اسئلة مسيحية

مراحل الخطية



مراحل الخطية

مراحل الخطية

ما
هي مراحل الخطية؟ وكيف نتجنبها؟

 

الإجابة:

في
غالبية الحالات لاتهجم الخطيئة علي الانسان دفعة واحدة بكل قوتها‏,‏ إنما تزحف
إليه زحفا حتي تصل إليه بشيء من التدريج‏,‏ لذلك فلينظر كل شخص من أين تأتيه
الخطية‏,‏ ويراقب تطورها‏,‏ ويحترس‏.‏

*‏
ومراحل الخطية تبدأ غالبا باتصال‏,‏ ثم انفعال‏,‏ فاشتعال فتتصل الخطية بأي شخص عن
طريق العثرات أو التهاون أو الصدفة‏,‏ أو المعاشرات الرديئة‏,‏ أو لقاءات الحياة
العادية‏,‏ فان أعطاها مجالا‏,‏ قد تؤثر عليه فينفعل بها سواء أكان انفعالا فكريا
أو عاطفيا أو بطريق الحواس‏,‏ فان تهاون مع هذا الانفعال‏,‏ يشتد فيتحول إلي
اشتعال‏.‏

 

وفي
هاتين المرحلتين تكون مؤثرات الخطية قد انتقلت من الخارج إلي الداخل‏,‏ وفي هذا
خطورة‏,‏ وقد يتطور الأمر إلي ماهو أشد‏.‏

*‏
يتطور الأمر إلي صراع داخلي‏,‏ ربما ينتهي إلي تسليم وسقوط انه صراع بين الضمير
والخطيئة‏,‏ أو بين الروح والمادة‏,‏ وهذا الصراع يدل علي الانسان‏,‏ رافض
للخطيئة‏,‏ وأنه يقاوم‏,‏ وهي مرحلة متعبة‏,‏ ولكنها أفضل من الاستسلام للخطأ
والسقوط‏,‏ وهكذا يكون الانسان قد أوقع نفسه في هذا الصراع بتهاونه في المراحل
السابقة‏.‏

 

والصراع
مع الخطيئة غير مضمون النتيجة..

‏*‏
ويتوقف علي مدي مقاومة الشخص‏,‏ وعلي تدخل النعمة لإنقاذه‏,‏ فقد تدركه المعونة
الالهية‏,‏ وتنتشله بطريقة ما مما هو فيه‏.‏ وقد يتعب من الصراع ويفشل‏,‏ ويلقي
سلاحه ويستسلم ويسقط‏.‏ وذلك لأن الخطية من طبيعتها أنها لاتستريح حتي تكمل‏.‏

*‏
فان سقط الشخص في ذلك الصراع مع الشر‏,‏ لايتركه الشيطان بل يستمر في محاربته
له‏,‏ حتي تتكرر الخطيئة‏,‏ وحتي تتحول إلي عادة أو إلي طبع فيه‏,‏ ويصل إلي الوضع
الذي لايستطيع فيه أن يقاوم‏!‏

*‏
وهذا مانسميه بالعبودية للخطية حيث يخضع لكل ما يقترحه الشيطان عليه‏,‏ كعبد له
وللخطية التي سيطرت عليه‏,‏ ثم لايكتفي عدد الخير بأن يجعل فريسته عبدا له‏,‏ إنما
يتطور إلي ما هو أبشع‏.‏

*‏
تتطور العبودية إلي مذلة العبودية‏!‏

أي
إلي الوضع الذي يشتهي فيه الشخص الخطية التي تسيطر عليه‏,‏ ولايجدها‏!‏ ويطلبها
متوسلا بكل قواه يتوسل ولا يتوصل كمن يطلب شهوة المال‏,‏ أو شهوة الجسد‏,‏ فلا
يجدها‏,‏ أو كمن يطلب العظمة أو الكبرياء‏,‏ أو الانتقام أو التشفي‏,‏ ويسعي بكل
رغبات قلبه لعله يجد وكأنه يتوسل إلي الشيطان‏,‏ أو يتسول من الشيطان‏,‏ أن يمنحه
الخطيئة‏!‏ وهذه مذلة وقد يتمادي الشيطان في غروره‏,‏ ويحتقر هذا الشخص الذليل‏!‏

 

فلينظر
كل شخص في أي مرحلة من هذه المراحل هو كائن؟ ‏ وليختصر الجهاد والصراع‏,‏ ويبعد عن
الخطوة الأولي.

 

فهذه
أسهل له وأربح وأكثر ضمانا‏,‏ كما أنه بابتعاده عن أول مرحلة من مراحل الخطية يدل
علي عدم قبوله لها بسبب نقاء قلبه‏..‏ ويريح نفسه من التفاوض مع الشيطان بعدم
التعامل معه.

*‏
قد ينتصر انسان علي فكر شرير بعد صراع مرير‏,‏ ولكنه في أثناء الصراع يكون قد نجس
ذهنه وربما قلبه‏.‏

 

وحتي
ان طرد الفكر من عقله الواعي‏,‏ قد يبقي في ذاكرته وفي عقله الباطن‏,‏ وربما يعود
إليه بعد حين‏,‏ أو يظهر في أحلامه أو في ظنونه‏..‏ فلماذا كل هذا التعب؟ الوضع
السليم هو التخلص منه من بادئ الأمر‏,‏ قبل أن يستمر‏,‏ وقبلما يتسع نطاقه في
تدمير الروحيات‏.‏ والانتصار علي الفكر يبدأ من مرحلة الاتصال‏.‏ فليحاول كل شخص
أن يبتعد عن الاتصال بمصادر الخطية‏.‏

*‏
لذلك في أي مرحلة من مراحل الخطية وجد الانسان نفسه‏,‏ فليجاهد أنها لا تتطور إلي
أسوأ، لأن الارادة تكون قوية في أول القتال‏,‏ أعني في مرحلة الاتصال‏,‏ فاذا وصل
الشخص إلي مرحلة الانفعال‏,‏ تكون ارادته قد بدأت تستجيب للخطأ‏,‏ وفي الاشتعال
تكون قد ضعفت‏,‏ أما في مرحلة الصراع‏,‏ فان الارادة تكون بين الحياة والموت‏,‏
وان سقطت تكون قد وقعت صريعة في حربها ضد الخطية‏,‏ وفي حالة العبودية للخطية تكون
الارادة قد ماتت تماما‏,‏ ويصبح الانسان حينذاك مسلوب الارادة‏,‏ إذن فليعلم هذه
الحقيقة جيدا؛ انه كلما يخطو خطوة في طريق الخطية‏,‏ تضعف ارادته وكلما يضعف‏,‏
يميل إلي الخطية ويكون قد أعطي الشيطان مكانا ووضعا داخل نفسه‏,‏ وكلما يخطو خطوة
أخري نحو الخطية‏,‏ تقل مخافة الله في قلبه‏,‏ ويكون سقوطه بالعمل متوقعا جدا‏.

 

والانسان
الحكيم لا يستهين بأية خطية‏,‏ مهما بدت صغيرة‏..‏ فأي ثقب بسيط في سفينة‏,‏ قد
يتسع اذا أهمل حتي يتحول إلي كارثة غرق‏.‏

 

لذلك
فلنحترس مدققين من جهة أي تهاون أو تراخ في كلامنا أو تصرفنا‏,‏ عارفين أن من يهتم
بالقليل‏,‏ سيهتم بلا شك بالكثير‏,‏ وكما يقول المثل الانجليزي اهتم بالبنس‏,‏
فتجد أن الجنيه يهتم بنفسه؟ لذلك كن دقيقا جدا‏,‏ فربما خطأ بسيط يجر إلي مشاكل
كثيرة‏,‏ بينما التدقيق ينفعك ويعلمك الحرص‏.‏

*‏
حقا ما أكثر الخطايا التي تدخل من ثقب إبرة‏!‏

 

انه
لايدعوك مثلا إلي اهمال الصلاة‏,‏ لكنه قد يقترح تأجيلها بعض الوقت ريثما تستعد‏,‏
ثم يظل يؤجل ويؤجل حتي يفوتك موعد الصلاة أو تنساها‏.‏ وهكذا يفعل معك بالنسبة إلي
التوبة‏.‏ والخطوة الأولي إلي الخطية تختلف من شخص إلي آخر‏,‏ وتتنوع حسب
الظروف‏,‏ فكن يقظا من هذه الناحية‏,‏ واذا دفعت إلي الخطية الأولي‏,‏ فلا تكمل
وتصل إلي الثانية‏.‏

 

واحترس
من أن تكون الخطوة الاولي بالنسبة اليك هي الغرور والثقة الزائدة بالنفس التي
نقودك إلي عدم الاحتراس أو إلي شيء من الفتور‏.‏ كذلك استفد من دراسة الخطوة
الاولي التي أسقطت غيرك‏,‏ وبخاصة اولئك الذين كانوا أقوياء أو ظنوا أنهم
أقوياء‏,‏ وبالاحتراس من الخطوة الأولي‏,‏ تتدرب علي حياة التدقيق‏,‏ وعلي حياة
الجهاد الروحي وليكن الله معك‏.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى