اسئلة مسيحية

إحدى قريباتي تمت خطبتها رغم إرادتها



إحدى قريباتي تمت خطبتها رغم إرادتها

إحدى قريباتي تمت خطبتها رغم إرادتها. وذلك بالضغط عليها من أهلها.
وهربت من المنزل كثيراً لهذا السبب. وفي كل مرة كنت أرجعها إلى أهلها. وطلب وكيل
المطرانية خطابات من خطيبها ليفك الخطوبة, علماً بأنه يعمل بالخارج. والوكيل لا
يريد أن يفك الخطوبة. ونخشى على هذه الإبنة من تكرار الهروب. فماذا نفعل؟

 

الجواب:

1-
الخطبة ليست قيداً وليست عقداً. ولا يشترط لفكها رضاء الطرف الأخر. هي مجرد وعد
بالزواج. وفترة الخطوبة هي فترة اختبار، ليرى فيها كل طرف إن كان يستطيع أن يحيا
في الزيجة طول العمر مع الطرف الأخر أم لا. هي إذن ليست قيداً عليه. إن أراد أن
يفك، يمكنه ذلك.

2-
وليس من حق وكيل المطرانية أن يرفض فك الخطوبة. ولا يتوقف الأمر على رضا الخطيب.
كل ما في الأمر أن الخطيبة إذا طلبت فك الخطوبة، تفقد الشبكة والهدايا الثابتة غير
المستهلكة. ويمكن لوكيل المطرانية أن يأخذ عليها تعهداً برد الشبكة والهدايا. أو
تركهما في المطرانية كوديعة إلى أن يأخذها الخطيب عندما يرجع من الخارج.

3-
كذلك فإن تأخير فك الخطوبة، تضيع فرصاً على الخطيبة في خطبة أخرى. والمعروف أن
البنات ظروفهن غير الرجال في الزواج، سواء من جهة السن، أو من جهة الفرص المتاحة.
فتأخير فك الخطوبة ليس من صالح الفتاة. وفيه ضرر يحيق بها، لا يجوز لرجل الدين أن
يسمح به.

4-
لذلك يمكن للفتاة أن تقدم شكوي إلي أسقف الأيبارشية أو إلي البطريركية. وذلك إذا
أصر وكيل المطرانية على عدم فك الخطوبة. أوتقدم شكوي إلي المجلس الإكليريكي لفك
هذا النزاع. وإعطاء الفتاة الحق في أن تتزوج من تريد في حدود وصايا الرب.

5-
إن الزواج لا يمكن أن يتم بالإرغام. وعدم الرضا سبب لبطلان الزواج. أي أنه يجب أن
يثبت رضا الطرفين في عقد الزواج. وإذا حدث الزواج بالإرغام يمكن أن يحكم القضاء
ببطلانه. فكم بالأولى الخطبة.. ولا يصح أن يعلق الفتاة، ونضيع عليها الفرص بدون
وجه حق. ولا يجوز لخطيب أن يظلم خطيبته ويعلقها. وبالحرى لا يجوز لرجل الدين أن
ينضم إلى مثل هذا الخطيب، ويطلب موافقته أو يشترط ذلك.

6-
أما إذا كانت بينهما مشاكل مالية، فهذه لا علاقة لها بالخطوبة… المشاكل المالية
موضوع مستقل تماماً عن موضوع الخطوبة. وتوجد طرق أخرى لحله. ومن حق الخطيب أن يرفع
قضية للحصول على ماله، إذا لم تستطع الكنيسة بطرقها الروحية أن تعطيه حقوقه. وهروب
الخطيبة من البيت، لا يدل على أنها السبب في هذه المشاكل. ربما تتعلق هذه المشاكل
بأسرتها.

7-
إن هروب الفتاة درس لكل أبوين. في عدم إرغام ابنتهما على الزواج. ليس من حقهما
مطلقاً أن تطيعهما الأبنة في الزواج بمن لا تريده ولا تحبه. ولا يصح أن يرغمها أحد
الأبوين إرغاماً مادياً أو أدبياً أو نفسياً أو يهدداها بمرض أحدهما، أو بضياع
الأسرة أو بالعقوق. لأنه لا يجوز أن تكون الفتاة ضحية لضغط أو لتهديد الوالدين.
فلو فرض وضغطت على نفسها وأطاعتها. ثم فشل الزواج وعاشت تعيسة فيه، على من تقع
المسئولية في تعاستها؟ وهل يستريح ضمير الوالدين لذلك؟ أم أن الله يطالبهما بدم
هذه الفتاة؟ ولا يقل أحد أن المحبة ستأتي بعد الزواج كلا فهذه مغامرة غير مضمونة
مطلقاً.. لا يصح أن يعلق مستقبل حياة بأكملها على مثل هذا الإفتراض, الذي غالباً
لن يتحقق، وخصوصاً مع فتاة هربت من البيت لهذا السبب.. وإن ضرب البعض أمثلة بحالات
أخرى، تم فيها الزواج بالإرغام، وإستمر.. نقول لهم: ربما كان ذلك خضوعاً للأمر
الواقع، مع عذاب داخل القلب. وهذا عمل غير إنساني.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى