مريم العذراء القديسة

فضائل العذراء



فضائل العذراء]]>

فضائلالعذراء

 

حياة الاتضاع:

كانالاتضاع شرطًا أساسيًا لمن يولد منها رب المجد.

كانلابد أن يولد من إنسانة متضعة، تستطيع أن تحتمل مجد التجسد الإلهي منها مجد حلولالروح القدس فيها ومجد ميلاد الرب منها، ومجد جميع الأجيال التي تطوبها واتضاعأليصابات أمامها قائلة لها “من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلىّ.. ” (لو1:48، 43). كما تحتمل كل ظهورات الملائكة، وسجود المجوس أمام إبنها. والمعجزاتالكثيرة التي حدثت من ابنها في أرض مصر، بل نور هذا الابن في حضنها.

مقالات ذات صلة

لذلككان “ملء الزمان” (غل4: 4) ينتظر هذه الإنسانة التي يولد ابن الله منها.

وقدظهر الاتضاع في حياتها كما سنرى:

بشرهاالملاك بأنها ستصير أمًا للرب، ولكنها قالت “هوذا أنا أمة الرب” (لو1: 38)أي عبدته وجاريته. والمجد الذي أعطي لها لم ينقص إطلاقًا من تواضعها.

بلأنه من أجل هذا التواضع، منحها الله هذا المجد، إذ “نظر إلى اتضاع أمته”فصنع بها عجائب (لو1: 48، 49).

•ظهر اتضاع العذراء أيضًا في ذهابها إلى أليصابات لكيما تخدمها في فترة حبلها. فماأن سمعت أنها حُبلى- وهي في الشهر السادس- حتى سافرت إليها في رحلة شاقة عبرالجبال. وبقيت عندها ثلاثة أشهر، حتى تمت أيامها لتلد (لو39: 1- 65). فعلت ذلك وهيحبلى برب المجد.

•ومن اتضاعها عدم حديثها عن أمجاد التجسد الإلهي.

 

حياة التسليم:

عاشتقديسة طاهرة في الهيكل.. ثم جاء وقت قيل لها فيه أن تخرج من الهيكل. فلم تحتج ولمتعترض، مثلما تفعل كثير من النساء اللائي يمنعهن القانون الكنسي من دخول الكنيسةفي أوقات معينة. فيتذمرن، ويجادلن كثيرًا في احتجاج..!

•وكانت تريد أن تعيش بلا زواج فأمروها أن تعيش في كنف رجل حسبما تقضي التقاليد فيأيامها..

•فلم تحتج وقبلت المعيشة في كنف رجل، مثلما قبلت الخوج من الهيكل

•كانت تحيا حياة التسليم، لا تعترض: ولا تقاوم، ولا تحتج.

بلتسلم لمشيئة الله في هدوء، بدون جدال.

•كانت قد صممت على حياة البتولية، ولم تفكر إطلاقًا في يوم من الأيام أن تصير أمًا.ولما أراد الله أن تكون أمًا، بحلول الروح القدس عليها (لو1: 35) لم تجادل، بلأجابت بعبارتها الخالدة “هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك”.. لذلكوهبها الله الأمومة، واستبقى لها البتولية أيضًا، وصارت أمًا، الأمر الذي لم تفكرفيه إطلاقًا.. بالتسليم، صارت أمًا للرب.. بل أعظم الأمهات قدرًا.

•وأمرت أن تهرب إلى مصر، فهربت.

وأمرتأن ترجع من مصر، فرجعت. وأمرت أن تنتقل موطنها من بيت لحم وتسكن الناصرة، فانتقلتوسكنت.

كانتإنسانة هادئة، تحيا حياة التسليم، بلا جدال. لذلك فإن القدير صنع بها عجائب إذ نظرإلى اتضاع أمته.

 

حياة الاحتمال:

تيتمتمن والديها الإثنين، وهي في الثامنة من عمرها، وتحملت حياة اليتم. وعاشت في الهيكلوهي طفلة، واحتملت حياة الوحدة فيها. وخرجت من الهيكل لتحيا في كنف نجار واحتملتحياة الفقر.

ولماولدت ابنها الوحيد، لم يكن لها موضع في البيت، فأضجعته في مزود (لو1: 7). واحتملتذلك أيضًا.. واحتملت المسئولية وهي صغيرة السن. واحتملت المجد العظيم الذي أحاطبها، دون أن تتعبها أفكار العظمة.

لميكن ممكنًا أن تصرح بأنها ولدت وهي عذراء، فصمتت واحتملت ذلك.

احتملتالسفر الشاق إلى مصر ذهابًا وإيابًا. واحتملت طردهم لها هناك من مدينة إلى أخرى،بسبب سقوط الأصنام أمام المسيح (أش19: 1). احتملت الغربة والفقر. احتملت أن”يجوز في نفسها سيف” (لو2: 35) بسبب ما لقاه ابنها من اضطهادات وإهانات،وأخيرًا آلام وعار الصلب

لمتكتف العذراء- سلبيًا با
لآحتمال- بل عاشت في الفرح بالرب.

كماقالت في تسبحتها “تبتهج روحي بالله مخلصي” (لو1: 47).

 

الإيمان وعدم التذمر:

فيكل ما احتملته، لم تتذمر إطلاقًا. وفي تهديد ابنها بالقتل من هيرودس، وفي الهروبإلى مصر، وفي ما لاقاه من اضطهاد اليهود، لم تقل وأين البشارة بأنه يجلس على كرسيداود أبيه، يملك.. ولا يكون لملكه نهاية” (لو1: 31، 33)! بل صبرت. وكما قالتعنها أليصابات “آمنت بأن يتم لها ما قيل من قبل الرب” (لو1: 45).

آمنتبأنها ستلد وهى عذراء. وتحقق لها ذلك.

آمنتبأن “القدوس المولود هو ابن الله” (لو1: 35) على الرغم من ميلاده فيمزود. وتحقق لها ما آمنت به. عن طريق ما رأته من رؤى ومن ملائكة، ومن معجزات تمتعلى يديه. آمنت بكل هذا على الرغم من كل ما تعرض له من اضطهادات

آمنتبه وهو مصلوب. فرأته بعد أن قام من الأموات (مت28).

 

الصمت والصلاة والتأمل:

كانمن تدبير الله، أن تتيتم وأن تعيش في الهيكل.

وفيالهيكل تعلمت حياة الوحدة والصمت، وأن تنشغل بالصلاة والتأمل. وإذ فقدت محبة وحنانوالديها، انشغلت بمحبة الله وحده. وهكذا عكفت على الصلاة والتسبحة وقراءة الكتابالمقدس، وحفظ الكثير من آياته، وحفظ المزامير. ولعل تسبحتها في بيت أليصابات دليلواضح على ذلك. فغالبية كلماتها مأخوذة من المزامير وآيات الكتاب.

وصارالصمت من مميزات روحياتها. فعلى الرغم من أنها في أحداث الميلاد: رأت أشياء عجيبةربما تفوق سنها كفتاه صغيرة، وما أحاط بها من معجزات، ومن أقوال الملائكة والرعاهوالمجوس فلم تتحدث مفتخرة بأمجاد الميلاد، بل “كانت تحفظ جميع هذا الكلاممتفكرة به في قلبها” (لو 2: 19)

إنالعذراء الصامته المتأمله، درس لنا:

فليتنامثلها: نتأمل كثيرا، ونتحدث قليلا.

علىإني أرى، إنه لما حان الوقت أن تتكلم، صارت مصدرًا للتقليد الكنسي، في بعض الأخبارالتي عرفها منها الرسل وكتبوا الأناجيل، عن المعجزات والأخبار أثباء الهروب من مصر،وعن حديث المسيح وسط المعلمين في الهيكل وهو صغير (لو3: 46، 47).

 

فضائل أخرى:

لقداختار الرب هذه الفتاه الفقيرة اليتيمة لتكون أعظم إمرأه في الوجود. وكانت تملك فيفضائلها ما هو أعظم من الغنى.

 

منفضائلها أيضا قداستها الشخصية، وعفتها وبتوليتها، ومعرفتها الروحية، وخدمتهاللآخرين. وأمومتها الروحية للآباء الرسل.

ويعوزناالوقت أن نتحدث عن كل فضائلها .

 

تطويب العذراء:

ماأكثر التطويبات التي أعطيت للعذراء.

وردتفي ألحان الكنيسة، وفي التسبحة، في التذاكيات والمدائح وفي الذكصولوجيات، في كليوم من أيام أعيادها، وفي الأبصلمودية الكيهكية، وفي تراتيل الكنيسة، وفيالأبصلمودية.

وتذكرهاالكنيسة في مجمع القديسين قبل رؤساء الملائكة، وهكذا في كل تشفعاتها. والكنيسة فيتطويب السيدة العذراء، إنما تحقق النبوة التي قالتها في تسبحتها:

“هوذامنذ الآن جميع الأجيال تطوبني” (لو1: 48)

والكنيسةتقدم لها بخورًا، وتقدم لها السلام. وما أكثر التسابيح التي تبدأ بعبارة”السلام لمريم” (شيري ني ماريا) أو التسابيح التي يبدأ بعبارة”افرحي يا مريم”. أو التسبحة التي يحرك فيها داود النبي الأوتار العشرةفي قيثارته، وفي كل وتر يذكر تطويبًا لها.

نذكرهافي الأجبية وفي القداس وفي كل كتب النيسة:

فيالسنكسار، وفي الدفنار، وفي القطمارس، وفي الأبصلمودية، وفي كتب المردات والألحان..في صلوات الأجبية، نذكرها في القطعة الثالثة في كل ساعة من ساعات النهار متشفعينبها. ونذكرها في قانون ال
إيمان، إذ نقول في مقدمته “نعظمك يا أم النورالحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله.. ”

نذكرهافي صلاة البركة، أولها وآخرها.

فنبدأالبركة “بالصلوات والتضرعات والابتهالات التي ترفعها عنا كل حين والدة الإلهالقديسة الطاهرة مريم”. وبعد أن نذكر أسماء الملائكة والرسل والأنبياءوالشهداء وجميع القديسين، نختم بها البركة فنقول “وبركة العذراء أولاًوأخرًا”.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى