اسئلة مسيحية

مجمع خلقيدونية 451م



مجمع خلقيدونية 451م

ما هو مجمع
خلقيدونية 451م

 

الرد:

مجمع
خلقيدونية 451م

Council of Chalcedon عاد الإمبراطور مركيان يبحث مع الأساقفة المتطوعين وزوجته
بوليكاريا فى أمر ديسقورس وكيفية التغلب عليه. وأخيرا استقر رأيهم على عقد المجمع
فى مكان بعيد عن العاصمة على أن لا يناقشوا ديسقوروس فى أمر الأيمان إذا قد ثبت
لهم انه قوى الحجة بل يقتصروا على البحث فى أمر الأساقفة المتطوعين ورسالة لاون
وهكذا صدرت أوامر الملكية فى عقد المجمع خلقدونية – وأنعقد المجمع فى كنيسة
القديسة أوفيمية وجلس الإمبراطور والإمبراطورة فى صدر الكنيسة وعلى اليمين البابا
ديسقوروس وأسقف أورشليم وكورنثية ومساعد أسقف مصر وحضر هذا المجمع أيضا قضايا
مدنيا لحفظ النظام والإشراف على الجلسات.

 

مدينة
خلقدونية:

هى
إحدى مدن آسيا الصغرى القديمة بنيت قبل الجيل السابع قبل الميلاد (685 ق.م) على
ساحل بثنية تجاه الموضع الذى بنيت فيه بعدئذ مدينة القسطنطينية

ويبدو
أنها تخربت فى القرن الثانى قبل الميلاد فانتقل سكانها إلى مدينة نيقوميدية غير أن
يوستينيانوس عمل على إعادة بنائها وتعميرها وتخربت ثانية أمام الفتح العثمانى
ويقال أن موضعها الآن قرية صغيرة باسم ” قاضى قوة “.

 

آباء
المجمع المشهورين:

البابا
ديسقوروس مع بعض أساقفة، بونيناليوس أسقف أورشليم، مكسيموس بطريرك إنطاكية،
اتاطولبوس أسقف القسطنطينية، كما أوفد لون ثلاثة نواب من الأساقفة.

 

عدد
الأساقفة:

اختلف
المؤرخون فى عدد الأساقفة التى حضرت هذا المجمع فمنهم من قال 230 أسقف ومن قال
إنهم بلغوا 620 أسقف.

 

مركيان
وبولكياريا:

حرص
الملك مركيان وزوجته بوليكاريا على حضور هذا المجمع ومعهما عدد كبير من أفراد
حاشيتها وكثير من الضباط والجنود.

 

مجمع
خلقيدونية: الجلسة الأولى

+
فى الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) 451م فى كنيسة القديسة أوفيمية القى مركيان خطابه
التقليدى الذى أوضح فيه أن غايته من حضور المجمع هو حفظ النظام.

+
لم يكد المجمع يبدأ حتى وقف باسكاستيوس نائب لاون فى الوسط طالبا عدم جلوس البابا
ديسقوروس فى مقدمة الآباء بدعوة إنه قد جاء به إلى هذا المكان ليدان فسأله القضاة
عما فعله البابا ديسقورس مخالفا للقانون.. فقال لقد عقد مجمع أفسس الثانى بدون أذن
كرسى روما وإذا أدرك القضاة أن هذا ادعاء باطل لا قيمة له رفضوا مطلبه وقال له
” أن كنت تقام قاضى لا يصح أن تدعى كالمشتكى “.

+
ثم قام أوسابيوس أسقف دولاوس الذى عزله مجمع أفسس الثانى مع فلابيانوس لتمسكهما
بالقول بطبيعيتين للسيدالمسيح بعد الاتحاد وقدم شكوى مضمونها أن ديسقوروس حكم
عليها وعلى زميله ظلما (أسقف القسطنيطينة) وهنا أوضح البابا ديسقوروس أن الحق
سيظهر عند قراءة أعمال مجمع أفسس الثانى فوافق القضاة على ذلك ولم تمض فترة حتى
دخل تاووربتوس النسطورى المقطوع أسقف تورس إلى المجمع طالبا الانضمام إلى المجمع
بدعوة أعادتع إلى كرسيه بأمر لاون. وقد احدث هذا العمل شغبا كبيرا بين الباء فقد
رفض الأساقفة وحدثت أصوات كثيرة حتى وقف أحد القضاة وهدأ العمل شغبا كبيرا بين
الأباء فقد رفض الأساقفة وحدثت أصوات كثيرة حتى وقف أحد القضاة وهدأ المجمع وطلب
استكمال أعمال المجمع وبعدما انتهوا من تلاوة رسائل الإمبراطور ألا مرة بانتقاد
المجمع وبعد ذلك حدثت مناقشه حادة بين البابا وبعض الأساقفة فوقف أحد القضاة وطلب
الهدوء وأستأنف الكاتب سرد بقية أعمال مجمع أفسس الثانى وما أن أنتهى من قراءته حتى
قال البابا ديسقوروس..

(يتضح
مما تلى على مسامعك ان الملك ثيئودوسيوس السعيد الذكر لم يكل المر أى وحدى بل أشرف
معى القضاة الأسقفين التقيين بوميتاليوس وتلاسيوس فلماذا ينسب إلى وحدى ما تم فى
أفسس علما بأننا متساوون فى السلطة وأن ما أصدره مجمعنا من قرارات قد وافق عليها
جميع الأساقفة ووقعوا بأيدسهم).

+
وهنا احتج أسقف أفسس مع بعض الأساقفة المحتجين من الشرق إنهم لم يوافقوا على
قرارات المجمع السالف ألا مرغمين.. وانهم وضعوا إمضاءاتهم على قرطاس ابيض وهم
محاطون بالجنود شاهرى السلاح.

+
فأجابوهم أساقفة مصر قائلين (كان جند الرب لا يرهب القوة التى لا تخيف غير الجبان).

+
وعندما قراءة رسالة لاون سائل القضاة عن سبب عدم قراءة هذه الرسالة فقال (فى الوقت
الذى أمر فيه الأب ديسقوروس تلاوة هذه الرسالة قدم إلينا كبير مكتبه فى المجمع
رسائل الإمبراطور ثيئودوسيوس فتليت كلها أما رسالة الأسقف لاون فلم تقدم إلينا
بعئذ ولم يذكرنا بها أحد وقرأ الكاتب اعتراف أوطاخى الذى قدم لمجمع أفسس الثانى
ومصادقة الأساقفة على أرثوذكسيته، ومن بينهم باسيليوس أسقف سالونيا غير أن هذا
الأسقف أنكر مصادقته على ذلك فتألم البابا لكذبه وقال لست أدرى ما الذى يدعو باسيليوس
إلى الإنكار وهو يعلم إنه إنما صادق مع تعليم صحيح قدم إلينا وأنكر هذا الأسقف
أقوال كتبت عنه ولعل الأسقفة الذين اعترضوا البابا ديسقوروس الأثروا من كلامه وقوة
حجته وبراهينه فلم يجدوا بدا من التسليم وقالوا أمام المجمع (أخطأنا ونطلب
الغفران).

+
فسألهم القضاة عن سبب معاملتهم للبابا ثم رجةعهم فقالوا مرة أخرى أخطانا ونطلب
الغفران.

+
عندئذ قرر رفع الجلسة على أن تستأنف بعد خمسة أيام.

 

مجمع
خلقيدونية: الجلسة الثانية

نلاحظ
مما سبق أن قوة حجة البابا وبراءته جعلت نواب روما يحقدون عليه ويفكرون فى حيلة
لللايقاع به وقد فكروا فى الأساقفة الخلقدونيين بأن يعقدوا جلسة سرية سريعة لا
يحضرها القضاة ولا البابا ديسقوروس لكى يتمكنوا من إصدار الأحكام التى توافق
أغراضهم الدينية. وهكذا عقدت الجلسة الثانية لهذا المجمع الزائف فى اليوم الثالث
انتهاء الجلسة الأولى أى قبل الموعد الذى حدده القضاة بيومين كاملين وكانت هذه
الجلسة قاصرة على الأساقفة الشرقيين ومندبوا أسقف روما أما أساقفة مصر والقضاة فلم
يدعوا للحضور لكى يتأكدوا من عدم استطاعة البابا ديسقوروس حضور جلستهم هذه وضعوا
حرسا على باب بيته كى يمنعوه من الخروج إذا دعاه ذلك والعجب فى هؤلاء الأساقفة
انهم بعد أن عقدوا جلستهم أرسلوا فى استدعاء البابا مع انهم هم الذين أمروا الحرس
كى يمنعوه من الخروج. وعندما جاء رسل المجمع ليطلبوه قال لهم (أن الحرس يمنعونى من
الخروج؟ لقد نظر المجمع فى أمرى فما الذى يريده المجمع الأن؟ هل يقصد أبطال ما حدث
بحضور القضاة؟ أننى لا احضر ألا اذا حضر القضاة)

وعندما
أرسلوا إليه مرة ثانية أصر على راية السابق.

 

الحكم
الساقط:

وأخيرا
اصدروا حكمهم الزائف على البابا ديسقوروس فى غيابه وغياب أساقفته وفى غياب القضاة
ونواب الملك وقالوا فى حكمهم الزائف (لقد ظهرت وتحققت الأمور التى صنعها ديسقوروس
فقد قبل أوطاخى نجلا فى ما امر به القوانين.. واستخلص لذاته الولاية قهراً.. ولم
يأذن أن تقرأ رسالة لاون المرسلة إلى فلابيانوس وقد ذات أثما سيئاته الولى فيما
تجاسر وحرم لاون الحبر الأقدس صاحب كرسى كنيسة رومية.. وقد دعاه المجمع ثلاث مرات
بموجب القوانين الكنيسيه فخالف أمره وأبى السير إليه.. فلأجل ذلك لاون الحبر
الأقدس بواسطتنا..

قد
نزع منه درجة الأسقفية وعزله عن خدمة الكهنوت، فألان هذا المجمع المقدس يحكم فى
دعوة يسقوروس بما رسمته القوانين.

+
وهذه الأحكام تبين لنا سقوطها وبطلانها للأسباب الآتية:

صدور
الحكم فى جلسة سرية غير قانونية لانعقادها فى موعد مخالف لما نص عليه المجمع فى
جلسته الأولى.

صدور
الحكم عن هيئة لا تملك إصدارة ولا تمثل مجمعا مسكونيا وعاما لعدم حضور الأساقفة
الأرثوذكسية ولعدم حضور القضاة ونواب الملك أيضا.

صدور
حكم غيابيا رغم وجود المدعى عليه قريبا من مقر الجلسة.

جاء
الحكم مشتملا على بعض تهم موجهه للبابا ديسقوروس ثبتت براءته منها فى الجلسة
الأولى بحضور المجمع فى كامل هيئته إذ اعترف المدعيين قائلين أخطانا ونطلب الغفران.

صدور
الحكم تحت ضغط وتهديد نواب الأسقف الرومانى لبقية الأساقفة الحاضرين.

لم
يدع الأساقفة قط لا فى اقوالهم ولا فى حكمهم ولا فى تهمهم المغرضة أن البابا
ديسقوروس قد أنحرف عن التعليم القويم وابتعد عن افيمان المستقيم وتلك هى المسائلة
الوحيدة التى تجيز الحكم على الأساقفة بالقطع وماداموا قد اثبتوا براءة البابا
ديسقوروس منها فحكمهم ساقط بالبداهة.

 

البابا
ديسقورس يثبت التعليم السليم

أظهر
البابا ديسقوروس رغبته فى قراءة عقيد الخلقيدونية الإيمانية فأرسلوها له فقرأها
أمام كثير من الأساقفة إذ وجدها مخالفة لأقوال البيعة المقدسة كتب على هامش الكتاب
ما يخالف تعاليمها. كما كتب يحرم كل من يتجاسر على تغير العقيدة الأرثوذكسية
الصحيحة ويتلاعب بقوانين المجامع المسكونية. وما أن سلموها ورأوا أنه حرم البابا
حتى أسرعوا إلى الملك يعملونه بما فعله البابا فاغتاظ مركيان وعزم على قتله ولكن
أدرك خطورة تنفيذ ذلك فعدل عنه وأكتفى بنفيه على جزيرة غاغراً ” بالقرب من
شواطئ أسيا الصغرى ” وهكذا انفض خلقدونية المشنوم الذى ترجع إليه سبب شق
الكنيسة الجامعة المقدسة. وظل البابا ديسقوروس فى منفاه خمس سنوات صحبه فيها اثنان
من الأساقفة ورئيس شمامسته بطرس وسكرتيره ثيئوبيتوس وعندما أراد الأنبا مقاره
وأسقف أدكو مشاركة باباه فى منفاه طلب إليه أن يرجع إلى مصر حيث ينتظره إكليل
الشهادة، وقد تمت بالفعل نبؤه البابا ديسقوروس باستشهاده بعد عودته إلى مصر بقترة
قصيرة على يد جنود مركيان الإمبراطور الرومانى. وكان نفى البابا إلى غاغرا بركة
كبيرة لأهلها الوثنيين إذ ردهم إلى الإيمان المسيحى بعد أن شفى مرضاهم وأغاث من
كان فى حاجه وظل على هذا الحال حتى انتقل إلى عالم المجد سنة 457 م.

 

 بعد
وفات ثيئودوسيوس الصغير دون خلف شرعى وزواج أخته الراهبة من مركيان أحد قواد الملك
أشير علىالإميراطور الجديد من بعض الأساقفة كى يحضر ديسقوروس

 

ويحاول
التأثير عليه لعله يقبل التعليم الجديد ويصفح عن الأساقفة المبتدعين وعندما حضر
البابا إلى القسطنطينية بناء على دعوة افمبراطور وجد ضمن الحاضرين المدعوين
أناطوليوس أسقف القسطنطينية ومكسيموس أسقف إنطاكية ويوسيناليوس أسقف أورشليم ومرقس
أسقف أفسس وثلاث من الأساقفة المقطوعين. ولما جلسوا بدأ أحد الأساقفة فى مخاطبة
البابا ديسقوروس فى حضور الإمبراطور والإمبراطورة لكى يذعن لرغبة الإمبراطور
والإمبراطورة ولا يخالفه لكى يبقى فى منصبه وإذا أدرك البابا أنها مؤامرة لكى
يتخلصوا منه شخصيا ويتخلصوا من مبادئه القويمة المناهضة لنسطور فوقف فى وسطهم
قائلا ” أن الأيمان لهو فى غاية الكمال ولا يعوزه شئ من الإيضتح وهو مقرر
ومثبت من الآباء أمثال أثناسيوس وكيرلس وغيرهم وأن القيصر لا يلزمه البحث فى هذه
الأمور الدقيقة بل ينبغى له أن ينشغل بأمور مملكته وتدبيرها ويدع الكهنة يبحثون عن
الإيمان المستقيم فانهم يعرفون الكتب وخيرا له ألا تميل مع الهوى ولا ينبع غير
الحق

 


فاندهش الجميع من جرأته وهنا قالت الإمبراطورة بوليكاريا ” يا ديسقوروس لقد
كان فى زمان والدتى أفروكيا إنسان قوى الرأى مثلك ” تقصد القديس يوحنا ذهبى
الفم.

 

وأنت
تعلم انه لم يرى خيا من جراء مخالفتها وأنى أرى أن حالك سيكون مثله ” فأجابها
بكل شجاعة وهدوء وأنت تعرفين ما جرى لأمك نتيجة لاضطهادها لهذا القديس وكيف ابتلها
الله بالمرض الشديد الذى لم تجد له دواء ولا علاج، إلى أن وصلت إلى قبره – بناء
على مشورة الكهنة – وبكت وطلبت منه الحل والصفح فلما غفر الله لها عوفيت، وهانذا
بين يدك فافعلى ما تريدين وستربحين ما ربحته أمك فكان كلامه كالصاعقة على
الإمبراطور والإمبراطورة والأساقفة حتى المصريين منهم.

 

فلم
تتمالك الملكة نفسها وصفعت القديس الجرئ فى الحق صفعه شديدة اقتلعت له ضرسين. وما
أن راى الحراس ثورة ملكتهم حتى انهالوا على القديس ضرب وطعن رغم شيخوخته ونتفوا له
شعر لحيته والعجب أنه اثناء ذلك كله كان صامتا محتملا ناظرا ” إلى فوق وهو
يقول: ” من أجلك لمات كل النهار وبعد تلك الجلسة جمع شعر لحيته

 

وأضراسه
وأرسلها إلى شعبه فى الإسكندرية مع رسالة يقول فيها:


هذه ثمرة جهادى لأجل الإيمان، أعلموا أنى قد نلت آلاما كثيرة فى سبيل المحافظة على
أمانة آبائى القديسين. أما أنتم الذين أيمانك على صخرة الأيمان القويم فلا تخافوا
السيول الهراطقية ولا الزوابع الكفرة.

 

براءة
البابا ديوسقوروس من الاتهامات

اجتهد
أسقف روما وأتباعهم من الأساقفة فى أن يتهموه عدة اتهامات ظانين أن ذلك يضعفه
ويخفيه ولكن على العكس كان يجاوبهم بكل جراءة واحترام وتلك هى الادعاءات والرد
عليها:

أولا

وبدون
علم أسقف روما انفراده بعقد مجمع أفسس الثانى ورئاسته، وقد طلبوا بناء على ذلك
خروجه من المجمع.

الرد:

إذا
كان الأمر كذلك ولم يعلم أسقف روما فمن الذى بعث بنواب روما الثلاثة الأسقف
يوليلنوس والقس راناد والشماس أيلاريوس. ومن الذى كتب رسالة لاون وإذا لم يحضر
أسقف روما لما قلل ذلك الأمر من أهميته. وأن الملك هو اتلذى دعا لعقد المجمع

وليس
البابا ديسقوروس. والذى رأس المجمع هو الملك وقد ولى معه يونبياليوس أسقف أورشليم
وكلاسيوس القيصرى كما هو ثابت من المراسيم الملكية.

 

ثانيا

ادعوا
على البابا ديسقوروس مضوا فى المجمع على ورقة بيضاء.

الرد

وهذه
تهمه هزيله باطلة تنقصها أعمال ذلك المجمع نفسه وإيذاء ذلك قالوا فى الجلسة الأولى
” أخطأنا ونطلب الغفران ” ومن الغريب أيضا أن يرى المؤرخين الكاثوليك
أنفسهم يقرون فى كتبهم ضعف هذا الادعاء.

 

ثالثا

قالوا
أيضا أن الأب ديسقوروس لم يأمر بقراءة رسالة لاون أسقف روميه فى المجمع (أفسس
الثانى) بل قد أخفاها وهذا غبر صحيح حيث أن البابا طلب قراءتها ثلاث مرات وأعترف
بذلك يوبينانوس أسقف أورشليم عندما سأله القضاء عن رأيه فقال ” أن الأب
ديسقوروس أمر بقراءتها “

الرد

العجيب
فى هذا الأمر أن يتمسكوا هؤلاء بتلك الرسالة التى فى الواقع هى رسالة نسطورية
بعيده عن الحق إذ جاء فيها ما نصه ” الكلمة يفعل ما يختص به الكلمة. اللحم
يختص به اللحم فالواحد من المذكورين يبهر بالمعجزات والأخر ملقى للإهانات


وحقا يأتى المسيح الاثنين الإله والإنسان ” فكان الأجدر بهم أن يعملوا على
إخفاء تلك الرسالة حتى لا تظهر سقطاتهم.

 

رابعاً:

قال
المدعين أيضا أن كتبة ديسقوروس كتبوا وحدهم محضر أعمال مجمع أفسس الثانى وغيروا
فيه.

الرد

قال
البابا ديسقوروس أن كل واحد من الأساقفة كان له كتبه فكتبتى كتبوا نسختى وكل من
كتبه يوبيناليوس وتلاسيوس كتبوا نسختهم وكذلك باقى الأساقفة الآخرين ولقد
اسقفىأورشليم على قول ديسقوروس

 

خامساً:

وقف
أحد الأساقفة الخلقيدونيين المدعو أوسابيوس وطلب من القضاة أن يسألوا الأب
ديسقوروس عن سبب منعه من دخول الجمع.

الرد

فقال
البابا أسالكم أن تقرءوا شهادة البيديوس القائد ” مندوب الملك ” الذى
منعه بأمر الملك وأن ذلك يوبيناليوس أسقف أورشليم ذلك وأمر القضاة بقراءة أعمال
المجمع فى الأمر الملكى الذى أشار إليه الأب ديسقوروس والغريب أنه بالرغم من
اعتراض هؤلاء الخلقدونين على البابا نراهم يسمعون للأسقف تيادريتوس النسطورى
المقطوع بالحضور فى مجمع خلقيدونى، الأمر الذى جعل البابا يصيح فيهم قائلا ”
انتم تسلبوننى كأنى تعديت القوانين فهل أنتم تحفظون القوانين عند دخول تاودرينوس.

 

سادسا:

اعترضوا
على البابا لتبرئته لأوطاخى فى مجمع أفسس الثانى مدعين أنه يماثله فى العقيدة.
وأننا نعرف أن المجامع المسكونية لا تصدر أحكامها على المبتدعين ألا بعد أن تتأكد
عدة مرات من أنهم مصريين على التمسك بأقوالهم المناقضة للأيمان السليم. وكانوا
يتمنون أن يعود المبتدعين للحق. وقد ناقش البابا أوطاخى فى عقيدته فأقر واعترف
بالإيمان السليم أمام الآباء. ثم قدم للمجمع صوره أيمانه مكتوبه بخط يده وإذ بها
أرثوذكسية صحيحة. كان على الخلقيدونيون أن يعترضوا لو انهم رأو فى الأعتراف
للأوطاخى ما يخالف القانون أما أوطاخى فقد عاد إلى بدعته ثانيه بعد تبرئته وهكذا
لا دخل للبابا ديسقوروس فيه إذ كان من الممكن ان تعاد محاكمته فى مجمع آخر ولا
تنسى أن لاون أسقف روما قد انخدع فى أقوال أوطاخى، كما نخدع آباء مجمع أفسس الثانى
ولاون نفسه الذى أرسل رسالة إلى المجمع يثنى فيه على عنايته بأمر الأيمان ويدعوه
فيها بالبن القس العزيز.

 

سابعاً:

قالوا
أخر ما عندهم وهو أن البابا حكم على فلابيانوس بطريرك القسطنطينية ظلماً.

ولكن
عندما تقرأ أعمال المجمع ترى أنه لم يحكم عليه ظلماً حيث أنه سقط فى هراطقة إذ قال
بطبيعتين بعد الاتحاد وهو يفند بدعة أوطاخى وحاول الأساقفة إقناعه لكنه تمسك
بأقواله.

والنتيجة
التى تستخلصها من كل ما سبق فى هذا الفصل أن البابا ديسقوروس برئ من كل هذه
الاتهامات. ومن كل ما نسبه إليه فى مجمع خلقيدونية الزائف.

ومن
كتابات الكنيسة الغربية نفسها يتضح لنا سلامة وصحة عقيد البابا ديسقوروس وحفظه
للأمانة الأرثوذكسية.

 

الكنائس
ترفض مجمع خلقيدونية

رفضت
اغلب الكنائس الرسولية كالإسكندرية وأورشليم وفلسطين وغيرها بقول قراءات مجمع
خلقيدون واعتبرته مجمع زائف، لأتباعه تعليما غريباً، ومناداته بطبيعيتين فى السيد
المسيح بعد الاتحاد.

 

ما
بين أفسس وخلقيدونية

يبدو
أن أسقف روما لاون كان يأمل أن يأخذ المجمع برأيه الموافق لرأى فلابيانيوس بطريرك
القسطنيطينية
Archbishop Flavian
of Constantinople
” الذى حرمه
المجمع وأسقطه من رتبته مع ستة أساقفة وحدهم مبتدعين بمناداتهم بطبيعيتين فى السيد
المسيح بعد الاتحاد “.

وإذا
أدرك لاون أن المجمع لم يأخذ برسالته هذه بل لم تقرأ فيه غضب جدا وعد ذلك إهانة
كبيرة له. محاولة أسقف روما لكسب ثقة الإمبراطور ” ” لعقد مجمع ”

بدأ
أسقف روما يسعى ما أمكنه لعقد مجمع فى مقر كرسيه تستأنف الأحكام التى أصدرها مجمع
أفسس الثانى فكتب خطابا للاٌمبراطور الغرب ثيئودوسيوس الصغير
Emperor Theodosius II بهذا الخصوص وإذا لم يجبه إلى طلبه حرضه فالينتانوس إمبراطور
الغرب لكى يكتب له النفس الغرض وما أن تسلم الإمبراطوار ثيئودوسيوس هذه الرسالة
حتى أرسل إليه قائلاً:

 

لم
يبلغ إلى معرفتنا إنه حدث فى ذلك المجمع شئ البتة ضد اعتقاد الإيمان وقوانين العدل
أما فلابيانوس.. فهو قد نال ما استحقه وبعدما طرد ذاك أصبح فى البيعة صلحا وسلاما
وليس فيها إلا الحق المسيحى ”

+
ولم يهدأ لاون أسقف روما بعد كل هذا توسل إلى الملكة إبلاكيديا والدة فالينتانوس
لتقوم من جهتها بالكتابة لإمبراطور الشرق علة ينيله مطلبه غير أن ثيئودوسيوس قد
بعث إليها برد مماثل لما كتبه لفالينتانوس قيصر روما.

+
ومرة أخرى يحاول لاون أن ينال غرضه فيتوسل للملكة ليسنيار فتكتب مرة أخرى
للإمبراطور ولكنه أدرك أنه فشل فى مسعاه عندما وقف على رد الإمبراطور للملكة.

+
وهكذا أضعفت كافة الوسائل التى حاول بها لاون أن يحمل إمبراطور الشرق ثيئودوسيوس
على التصريح له بعقد مجمع فى كرسيه.

 

البابا
ديسقوروس يحاكم لاون:

سمع
البابا وهو فى مقر كرسيه بالإسكندرية بما بذله أسقف روما من محاولات لعقد مجمع
لديه، كما وصل إليه رفضه لقوانين مجمع أفسس الثانى وزاد الأمر سوءا بان لاون قد
أفسح صدره للمبتدعين من اتباع نسطور الذين جرتهم المجامع المسكونية من رتبهم
الكهنوتية لانحرافهم عن القوانين والقواعد الإيمانية وإذا أعلن لاون أنه متمسك كل
التمساك بأقواله التى دونها فى رسائله التى بعث بها إلى فلابيانوس تلك الرسائل
التى تثبت فى جلاء لاون وقد وقع فيما وقع فلابيانوس وحرم من أجله، لهذا لم يرى
ديسقورس بدا من أن يعقد مجمع من أساقفة فى مدينة الإسكندرية انتهى إلى إصدار قرار
بحرم لاون عندما تأكد من ثبوت الأسباب السابقة مجتمعة وهذا الحال ولكن إلى أمر ليس
ببعيد.

 

موت
الإمبراطور ثيئودوسيوس:

تقدم
الإمبراطور ثيئودوسيوس فى أيامه ولم يخلف نسلا يتولى الملك بعده إذ لم يكن له سوى
أخت نذرت للرهبنة فضلا عن أن تقاليد الدولة يومئذ لم تكن تسمح للنساء باعتلاء
العرش.

 

وهكذا
انتقل ثيئودوسيوس الإمبراطور عام 450م دون أن يترك وريثا للعرش سوى أخته بوليكاريا
وبموته خسر البابا ديسقورس سندا عظيما ومدافعا أمينا.

 

مركيان
وبوليكاريا يقاومان البابا ديسقورس:

مالت
بوليكاريا إلى الملك فنكثت عهدها ونزعت عنها المسوح وتزوجت بمركيان أحد قواد جيش
أخيها وأصبح مركيان بعد زواجه هذا يعتبر إمبراطور الشرق وكان يميل إلى مبدأ نسطور
المبدع كما كانت زوجته بوليكاريا مشهورة بالمكر والدهاء وميالة للغطرسة والكبرياء
وسر لاون أسقف روما بهاذ التغير المفاجئ فى الحالة السياسية فى الشرق..

 

(قالت
مدام بوتشر فى الجزء الثانى من كتابها)

..
كانت هذه الإمبراطورة ميالة إلى فلابيانوس ومبدئه ذلك إنها رأت الحد الذى وصل إليه
بابا الإسكدنرية من القوة إذا رأت أن سلطته تضر بمملكتها ضررا لا يحمل السكوت عليه
إذ لا يبعد أن تضيع مصر من يدها وهى أخصب أراضى مملكتها..

فلذلك
سلكت بوليكاريا مع زوجها مسلك دهاء السياسة فلم تسمح لإمبراطور رومية بالتدخل فى
امر بطاركتها ومجامعها كما إنها اتخذت مسالة الأختلاف الذهبى والانسقاقات
الكنائسية آلة ماضية تقاتل بها خصومها!

 

وكتب
مركيان بأيعاذ من زوجته بوليكاريا إلى لاون أسقف رومية يقول.. أنى مستعد المجمع فى
القسطنطينية وإذا كانت مشقة السفر تحول دون حضورك فأنا أقوم مقامك لرئاسة المجمع.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى