اسئلة مسيحية

عدد الأسرار



عدد الأسرار

عدد
الأسرار

وردت
كلمة ” سر ” فى الكتاب المقدس عديد من المرات، مثل قول الرسول ”
عظيم هو سر التقوى، الله ظهر فى الجسد ” (1تى 3: 16). ومثل عبارة ” سر
الإنجيل ” (أف 6: 19). و” سر مشيئة ” (أف 1: 19). و” سر الإثم
” (2تس 2: 7). وغير ذلك، فلماذا المناداة بسبعة أسرار؟

 

الرد:

 إن
كلمة “سر” فى استعمالها الكنسى، تؤخذ لا بالمعنى القاموسى، إنما بالمعنى
الاصطلاحى للكلمة.

فكل
سر من أسرار الكنيسة عبارة عن نعمة إل
هية سرية، لا تراها.
ولكنك تنالها سرياً، من الروح القدس، عن طريق صلوات يرفعها كاهن شرعى بطقس خاص، مع
وجود مادة معينة هى مادة السر.

وليس
مجرد سر بمعنى شئ معروف، مثل قول الكتاب ” سر السبعة الكواكب ” (رؤ1: 20)

 

إنما
يشترط للسر
عدة
أمور:

نعمة
سرية

كاهن

صلوات

وطقس

مادة
السر

ففى
المعمودية مثلاً يوجد شئ سرى لا يراه، وهو الولادة الجديدة من الماء والروح (يو3: 5)
أو أنك فى المعمودية ” تلبس المسيح ” (غل3: 27) أو أنه فى المعمودية
” تغسل خطاياك ” (أع 22: 16). أو أنه فى المعمودية، تدفن مع المسيح،
وتموت معه (رو6). هذه النعم هى عمل سرى، يعمله الروح القدس فى الإنسان، عن طريق
الكاهن بصلوات خاصة، وبطقس خاص هو تغطيس المعتمد فى الماء ثلاث مرات.

أما
مادة السر هنا فهى الماء النعمة السرية فى سر الميرون هى حلول الروح القدس، وفى سر
الاعتراف محو الخطايا بدم المسيح، وفى الافخارستيا تحويل الخبز والخمر إلى جسد
الرب ودمه، وفى الزواج تحويل الإثنين إلى واحد إلخ. كل هذه نعم لا يراها الإنسان
بعينه، فهى سر هى أمور لا تختص بالمعرفة العقلية كالأسرار الخاصة بالمعلومات إنما
هى أمور إيمانية روحية غير مدركة بالكلام. هذه النعم الروحية السرية، حددتها
الكنيسة بسبعة ورسمت لها الصلوات الخاصة بها، وما تحتاجه من طقوس. وتوجد صلوات
وطقوس اخرى، ليست من الأسرار. فمثلاً الصلاة على الموتى، ليست سراً، إنما هى مجرد
طلبة، تطلب فيها الكنيسة رحمة لنفوس المنتقلين وهنا ” أسرار ملكوت السموات
” (متى 13: 11) ال
تى لا تدخل تحت حصر، والتى ننظر إلى كثير
منها الآن كما “فى لغز” (1كو13: 12).

وسيعلنها
لنا الله فى حينها. ولكنها ليست من هذه النعم السرية التى ينالها المؤمن على الارض،
وتمارس الكنيسة إعطائها له بالسلطان الممنوح لها من الله. لا داعى إذن لأن يخلط
إنسان بين سر، وسر. فالأسرار الخاصة بالمعرفة شئ، والأسرار الخاصة بهذه النعم شئ
آخر.

 

 

 

 

البعض
يسألون قائلين إن كلمة (سر) وردت فى الكتاب المقدس فى مناسبات عديدة، خارجة عن
حدود أسرار لكنيسة السبعة التى نعرفها. فما معنى ذلك؟ وكيف نفرق تلك الأسرار
الكنيسة؟

 

الرد:

إن
كلمة سر وردت فى الكتاب بمعنيين:

1-أسرار
خاصة بالمعرفة، أعلنها الرب لنا.

2-أسرار
خاصة بالنعمة، يمنح فيها الروح القدس عطايا خفية، عن طريق عمل الكهنوت.

 

مثلما
ورد الكتاب عن ” سر الرب لخائفيه ” (مز 25: 14) ” وأما سر الرب
فعند المستقيمين ” (أم 3 ك 23) ومثلما قيل عن الرب فى سفر عاموس النبى إنه
” يعلن سره لعبيده الأنبياء ” (عا 3: 7). وهكذا أعلن ما كان ينوى أن
يفعله بسادوم لعبده ابراهيم قائلا ” هل أخفى ابراهيم ما أنا فاعله؟! ”
(تك 18: 17).

وهكذا
أسرار الملكوت خفيت عن اليهود.

فقال
الرب ” إن كنت قد قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون فكيف تؤمنون فكيف تؤمنون إن
قلت لكم السماويات؟! ” (يو 3: 12).

أما
عن تلاميذه فقال لهم ” قد أعطى لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت الله ” (لو 8:
10).

هذه
الأسرار عرفت فى حينها باعلان إلهى.

وفى
هذا يقول القديس بولس كرازته ” حسب اعلان السر الذى كان مكتوماً فى الأزمنة
الأزلية. ولكن ظهر الآن، وأعلم به جميع الأمم ” (رو 16: 25، 26).

الفداء
والتجسد كانا سرين معروفين عند الله منذ الأزل، ولكن البشر ما كانوا يعرفون، حتى
أعلن الله لهم

كان
البرقع موضوعاً على أذهانهم (2كو3: 14 – 16) وأخيراً ” عرفنا الله بسر مشيئته
” (أف 1: 9).

ويقول
القديس بولس الرسول فى ذلك ” إنه بإعلان عرفنى بالسر سر المسيح كما قد أعلن
الآن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح أنبيائه بالروح أن الأمم شركاء فى الميراث
” (أف 3: 3 – 6).

 

وفى
نفس الرسالة يطلب لأجله ليعطى كلاماً عند افتتاح فمه قائلا: ” لأعلم جهاراً
بسر الإنجيل ” (أف 6: 19).

 

وعن
هذا السر –قبول الأمم – يقول فى رسالته لكولوسى:


السر المكتوم منذ الدهور ومنذ الأجيال، لكنه الآن قد أظهر لقديسه ” (كو 1: 26).

ويتابع
كلامه قائلا ” الذين أراد الله أن يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر فى الأمم
“.

هناك
عقائد كثيرة تعتبر أسراراً وقد أعلنت لنا فى الإنجيل.

مثال
ذلك ما يختص بالسيد المسيح ولاهوته وتجسده وفدائه. ويقول الرسول فى ذلك لأهل
كولوسى:

“ليفتح
الرب لنا بابا للكلام، لنتكلم بسر المسيح كى اظهره كما يجحب أن أتكلم ” (كو 4:
3، 4).

“سر
الله الآب، والمسيح المذخر فيه جميع كنوز الحكمة واعلم ” كو 2: 2، 3) وعن
تجسده يقول:


عظيم هو سر تقوى، الله ظهر فى الجسد ” (اتى 3: 16).

والقديس
بطرس الرسول يتكلم أيضاً عن هذه الأسرار العقيدية فيقول ” الخلاص الذى فتش
وبحث عنه أنبياء باحثين فى أى وقت ” (1بط 10: 11).

ايضاً
موعد المجئ الثانى سر لم يعلن لأحد.

كل
هذه الأسرار أعلنها لنا الرب فى الإنجيل المقدس فأعطانا أن نعرف وندرك ولكن تختلف
تماماً عن أسرار الكنيسة الخاصة بالنعمة الممنوحة لنا فى سر.

 

فى
كل سر من أسرار الكنيسة، ننال نعمة معينة لا نراها، ولكنها توهب لنا فى سر.

إنها
معلنة لنا، ونعرفها بالعقل، ونعرفها من الكتاب المقدس. ولكننا لا نراها بل نتمتع
بها فى سر

فمثلا
فى المعمودية: ينال مغفرة الخطايا (أع 2: 38) (أع 22: 16) وننال البنوة (يو3: 5)
(تى 3: 5) ونلبس المسيح (غل 3: 27) ويموت إنساننا العتيق (رو 6: 6) وندخل فى جدة
الحياة (رو 6: 4).

كل
هذه النعم والمواهب التى ننالها فى المعمودية، هى سر يقوم به الروح القدس فينا.

وفى
سر المسحة المقدسة: العمل الظاهرة، هو الدهن بزيت الميرون. والعمل السرى هو حلول
الروح القدس فى الإنسان 0

وفى
سر الأفخارستيا: العمل السرى هو حلول القدس على السرائر تحويلها إلى جسد الرب ودمه.

وفى
سر الزواج: العمل السرى هو تحويل الإثنين إلى واحد، حسب قول الرب (مت 19: 6).

وفى
سر الكهنوت: العمل الظاهر هو وضع اليد والنفخة المقدسة. والعمل السرى هو السلطان
الذى يناله الكاهن لممارسة الأسرار المقدسة.

وفى
سر مسحة المرضى: العمل الظاهر هو الدهن بالزيت. العمل السرى هو الشفاء، ومغفرة
الخطايا. أنها نعم من الله، غير المعرفة فى النوع الأول.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى