اسئلة مسيحية

خطايا الأنبياء فى العهد القديم



خطايا الأنبياء فى العهد القديم

خطايا
الأنبياء فى العهد القديم

هل
يمكن أن أنبياء يقعون فى الخطايا؟

 

الرد:

تؤمن
المسيحية واليهودية أن العصمة من الخطية هى لله وحده.

الله
وحده هو القدوس الذى لا تتفق الخطية مع بيعته الإلهية. ولذلك قيل فى سفر الرؤيا
تلك الترنيمة التى غناها الغالبون قائلين: ” عظيمة وعجيبة هى أعمالك أيها
الرب الإله القادر على كل شئ. عادلة وحق هى طرقك يا ملك القديسين. من لا يخافك
يارب ويمجد إسمك. لأنك أنت وحدك قدوس ” (رؤ 15: 3، 4).

 

أما
عن البشر فقيل ” ليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد ” (مز 14: 3) وقال
القديس يوحنا الرسول ” إن قلنا إنه ليس لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق
فينا” (1يو 1: 8) ونحن نقول فى صلواتنا ” لأنه ليس أحد بلا خطية، ولو
كانت حياتهم يوماً واحداً على الأرض “.

 

أما
عن عصمة الأنبياء. فنؤمن أنهم معصومون فقط فى نبوءاتهم، فيما ينقلونه من كلام
الوحى الإلهى ولكنهم ليسوا معصومين فى حياتهم الخاصة.

هم
معصومون فى نبوءاتهم. لأنه كما قال الكتاب ” لم تأت نبوءة قط بمشيئة إنسان،
بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ” (2بط 1: 21) وهكذا ورد
عن الروح القدس فى قانون الإيمان ” الناطق فى الأنبياء “. لأذلك نبوءات
الأنبياء هى المعصومة، وليس أشخاصهم. الرسالة التى يحملونها من الله هى المعصومة،
وليست أعمالهم.

 

لو
كان كل نبى معصوماً، لصار مثل الله. أو لاعتبرنا الأنبياء من طبيعة أخرى غير
طبيعتنا البشرية؟!

الأنبياء
بشر مثل سائر بنى آدم، ولكنهم فى مستوى عال من الفضيلة. وعلى الرغم من ذلك يمكن أن
يخطئ النبى مع ملاحظة أمرين: أن الخطية تكون عارضة عليه وليست أسلوب حياة دائم.
والأمر الثانى أنه سرعان ما يقوم من الخطية، فيتوب بسرعة ويندم.

 

لقد
أخطأ داود النبى. كانت خطية عارضة وسط حياة مملوءة بالبر.

وسط
حياة مملوءة بالصلوات والمزامير ومحبة لله. كما يقول فى صلواته ” محبوب هو
إسمك يارب، فهو طول النهار تلاوتى ” (مز 119). يا الله، أنت إلهى. إليك أبكر.
عشت نفسى إليك ” (مز 63: 1). ” كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه، هكذا
تشتاق نفسى إليك يا الله ” (مز 1: 42).

 

من
الظلم إذن أننا نذكر خطيئة لداود. ولا نذكر صلواته وحبه لله.

 

كما
لو كنا نتصيد إنسان غلطة! ولا نأخذ حياته فى جملتها. وهى فى غالبيتها كلها كلها
قداسة. والأخطاء فيها هى الندرة، على الرغم من فداحة الخطأ. ولا ننسى أن الشيان
حينما يحارب نبياً يحاربه حروباً قاسية جداً، أشد بكثير جداً من محاربته لباقى
الناس، الذين غالباً ما يقودهم إلى الخأ ويتركهم إلى شهوات أنفسهم.

 

كذلك
من الظلم أن نذكر خطيئة لداود، وننسى توبة داود ودموعه.

 

داود
الذى اعترف قائلاً للرب لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت (مز50). وبكى حتى قال
مزجت شرابى بالدموع (مز9: 102) اجعل دموعى فى زق عندك (مز8: 56) تعبت فى تنهدى.
أعوم فى كل ليلة سريرى. وبدموعى أبل فراشى (مز6: 6). وكل هذا البكاء يدل على
شفافية روحه وندمه على خطيته فى عمق. هل نذكر الخطية، وننسى عذاب قلبه بسببها؟!
حقاً كما قال داود:

 


أقع فى يد الله، ولا أقع فى يد إنسان. لأن مراحم الله واسعة (2صم14: 24).

 

نفس
هذا الكلام أو ما يشبهه، نقوله عن باقى الأنبياء ورجال الله فى أخائهم. وبخاصة فى
عصر الوثنية وانتشار الفساد، الذى كان فيه هؤلاء الآباء مشاعل من نور، على الرغم
من سقات بعضهم. هذه السقطات التى قال عنها أحدهم لا تشمتى بى يا عدوتى. فإنى إن
سقت أقوم ” (مي8: 7)0

 

سمح
الله ببعض السقطات لهؤلاء القديسين، حتى لا ترتفع قلوبهم بسبب عمق برهم، وعمق
صلتهم بالله، فيقعوا فى البر الذاتى.

 

كانوا
فى درجات عالية من القداسة. ويكمن أن يستغلها الشيطان لكى يضربهم بالكبرياء. لذلك
سمح الله أن ترتفع نعمته عنهم قليلاً حتى يشعروا بضعفهم فى سقطتهم. فتنسحق قلوبهم،
ويروا أن ما كانوا فيه من بر هو عمل الله معهم، وليس من نقاوة طبيعية أو من
مجهودهم البشرى فى مقاومة الخطية والشيطان. وهكذا يتضعون فيرفعهم الله بسبب
اتضاعهم.

 

وكان
فى سقوط هؤلاء الأبرار درس لنا.

لكى
نحترس فى سلوكنا، ونخاف لئلا نسقط نحن أيضاً. وكما قال الرسول ” من يظن أنه
قائم، فلينظر أن لا يسقط ” (1كو 10: 12) ” لا تستكبر بل خف ” (رو
11: 20)

 

هذا
من ناحية. ومن ناحية أخرى، حتى لا نكون قساة فى معاملة الذين يسقطون فنحن معرضون
للسقوط، إن كان بعض من الأنبياء قد سقطوا! وهكذا يقول الرسول:

 


أيها الأخوة، أن أن سيق إنسان فى زلة، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح
الوداعة، ناظراً إلى نفسك لئلا تجرب أنت أيضاً ” (غل1: 6).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى