اسئلة مسيحية

ما معنى قول القديس الأنبا بولا السائح "من هرب من الضيقة، فقد هرب من الله"



ما معنى قول القديس الأنبا بولا السائح “من هرب من الضيقة، فقد هرب من<br /> الله”

ما
معنى قول القديس الأنبا بولا السائح “من هرب من الضيقة، فقد هرب من
الله”.

 

الرد:

 قال
القديس يعقوب الرسول ” احسبوه كل فرح يا خوتى، حينما تقعون فى تجارب متنوعة،
عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً (يع 1: 2).

1-فالذى
يهرب من الضيقة، إنما يهرب من هذا الامتحان. ها الامتحان الذى يريد به الله أن
يمنحه به هذا الصبر، بل يمنحه أيضاً فضائل أخرى متعددة.

2-والهارب
من الضيقة، يهرب من أكاليلها. يهرب من الأكاليل التى يمنحها الله لكل من يحتمل
الضيقة بفرح وبرجاء ويجاهد فيها وينجح. ولقد طوب الكتاب صبر أيوب. فقال الرسول ”
قد سمعتم بصبر أيوب، ورأيتم عاقبة الرب ” (يع 5: 11).

3-والذى يهرب من
الضيقة، إنما يهرب من الله الذى يعين أثناءها ويهرب من رؤية يد الله تتدخل فى
حياته وتنقذه، كما قال المرتل فى ضيقاته ” يمين الرب صنعت قوة، يمين الرب
رفعتنى. يمين الرب صنعت قوة، فلن أموت بعد بل أحيا وأحدث بأعمال الرب ” (مز
117).

4-وهكذا
يهرب من خبراته مع الله فى حياته. كل الذين احتملوا الضيقات، اكتسبوا خبرات روحية
عجيبة فى العمل الله معهم. اختبروا عبارة ” لا يقل إنسان فى وجهك كل أيام
حياتك وأكون معك. لا أهملك ولا أتركك. تشدد وتشجع لا تهرب ولا ترتعب، لأن الرب
إلهك معك حيثما تذهب ” (اش 1: 5، 9).

5-والذى
يهرب من الضيقة، إنما يهرب ضمناً من الصلاة التى يعتمد عليها أولاد الله فى
ضيقاتهم فهو بهذا يهرب من الله، الذى يقول ” ادعنى فى يوم الضيق، أنقذك
فتمجدنى ” (مز 50-15)

أما
أولاد الله، فيرون الضيقة فرصة يطلبون الله فيها فيجدونه. فرصة للحديث مع الله
بشأنها، إدراك مدى محبته وحكمته،لأن ” الذى يحبه الرب يؤدبه ” (عب 12: 6).

6-والذى
يهرب من الضيقة، يهرب من الله الذى أرسلها، أو لى الأقل سمح بها.

ولابد
أنه سمح بها لخيرنا وفائدتنا. وهنا ندرك حكمة الله وحسن تدبيره الله الذى ”
يجرح ويعصب. ويسحق ويداه تشفيان ” (أى 5: 18).

7-وإن
كانت التجربة للتأديب، فالذى يهرب منها، إنما يهرب من تأديب الرب.

بينما
يقول الكتاب ” طوبى لرجل يؤدبه الله. فلا ترفض تأديب القدير ” (أى 5: 17)
بينما التأديب لصالحنا. وخير لنا أن نؤدب ههنا من أن ندان بالموت الأبدى. وقد قال
المرتل ” تأديبا أدبنى الرب، وإلى الموت لم يسلمنى ” مز 118: 18).

 

حقا
من يهرب من الضيقة يهرب من الله.

كما
قال القديس العظيم الأنبا بولا السائح، الذى احتمل ضيقات كثيرة فى حياة البرية،
وحده بعيداً عن كل عزاء بشرى. ولكنه ذاق حلاوة العزاء الإلهى. لانه لم يهرب من
الله، كما يهرب كثيرون إلى متع العالم، ” لينقروا لأنفسم آباراً مشققة لا
تضبط ماء ” (أر 2: 13).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى