اسئلة مسيحية

يقول البعض أنه لا توجد عقوبة في المسيحية، علي اعتبار أنه عصر النعمة وأن وجدت عقوبة تكون في السماء وليس علي الأرض



يقول البعض أنه لا توجد عقوبة في المسيحية، علي اعتبار أنه عصر النعمة وأن<br /> وجدت عقوبة تكون في السماء وليس علي الأرض

يقول البعض أنه لا توجد عقوبة في المسيحية، علي اعتبار أنه عصر النعمة
وأن وجدت عقوبة تكون في السماء وليس علي الأرض. فهل هذا صحيح؟

وهل العقوبة تتنافي مع النعمة ومع محبة الله المعلنة علي الصليب؟

 

الرد:

النعمة
لا يمكن أن تتعارض مع العدل الإلهي، فنعمة الله لا تكون علي حساب عدله، ولا تنقص
منه!

ونحن
لا نستطيع أن نصور الله محباً في العهد الجديد ومنتقماً في العهد القديم. فالله هو
هو، أمس واليوم وإلي الأبد في العهد القديم كان محباً، وكان يعاقب علي الخطأ، وفي
العهد الجديد هو محب، ويعاقب الله الذي كان يعاقب في العهد القديم، قال عنه داود
النبي ” لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا. لأنه مثل ارتفاع
السماوات فوق الأرض قويت رحمته علي خائفيه. كبعد المغرب عن المشرق، أبعد عنا
معاصينا “(مز 103).

 

وفي
العهد الجديد كنت محبة الله المعلنة علي الصليب، ممتزجة تماماً بعد له ”
الرحمة والحق تلاقيا “(مز 86).

 

وظهر
عدل الله، وظهرت عقوبته في العهد الجديد في أمثلة كثيرة، في الكتاب المقدس وفي
التاريخ.

 ولعل
من أبرز الأمثلة علي العقوبة قصة حنانيا وسفيرا.

لقد
نالا عقوبة من الله علي فم بطرس الرسول، فسقط حنانيا ميتاً، لنه كذب علي الروح
القدس. ولما اشتركت زوجته سفيرا في الكذب، قال لها القديس بطرس الرسول ” هوذا
أرجل الذين دفنوا رجلك علي الباب وسيحملونك خارجاً “(أع 5: 9) ” فوقعت
في الحال عند رجلية وماتت ” وصار خوف عظيم علي جميع الذين سمعوا بذلك ”

عقوبة
حنانيا وسفيرا كانت علي الأرض. ولم تقتصر علي عقوبة السماء.

وهكذا
صارت عقوبة عليم الساحر. هذا قاوم برنابا وشاول فامتلأ شاول من الروح القدس وقال
له: ” يا عدو كل بر هوذا يد الرب عليك، فتكون أعمي لا تبصر الشمس إلي حين ففي،
الحال سقط عليه ضباب وظلمة، فجعل يدور ملتمساً من يقوده بيده “(أع 13: 8: 11).

ومن
العقوبات التي اشتهرت في المسيحية، عقوبة العزل.

ففي
الحديث عن خاطئ مورنثوس، وبخ الرسول الشعب علي عدم معاقبته وقال لهم ” لا
تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا “(1كو 5: 11) وقال لهم أيضاً ” اعزلوا
الخبيث من وسطكم ” (1كو 15: 13). وعقوبة العزل هذه، تحدث عنها القديس يوحنا
الرسول، اكثر الرسل حديثاً عن المحبة فقال ” إن كان احد يأتيكم، ولا يجئ بهذا
التعليم، فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا سلام، لأن من يسلم عليه يشترك في اعماله
الشريرة “(3يو 10: 11).

 

ومن
اصعب عقوبات العهد الجديد، عقوبة خاطئ كورنثوس:

إذ
قال القديس بولس الرسول ” فإني أنا قد حكمت ان يسلم مثل هذ1 للشيطان، لهلاك
الجسد، لكي تخلص الروح في يوم الرب “(1كو 5: 5). فهنا عقوبة، تتم علي الأرض

ومن
العقوبات المشهورة في المسيحية، العقوبة التي عاقب الله بها هيرودس الملك علي
كبريائه. فإنه لما قبل أن يقول له الشعب: هذا صوت إله صوت إنسان ” في الحال
ضربه ملاك الرب، لأنه لم يعط المجد لله.فصار يأكله الدود ومات “(أع 12: 22،
23).

 

وهناك
عقوبات كثيرة شرحها سفر الرؤيا

ومن
امثلة ذلك العقوبات التي تصيب الأرض، حينما يبوق الملائكة السبعة بأبواقهم. وقد
قيل بعد بوق الملاك الرابع ” ثم نظرت وسمعت ملاكاً في وسط السماء، قائلاً
بصوت عظيم ” ويل ويل ويل للساكنين علي الأرض، من أجل بقية أصوات الثلاثة
ملائكة المزمعين أن يبقوا “(اع 8: 13). وما أكثر العقوبات في هذا السفر

والعقوبة
ذكرها السيد المسيح من أول عظته علي الجبل:

فقال
” واما أنا فأقول لكم إن كل من يغضب علي أخيه باطلاً، يكون مستوجب الحكم. ومن
قال لأخية رقاً، يكون مستوجب المجمع “(متي 5: 22). فهنا عقوبة وعقوبة علي
الأرض، غير عقوبة ” ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم “.

 

ومن
العقوبات أيضاً أناثيما، أو الحرام.

وكما
قتال برلس الرسول: لكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء يبشركم بشرناكم به، فليكن
أناثيما. كما سبقنا فقلنا أقول الآن أيضا: أن كان احد يبشركم بغير ما قبلتم
اناثيما “(غل 1: 8،9).

 

نحب
أياً أن نقول ن العقوبة دليل علي المحبة.

فالكتاب
يقول ” الذي يحبه الرب يؤدبه ” (عب 12: 6). فالعقوبة إذن لا تتعارض مع
المحبة. ولا تتناقض مع عمل النعمة وكثيراً ما كانت العقوبة سبباً لاستيقاظ النفس
وحفظ أبديتها. وهذه هي المحبة الحقيقية، وربما إذا ترك الخاطئ علي الأرض بدون محبة،
يصل إلي الاستهتار واللامبالاة، وبهذا تهلك نفسه ولا يتق هذا مع محبة الله للخطاة

 

وقوانين
الكنيسة حافلة بعقوبات للخطاة

وهذه
القوانين وضعها بروح الله: الآباء الرسل، والمجامع المقدسة، وكبار الآباء القديسين،
وتشمل الكثير من العقوبات، وأي أرثوذكسي تدخل هذه القاعدة في عقيدته. وهي لا تختلف
أبداً عن روح الكتاب كما ذكرنا.

 

ومن
العقوبات المعروفة التوبيخ، وهو أقل العقوبات.

وقد
قال الرسول لتلميذه تيطس (عظ ووبخ بكل سلطان “(تي 2: 15) بل قال أيضاً ”
وبخهم أمام الجميع، لكي يكون عند الباقين خوف ” (1 تي 5: 20). أما الذي يكره
هذه العقوبة، فيقول عنه الكتاب ” وبخ حكيماً. وبخ جاهلاً يكرهك “(ام 9: 8).

 

إن
عمل النعمة ليس هو التدليل، إنما هو التقديم والتهذيب، وقيادة النفس إلي محبة الله

وفي
ذلك تنفع العقوبة، بينما التدليل قد يفسد النفس. ومحبة الرب التي ظهرت علي الصليب،
تقودنا إلي الصليب أيضاً.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى