورة المرسومة على الخشب الأدران من الخارج، أو أزيلت، فلابد من
حضور صاحب الصورة نفسه ثانية، لكى يساعد الرسام على تجديد الصورة على نفس اللوحة
الخشبية. لأنه إكراماً لصورته، يعزّ عليه أن يلقى بتلك اللوحة (الإنسان الساقط)
وهى مجرد قطعة خشبية، بل يجدد عليها الرسم) (فصل 14 فقرة1).

 

مواصفات
الفادى المطلوب


أولاً: كان من المستحيل مسامحة آدم، لأن هذا يتناقض مع عدل الله، كما أن الغفران
وحده لا يحل المشكلة، إذ سيبقى آدم فى طبيعة فاسدة تحتاج إلى تجديد.


ثانياً: وكان من غير المقبول إماتة آدم، لأن هذا يتعارض مع رحمة الله، كما أنه لا
يليق بكرامة الله وحكمته أن يخلق آدم حراً، فيسقطه الشيطان، فيموت… ليخلق الله
غيره، ويسقطه الشيطان أيضاً، فيموت… وهذا انتصار للشيطان… حاشا!! كان الحلّ
الوحيد هو أن يفتدى الرب آدم… أى أن يموت آخر عن آدم، وأن يجدد الله طبيعة آدم
مرة أخرى…

 

فما
هى مواصفات ذلك الفادى؟

يجب
أن يكون:

1-
إنساناً… لأن الإنسان هو الذى اخطأ.

 2-
يموت… لأن أجرة الخطية موت.

3-
غير محدود… لأن خطية آدم موجهة نحو الله غير المحدود، وعقابها غير محدود تبعاً
لذلك.

4-
بلا خطية… لأن فاقد الشىء لا يعطيه.

 5-
خالقاً… لكى يعيد خلقة آدم.

لهذا
لم يصلح ملاك ولا رئيس ملائكة ولا نبى… لفدائنا، كما يقول القديس غريغوريوس:
(وعندما سقط (الإنسان) بغواية العدو، ومخالفة وصيتك المقدسة، وأردت أن تجدده،
وتردّه إلى رتبته الأولى.

لا
ملاك، ولا رئيس ملائكة، ولا رئيس آباء، ولا نبياً، ائتمنتهم على خلاصنا. بل أنت
بغير استحالة تجسدت وتأنست، وشابهتنا فى كل شئ، ما خلال الخطية وحدها. وصرت لنا
وسيطاً مع الآب. والحاجز المتوسط نقضته، والعداوة القديمة هدمتها، وأصلحت الأرضيين
مع السمائيين، وجعلت الاثنين واحداً، وأكملت التدبير بالجسد) (القداس الغريغورى).

كان
الحلّ الوحيد هو تجسد الكلمة، لكى ما بلاهوته يكون: غير المحدود، بلا خطية،
والخالق الذى يجدد الإنسان، وبناسوته: الإنسان، الذى يموت نيابة عنا…

 

وهكذا
فإن الرب يسوع:


بلاهوته المتحد بناسوته: جددنا. – وبناسوته المتحد بلاهوته: مات عنا. فانتهت
المشكلتان: حكم الموت، وفساد الطبيعة!!

 

التعاليم
الخاطئة حول الفداء

حدث
خلط لدى بعض المحدثين، وبخاصة اللاهوتيين الروس، فى عقيدة الفداء، فصاروا يعلمون
تعاليم لا تتناسب مع فكر الإنجيل والآباء، وسار وراءهم بعض الكتاب فى كنيستنا،
ولذلك لزم التصحيح وقد قام راعينا الحبيب قداسة البابا شنوده الثالث بهذه المهمة،
مصححاً الذنب بالتعليم، ومحارباً الفكر الخاطئ وليس الأشخاص، فى سلسلة مقالات
بالكرازة، وذلك بحكم مسئولية قداسته كخليفة مارمرقس، وعملاً بالوصية الكتابية:
“لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك، لأنك إن فعلت هذا تخلص نفسك، والذين
يسمعونك أيضاً” (1تى 16: 4)… وهذا العمل ليس لمجرد الترف الفكرى، ولكن
خوفاً على خلاصنا، فالتعليم الخاطئ يمكن أن يهلك الإنسان، ومن أمانة المسئولية
تحذير المخالفين، حتى يصححوا مواقفهم وتعاليمهم. والمرجع دائماً هو: الكتاب
المقدس، وكتابات الآباء القديسين، والقداس الإلهى، والعقيدة التى تسلمناها من آباء
البيعة.

 

فما
سبب هذه الأخطاء؟ إنه السقوط فى الخلط:

 1-
بين الخطايا العمد، والخطايا السهو.

 2-
بين النظرية، والعقيدة.

 3-
بين المحبة الإلهية، والعدل الإلهى.

 4-
بين جسد المسيح، وجسدنا نحن.

 5-
بين الصليب، والمعمودية.

 6-
بين الفادى، والفدية.

 7-
بين البراءة، والتبرير.

 8-
بين آلام المسيح، وآلامنا نحن.

 9-
بين مات عنا، ومات لأجلنا.

 

1-
بين الخطايا العمد، والخطايا السهو

يقول
كاتب: “لا توجد للخطيئة العمد التى تستحق الموت فى ناموس العهد القديم كله،
أية ذبيحة تعويضية بأى حال. فكل الذبائح هى عن خطايا السهو فقط “…”
جميع ذبائح الخطية التى نص عليها العهد القديم، هى كما سبق ونبهنا مراراً، تصح فقط
فى حالة خطية السهو… أى بدون قصد. أما خطايا العمد التى عن قصد، وبالإرادة، فلا
ذبيحة لها على الإطلاق فى كل ناموس موسى. وبمعنى

آخر
أوضح أنه يستحيل إحلال أو استبدال نفس بنفس فى حالة الخطية العمد”.
“فهنا يستحيل أن تحسب ذبيحة المسيح أنها عوض الخاطئ، أو عن الخاطئ، أو بدلاً
من الخاطئ. لأن الخطية هى خطية عمد، والخاطئ يتحتم أن يموت موتاً، ولا يمكن أن
تقدم عنه ذبيحة من أى نوع؟”.

“إذن
فما هى ذبيحة المسيح؟ ذبيحة المسيح هى موت الخاطئ بالفعل!! المسيح أخذ جسداً هو فى
حقيقته جسد الإنسان ككل، جسد جميع الخطاة… هو هو بعينه جسد كل خاطئ”.

وهذا
كلام غير سليم للأسباب التالية:

1-
أغلب خطايانا خطايا عمد… ألا يدفعنا ذلك إلى اليأس؟! ألا نصلى طالبين من الرب أن
يغفر لنا خطايانا التى صنعناها بإرادتنا والتى صنعناها بغير إرادتنا؟!

2-
إن كنت لابد أن أموت شخصياً عن خطيتى العمد، فما قيمة الفداء؟ وما معناه؟ أليس
الفداء أن آخراً يموت عنى؟ أى السيد المسيح له المجد؟!

3-
وما أجرة الخطية العمد؟ هل هى الموت الجسدى فقط أم أنها الموت الجسدى، والروحى،
والأدبى، والأبدى؟! فما قيمة الموت بالجسد فقط فى إيفاء الدين؟!

4-
وحين كان رئيس الكهنة يقدم ذبيحة يوم الكفارة العظيم، عن نفسه، وعن كل الشعب، هل
كان يقدمها عن خطايا السهو فقط أم عن كل الخطايا؟!

5-
وحين قدم نحميا “ذبائح الخطية للتكفير عن إسرائيل” (نح 33: 10) حين
تزوجوا من نساء غريبات… حتى أن عزرا مزق ثيابه (عز 3: 9)… هل كان هذا الزواج
سهواً أم عمداً؟!

6-
وحينما اخطأ داود النبى، وحاول تغطية خطيته بالخداع، ودفع أوريا الحثى للموت، هل
كان ذلك سهواً أم عمداً؟! وها هو يقول: “باركى يا نفسى الرب… الذى يغفر
جميع ذنوبك”

(مز
1: 103،3)، كما أنه يستمع إلى كلمات ناثان النبى: “الرب أيضاً نقل عنك
خطيئتك. لا تموت” (2صم 13: 12).

7-
إن موت الخاطئ عن نفسه هو عقوبة وليس فداءً، أما الفداء فهو أن يموت الرب نيابة
عنا. إنه لم يأخذ جسدنا ليموت به (كما يقول هذا الفكر)، لكنه مات بجسده الطاهر
الذى بلا خطية، عوضاً عنا. لهذا لا يصح أن يهاجم البعض عقيدة الفداء، ويسميها
“نظرية التكفير بالإحلال” أى أن يحل الفادى محل الخاطئ… فهذه ليست
مجرد نظرية للمناقشة، بل هى عقيدة للتسليم!!

 

2-
بين النظرية والعقيدة

نحن
حينما نتحدث عن الفداء لا نتحدث عن نظرية قابلة للمناقشة، ولكن عن عقيدة نسلمها
لأجيالنا.. من هنا كانت خطورة هذا التعليم الغريب الذى قد ينتقل إلى البعض وينتشر.
إنهم يتحدثون عن ثلاث نظريات هى:

1-
نظرية التكفير بالإحلال.

 2-
نظرية استرضاء الله.

3-
نظرية الفدية بدفع الثمن.

لكن
آباءنا تركوا لنا عقيدة راسخة وثابتة، ونحن نلتزم بالوصية “لا تنقل التخم
القديم، الذى وضعه آباؤك” (أم 28: 22). ولو أننا سلمنا أنفسنا لكل المفكرين
المحدثين، لحدثت بلبلة كبيرة فى الكنيسة، فكل واحد سيفكر بطريقته، ويعلم بتعاليمه
الخاصة، ويصل إلى نتائج كثيراً ما تكون خاطئة… أما العقيدة فهى الشىء الراسخ
الذى تسلمناه من الإنجيل والآباء وعلينا أن نسلمه لأجيالنا كما هو… إنه
“الإيمان المسلَّم مرة للقديسين” (يه 3)… مرة واحدة!!

 

3-
بين المحبة الإلهية والعدل الإلهى

يتجاهل
أصحاب هذا التعليم العدل الإلهى تماماً، وينكرون العقوبة!! ويقولون أن الصليب هو
“محبة فقط”، وأنه من غير المقبول أن الآب يريد ترضية… وأن إله العهد
القديم كان “يطلب من يسترضى عدله وكرامته”… وأن الله الآب هنا هو الذى
يطلب استرضاء الإنسان المظلوم (!!) المخذول، المهان والمطرود، ساعياً أن يرده إلى
كرامته الأولى…

وأننا
“نجد فى نظرية الفداء كاسترضاء الله، أن عملية الفداء تنتهى باسترضاء الإبن
للآب، وحينئذ ينتهى الحوار، وتنتهى الرواية المأساوية باسترداد الله
لكرامته”… وأن “فكرة استرضاء الله وإن كانت مستمرة من العهد القديم،
فيهوه – النار الآكلة – فى العهد القديم، قد صار بميلاد إبن الله، واستعلان بنوته،
أباً، يسكب روحه – بدل اللعنة – على كل بشر. لذلك فصورة الله فى هذه النظرية (وهو
طالب من يسترضى عدله وكرامته) لا تتناسب الآن مع “هكذا أحب الله العالم، حتى
بذل ابنه الوحيد” (يو 16: 3)… ويقولون: “هذا هو السر الأساسى فى تجسد
إبن الله، إنه عمل حب بالدرجة الأولى، بعيداً كل البعد عن إحساس ومفهوم العقوبة.
فلا الآب عاقب ابنه، بل عن حب بذله. ولا الإبن عاقب نفسه، بل أحبنا وأسلم ذاته من
أجلنا. ولا نحن وقع علينا عقاب فى الحقيقة بل فزنا بالبراءة والمحبة
والتبنى”…

وأيضاً
“الله بذل ابنه بدافع محبته للعالم، حتى لا يهلك العالم… لا يوجد هنا أقل
شبهة فى وجود عقوبة! “لا يوجد أدنى إحساس بالعقوبة”… “لكن موته
فى جسدنا حسب لنا نحن أنه استيفاء عقوبة. فلما أكمل الموت، أكمل حبه. فكان لنا نحن
تكميل عقوبة. أما هو فبالموت أكمل حبه”… والحقيقة أنه لا فرق بين إله العهد
القديم وإله العهد الجديد،

فهما
الإله الواحد الذى “ليس عنده تغيير ولا ظل دوران” (يع 17: 1)… وكما
كان النار الآكلة فى العهد القديم، قال عنه معلمنا بولس: “إلهنا نار
آكلة” (عب 29: 12)… والذى كان يسكب “لعنة” فى العهد القديم
“صار لعنة لأجلنا وافتدانا من لعنة الناموس” (غل 13: 3). و “صار
خطية لأجلنا” (2كو 21: 5)… ومع أنه “أحب العالم”… لكن لن
يستفيد من خلاصه إلاّ “من يؤمن به” (يو 16: 3). والإنسان ليس مظلوماً،
فهو الذى ظلم نفسه بحرية إرادته. والمحبة والعدل كانا معاً فى القديم والجديد…
فالذين ماتوا على الرجاء، كانوا ينتظرون الموعد، ويتشوقون إلى المخلص، الذى نقلهم
من الجحيم إلى الفردوس، حينما فدانا على الصليب. وهكذا تحقق كل من: المحبة والعدل
فى آن واحد. وفى العهد الجديد، الذين يؤمنون به، ويسلكون فى وصايا، سيخلصون بمحبته
وعدله بآن واحد، فقد دفع الرب عنا ديوننا على الصليب، وهكذا خلصنا بدمه. إن
تبريرنا صار مجاناً (بالنسبة إلينا)، ولكن الثمن تم دفعه فعلاً نيابة عنا على عود
الصليب. إنها “الرحمة والحق وقد التقيا، والعدل والسلام وقد تلاثما” (مز
10: 85). فالصليب عدل ورحمة بآن واحد، وإله العهد القديم هو إله العهد الجديد:
رحمته عادله، وعدله رحيم.

أما
أن نقول أن الصليب محبة فقط، فهذا تعليم خاطئ يقود إلى نتائج خطيرة، منها:

1-
هذا إلغاء لإحدى كمالات الله (أى العدل الإلهى).

2-
وهذه استهانة بوصايا الله، فمادام رحيماً ومحباً، فما الداعى للطاعة والإلتزام بالوصايا.

3-
كما أنه إلغاء للجهاد الروحى، فما الضرورة لذلك ما دمنا سنخلص بالمحبة، ولا يوجد
شئ اسمه العدل.

4-
وسوف نستمرئ الخطيئة ونستزيد منها، فالعدالة قد ألغيت.

5-
ولماذا التبشير والوعظ… المحبة تكفى.

6-
والكل سوف يخلصون، مادام الأمر متعلقاً بالمحبة فقط… وهذا يمكن ان يستغله أصحاب
بدعة الخلاص الشامل!

7-
وعلينا أن نتجاهل كل آيات الكتاب حول الدينونة فكيف تتفق الدينونة مع المحبة،
مادام العدل قد توارى؟!

إنها
تداعيات خطيرة، تنتج عن هذا التعليم، يستحيل أن يقبلها أحد… ولنتذكر كلمات
القديس غريغوريوس: “حولت لى العقوبة خلاصاً”. إذن فكانت هناك عقوباً،
وبالفداء تم الخلاص من هذه العقوبة ومن الفساد الذى أصاب طبيعتنا…

 

4-
بين جسد المسيح وجسدنا نحن

نعرف
ثلاثة أجساد:

1-
جسدنا نحن… الخاطئ الملوث.

2-
جسد المسيح… الذى صلب به… وكان بلا خطية… “وحمل خطايانا فى جسده على
الخشبة” (1بط 24: 2)… والافخارستيا هى امتداد لذبيحة الصليب..

3-
جسد المسيح… الكنيسة… أى نحن المؤمنين التائبين المفديين، وقد صرنا أعضاء فى
كنيسته المقدسة، جسده، وصار هو رأساً لهذا الجسد، وعريساً للكنيسة…

فإذا
قال أحد “هو لم يمت بعيداً عنا، بل مات بجسدنا ودمنا ولحمنا، فنحن شركاء فى
هذا الجسد والدم”، وأن “ذبيحة المسيح هى موت الخاطئ بالفعل”…
“وهو لم يمت وحده على الصليب، فنحن كنا فيه على الصليب… مع المسيح صلبت…
ولما دفن… دفنا معه… وقيامته هى قيامتنا”… وأيضاً “لكن موته فى
جسدنا حسب لنا نحن أنه استيفاء عقوبة. فلما أكمل الموت أكمل حبه فكان لنا نحن
تكميل عقوبة، أما هو فبالموت أكمل حبه”… وأيضاً “المسيح مات بالجسد
الذى هو جسدنا وخطيتنا عليه، فتم فينا نحن – وليس فى المسيح – عدل الله”. فهل
كان جسدنا الخاطئ متحداً بجسد المسيح الذى بلا خطية حينما مات على الصليب؟! وهل
بهذا – ولأننا ارتكبنا خطايا عمد – نكون قد متنا بأنفسنا عن أنفسنا، وأكملنا
العقوبة.. أما المسيح فلا صلة له بالعقوبة؟! هذا خلط بين جسدنا وجسد المسيح،
ومعروف أن جسدنا خاطئ، ولا يصلح كفدية، وإذا مات لن يقوم لأن الخطيئة ستمسكه. كما
أن عقوبتنا ليست فقط هى موت الجسد بل الموت الروحى والأدبى والأبدى أيضاً، فكيف
نقول أنه: “لم يمت وحده على الصليب، فنحن كنا فيه على الصليب”؟! وكيف
نقول: “مات بجسدنا ودمنا ولحمنا فنحن شركاء فى هذا الجسد والدم”، وأن
“ذبيحة المسيح هى موت الخاطئ بالفعل”… أو أن “موته فى جسدنا حسب
لنا نحن استيفاء عقوبة… ولما أكمل الموت أكمل حبه، فكان لنا نحن أنه استيفاء
عقوبة، أما هو فبالموت أكمل حبه”؟! أى عقوبة تلك التى استوفيناها إذا متنا
فعلاً مع المسيح على الصليب… وأى قيامة يمكن أن تكون لأجسادنا الخاطئة لو ماتت
فعلاً على الصليب؟! لقد مات الرب عنا، وهكذا لم يستطع الموت أن يمسكه… ثم قام
لأجلنا “لأجل تبريرنا” (رو 25: 4).

 

5-
بين الصليب والمعمودية

لاشك
أن هناك – فى هذا التعليم – خلط بين الصليب والمعمودية… فإذا كنا قد متنا مع
المسيح على الصليب، إذ صلبنا معه، فما لزوم المعمودية؟

أن
الرسول بولس يعلمنا أننا “دفنا معه بالمعمودية.. بشبه موته” (رو 6)…
لاحظ تعبير بشبه موته… وحين نقول: “من أجلك نمات كل النهار” (رو 36:
8)، “حاملين فى الجسد كل حين إماتة الرب يسوع” (2كو 10: 6)، “نحن
الأحياء نسلم دائماً للموت” (2كو 11: 6)… فهذا كله لا يعنى موت الصليب، بل
الجهاد الروحى الدائم، والإماتة المستمرة لحواسنا الجسمانية وأهوائنا وذواتنا…
فلا يجب أن نخلط بين: موت الصليب، وشبه موتنا معه فى المعمودية، والإماتة المستمرة
بالجهاد الروحى طول العمر.

 

6-
بين الفادى والفدية

يقول
هذا التعليم: “الآب هو الفادى، والإبن هو الفدية لذلك لم يأت لقب الفادى
بالنسبة للمسيح فى جميع أسفار العهد الجديد، وذلك عن وعى لاهوتى دقيق وملفت للنظر،
لأن الآب هو صاحب المشورة الأزلية والتدبير، فى تقديم ابنه فدية”. وأن كان
بعد صفحات يقول نفس الكاتب: “الفادى يناديكم: انظروا إلى جروحى، والخطية التى
حملت واللعنة التى تقبلت”… وهو يقصد السيد المسيح طبعاً، فالآب لم يجرح!!


فهل السيد المسيح أطاع فقط الآب السماوى، أم أنه باتفاق مشيئته، وبإرادته
“أطاع حتى الموت، موت الصليب” (فى 8: 2)؟! إن الطاعة هنا معناها إتفاق
المشيئة.


وهو الذى قال: “أضع نفسى لآخذها… لى سلطان أن أضعها، ولى سلطان أن آخذها
أيضاً” (يو 17: 10،18).


وقال نفسه: “أنا هو الراعى الصالح، والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف”
(يو 11: 10).


“أنا اضع نفسى عن الخراف” (يو 15: 10).


“هذا هو جسدى الذى ابذله من أجل حياة العالم” (يو 51: 6).


“لنا فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا” (أف 7: 1، كو 14: 1). ومن هو الذى
سفك دمه؟ الآب أم الإبن؟ إذن – فالإبن هو الفادى…

إن
عمل الفداء اشتركت فيه الأقانيم الثلاثة: الآب بمشيئته بذل ابنه، والإبن بذل نفسه،
والروح ينقل بركات الفداء إلينا… فلا يليق أن نلغى عن المسيح لقب
“الفادى”، ونطلقه على الآب فقط، ونقول عن الإبن أنه مجرد
“فدية” وأنه “أطاع” فقط…


وأمامنا آيات كثيرة للآباء الرسل تؤكد دور الرب يسوع الإيجابى فى بذل نفسه عنا
وفدائه لنا… مثل:


“بذل نفسه” (غل 14: 1). – “اسلم نفسه لأجلى” (غل 20: 2).


“أسلم نفسه لأجلنا” (أف 20: 5). – “قدم نفسه لله” (عب 13:
9،14).


“اسلم نفسه لأجلها (الكنيسة)” (أف 23: 5-26). – “وضع نفسه
لأجلنا” (1يو 16: 3).


والرب يسوع هو الذى افتدانا:


“المسيح افتدانا من لعنة الناموس” (غل 13: 3).


“لنا فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا” (أف 7: 1).


“متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح” (رو 24: 3).


بذل نفسه فدية لأجل الجميع” (1تى 6: 2، أف 6: 2).


إن إغفال مشيئة المسيح فى الفداء انتقاص من محبته لنا، إذ كانت مشيئته هى مشيئة
الآب، ولم يكن فقط مجرد منفذ لمشيئة الآب، إنه مساوى للآب فى الجوهر…

 

7-
بين البراءة والتبرير

إذا
قال أحد: “لا الآب عاقب ابنه، بل عن حب بذله ولا الإبن عاقب نفسه، بل أحبنا
واسلم ذاته من أجلناولا نحن وقع علينا عقاب فى الحقيقةبل فزنا بالبراءة والمحبة
والتبنى”.

نقول
إن هذه كلمة غير سليمة، فنحن أبداً لم ولن نفوز بالبراءة، فنحن خطاة، حتى النفس
الأخير، ولكننا إذ كنا “أمواتاً بالذنوب والخطايا” (أف 1: 2)، ومستحقون
العقوبة والموت، أحيانا معه بفدائه المجيد، فصرنا مبررين لا أبرياء.

وحينما
ندرس الرسالة إلى رومية نجد أن الرسول:


أثبت فى الإصحاح الأول أن الأمم خطاة… † وفى الإصحاح الثانى أن اليهود خطاة…


وفى الإصحاح الثالث أن الجميع خطاة…

ولذلك
بررنا الرب (وليس بَّرأنا)، بموت ابنه على الصليب، وهكذا صرنا “متبررين
مجاناً بنعمته، بالفداء الذى بيسوع المسيح، الذى قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه،
لإظهار بره، من أجل الصفح عن الخطايا السالفة… ليكون باراً، ويبرر من هو من
الإيمان بيسوع” (رو 24: 4-26)…

نحن
إذن نتبرر بالإيمان العامل بالمحبة، ولكننا لسنا أبرياء!!

 

8-
بين آلام المسيح الفدائية وآلامنا نحن

يقول
البعض أن آلامنا هى شركة مع آلام المسيح الفدائيه، ولكننا نقول أن آلام رب المجد
كانت وحدها الآلام الفدائية، أما آلامنا نحن فلا علاقة لها بالفداء، بل هى آلام
ذات أهداف بناءة لحياتنا نحن، ولا يصح أن نخلطها بالآلام الفادية، التى خلصتنا على
الصليب.

كنا
نستحق العقوبة، عقوبة الموت: الجسدى والروحى والأدبى والأبدى، لكن الرب على
الصليب، فدانا بدمه، وكانت آلامه هى سرّ خلاصنا، وقد تحملها وحده، حسب قول إشعياء
النبى بلسان رب المجد: “جزت المعصرة وحدى، ومن الشعوب لم يكن معى أحد”
(إش 3: 63)… إذ “ليس بأحد غيره الخلاص” (أع 12: 4). إن آلام السيد
المسيح هى آلام فدائية كفارية تغطى خطايانا (كفارة =
Cover)… أم آلامنا نحن فتشوبها الخطايا، ولا
يمكن أن تضاف إلى آلام المسيح الفدائية. أم أننا نحن سنفدى أنفسنا بأنفسنا؟! وحتى
لو قصدنا ذلك، فإن آلامنا ملوثة بخطايانا، ولا تصلح كفدية!! ولعله لهذا صرخ الرب
على عود الصليب قائلاً: “إلهى إلهى لماذا تركتنى؟”، ليذكر اليهود بمزمور
22 الذى يتنبأ بتفصيلات كثيرة عن صليب المسيح. كما أن هذا التعبير لا يعنى
الانفصال بين الآب والإبن، حاشا، بل يعنى “لماذا تركتنى للألم؟”، ليؤكد
لنا حقيقة جسده، وحقيقة آلامه!

 

إن
آلام الرب جاءت لتخلصنا من:

1-
عقوبة الموت. 2- فساد الطبيعة.

فكيف
تكون آلامنا فدائية مثله، نحن الخطاة المحتاجين إلى المخلص؟!

فإن
قال أحدهم: “العقاب لا ينشئ حباً، ولكن الحب يلغى العقاب”، نقول إن الحب
لم يلغ العقاب، بل تحمله على نفسه وبنفسه. وهذا كمال الحب!! والذين يركزون على المحبة
فى الصليب، ويلغون العقاب والعدل، عليهم أن يعرفوا أن كمال الحب لا يكون بالغفران
دون إتمام العقوبة، بل يكون بالغفران من خلال تحمّل العقوبة بدلاً منا… لهذا
فعبارة “نحن صلبنا معه، ومتنا معه” لا تتحدث عن أن آلامنا ذات طبيعة
فدائية مضافة إلى الصليب، فنحن لا نتألم فداءً عن أحد، ولا حتى عن أنفسنا،

بل
إن آلامنا تهدف إلى:

1-
دفعنا إلى التوبة: كما تألم الإبن الضال فى الكورة البعيدة.

2-
تنقيتنا من البر الذاتى: كما حدث مع أيوب الصديق.

3-
وقايتنا من الكبرياء: كما كانت شوكة بولس الرسول.

4-
تزكيتنا أمام الله والناس: كما حدث مع أبينا إبراهيم وهو يقدم اسحق ابنه ذبيحة…

5-
فطامنا عن هذا العالم: حتى لا نستمرئ الحياة فيه ونشتاق إلى خلع هذه الخيمة…

9-
بين صلب عنا، وصلب لأجلنا

إن
محاولة البعض التفرقة بين هذين التعبيرين، لا مبرر لها على الإطلاق، فكلاهما
مقبول، والاجتهاد فى رفض تعبير “صلب عنا” والاكتفاء بتعبير “صلب
لأجلنا”، يتعارض مع الكتاب المقدس وقانون الإيمان. وهذه بعض الأمثلة:

فى
قانون الإيمان:


(صلب عنا على عهد بيلاطس البنطى).

وفى
القداس الإلهى:


“اسلم ذاته فداء عنا إلى الموت” الذى تملك علينا.


“يسلم نفسه للموت عن حياة العالم”.


“هذا هو جسدى الذى يقسم عنكم وعن كثيرين”.


“دمى… يسفك عنكم، وعن كثيرين”.


“اسلمه عنا على خشبة الصليب… عنا كلنا”…

والقديس
أثناسيوس يقول:


(يموت نيابة عن الجميع… فدية عن حياة الجميع… نائباً عن الكل…) (فصل 9).

بل
فى الإنجيل المقدس:


“دمى الذى يسفك عنكم…” (لو 19: 22،20).


“يبذل نفسه فدية عن كثيرين…” (مت 28: 20)، (مر 45: 10).

أما
الحديث عن أن “كلمة عنا خطيرة للغاية، إذ تجعل الموت واللعنة كاستحقاق شخصى،
وهذا يلغى الفداء إلغاء”، أو أن الترجمة العربية فى (لو 19: 22،20) خاطئة أى
كلمة “عنكم”، بينما فى

(مت
28: 26، مر 24: 14) صحيحة إذ جاءت: “لأجل”… فهذا غير سليم بدليل قول
معلمنا متى فى موضع آخر “يبذل نفسه فدية عن كثيرين” (مت 28: 20)، وهو
نفس ما ورد فى (مر 45: 10)… إن كلا من “عنا” و “لأجلنا”
تعبيران سليمان. فليعطنا الرب أن ندرك أبعاد الفداء كما تسلمناها من الإنجيل
والآباء وأن ننال بركات الفادى بنعمة روحه القدوس

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى