اسئلة مسيحية

لماذا خلق الله الحيوانات المتوحشة المفترسة؟ ولماذا خلق بعض الكائنات التى تنفث سموماُ مثل الحيات والعقارب وغيرها



لماذا خلق الله الحيوانات المتوحشة المفترسة؟ ولماذا خلق بعض الكائنات التى<br /> تنفث سموماُ مثل الحيات والعقارب وغيرها

لماذا خلق الله الحيوانات المتوحشة المفترسة؟ ولماذا خلق بعض الكائنات
التى تنفث سموماُ مثل الحيات والعقارب وغيرها.

 

الجواب:
أول ملاحظة أحب أن أقولها تعليقاُ على سؤالك: ما نسميها الآن بالحيونات المتوحشة ,
لم تكن متوحشة حين خلقها الله, ولم تكن مفترسة. كانت تعيش مع أبينا آدم فى الجنة,
فما كان يخافها, ولا كانت تؤذيه. بل كان يأنس لها, وهو الذى سماها بأسمائها (تك19:
2). وما كانت هذه الحيوانات تأكل اللحوم وقتذاك. بل كانت تأكل عشب الأرض. كما قال
الرب “ولكل حيوان الأرض, وطير السماء, وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية, أعطيت
كل عشب أخضر طعاما ُ. وكان كذلك” (تك30: 1). وهذه الحيوانات التى نسميها الآن
متوحشة ومفترسة , عاشت فى الفلك مع أبينا نوح وأولاده وزوجاتهم , مستأنسة لا تفترس
أحداُ, لا من بشر, ولامن باقى الحيونات. ولكن تغير الأمر فيما بعد , وكيف ذلك؟ لما
صار الإنسان يصيد الحيوان,والحيوان يهرب منه دبت العداوة بينهما وكرد فعل ظهرت
الوحشية والافتراس. وبحاصة أن الله صرح للإنسان بأكل اللحم بعد رسو فلك نوح. وقال
له فى ذلك “كل دابة حية تكون لكم طعاماُ. كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع.
غير أن لحماُ بحياته دمه لا تأكلوه (تك4,3: 9). وهكذا صار الدم يسفك, وصار الإنسان
يأكل بعض الحيوانات,ويطارد البعض الآخر منها. كما دخله الخوف بعد الخطية (تك10: 3)
(تك14: 4). وبالخوف صار يهرب من بعض الحيوانات, فكانت تطارده وكانت تفترسه أحياناُ.
وهكذا قال الرب “وأطلب أنا دمكم لأنفسكم فقط. من يد كل حيوان أطلبه , ومن يد
الإنسان أطلب نفس الإنسان , من يد الأنسان أخيه. سافك دم الأنسان بيد الإنسان يسفك
دمه” (تك6: 9) وهكذا نرى أن الوحشية زحفت الى بعض البشر أيضاُ وليس فقط إلى
الحيوان. فحدث أن قايين قام على أخيه هابيل وقتله (تك8: 4). ولو كان الأنسان يأكل
الدم كالوحوش لصار وحشاُ مثلها. ولكن الله منعة من أكل الدم. واستمر هذا المنع فى
شريعة موسى مع عقوبة شديدة (لا10: 17) واستمر منعة فى العهد الجديد أيضا (أع29: 15).
وكما توحشت الحيوانان وصارت تفترس الأنسان وتأكل, هكذا أصبحت تأكل بعضها بعضا.
القوى منها يفترس الضعيف ويأكله. وهكذا سميت وحوشاٌ مفترسة. ولكنها من البدء لم
تكن كذلك. أما تسميتها فى الأصحاح الأول من سفر التكوين (تك25,24: 1). فكان
باعتبار ما آل إليه أمرها حين كتابة هذا السفر أيام موسى النبى (حوالى1400 سنة قبل
الميلاد تقريباُ). أما اليات والعقارب والحشرات, فلابد أن لها فوائد. أتذكر أننى
منذ حوالى أربعين عاماٌ , كنت قرأت أجابة للقديس جيروم عن مثل هذا السؤال فى
مجموعة كتابات اَباء نيقية وما بعد نيقية
the Writings of Nicene &Post Nicene Fathers ذكر فى رده كثيراً من الفوائد الطبية وغيرها لأمثال هذه الحشرات
وللعقارب مثلاُ. أرجو أن أرجع القديس جيروم وأنشره لكم مترجماُ. يكفى أن الصيدليات
حالياُ شعارها حية تنفث سمها فى الكاس. فبعض السموم لها فوائد. إن أخذت بحكمة
وبمقدار , كما قال الشاعر: وبعض السموم ترياق لبعض وقد يشفى العضال من العضال وإن
كان القديس جيروم قد ذكر فوائد لتلك الحشرات وبعضها سام. وكان جيروم يعيش فى القرن
الرابع وأوائل الخامس, فماذا نقول نحن فى أواخر القرن العشرين مع كل ما وصل إليه
العلم من رقى؟! لاشك أن العلم يكشف فوائد أكثر تحتاج إلى دراسة علمية ونشر. كما أن
هذه الكائنات – من الناحية الأخرى – يرمز ضررها إلى الشر فالحية صارت إسماُ من
أسماء الشيطان (رؤ2: 20). وقصتها معروفة مع أمنا حواء , وكيف خدعتها الحية
وأسقطتها (تك3). فإن كانت بهذا الدرجة من الضرر. وقد سمح الله بأن تكون هناك عداوة
بيننا وبينها… فإنة دفاُعا عنا منها, أعطانا سلطاناُ عليها , وقال “ها أنا
أعطيكم سلطاناُ أن تدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولايضركم شئ”(لو19: 10).
وأعود فأقوال إنة حينما خلق الله هذه الكائنات لم تكن ضارة وحتى الشيطان نفسة لم
يكن ضاراُ ولا شريراُ, بل كان ملاكاُ, كاروباُ. ملاُن حكمة وكامل الجمال (حز15,14,12:
28)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى