اسئلة مسيحية

هل الجسد هو عنصر الخطية فى الإنسان؟ وهو سبب كل خطية؟ وعليه تقع مسئوليه الخطايا، بحيث يمكن أن نسميه جسد الخطية؟ وهل هو وحده يخط



هل الجسد هو عنصر الخطية فى الإنسان؟ وهو سبب كل خطية؟ وعليه تقع مسئوليه<br /> الخطايا، بحيث يمكن أن نسميه جسد الخطية؟ وهل هو وحده يخط

هل الجسد هو عنصر الخطية فى الإنسان؟ وهو سبب كل خطية؟ وعليه تقع
مسئوليه الخطايا، بحيث يمكن أن نسميه جسد الخطية؟ وهل هو وحده يخطئ، والروح مظلومه
معه، لأنها ” تشتهى ضد الجسد ” (غل 5: 17)؟. وإن كان الأمر هكذا، فلماذا
خلق الله الجسد؟!

 

الرد:

لو
كان الجسد شراً فى ذاته، ما خلقه الله.

ولعلنا
نلاحظ أن الله بعد ما خلق الإنسان من جسد وروح، نظر إلى كل ما عمله، فإذا هو حسن
جداً (تك 1: 31). إذن لم يخلقه الله عنصراً للخطية. ولقد عاش آدم وحواء فترة
بالجسد فى الجنة بدون خطية، وفى بساطة وطهارة وبراءة، قبل أن تدخل الخطية إلى
العالم.

 

ولسنا
نستطيع أن نقول إن الجسد بدأ بالخطية!

وحقا
هناك ثمرة محرمة وأكل منها. ولكن سبق الأكل شهوة الألوهية، وشهوة المعرفة، والشك
فى كلام الله. (و كل هذه أخطاء للروح)، وقد كان إغراء الحية واضحاً ” لن
تموتاً ” هنا الشك. وأيضاً إغراء الألوهية ” تصيران مثل الله، عارفين
الخير والشر ”

 

(تك
3: 5) أترى الروح قد اشتهت الألوهية والمعرفة، فأسقطت الجسد معها، فأكل من الثمرة
لتوصله إلى كل هذا؟! على الأقل يمكننا أن نقول:

إن
سقطة الإنسان الأول، كانت سقطة جسد وروح معاً.

الإثنان
اتحدا معاً فى عمل واحد، هو كسر الوصية الإلهية. وللأسف فإن غالبية الناس يتحدثون
فقط عن خطية الجسد، الذى قطف وأكل. وينسون العوامل الداخلية التى دفعته إلى هذا،
وهى أخطاء من الروح. إذن يمكن أن تخطئ الروح كما يخطئ الجسد. ولا نقول إن الجسد
وحده يخطئ.

 

بل
أول خطية عرفها الكون، هى خطية روح.

نقصد
خطية الشيطان، وهو روح لا جسد له، لأنه كان ملاكاً. والكتاب يقول ” الذى خلق
ملائكته أرواحاً ” (مز 104: 4)

 

وقع
فى خطية الكبرياء، حينما قال ” أصعد إلى السماوات. أرفع كرسى فوق كواكب الله.
اصير مثل العلى ” (أش 14: 13، 14) 0

 

أول
خطية هى الكبرياء. وهى خطية روح.

تلاها
من الشيطان العناد والمقاومة وإعثار الآخرين، إذ أسقط ملائكة آخرين معه، ثم أعثر
الإنسان. وكانت كلها خطايا روح بلا جسد

ووقع
الشيطان أيضاً فى خطية الحسد، كما نقول فى القداس الإلهى ” والموت الذى دخا
إلى العالم بحسد إبليس، هدمته.”. ووقع الشيطان – وهو روح – فى خطية الكذب،
كما فى كذبه على حواء. وقال عنه الرب إنه كذاب وأبو الكذاب (يو 8: 44).

إذن
الروح يمكن أن تخطئ وحدها بدون الجسد.

فليست
كل خطايا الروح هى انقيادها وخضوعها للجسد. كلا، بل هناك خطايا قد تقع فيها الروح
وحدها. وربما يقع الجسد معها مشتركاً فى تلك الخطايا. ولكن بالنسبة إلى الشيطان،
كانت كل الخطايا السابق ذكرها خطايا للروح فقط.

 

فلا
نقول إن الجسد هو سبب كل خطية.

فهناك
أخطاء كثيرة للروح. بل إن الجسد وحده بدون الروح، لا يمكنه أن يخطئ. مثال ذلك
الجسد الميت. فالروح تعطيه الحياة. وهى تشترك معه فى الخطية، بخضوعها له ففى خطية
القتل مثلاً: هل تظنون ن الجسد فقط هو الذى اعتدى وضرب وقتل. أما إن خطايا الروح
من الكراهية والعنف هى التى دفعته إلى هذا؟ لقد سقطت روح قايين، قبل أن يقتل أخاه
بالجسد. ولأننا نعرف خطايا الروح والنفس، نصلى فى القداس قائلين:

 

طهر
نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا.

ونقول
إننا نتناول ” طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأروحنا “.

إذن
الروح ممكن أن تتدنس وتتنجس تماماً مثل الجسد. ولذلك نحن نقول فى صلاة الساعة
الثالثة: طهرنا من دنس الجسد والروح.

 

إذن
ليس الجسد وحده هو الذى يخطئ. فالروح تخطئ أيضاً. ولذلك فإنها تعاقب فى الأبدية مع
الجسد. ولا يعاقب الجسد وحده.

 

لو
كانت الروح قوية، ما سقطت فى خطاياها الخاصة، وما خضعت للجسد مشتركة فى خطاياه. بل
إن أبشع ما توصف به الروح فى الكتاب قوله عنها ” أرواح نجسة “، ”
أرواح شريرة ” (متى 10: 1). قيل هذا عن أرواح الملائكة الذين سقطوا. فبالحرى
يمكن أن تقال عن أرواح البشر الأشرار 0

 

مشكلة
الجسد أنه من المادة، فيحاربه الإنجذاب إليها.

تحاربه
الماديات والجسدانيات. لذلك فرص سقوطه أكثر، لأن ميادين حروبه أكثر من الروح.
ولكنه مع ذلك، ليس بالضرورة خاضعاً للمادة، بل يمكن أن يرتفع عن مستواها

ويستطيع
وهو جسد أن يحيا بطريقة روحية.

وكما
يحدث للجسد فى الصوم، وفى السهر الروحى، وفى النسك والزهد فى الماديات، وفى تعبه
لأجل البر وخلاص الآخرين

ولهذا
كله وأمثاله، نحن نكرم أجساد القديسين.

تلك
الأجساد التى جاهدت من اجل الرب ن تألمت لأجله، وعاشت طاهرة، وأنتصرت فى حروب
العدو، واشتركت مع الروح فى كل بنود العبادة ولسنا نحن وحدنا نكرمها، بل الله نفسه،
الذى سمح أن ميتاً يقوم لما لمس اليشع (2 مل 4)

 

ومن
إكرام الرب للجسد، أن جعله هيكلاً للروح القدس.

وقال
الرسول فى ذلك ” أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هكيل الروح القدس ” (1كو 6:
19). هل نستطيع أن نقول عن هيكل الروح القدس هذا إنه جسد الخطية؟! حاشا0 هوذا
الرسول يقول عنه أيضاً ” ألستم تعلمون أن أجسادكم هى أعضاء المسيح ”
(اكو 6: 15) مقدسة إذن هذه الأجساد. لذلك حسناًً قال الرسول:

فمجدوا
الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله (اكو 6: 20).

إذن
نستطيع أن نمجد الله بالجسد، كما بالروح أيضا. وتظهر فى أجسادنا سمات الرب يسوع،
لكى تظهر حياة الرب يسوع ايضاً فى أجسادنا (2كو 4: 10)

 

إن
جسدنا الذى أخذناه من الرب فى المعمودية، ليس هو جسد الخطية، الرسول يقول ”
لأنكم جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح ” (غل 3: 27).

والله
سيكرم هذا الجسد، حينما يقيمه فى مجد.

حينما
يقوم فى غير فساد، جسداً روحانياً نورانياً، قد تجلت طبيعته على سبه جسد مجده

بل
إن أعظم إكرام للجسد، أن المسيح أخذ جسداً.

لو
كان الجسد شراً فى ذاته، عنصراً للخطية، ما كان المسيح يأخذ جسداً من نفس طبيعتنا،
ويبارك طبيعتنا فيه.

الجسد
يمكن أن يخطئ ويمكن أن يحيا طاهراً 0

وكذلك
الروح أيضاً ولا ننسى أن انتصار الجسد – وهو مادة – على جاذبية المادة، وسلوكه
بطريقة روحانية على الرغم من ماديته هذا أمر عظيم لن ينسى له الله تعب محبته.

إذن
فلنمجد الله فى أجسادنا، وفى أرواحنا التى لله.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى