مريم العذراء القديسة

هيكل أورشليم وعذراء الناصرة



هيكل أورشليم وعذراء الناصرة]]>

هيكلأورشليم وعذراء الناصرة

فىوقت السحر ,حيث يرجح أن بشارة الملاك لزكريا الكاهن كانت فى خدمة بخور الصباح,ينطق صوت أبواق الكهنة ثلاث مرات معلنة بدء يوم جديد ,وهو يشير الى صوت الله الذىيبعث الحياة فى الارض.

 

ولاشكأن صوت البوق له صدى فى نفوس أتقياء أسرائيل إذ هو رمز الامل فى تحقيق مواعيد اللهبإقامة أورشليم سمائية مزمعة أن تحل على الارض, وفى نفس الوقت ينهض اللاويون الذينعليهم خدمة اليوم لمباشرة مهام وظيفتهم ,.

 

مقالات ذات صلة

ويتقدمالعلمانيون الذين يمثلون شعب الله لحضور تقديم الذبيحة نيتبة عن إسرائيل بأسره,سواء فى فلسطين أو فى الشتات.

 

القرعةاليومية:

_______________________

 

وعلىاعلى نقطة فى الهيكل يقف أحد الكهنة يرقب بزوغ الفجر فجر اليوم حيث يعلن بأشارةخاصة بدء الخدمة,بينما تموج أروقة الهيكل من أسفل بنشاط مثل خلية النحل.

فقبلذلك ,ربما قبل صياح الديك ,يستدعى رئيس الكهنة أولئك الذين أغتسلو بحسب الفرائضالطقسية لمباشرة وظائفهم المقدسة.

 

وكانتالخدمة اليومية تحتاج الى 50 كاهنآ ,يقسمون أنفسهم فرقتين ويجلون مفتشين الهيكلوأروقته على ضوء المشاعل.وهاهم يجتمعون ثانية ذاهبين الى “قاعة الاعمدةالمنحوتة” حيث اعتاد مجمع السنهدريم أن يعقد جلساته.

 

وهنايتم ترتيب خدمة اليوم وتعيين خدامها بواسطة القرعة حسمآ للخلافات والمشاجرات التىتحدث نتيجة للغيرة بين الكهنة.اما القرعة فكانت تلقى ثلاث مرات صباحآ ,وأثنتانمنها قبل فتح الهيكل ,والثالثة بعد فتحه ,وعدا قرعة رابعة فى المساء لتحديد الكاهنالمكلف بتقديم البخور.

 

وأولعمل يقوم به من تصيبه القرعة الاولى هو تحريك الجمر المتقد فى مذابح المحرقة,والجماعة التى تقع عليها القرعة الثانية تعد لتقديم الذبيحة ذاتها وتهيئ المنارةذات السبعة ُسرج ومذبح البخور داخل القدس ,كل هذا ينبغى أن يتم قبل بزوغ نورالنهاروقبل أن تفتح أبواب الهيكل.

 

وبعدماينتهى الكهنة المختارون بالقرعة من تجهيز داخل القدس تمهيدآ لأهم وأقدس جزء فىخدمة اليوم الا وهو تقديم البخور أمام الرب ,يجرى إلقاء القرعة للمرة الثالثةلاختيار من يكون له كرامة أصعاد البخور الذى هو رمز لصلوات الشعب المقبولة امامالله, وهو امتياز يناله الكاهن مرة واحدة فى حياته ليترك لرفاقه فرصة أن ينالوا ماناله ,

 

ويسبقهاصلاة من جانب الكهنة المجتمعين ثم تلاوة قانون العقيدة 0 “الشماع” وهوعند اليهود مثل قانون الايمان الارثوذكسى ويتكون من الاجزاء التالية من العهد القديمتث 6:4 _ 9 __,11 : 13 _ 21 __.,عد 15 : 37 _ 41

 

زكرياالكاهن فى الهيكل:

______________________

 

حولرئيس الكهنة التف حينئذاك جمع من الكهنة بينهم شيخ يناهز الستين من عمره وهو زكرياالكاهن لم ينل امتياز تقديم البخور رغم سنه المتقدم ,شخصيته مألوفة لدى المترددينعلى الهيكل إذ كان لفرقته أن تخدم مرتين فى السنة ,.

 

ولايمنع الكاهن من الخدمة طالما أن صحته مازالت تساعده وكان زكريا مختلف عن سائررفقائه من الكهنة ,انه لا يسكن مثلهم فى حى ” أوفل ” فى اورشليم مثلباقى الكهنة العظام ,ولامدينة اريحا القريبة حيث كان يسكن ربع تعداد الكهنة

 

كانيسكن فى احدى بلدان جبال اليهودية ورغم ذلك كان يمتاز عنهم باقترانه بواحده منبنات هارون ,وهذا امتياز مضاعف فى نظر التقليد الكهنوتى القديم.

وفجأةأعلن رئيس الكهنة أن القرعة من نصيب زكريا اليوم ,

 

وعليهأن يختار اثنين من رفقائه لمساعدته فى الاعداد لهذه الخدمة الالهية, وها هو أحدهماقد تقدم ورفع الرماد المتخلف من خدمة مساء الامس وسجد وقفل راجعآ ايضآ ,والثانىمعه جمر متقد ومأخوذ من مذبح المحرقة ,وقد نثره على مذبح البخور فى اوسع دائرةممكنة ,وسجد وقفل راجعآ أيضآ.

 

وفىهذا الاثناء ارتفع صوت “الارغول ” داعيآ الكهنة واللاويين والشعبللاستعداد للخدمة التى تجرى امامهم والتى هى جوهر عبادة اليوم كله.

 

فىداخل القدس:

_________________________

 

أماالكاهن الخديم _ زكريا_ فقد دخل وحده الى القدس حاملآ بيده المجمرة الذهبية ووقفأمام الحجاب الذى يفصله عن قدس الاقداس ,أمامه مذبح البخور لامعآ بالجمر المتقد,وعن يمينه _ مائدة خبز الوجوه وعن يساره المنارة الذهبية بسرجها السبعة المضيئةبينما وجه الكاهن الشيخ يلمع فى رهبة منتظر علامة من الخارج تعلن له أن الوقت قدحان لينثر البخور على المذبح.

 

اماالجميع كهنة وشعبآ واقفون بأيدى مرفوعة وبشفاه ناطقة بكلمات خافته يرددون التسبيحلله على خلاصه فى القديم متوسلين اليه لتحقيق مواعيده فى المستقبل,هذا كله تجسمهسحابة البخور الصاعدة من المذبح الى فوق بينما العيون ترقبها فى طريقها الىعرشالله فى السماء,.

 

وزكرياالكاهن واقفآ يتأمل حبات البخور وهى تحترق ولا يبقى منها سوى رائحة زكية ,والانعليه أن ينحنى ساجدآ ويتراجع ليمنح الحاضرين بركة الختام,ولكن وقعت مفاجأة لم تكنفى الحسبان,إذا بجبرائيل الملاك واقف بين المذبح وبين المنارة ,أى على يمين المذبحوعلى يسار زكريا يخاطبه ويبشره بميلاد يوحنا وخرج زكريا صامت لايتكلم.

 

مضتسته أشهر على المشهد الذى تم فى الهيكل ,وينقلنا لوقا البشير بعيدآ عنه وعن طقوسهوممارساته وذبائحه ومرتليه وعن جلجلة أجراس ثياب الكهنة……….بعيدآ عن ضجيجالصيارفة وباعة الحمام والمرتزقة الذين يتناثرون حول اروقة وحوائطه..بعيدآ عنجماعات الفريسيين والكتبة الذين تزدحم بهم اورشليم..

 

بلوبعيدآ عن ارض اليهودية كلها حيث كانت قرعة سبط يهوذا قديمآ أن يسكن هذه البقعة منأرض الموعد….ويذهب الملاك جبرائيل الى شمال فلسطين الى ارض الجليل.

 

ارضالجليل:

_____________________

 

خصبةبطبيعتها الجغرافية ,تتميز بمدرجاتها وجمال مناظرها الخلابة ,مكتظة بالقرى والمدنسواء على بحر الجليل أو فى داخل الاقليم نفسه ,غنية بالسكان الذين يشتغلونبالزراعة.

 

كانتأصلآ من قرعة أسباط زبولون ونفتالى وأشير ,ولكن بعد عودة إسرائيل من سبيى بابل فىالقرن الخامس قبل الميلاد اختلطت الاسباط مع بعضها البعض ,ولكن ارض الجليل بالذات,لبعدها عن مركز عبادة اورشليم ,سهلت أستيطان عدد من الوثنيين واختلاطهم مع اليهودالاصلين.

 

لذلكيمكن القول بصفة عامة أن سكان الجليل كانوا أقل تمسكآ وحذلقة وتدقيقآ فى الشريعة,فأعتبرهم يهود الجنوب ,أى سكان يهوذا ,أنهم سذج وجهلة ,حتى أن لقب “جليلى” ينم على المهانة كما ورد فى انجيل يوحنا ” العلك أنت أيضآ منالجليل؟” (يقصدون تحقير نيقوديموس لما كان يدافع عن السيد المسيح)

 

“أمنالناصرة (أحدى مدن الجليل) يمكن أن يكون شيئ صالح؟ يو 7 : 52 , 1 : 46

 

فىبيت غذراء الناصرة:

______________________

 

ولكنالملاك جبرائيل ,خلافآ لكل توقعات اليهود ,قصد الجليل ومدينة الناصرة على وجهالتحديد ودخل بيت غذراء فقيرة مخطوبة لرجل ,عذراء ليست من بيت كريم غنى ,ولا منبيت عالم متفقه فى الشريعة ,ولا من بيت مشهود له بالتقوى والقداسة ,بيت عائلةفقيرة بلا تاريخ ولا شهادة على الاطلاق.

 

وبالحقيقةمن قفر الجليل انفجرت لنا أنهار الحياة الابدية ومن أحشاء العذراء صارت البشريةالموحشة تمجد الله بروح التسبيح الجديد الذى نطقة به العذراء بعد نوالها النعمة.

 

سرأختيار العذراء:

__________________

 

مهمااجتهدنا فى السعى وراء هذا السر ,وكيف أنها وجدت نعمه أمام الله ,فلن نصل الى حل,ولكننا لا نتصور فى الوقت نفسه أن الله اختارها عشوائيآ لانه هذا مستحيل فكلماتالبشارة تقول ” سلام لك أيتها الممتلئة نعمة لو 1 : 28

 

ربمافتشت العذراء فى حياتها لتعرف ما الذى جعلها “ممتلئة نعمة” وأنها “وجدت نعمة” أمام الله حتى تستحق هذا التكريم؟ فلم تجد فى سلوكها وحياتها سوىتواضعها فأعلنته فى تسبيحتها وسلمته للاجيال بعدها ” تعظم نفسى الرب وتبتهجروحى بالله مخلصى لانه نظر الى اتضاع أمته ” لو 1 : 46 _ 47

 

ميراثتقوى:

_______________________

ليسمن شك أن النظرة الى المرأة فى العهد القديم ,وبالاخص فى عصر السيد المسيح كانتأقل من الرجل بكثير من التقوى والقداسة. فالحقيقة الكتابية تلقى على عاتقها دخولالخطية., والايات التى وردت عنها فى التوراه جعلت الكتبة والربيين فرصة أن يضعواعليها انواع من الطقوس والتطهيرات أضعاف ما وُضعوا على الرجل,

 

ورغمذلك فقد أفلتت عذراء الناصرة ولم يحتفظ قلبها بشيى من ذلك ,بل اختزن فى اعماقهاكثيرآ من تسابيح العهد القديم لكثرة ترددها على المجمع اليهودى ,فالذى يتأمل” تعظمة مريم ” يتيقن أن لسانها انفتح بالتسابيح من كلمات العهد القديمالتى كانت ترددها كميراث تقوى مسيانى حى تترجاه لحظة بلحظة الى أن تم فيها,فاستحقت تطويب الاجيال.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى